موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ نُكْرانِ الجَميلِ وغيرِه من الصِّفاتِ


- الفَرْقُ بَيْنَ النُّكْرانِ والجُحودِ:
الفَرْقُ بَيْنَ الإنكارِ والجَحدِ: أنَّ الجَحدَ أخَصُّ من الإنكارِ، وذلك أنَّ الجَحدَ إنكارُ الشَّيءِ الظَّاهِرِ، والشَّاهِدُ قَولُه تعالى: بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ [الأعراف: 51] ، فجَعَل الجَحدَ ممَّا تدُلُّ عليه الآياتُ، ولا يكونُ ذلك إلَّا ظاهِرًا، وقال تعالى: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا [النحل: 83] ، فجَعَل الإنكارَ للنِّعمةِ؛ لأنَّ النِّعمةَ قد تكونُ خافيةً.
 ويجوزُ أن يُقالَ: الجَحدُ هو إنكارُ الشَّيءِ مع العِلمِ به، والشَّاهِدُ قَولُه: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ [النمل: 14] ، فجَعَل الجَحدَ مع اليقينِ، والإنكارُ يكونُ مع العِلمِ وغيرِ العِلمِ [6921] ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (1/46). .
- الفَرْقُ بَيْنَ النُّكْرانِ والكُفرانِ:
كُفرانُ النِّعمةِ هو جُحودُها وسَترُها، ونُكْرانُ الجَميلِ ضِدُّ الإقرارِ به؛ فالكافِرُ بالنِّعمةِ جاحِدٌ لها، ومُنكِرُ الجميلِ غيرُ مُقِرٍّ به، وعَدَمُ الإقرارِ جُحودٌ، فالمعنيانِ مُتقارِبانِ [6922] يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (5/144)، ((القاموس المحيط)) للفيروز آبادي (ص: 470)، ((معجم متن اللغة)) لأحمد رضا (5/82)، ((التعريفات الفقهية)) لمحمد عميم (ص: 37)، ((نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم)) (11/ 5654). .

انظر أيضا: