موسوعة الأخلاق والسلوك

حادي عشر: مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ


- قال أبو حيَّانَ التَّوحيديُّ: (أمَّا الشَّجاعةُ والجُبْنُ فهما خُلُقانِ متَّصِلان بالخَلقِ؛ ولهذا يَعِزُّ على الشُّجاعِ أن يتحوَّلَ جبانًا، ويتعَذَّرُ على الجبانِ أن يصيرَ شجاعًا، وكذلك طرَفاهما داخلانِ في الخُلُقِ، أعني التَّهوُّرَ والتَّوقِّيَ) [2238] ((الإمتاع والمؤانسة)) (ص: 113). .
- قال المنفَلوطيُّ: (بينَ الجُبْنِ والتَّهوُّرِ منزلةٌ هي الشَّجاعةُ والإقدامُ، وبينَ البُخلِ والإسرافِ مَنزِلةٌ هي الكَرَمُ، وبينَ العَفوِ والانتقامِ مَنزِلةٌ هي العقوبةُ، وبينَ العَجزِ والجَهلِ منزِلةٌ هي الحِكمةُ؛ فلْيَكُنْ مِن أفضَلِ ما تأخُذُ به نفسَك التَّرَيُّثُ والتَّثبُّتُ عِندَ النَّظَرِ في الفَرْقِ بَيْنَ مشتَبِهِ الفضائِلِ والرَّذائِلِ، واعلَمْ أنَّك لا تزالُ كريمًا حتى تُنفِقَ مالَك في غيرِ مَوضِعِه، فإذا أنت مُسرِفٌ، وأنَّك لا تزالُ حليمًا حتى تغضَبَ للباطِلِ، فإذا أنت جَهولٌ، وأنَّك لا تزالُ جبانًا حتى تقاتِلَ عن عِرضِك وشَرَفِك، فإذا أنت شجاعٌ، وأنَّ كُلَّ النَّاسِ يعرِفون الفضائِلَ والرَّذائِلَ ويَفهَمون معانيَها، أمَّا إدراكُ الفُروقِ بَيْنَ مُشتَبِهاتِها ونظائِرِها فتلك رُتبةُ العُقَلاءِ الأذكياءِ) [2239] ((النظرات)) (2/ 345، 346). .
- وممَّا قيل عن الجُبْنِ: إنَّه (النَّزَقُ [2240] النَّزَقُ: الخِفَّةُ والطَّيشُ. يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (4/ 1558). عِندَ الفَزَعِ، والهَلَعُ عِندَ الجَزَعِ). وعن الشَّجاعةِ: إنَّها (صِدقُ الباسِ، والصَّبرُ عِندَ المراسِ [2241] المِراسُ: الممارسةُ والمعالجةُ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 293). [2242] يُنظَر: ((الجليس الصالح الكافي)) للمعافى بن زكريا (ص: 662). . وقيل: (الجُبْنُ: الجرأةُ على الصَّديقِ، والنُّكولُ عن العَدوِّ) [2243] يُنظَر: ((الجليس الصالح الكافي)) للمعافى بن زكريا (ص: 578). .
- وصَف اللهُ تعالى اليهودَ بشِدَّةِ الحِرصِ على الحياةِ، فقال تعالى: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ [البقرة: 96] ؛ إشعارًا بأنَّهم جُبَناءُ في مواقِفِ القتالِ، ومعلومٌ أنَّ الحِرصَ على الحياةِ يورِثُ الجُبْنَ في القلوبِ، ومن ظواهِرِ جُبنِهم أنَّهم لا يقاتِلون المسلمين مجتَمِعين إلَّا إذا كانوا في قُرًى محصَّنةٍ أو كانوا وراءَ جُدُرٍ، قال تعالى: لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ [الحشر: 14] [2244] ((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) للميداني (2/607). .

انظر أيضا: