موسوعة الأخلاق والسلوك

هـ- نماذِجُ من التَّعاوُنِ عندَ العُلَماءِ المتقَدِّمين والمُتأخِّرين


1- قال الخَطيبُ البغداديُّ: (واستشَرْتُ البرقانيَّ في الرِّحلةِ إلى عبدِ الرَّحمنِ بنِ النَّحَّاسِ بمِصرَ، أو أخرُجُ إلى نيسابُورَ، فقال: إن خرَجْتَ إلى مصرَ إنَّما تخرُجُ إلى رجلٍ واحدٍ، فإن فاتك ضاعت رِحلَتُك، وإن خرَجْتَ إلى نيسابُورَ ففيها جماعةٌ؛ فخرَجْتُ إلى نيسابُورَ) [1837] ((تذكرة الحفاظ)) للذهبي (3/ 222). .
2- وكان ابنُ الحُطَيئةَ النَّاسِخُ يعيشُ من الوِراقةِ، وكان خطُّه خطًّا صحيحًا مرغوبًا فيه مِن أئمَّةِ العِلمِ بمصرَ؛ لصِحَّتِه وتحقيقِه، وعَلَّم زوجتَه وابنتَه الكتابةَ، فكتَبَتا بخطٍّ مثلِ خَطِّه، فكان يأخُذُ الكتابَ ويقسِمُه بينه وبينَهما، فيكتُبُ كُلُّ واحدٍ منهم جزءًا من الكتابِ، فلا يُفَرَّقُ بَينَ خُطوطِهم، ثمَّ نسخوا الكثيرَ بالأُجرةِ [1838] ((إنباه الرواة)) للقفطي (1/ 74). .
3- كان ابنُ الأنباريِّ يُملي من حِفظِه، فحضره الدَّارقُطنيُّ في مجلِسٍ يومَ جُمعةٍ، فصَحَّف اسمًا، قال: (فأعظَمْتُ له أن يُحمَلَ عنه وَهمٌ وهِبْتُه، فلمَّا انقضى المجلِسُ عرَّفْتُ مُستَملِيَه، فلمَّا حضَرَت الجُمُعةُ الثَّانيةُ قال ابنُ الأنباريِّ للمُستَملي: عَرِّفِ الجماعةَ أنَّا صَحَّفْنا الاسمَ الفُلانيَّ، ونبَّهَنا ذلك الشَّابُّ على الصَّوابِ) [1839] ((غاية النهاية)) لابن الجزري (2/ 231) رقم (3373). .
4- وكان أبو عليٍّ النَّيسابوريُّ في أيَّامِ الحداثةِ يتعَلَّمُ في الصَّاغةِ، فنصَحَه بعضُ العُلَماءِ لَمَّا شاهد فَرْطَ ذكائِه، وأشار عليه بطَلَبِ العِلمِ؛ فهَشَّ لذلك، وأقبَل على الطَّلَبِ [1840] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (16/ 52). .
5- وأملى الجُوَينيُّ ثلاثةَ أجزاءٍ من كتابٍ سَمَّاه (المحيطَ)، فاستدرك البَيهقيُّ عليه أشياءَ، فلمَّا وصل إليه الاستدراكُ، وقُرِئَت عليه الرِّسالةُ، قال: (هكذا يكونُ العِلمُ!)، وترك تمامَ التَّصنيفِ [1841] ((رسالة البيهقي للجويني)) (ص46 - 105). .
6- وقال كمالُ الدِّينِ الشُّمُنيُّ في خُطبةِ شَرحِه على النُّخبةِ لابنِ حَجَرٍ: (وأرغَبُ إلى كُلِّ فاضلٍ يَقِفُ على هذا التَّصنيفِ أن يُصلِحَ ما وجَد فيه من خَلَلٍ أو تحريفٍ؛ فإنَّ التَّعاوُنَ على البِرِّ والتَّقوى مطلوبٌ) [1842] ((الجواهر والدرر)) للسخاوي (1/ 280). .

انظر أيضا: