موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِنَ القُرآنِ الكريمِ


1- قال تعالى: وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ [الأعراف: 145] .
قال ابنُ عَبَّاسٍ: (بِقُوَّةٍ: بجِدٍّ وحَزمٍ) [2580] ((تفسير ابن أبي حاتم)) (5/1565). .
أي: كتَبْنا له في الألواحِ من كُلِّ شيءٍ، وقُلْنا له: خُذْها بقُوَّةٍ، أي: بجِدٍّ وحَزمٍ، وصَبرٍ وجَلَدٍ [2581] ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (5/ 374). .
2- قال تعالى: يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا [مريم: 12] .
أي: خُذِ التَّوراةَ بجِدٍّ واجتهادٍ وعَزمٍ؛ فهمًا لمعانيها، وعمَلًا بما فيها، وحملًا للنَّاسِ على اتِّباعِها [2582] ((التفسير المحرر- الدُّرَر السَّنِيَّة)) (16/49). .
3- قال تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ [البقرة: 63] .
 قال الزَّجَّاجُ: (بقُوَّةٍ، أي: خُذوه بجِدٍّ، واترُكوا الرَّيبَ والشَّكَّ) [2583] ((معاني القرآن وإعرابه)) (1/148). .
وقال البَغَويُّ: (خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ: بجِدٍّ واجتهادٍ) [2584] ((معالم التنزيل)) (3/297). .
4- كذلك الآياتُ التي تدعو إلى المُسابقةِ والمُسارعةِ بالخيراتِ تَستلزِمُ الجِدِّيَّةَ في العَمَلِ، ومنها:
قَولُه تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ [البقرة: 148] [المائدة: 48] .
وقوله تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران: 133] .
وقوله: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ [الحديد: 21] .
وقَولُه مُثنيًا على عبادِه المُؤمِنين بَعدَ أن ذَكَر بَعضَ صِفاتِهم: أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ [المؤمنون: 61] . (أي: في مَيدانِ التَّسارُعِ في أفعالِ الخيرِ، هَمُّهم ما يُقَرِّبُهم إلى اللهِ، وإرادتُهم مصروفةٌ فيما ينجِّي من عذابِه، فكُلُّ خيرٍ سَمِعوا به، أو سنَحَت لهم الفُرصةُ إليه، انتَهَزوه وبادَروه، قد نَظَروا إلى أولياءِ اللهِ وأصفيائِه أمامَهم ويَمنةً ويَسرةً يُسارِعون في كُلِّ خيرٍ، ويُنافِسون في الزُّلفى عِندَ رَبِّهم، فنافَسوهم. ولَمَّا كان السَّابقُ لغيرِه المُسارِعُ قد يَسبِقُ لجِدِّه وتشميرِه، وقد لا يَسبِقُ لتقصيرِه؛ أخبَرَ تعالى أنَّ هؤلاء من القِسمِ السَّابِقين، فقال: وَهُمْ لَهَا أي: للخَيراتِ سَابِقُونَ قد بلَغوا ذِرْوتَها، وتبارَوا هم والرَّعيلُ الأوَّلُ، ومع هذا، قد سبقَت لهم مِن اللهِ سابقةُ السَّعادةِ؛ أنَّهم سابِقون) [2585] ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص: 554). .

انظر أيضا: