موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرقُ بَينَ البِرِّ وبعضِ الصِّفاتِ


الفَرقُ بَينَ البِرِّ والخَيرِ
(أنَّ البِرَّ مُضَمَّنٌ بجُعلِ عاجلٍ قد قُصِد وَجهُ النَّفعِ به، فأمَّا الخيرُ فمُطلَقٌ، حتى لو وقع عن سهوٍ لم يخرُجْ عن استحقاقِ الصِّفةِ به. ونقيضُ الخيرِ: الشَّرُّ، ونقيضُ البِرِّ: العُقوقُ) [1144] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص: 95). .
الفرقُ بَينَ البِرِّ والصِّلةِ:
(أنَّ البِرَّ سَعةُ الفَضلِ المقصودِ إليه، والبِرُّ أيضًا يكونُ بلِينِ الكلامِ، وبَرَّ والِدَه: إذا لَقِيَه بجَميلِ القَولِ والفِعلِ.
والصِّلةُ: البِرُّ المتأصِّلُ. وأصلُ الصِّلةِ: وُصْلةٌ على فُعلةٍ، وهي للنَّوعِ والهيئةِ، يقال: بارٌّ وَصولٌ، أي: يَصِلُّ بِرَّه فلا يقطَعُه. وتواصَلَ القومُ: تعاملوا بوُصولِ بِرِّ كُلِّ واحدٍ منهم إلى صاحِبِه. وواصَلَه: عامَلَه بوُصولِ البِرِّ. وفي القُرآنِ: وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ [القصص: 51] ، أي: كثَّرْنا وُصولَ بعضِه ببَعضٍ بالحِكَمِ الدَّالَّةِ على الرُّشدِ) [1145] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص: 95). .
الفَرقُ بَينَ الصَّدَقةِ والبِرِّ:
(الفَرقُ بَينَ البِرِّ والصَّدَقةِ: أنَّك تَصَدَّقُ على الفقيرِ لسَدِّ خَلَّتِه، وتَبَرُّ ذا الحَقِّ لاجتلابِ مودَّتِه، ومِن ثَمَّ قيل: بِرُّ الوالِدَينِ. ويجوزُ أن يقالَ: البِرُّ هو: النَّفعُ الجليلُ. ومنه قيل: البَرُّ لسَعَتِه محَلًّا له نفعُه. ويجوزُ أن يقالَ: البِرُّ سَعةُ النَّفعِ. وقيل: البِرُّ الشَّفَقةُ) [1146] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص 170). .
الفَرقُ بَينَ القُربانِ والبِرِّ:
قال أبو هِلالٍ: (إنَّ القُربانَ: البِرُّ الذي يُتقَرَّبُ به إلى اللهِ، وأصلُه المصدَرُ، مِثلُ الكُفرانِ والشُّكْرانِ) [1147] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص 170). .
الفَرقُ بَينَ البِرِّ والتَّقوى:
إذا اقتَرَن البِرُّ بالتَّقوى فقد يكونُ المرادُ بالبِرِّ معامَلةَ الخَلقِ بالإحسانِ، والمرادُ بالتَّقوى معاملةَ الحَقِّ بفِعلِ طاعتِه، واجتنابِ محَرَّماتِه [1148] يُنظَر ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (2/ 98). .
وقيل: الفَرقُ بينهما فرقٌ بَينَ السَّببِ المقصودِ لغيرِه والغايةِ المقصودةِ لنَفسِها؛ فإنَّ البِرَّ مطلوبٌ لذاتِه؛ إذ هو كمالُ العبدِ وصلاحُه. وأمَّا التَّقوى فهي الطَّريقُ الموصِلُ إلى البِرِّ والوسيلةُ إليه [1149] ((الرسالة التبوكية)) أو ((زاد المهاجر إلى ربه)) لابن القيم (ص: 8). .
الفرقُ بَينَ البِرِّ والإحسانِ:
البِرُّ هو المبالغةُ في الإحسانِ والتَّوسُّعُ فيه، فيقالُ: بَرَّ العبدُ رَبَّه، أي: توسَّع في طاعتِه، وبِرُّ الوالِدِ: التَّوسُّعُ في الإحسانِ إليه، وتحرِّي محابِّه، وتَوَقِّي مكارِهِه، والرِّفقُ به، وضِدُّه: العُقوقُ؛ لذا يُستعمَلُ البِرُّ في الصِّدقِ؛ لكونِه بعضَ الخيرِ المتوسَّعِ فيه [1150] يُنظَر ((التوقيف)) للمناوي (122). .
الفَرقُ بَينَ الإنصافِ والبِرِّ:
أنَّ الإنصافَ هو: مقابلةُ الخيرِ من الخَيرِ والشَّرِّ من الشَّرِّ بما يوازيه، والبِرُّ: هو مقابلةُ الخيرِ بأكثَرَ منه والشَّرِّ بأقَلَّ منه [1151] ((تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين)) للراغب (ص: 87). .

انظر أيضا: