موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القُرآنِ الكريم


- قال تعالى مخاطبًا نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199] .
قَولُه تعالى: خُذِ الْعَفْوَ (أي: خُذِ الميسورَ من أخلاقِ النَّاسِ؛ مِثلُ: قَبولِ الاعتذارِ، والعَفوِ والمُساهلةِ في الأمورِ، وتَركِ البحثِ عن الأشياءِ، ونحوِ ذلك) [1887] ((تفسير السمعاني)) (2/ 242). .
قال السَّعديُّ: (أي: ما سمَحَت به أنفُسُهم، وما سَهُل عليهم من الأعمالِ والأخلاقِ، فلا يُكَلِّفُهم ما لا تسمَحُ به طبائِعُهم، بل يَشكُرُ مِن كُلِّ أحدٍ ما قابله به من قَولٍ وفِعلٍ جميلٍ، أو ما هو دونَ ذلك، ويتجاوَزُ عن تقصيرِهم، ويغُضُّ طَرفَه عن نَقصِهم، ولا يتكبَّرُ على الصَّغيِر لصِغَرِه، ولا ناقِصِ العقلِ لنَقصِه، ولا الفقيرِ لفَقرِه، بل يعامِلُ الجميعَ باللُّطفِ والمقابلةِ بما تقتضيه الحالُ، وتنشَرِحُ له صدورُهم) [1888] ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص: 313). .
ففي هذه الآيةِ إشارةٌ إلى الإغضاءِ عن العُيوبِ، والصَّفحِ عن الذُّنوبِ، والتَّغافُلِ عن الزَّلَّاتِ [1889] ((البرهان في علوم القرآن)) للزركشي (3/54) .
وقال تعالى في وصفِ أخلاقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع زوجاتِه: فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ [التحريم: 3] .    
قال السَّمعانيُّ: (قَولُه: عَرَّفَ بَعْضَهُ أي: عرَّفها بعضَ ما كان بينهما، وأعرضَ عن البعضِ؛ تكرُّمًا وصفحًا، والتَّغافُلُ عن كثيرٍ من الأمورِ من شِيمةِ العُقلاءِ وأهلِ الكَرمِ) [1890] ((تفسير القرآن)) للسمعاني (5/472). .
- وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [الحجرات: 12] ، قال السَّعديُّ: (وَلَا تَجَسَّسُوا أي: لا تُفَتِّشوا عن عوراتِ المُسلِمينَ، ولا تتَّبِعوها، واترُكوا المسلِمَ على حالِه، واستَعمِلوا التَّغافُلَ عن أحوالِه التي إذا فُتِّشَت ظَهَر منها ما لا ينبغي) [1891] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص: 801). .

انظر أيضا: