موسوعة الأخلاق والسلوك

ز- نماذِجُ من البِرِّ عندَ العُلَماءِ المُعاصِرينَ


- عبدُ الرَّحمنِ المُعَلِّميُّ اليَمانيُّ وبِرُّه بأخيه:
ذكَرَ المُعَلِّميُّ اليمانيُّ في رسالةٍ له أنَّ أخاه عبدَ المجيدِ بنَ يحيى المُعَلِّميَّ كانت حالتُه المادِّيَّةُ حَسَنةً، وأنَّه من أحسَنِ أهلِ مِنطقةِ الرَّيمي حالًا، حتَّى إنَّه يُقارَنُ بشيخِها، وأنَّه في إحدى زياراتِه للحَجِّ أراد العِلاجَ مِن مَرَضٍ ألمَّ به، فعَزَم على مساعدتِه في ذلك رَغمَ سَعةِ ذاتِ يدِه، وهذا من بِرِّه وإحسانِه بإخوانِه [1248] يُنظَر: ((آثار الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني)) (1/97-98). .
- عبدُ الحَميدِ بنُ باديسَ وبِرُّ أبيه به وحِرصُه على تعليمِه وتربيتِه تربيةً إسلاميَّةً:
(نشأ الإمامُ ابنُ باديسَ في أحضانِ تلك الأُسرةِ العريقةِ في العِلمِ والجاهِ، وكان والِدُه بارًّا به، فحَرَص على أن يربِّيَه تربيةً إسلاميَّةً خاصَّةً، فلم يُدخِلْه المدارِسَ الفَرَنسيَّةَ كبقيَّةِ أبناءِ العائِلاتِ المشهورةِ، بل أرسل به إلى الشَّيخِ المُقرِئِ محمَّدِ بنِ المداسيِّ، فحَفِظ عليه القرآنَ وتجويدَه، وعُمُرُه لم يتجاوَزِ الثَّالِثةَ عَشرةَ سَنةً... نشأ منذُ صِباه في رحابِ القُرآنِ؛ فشَبَّ على حُبِّه، والتَّخَلُّقِ بأخلاقِه) [1249] ((عبد الحميد بن باديس وجهوده التربوية)) لمصطفى محمد حميداتو (ص62-63). .
- ابنُ عُثَيمين وبِرُّه بأهلِه وأقارِبِه:
 (كان رحمه اللهُ تعالى عظيمَ البِرِّ بأهلِه وأقارِبِه، فكان يتفقَّدُ الكبيرَ والصَّغيرَ، فكان رحمه اللهُ تعالى إذا مَرِض بعضُ الأطفالِ الصِّغارِ يتَّصِلُ ويسألُ عن صِحَّتِه، ولا يكتفي بذلك، بل يفاجِئُ أهلَ البيتِ بطَرقِ البابِ عليهم، يتفقَّدُ حالَ المريضِ ويسألُ عنه) [1250] ((الدر الثمين في ترجمة فقيه الأمة العلامة ابن عثيمين)) لصالح عبد المنعم المري (ص: 263). .
وابنُ عُثَيمين (حتَّى مع رَحِمِه كان يُخَصِّصُ وقتًا يَعلَمُه البعيدُ كما يعلَمُه القريبُ؛ فمثلًا ليلةُ الجُمُعةِ كان يُخَصِّصُها لزيارةِ عَمَّتِه والعَشاءِ عِندَها، ولا يُؤثِرُ على ذلك أحدًا حتَّى لو كانت أكبَرَ مناسَبةٍ أو أكبَرَ احتفالٍ، فإذا لم يمكِنْه الاعتذارُ ووجد أنَّه لا بُدَّ من الحُضورِ جمع بينهما، حتَّى إنَّه أحيانًا يذهَبُ إليها قبلَ مَوعِدِ تلك المناسَبةِ، وهذا واللهِ من أعظَمِ الدُّروسِ التي رَبَّى بها نفسَه، وبارك اللهُ له في وقتِه بسَبَبِ هذا التَّنظيمِ) [1251] ((الدر الثمين في ترجمة فقيه الأمة العلامة ابن عثيمين)) لصالح عبد المنعم المري (ص: 263). .

انظر أيضا: