موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: معنى المنِّ لُغةً واصطِلاحًا


المَنُّ لُغةً:
المَنُّ أصلُه الإنعامُ والفضلُ، و(منن) أصلٌ يدُلُّ على اصطناعِ خيرٍ، يقالُ: منَّ عليه مَنًّا، ثمَّ أُطلِق على عَدِّ الإنعامِ على المنعَمِ عليه، يقال: مَنَنْتُ عليه مَنًّا: عدَدْتُ له ما فعَلْتُ له من الصَّنائِعِ، مثل أن تقولَ: أعطيتُك وفعَلْتُ لك، ومنه قولُه تعالى: وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ [المدثر: 6] ، وهو إذا ذكِر بعد الصَّدَقةِ والعطاءِ تَعَيَّن للمعنى الثَّاني.
ولهذه المادَّةِ أصلٌ آخَرُ يدُلُّ على قَطعٍ وانقِطاعٍ، ومنه يقالُ: مَنَنْتُ الحَبلَ: قطَعْتُه. قال اللَّهُ تعالى: فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ [التين: 6] . والمَنونُ: المَنِيَّةُ؛ لأنَّها تَنقُصُ العَدَدَ وتقطَعُ المَدَدَ. والمَنُّ: الإعياءُ، وذلك أنَّ المُعييَ ينقَطِعُ عن السَّيرِ [6754] يُنظَر: ((مقاييس اللغة)) (5/ 267)، ((المصباح المنير)) (2/ 581)، ((التحرير والتنوير)) (3/ 42). .
المَنُّ اصطِلاحًا:
قال القُرطبيُّ: (المَنُّ: ذِكرُ النِّعمةِ على معنى التَّعديدِ لها والتَّقريعِ بها، مِثلُ أن يقولَ: قد أحسَنْتُ إليك ونعَشْتُك، وشِبْهَه.
وقال بعضُهم: المَنُّ: التَّحدُّثُ بما أعطى، حتَّى يبلُغَ ذلك المعطى فيُؤذيَه) [6755] ((الجامع لأحكام القرآن)) (3/ 308). ويُنظَر: ((المحرر الوجيز)) لابن عطية (1/ 356). .
وقال أبو حيَّانَ: (هو ذِكرُ المَنَّةِ للمُنعَمِ عليه على سبيلِ الفَخرِ عليه بذلك، والاعتدادِ عليه بإحسانِه) [6756] ((البحر المحيط)) (2/ 650). .

انظر أيضا: