موسوعة الأخلاق والسلوك

حادِيَ عَشَرَ: مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ


من أسماءِ اللهِ البَرُّ:
والبَرُّ: هو المحسِنُ إلى عباده، عَمَّ ببِرِّه جميعَ خَلقِه، فلم يبخَلْ عليهم برِزقِه، وهو البَرُّ بأوليائِه؛ إذ خصَّهم بوَلايتِه، واصطفاهم لعبادتِه، وهو البَرُّ بالمحسِنِ في مضاعَفةِ الثَّوابِ له، والبَرُّ بالمُسيءِ في الصَّفحِ والتَّجاوُزِ عنه [1255] ((شأن الدعاء)) للخطابي (1/ 89). .
من كُنوزِ البِرِّ:
- يقالُ: (سبعةُ أشياءَ من كُنوزِ البِرِّ، وكُلُّ واحدٍ من ذلك واجِبٌ بكتابِ اللهِ تعالى:
أوَّلُها: الإخلاصُ في العبادةِ؛ لقَولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة: 5] .
والثَّاني: بِرُّ الوالِدَينِ؛ لقَولِه عزَّ وجلَّ: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان: 14] .
والثَّالِثُ: صِلةُ الرَّحِمِ؛ لقَولِه عزَّ وجلَّ: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامِ [النساء: 1] .
والرَّابعُ: أداءُ الأمانةِ؛ لقَولِه تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء: 58] الآية.
والخامِسُ: ألَّا يُطيعَ أحَدًا في المعصيةِ؛ لقَولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ [آل عمران: 64] .
والسَّادِسُ: ألَّا يعمَلَ بهوى نَفسِه؛ لقَولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى [النازعات: 40] .
والسَّابعُ: أن يجتَهِدَ في الطَّاعةِ، ويخافَ اللهَ تعالى، ويرجوَ ثوابَه؛ لقَولِه تعالى: يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [السجدة: 16] ، فالواجِبُ على كُلِّ إنسانٍ أن يكونَ خائفًا باكيًا؛ فإنَّ الأمرَ شديدٌ!) [1256] ((تنبيه الغافلين)) للسمرقندي (594، 595). .
أعمالُ البِرِّ تحتاجُ إلى صَبرٍ:
قال مالِكُ بنُ دينارٍ: (ما من أعمالِ البِرِّ شيءٌ إلَّا دوَنه عَقَبةٌ؛ فإنْ صَبَرَ صاحبُها أفضَت به إلى رَوحٍ، وإنْ جَزِع رَجَع) [1257] ((صفة الصفوة)) لابن الجوزي (2/163). .
من علاماتِ التَّوفيقِ:
(يقالُ: من علاماتِ التَّوفيقِ ثلاثٌ: دُخولُ أعمالِ البِرِّ عليك من غيرِ قَصدٍ لها، وصَرفُ المعاصي عنك مع الطَّلَبِ لها، وفَتحُ بابِ اللَّجَأِ والافتقارِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ في الشِّدَّةِ والرَّخاءِ. ومن علاماتِ الخِذْلانِ ثلاثٌ: تعَسُّرُ الخيراتِ عليك مع الطَّلَبِ لها، وتيسُّرُ المعاصي لك مع الرَّهَبِ منها، وغَلقُ بابِ اللَّجَأِ والافتقارِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ) [1258] ((قوت القلوب في معاملة المحبوب)) لأبي طالب المكي (1/115). .

انظر أيضا: