موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القُرآنِ الكريمِ


1- قال سُبحانَه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة: 2] .
قال ابنُ كثيرٍ: (يأمُرُ تعالى عبادَه المؤمِنين بالمعاوَنةِ على فِعلِ الخيراتِ، وهو البِرُّ، وتَركُ المُنكَراتِ، وهو التَّقوى، وينهاهم عن التَّناصُرِ على الباطِلِ، والتَّعاوُنِ على المآثِمِ والمحارِمِ) [1747] ((تفسير القرآن العظيم)) (2/12). .
وقال القُرطبيُّ: (أي: لِيُعِنْ بعضُكم بعضًا، وتحاثُّوا على ما أمرَ اللهُ تعالى واعمَلوا به، وانتَهوا عمَّا نهى اللهُ عنه وامتَنِعوا منه) [1748] ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (6/46). .
وقال ابنُ بازٍ: (والمعنى: احذَروا مغبَّةَ التَّعاوُنِ على الإثمِ والعُدوانِ، وتَرْكِ التَّعاوُنِ على البِرِّ والتَّقوى، ومن العاقبةِ في ذلك: شِدَّةُ العقابِ لمن خالف أمرَه، وارتكَب نَهْيَه، وتعدَّى حدودَه) [1749] ((مجموع فتاوى ومقالات متنوعة)) (5/93). .
2- وقال تعالى حكايةً عن موسى عليه السَّلامُ: وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي [طه: 29 - 32] ، قولُه: اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي أي: قَوِّ ظَهْري وأعِنِّي به، وقَولُه: وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي: أي: اجعَلْه نبيًّا مِثلَ ما جعَلْتَني نبيًّا، وأرسِلْه معي إلى فِرعَونَ [1750] ((جامع البيان)) (16/55، 56). ، واجعَلْه شريكي في أمرِ الرِّسالةِ حتى نتعاونَ على أدائِها على الوجهِ الذي يؤدِّي إلى أحسَنِ الغاياتِ، ويوصِلُ إلى الغَرَضِ على أجمَلِ السُّبُلِ [1751] ((تفسير المراغي)) (16/107). .
قال السَّعديُّ: (... سأل اللهَ أن يجعَلَ أخاه معه، يتساعدانِ ويتعاونانِ على البرِّ والتَّقوى) [1752] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص 504). .
3- وقال تعالى: وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ [الأنفال: 72] ، ثمَّ قال: إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ [الأنفال: 73] أي: إلَّا تفعلوا ما أمَرْتُكم به من التَّعاوُنِ والنُّصرةِ على الدِّينِ تكُنْ فِتنةٌ في الأرضِ [1753] ((معالم التنزيل)) للبغوي (3/ 380)، ((زاد المسير)) لابن الجوزي (2/ 228). .
4- وقال تعالى: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر: 1 - 3] .
 (أي: يوصي بعضُهم بعضًا بذلك، ويحثُّه عليه، ويُرَغِّبُه فيه) [1754] ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (1/934). .
(فهذه السُّورةُ العظيمةُ القصيرةُ اشتمَلت على معانٍ عظيمةٍ، من جملتِها: التَّواصي بالحَقِّ، وهو التَّعاوُنُ على البِرِّ والتَّقوى) [1755] ((مجموع فتاوى ومقالات متنوعة)) لابن باز (5/87). .

انظر أيضا: