موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- نماذِجُ مِن التَّودُّدِ عندَ الأنبياءِ والمُرسَلينَ


تودَّد الرُّسلُ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ إلى أقوامِهم بالقولِ والفِعلِ؛ مِن أجلِ استِمالةِ القُلوبِ إلى قَبولِ دَعوتِهم، وهدايةِ الحيارى، وإعلاءِ كلمةِ التَّوحيدِ، فتحمَّلوا الإيذاءَ، وصبَروا وحَلُموا وعفَوا؛ قال تعالى: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا [الأنعام: 34] ، فأحسَنوا العِشرةَ، وصابَروا على الدَّعوةِ، وقابَلوا الإساءةَ بإحسانٍ، قال نوحٌ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لقومِه: إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [الأعراف: 59] ، وقال هودٌ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [الشعراء: 135] ، وقال شُعَيبٌ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ [هود: 84] ؛ إظهارًا للشَّفقةِ والمَرحَمةِ [2497] ((فتوح الغيب)) للطيبي (6/ 420).
ودعا إبراهيمُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أباه إلى التَّوحيدِ وتَركِ عِبادةِ الأصنامِ، وترفَّق في دعوتِه، وتودَّد إليه، قال: يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ للشَّيْطَانِ وَلِيًّا [مريم: 42 - 45] ، فلمَّا أعياه أمرُه وعَده أن يراجِعَ اللهَ فيه، فيسألَه أن يرزُقَه التَّوحيدَ، ويغفِرَ له [2498] ((معالم التنزيل)) للبغوي (5/ 235). ، قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا [مريم: 47] .

انظر أيضا: