موسوعة الأخلاق والسلوك

و- نماذِجُ من البِرِّ عندَ العُلَماءِ المتقَدِّمين والمتأخِّرين


- أبو الوليدِ بنُ رُشدٍ وبِرُّه بخاصَّتِه:
قال الذَّهبيُّ في ترجمتِه: (كان حَسَنَ الخُلُقِ، سَهلَ اللِّقاءِ، كثيرَ النَّفعِ لخاصَّتِه، جميلَ العِشرةِ لهم، بارًّا بهم) [1245] ((سير أعلام النبلاء)) (19/502). .
- ابنُ عساكِرَ وبِرُّه بأمِّه وطاعتُها يُؤخِّرُ رِحلتَه في طَلَبِ العِلمِ:
فقد سُئِل عن تأخُّرِه عن الرِّحلةِ إلى أصبَهانَ، قال: استأذَنْتُ أمِّي في الرِّحلةِ إليها، فما أَذِنَت [1246] يُنظَر ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (20/567). .
- ابنُ تيميَّةَ وبِرُّه بأمِّه:
قال ابنُ تيميَّةَ معتَذِرًا لأمِّه عن غيابِه عنها وإقامتِه بمِصرَ:
من أحمدَ بنِ تيميَّةَ إلى الوالِدةِ السَّعيدةِ، أقَرَّ اللهُ عينَيها بنِعَمِه، وأسبغ عليها جزيلَ كَرَمِه، وجعَلَها من خيارِ إمائِه وخَدَمِه. سلامُ اللهِ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، فإنَّا نحمَدُ إليكم اللهَ الذي لا إلهَ إلَّا هو، وهو للحَمدِ أهلٌ، وهو على كُلِّ شيءٍ قديرٌ، ونسألُه أن يصلِّيَ على خاتَمِ النَّبيِّين وإمامِ المتَّقين محمَّدٍ عبدِه ورسولِه صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم تسليمًا، كتابي إليكم عن نِعَمٍ مِن اللهِ عظيمةٍ، ومِنَنٍ كريمةٍ، وآلاءٍ جَسيمةٍ، نشكُرُ اللهَ عليها ونسألُه المزيدَ من فَضلِه. ونِعَمُ اللهِ كُلَّما جاءت في نمُوٍّ وازديادٍ، وأياديه جَلَّت عن التَّعدادِ. وتعلَمون أنَّ مُقامَنا السَّاعةَ في هذه البلادِ إنَّما هو لأمورٍ ضروريَّةٍ متى أهمَلْناها فسَد علينا أمرُ الدِّينِ والدُّنيا، ولَسْنا واللهِ مختارين للبُعدِ عنكم، ولو حمَلَتْنا الطُّيورُ لسِرْنا إليكم، ولكِنَّ الغائِبَ عُذرُه معه، وأنتم لو اطلَّعْتُم على باطنِ الأمورِ فإنَّكم -وللهِ الحمدُ- ما تختارون السَّاعةَ إلَّا ذلك، ولم نعزِمْ على المُقامِ والاستيطانِ شَهرًا واحِدًا، بل كُلَّ يومٍ نستخيرُ اللهَ لنا ولكم، وادعوا لنا بالخِيرةِ، فنسألُ اللهَ العظيمَ أن يَخيرَ لنا ولكم وللمُسلِمين ما فيه الخِيرةُ في خيرٍ وعافيةٍ... فلا يَظُنَّ الظَّانُّ أنَّا نؤثِرُ على قُربِكم شيئًا من أمورِ الدُّنيا قَطُّ، بل ولا نُؤثِرُ مِن أمورِ الدِّينِ ما يكونُ قُربُكم أرجَحَ منه [1247] ((مجموع الفتاوى)) (28/48-49) بتصرف. .

انظر أيضا: