موسوعة الأخلاق والسلوك

و- نماذِجُ من التَّواصي بالخيرِ عِندَ العُلَماءِ المُعاصِرينَ


- وصيَّةُ النَّخليِّ لتِلميذِه عبدِ الحَميدِ بنِ باديسَ التي شرَحَت صَدرَه:
قال ابنُ باديسَ: (كُنتُ مُتبَرِّمًا بأساليبِ المُفَسِّرين، وإدخالِهم لتأويلاتِهم الجَدَليَّةِ واصطِلاحاتِهم المَذهَبيَّةِ في كلامِ اللهِ، فذاكَرْتُ يومًا الشَّيخَ النَّخليَّ فيما أجِدُه في نفسي من التَّبرُّمِ والقَلَقِ، فقال لي: "اجعَلْ ذِهْنَك مِصفاةً لهذه الأساليبِ المُعَقَّدةِ، وهذه الأقوالِ المُختَلِفةِ، وهذه الآراءِ المُضطَرِبةِ؛ يسقُطُ السَّاقِطُ، ويبقى الصَّحيحُ، وتستريحُ"، فواللهِ لقد فتَحَ اللهُ بهذه الكَلِماتِ القليلةِ عن ذِهني آفاقًا واسعةً لا عَهدَ له بها) [2168] ((عبد الحميد بن باديس وجهوده التربوية)) لمصطفى حميداتو (ص: 51). .
- وصيَّةُ ابنِ عُثَيمين لطَلَبةِ العِلمِ بضَرورةِ التَّثبُّتِ في النَّقلِ عنه وعن غيرِه من أهلِ العِلمِ:
قال ابنُ عُثَيمين: (فالمُهِمُّ أنَّ النَّاسَ يتقَوَّلونَ على العُلَماءِ؛ لكِنْ أوصيكم بكُلِّ شَيءٍ تسمَعونَه عني وأنتم تَستَنكِرونَه أن تتَّصِلوا بي؛ حتَّى تتحَقَّقوا هل هو صحيحٌ أو غيرُ صحيحٍ؛ فقد يكونُ كَذِبًا، وقد يكونُ حقًّا صِدقًا، ولكِنْ لي وِجهةُ نَظَرٍ لا يَعرِفُها، وإذا سَمِعتُم أيضًا ما تستَنكِرونَه عن العُلَماءِ الآخَرينَ أن تتَّصِلوا بهم، وألَّا تُشِيعوا كُلَّ ما يقالُ، فنسألُ اللهَ السَّلامةَ) [2169] ((اللقاء الشهري)) لابن عثيمين (14/9). .

انظر أيضا: