موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القُرآنِ الكريمِ


1- قال تعالى: إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، (أي: إنَّ في طَبعِ الإنسانِ الكُنودَ لرَبِّه، أي: كُفرانَ نِعمتِه... فالإنسانُ لا يخلو من أحوالٍ مآلُها إلى كُفرانِ النِّعمةِ؛ بالقَولِ والقَصدِ، أو بالفِعلِ والغَفلةِ؛ فالإشراكُ كُنودٌ، والعِصيانُ كُنودٌ، وقِلَّةُ مُلاحظةِ صَرفِ النِّعمةِ فيما أُعطِيَت لأجْلِه كُنودٌ، وهو متفاوِتٌ، فهذا خُلُقٌ مُتأصِّلٌ في الإنسانِ؛ فلذلك أيقَظَ اللَّهُ له النَّاسَ ليَرِيضوا أنفُسَهم على إماتةِ هذا الخُلُقِ من نفوسِهم، كما في قَولِه تعالى: إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا [المعارج: 19] ، وقَولِه: خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ [الأنبياء: 37] ، وقَولِه: إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى [العلق: 6 - 7] ) [6923] ((التحرير والتنوير)) لابن عاشور (30/ 502، 503). .
2- قال تعالى: وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا [الإسراء: 67] .
قال الطَّبَريُّ: (وإذا نالَتْكم الشِّدَّةُ والجَهدُ في البَحرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ يقولُ: فقَدْتُم مَن تَدعون مِن دونِ اللَّهِ من الأندادِ والآلهةِ، وجارَ عن طريقِكم فلم يُغِثْكم، ولم تجِدوا غيرَ اللَّهِ مُغيثًا يُغيثُكم- دَعَوتُموه، فلمَّا دعَوتُموه وأغاثكم وأجاب دُعاءَكم ونجاكم من هولِ ما كُنتُم فيه في البَحرِ، أعرَضْتُم عمَّا دعاكم إليه ربُّكم مِن خَلعِ الأندادِ، والبراءةِ من الآلهةِ، وإفرادِه بالأُلوهةِ؛ كُفرًا منكم بنِعمتِه) [6924] ((جامع البيان)) للطبري (14/668). .  
3- وقال تعالى: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ [النحل: 83]  
قال مجاهِدٌ وقتادةُ: (نِعمةُ اللَّهِ: ما عدَّد عليهم في هذه السُّورةِ من النِّعَمِ، يُقِرُّونَ بأنَّها من اللَّهِ، ثمَّ إذا قيل لهم: صَدِّقوا وامتَثِلوا أمرَ اللَّهِ فيها، يُنكِرونها ويقولون: وَرِثناها عن آبائِنا) [6925] ((لباب التأويل)) للخازن (3/93). .
4- وقال تعالى في بيانِ نُكرانِ بني إسرائيلَ نِعَمَه: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ [البقرة: 87] .
(فمِن مظاهِرِ نِعَمِ اللَّهِ على بنى إسرائيلَ أنَّه لم يَكتَفِ بإنزالِ الكُتُبِ لهدايتِهم، وإنَّما أرسَل فيهم بجانِبِ ذلك رُسُلًا متعَدِّدين؛ لكي يُبَشِّروهم ويُنذِروهم، ولكِنَّ بني إسرائيلَ قابَلوا نِعَمَ اللَّهِ بالجُحودِ والكُفرانِ؛ فقد حرَّفوا كُتُبَ اللَّهِ، وقتَلوا بعضَ أنبيائِه) [6926] ((التفسير الوسيط)) (1/195). .
5- وقال تعالى محَذِّرًا من عاقبةِ نُكرانِ النِّعمةِ والجَميلِ: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ  [النحل: 112] .
قال الرَّازيُّ: (فنَبَّه بذلك على أنَّ كَونَ النِّعمةِ واصِلةً إليهم يُوجِبُ أن يكونَ كُفرانُها سبَبًا للتَّبديلِ) [6927] ((مفاتيح الغيب)) (3/477). .
-وقال تعالى مُرشِدًا عبادَه لمقابلةِ المعروفِ بمِثلِه: هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ [الرحمن: 60].
قال ابنُ عَطيَّةَ: (جزاءُ مَن أحسَنَ بالطَّاعةِ أن يُحسِنَ إليه بالتَّنعيمِ) [6928] ((المحرر الوجيز)) (5/234). .
6- وقال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ [إبراهيم: 28 - 29] .
(نِعمةُ اللَّهِ هنا: هو محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ودينُه؛ أنعَمَ اللهُ به على قُرَيشٍ، فكَفَروا النِّعمةَ ولم يَقبَلوها) [6929] ((التسهيل لعلوم التنزيل)) لابن جُزَيٍّ (1/ 411). .

انظر أيضا: