موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القُرآنِ الكريمِ


- قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [الحجرات:12] .
قال الشَّوكانيُّ: (فهذا نهيٌ قُرآنيٌّ عن الغِيبةِ، مع إيرادِ مَثَلٍ لذلك يزيدُه شِدَّةً وتغليظًا، ويوقِعُ في النُّفوسِ من الكراهةِ والاستِقذارِ لِما فيه ما لا يُقادَرُ قَدْرُه؛ فإنَّ أكْلَ لَحمِ الإنسانِ من أعظَمِ ما يَستقذِرُه بنو آدَمَ جِبِلَّةً وطَبعًا، ولو كان كافِرًا أو عَدُوًّا مُكافِحًا، فكيف إذا كان أخًا في النَّسَبِ، أو في الدِّينِ؟! فإنَّ الكراهةَ تتضاعَفُ بذلك، ويزدادُ الاستقذارُ، فكيف إذا كان مَيتًا؟! فإنَّ لحمَ ما يُستطابُ ويَحِلُّ أكلُه يَصيرُ مُستقذَرًا بالموتِ، لا يَشتهيه الطَّبعُ، ولا تَقبَلُه النَّفسُ، وبهذا يُعرَفُ ما في هذه الآيةِ من المبالغةِ في تحريمِ الغِيبةِ، بعدَ النَّهيِ الصَّريحِ عن ذلك) [5576] ((الفتح الرباني)) (11/5567-5568). .
- وقال تعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [الهمزة: 1] .
قال الزَّجَّاجُ: (والهُمَزةُ اللُّمَزةُ: الذي يَغتابُ النَّاسَ ويَغُضُّهم) [5577] ((معاني القرآن وإعرابه)) للزَّجَّاج (5/ 361). .
وقال الزَّمخشَريُّ: (والمرادُ: الكَسرُ من أعراضِ النَّاسِ والغَضُّ منهم، واغتيابُهم، والطَّعنُ فيهم) [5578] ((الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل)) (4/ 794). ومن المفسِّرين مَن جَعَل الهُمَزةَ: الذي يعيبُ النَّاسَ مِن خَلفِهم، واللُّمَزةَ: من يعيبُهم مواجهةً، ومنهم من قال بعَكسِ ذلك؛ فجَعَل الهُمَزةَ: الذي يَطعَنُ في وَجهِ الرَّجُلِ، واللُّمَزةَ: الذي يغتابُه مِن خَلفِه إذا غاب. يُنظَر: ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (4/ 837)، ((تفسير القرطبي)) (20/ 181، 182). .
- وقال تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [الإسراء: 36] .
قال الرَّازيُّ: (القَفْوُ: هو البَهْتُ، وأصلُه من القَفا، كأنَّه قولٌ يُقالُ خَلْفَه، وهو في معنى الغِيبةِ، وهو ذِكرُ الرَّجُلِ في غَيبتِه بما يَسوءُه) [5579] ((مفاتيح الغيب)) (20/339). . وذلك على أحَدِ الأقوالِ في التَّفسيرِ.

انظر أيضا: