موسوعة الأخلاق والسلوك

سابعًا: صُوَرُ التَّقليدِ والتَّبَعيَّةِ


1- الذي يُقَلِّدُ غيرَه في أصلِ عقيدتِه، كما فَعَل قومُ إبراهيمَ وغيرُهم:
قال تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ [المائدة: 104] .
2- الذي يُقَلِّدُ غيرَه في أخلاقِه ولو ساءت، كما ذكَر اللهُ تعالى عن أهلِ الجاهليَّةِ في قولِه: وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [الأعراف: 28] .
3- التَّقليدُ في العباداتِ، حتَّى لو كان من يُقَلِّدُه قد أخطأ، وظهَر له الدَّليلُ على خَطَئِه.
4- التَّشبُّهُ بالكُفَّارِ في أعيادِهم وعاداتِهم وتقاليدِهم، ومن أمثلةِ ذلك:
الاحتِفالُ بعيدِ الأُمِّ، وعيدِ شَمِّ النَّسيمِ، وعيدِ رأسِ السَّنةِ، جاء في فتاوى اللَّجنةِ الدَّائِمةِ:
(كُلُّ هذه أعيادٌ بِدعيَّةٌ لا يجوزُ الاحتفالُ بها ولا اتِّخاذُها عيدًا، وليس في الإسلامِ سوى عيدَينِ: عيدِ الفِطرِ، وعيدِ الأضحى) [1960] ((فتاوى اللَّجنة الدَّائمة - 2)) (1/ 437). .
وقال ابنُ عُثَيمين فيما يُعرَفُ بعيدِ الحُبِّ: (الاحتفالُ بعيدِ الحُبِّ لا يجوزُ؛ لوُجوهٍ:
الأوَّلُ: أنَّه عيدٌ بِدعيٌّ لا أساسَ له في الشَّريعةِ.
الثَّاني: أنَّه يدعو إلى العِشقِ والغَرامِ.
الثَّالِثُ: أنَّه يدعو إلى اشتِغالِ القَلبِ بمثلِ هذه الأمورِ التَّافِهةِ المخالِفةِ لهَدْيِ السَّلَفِ الصَّالحِ رَضِيَ اللهُ عنهم.
فلا يَحِلُّ أن يحدُثَ في هذا اليومِ شيءٌ من شعائِرِ العيدِ، سواءٌ كان في المآكِلِ أو المشارِبِ، أو الملابِسِ أو التَّهادي، أو غيرِ ذلك. وعلى المُسلِمِ أن يكونَ عزيزًا بدينِه، وألَّا يكونَ إمَّعةً يَتْبَعُ كُلَّ ناعِقٍ) [1961] ((مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين)) (16/199، 200). .
5- التَّبَعيَّةُ السِّياسيَّةُ، مثلُ ما يطالِبُ به الكثيرون اليومَ مِن جَعلِ الدَّولةِ مَدَنيَّةً، على غِرارِ مدنيَّةِ الغَربِ التي تَعني إقصاءَ الدِّينِ.
6- نَشرُ كُلِّ ما يُقالُ بدونِ تثبُّتٍ وتَرَوٍّ في الصِّحافةِ والإعلامِ ووسائِلِ التَّواصُلِ تقليدًا، ويا ليتَهم يَعقِلون قَولَه تعالى: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء: 83] .
7- مُسايَرةُ الواقِعِ:
ومِن صُوَرِ التَّقليدِ: فِتنةُ مُسايرةِ الواقِعِ؛ فهي كثيرةٌ ومُتنَوِّعةٌ اليومَ بَيْنَ المُسلِمين، وهي تتراوحُ بَيْنَ الفِتنةِ وارتِكابِ الكبائِرِ أو الصَّغائِرِ، أو التَّرخُّصِ في الدِّينِ، وتتبُّعِ زلَّاتِ العُلَماءِ؛ لتسويغِ المُخالَفاتِ الشَّرعيَّةِ النَّاجِمةِ عن مُسايرةِ الرَّكبِ، وصُعوبةِ الخروجِ عن المألوفِ، واتِّباعِ النَّاسِ إن أحسَنوا أو أساؤُوا [1962] ((مجلة البيان)) العدد (147)، من مقال (فتنة مسايرة الواقع) لعبد العزيز الجليل. .

انظر أيضا: