موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


- عن أبي أُمامةَ قال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ الأميرَ إذا ابتغى الرِّيبةَ في النَّاسِ أفسَدَهم)) [1892] أخرجه أبو داود (4889)، وأحمد (23815). صحَّحه لغيره الألباني في ((صحيح سنن أبي داود))، وحسَّنه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (4889)، ووثَّق رجالَه الهيثميُّ في ((مجمع الزوائد)) (5/218). .
قال المُناويُّ: (ومقصودُ الحديثِ حَثُّ الإمامِ على التَّغافُلِ، وعَدَمِ تتبُّعِ العوراتِ؛ فإنَّ بذلك يقومُ النِّظامُ ويحصُلُ الانتظامُ) [1893] ((فيض القدير)) (2/323). .
- وعن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ أنَّ عائشةَ -رَضِيَ اللهُ عنها- زَوجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت: ((دخل رهطٌ من اليهودِ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالوا: السَّامُ عليكم، قالت عائشةُ: ففَهِمْتُها فقُلتُ: وعليكم السَّامُ واللَّعنةُ! قالت: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَهلًا يا عائشةُ! إنَّ اللهَ يحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كُلِّه. فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، أوَلم تسمَعْ ما قالوا؟ قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: قد قلتُ: وعليكم)) [1894] أخرجه البخاري (6024) واللفظ له، ومسلم (2165). .
وقد استُنبِطَ من هذا استحبابُ تغافُلِ أهلِ الفَضلِ عن سَفَهِ المُبطِلين إذا لم يترتَّبْ عليه مفسَدةٌ [1895] يُنظر: ((الآداب الشرعية والمنح المرعية)) لابن مفلح (1/ 294). .
- وعن عبدِ اللهِ بنِ زَمعةَ قال: خطب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم... وفيه: ثمَّ وعَظَهم في ضَحِكِهم من الضَّرطةِ، فقال: ((إلامَ يضحَكُ أحَدُكم ممَّا يفعَلُ؟)) [1896] أخرجه البخاري (4942)، ومسلم (2855) واللفظ له .
قال النَّوويُّ: (فيه النَّهيُ عن الضَّحِكِ من الضَّرطةِ يسمَعُها من غيرِه، بل ينبغي أن يتغافَلَ عنها ويستَمِرَّ على حديثِه واشتغالِه بما كان فيه، من غيرِ التفاتٍ ولا غيرِه، ويُظهِرَ أنَّه لم يسمَعْ) [1897] ((شرح النووي على مسلم)) للنووي (17/188) .

انظر أيضا: