موسوعة الأخلاق والسلوك

سادسًا: أسبابُ الوقوعِ في المَنِّ


1- ضَعفُ إيمانِ صاحِبِه، وجَهلُه.
2- البُخلُ؛ لأنَّه لا يمُنُّ إلَّا بما عَظُم في نفسِه إخراجُه عن يَدِه، وشُحُّه عليه عَظَّمَه عِندَه فأدَّاه إلى إيذاءِ مَن وَصَله به، واستطالتِه عليه، والجَوادُ لا يَعظُمُ عِندَه شيءٌ ممَّا يمنَحُه، ولا يذكُرُه، ولا يَمُنُّ به [6776] يُنظَر: ((إكمال المعلم بفوائد مسلم)) لعياض (1/ 382). .
3- كثرةُ تمَلُّقِ النَّاسِ له ومدحُهم إيَّاه؛ ممَّا يجعَلُه يرى لنفسِه الحَقَّ في الامتنانِ بفِعلِه وعمَلِه.
4- ضَعفُ وُثوقِه بموعودِ اللهِ عزَّ وجَلَّ وإثابتِه في الآخرةِ؛ لذا يحرِصُ على نَيلِ ذلك في الدُّنيا، وكأنَّه متوعَّدٌ بقَولِه تعالى: وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ [الشورى: 20] .
5- عَدَمُ مخالطةِ أهلِ التَّقوى والنَّصيحةِ الذين يُذَكِّرونه بسوءِ فِعلِه، ووجوبِ إقلاعِه عنه.
6- تزيينُ الشَّيطانِ له أنَّ له الحَقَّ في فِعلِه وامتنانِه على غيرِه.
7- نسيانُ نِعمةِ اللهِ عليه.
8- العُجبُ بالنَّفسِ أو بكثرةِ العَمَلِ.
9- الكِبرُ.
قال أبو العبَّاسِ القُرطُبيُّ في بيانِ أسبابِ المَنِّ: (المَنُّ لا يكونُ -غالبًا- إلَّا عن البُخلِ، والعُجبِ، والكِبرِ، ونِسيانِ مِنَّةِ اللهِ تعالى فيما أنعَم به عليه؛ فالبخيلُ: يَعظُمُ في نفسِه العطيَّةُ وإن كانت حقيرةً في نفسِها، والعُجبُ: يحمِلُه على النَّظَرِ لنَفسِه بعينِ العظَمةِ، وأنَّه منعِمٌ بمالِه على المعطى له، ومتفَضِّلٌ عليه، وأنَّ له عليه حقًّا يجبُ عليه مراعاتُه، والكِبرُ: يحمِلُه على أن يحتَقِرَ المُعطى له وإن كان في نفسِه فاضِلًا، وموجِبُ ذلك كُلِّه الجهلُ، ونسيانُ مِنَّةِ اللهِ تعالى فيما أنعَم به عليه؛ إذ قد أنعَم عليه ممَّا يعطي، ولم يحرِمْه ذلك، وجعَله ممَّن يُعطي، ولم يجعَلْه ممَّن يَسأَلُ، ولو نَظَر ببصيرةٍ لعَلِمَ أنَّ المِنَّةَ للآخِذِ؛ لِما يزيلُ عن المعطي من إثمِ المَنعِ وذَمِّ المانعِ، ومن الذُّنوبِ، ولِما يحصُلُ له من الأجرِ الجزيلِ، والثَّناءِ الجميلِ) [6777] ((المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم)) (1/ 304). .

انظر أيضا: