موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ الجُبْنِ وبعضِ الصِّفاتِ


الفَرْقُ بَيْنَ الجُبْنِ والخوفِ:
أنَّ الخوفَ أعَمُّ من الجُبْنِ؛ فقد يكونُ الخَوفُ من الفَقرِ أو المرَضِ أو إصابةِ مكروهٍ، إلى غيرِ ذلك، ولا يُسَمَّى الخوفُ من الفَقرِ ولا من المَرَضِ جُبنًا.
أنَّ الخَوفَ منه ما يُحمَدُ ومنه ما يُباحُ -كالخوفِ الطَّبيعيِّ- ومنه ما يُذَمُّ، أمَّا الجُبْنُ فهو خُلُقٌ مذمومٌ.
كذلك فالخوفُ قد يترَتَّبُ عليه أمورٌ محمودةٌ أو أمورٌ مذمومةٌ، أمَّا الجُبْنُ فلا يترَتَّبُ عليه إلَّا ما هو مذمومٌ، كالأنانيةِ والذُّلِّ والتَّفريطِ.
وقد يُقدِمُ الإنسانُ وفي قلبِه خوفٌ، أمَّا الجُبْنُ فصاحبُه يمتنعُ من الإقدامِ.
الفَرْقُ بَيْنَ الجُبْنِ والبُخلِ:
أنَّ الجُبْنَ: تَركُ الإحسانِ وحَبسُ النَّفعِ بالبَدَنِ، والبُخلَ: تَركُ الإحسانِ وحَبسُ النَّفعِ بالمالِ؛ فالإحسانُ المتوقَّعُ من العبدِ إمَّا بمالِه وإمَّا ببدَنِه، فالبخيلُ مانعٌ لنفعِ مالِه، والجبانُ مانعٌ لنَفعِ بَدَنِه [2168] يُنظَر: ((زاد المعاد في هدي خير العباد)) لابن القيم (4/ 208)، ((طريق الهجرتين وباب السعادتين)) لابن القيم (ص: 279)، ((مفتاح دار السعادة)) لابن القيم (1/ 113). .

انظر أيضا: