موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


- عن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا يدخُلُ الجنَّةَ مَنْ كان في قلبِه مِثقالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ. قال رجلٌ: إنَّ الرَّجلَ يُحِبُّ أنْ يكونَ ثوبُه حَسَنًا ونَعْلُه حَسَنةً! قال: إنَّ اللَّهَ جميلٌ يُحِبُّ الجمالَ، الكِبرُ بَطَرُ الحقِّ وغَمْطُ النَّاسِ)) [1161] أخرجه مسلم (1/65). .
قَولُه: ((بَطرُ الحَقِّ)) قيل: هو أن يَجعَلَ ما جَعَله اللهُ حَقًّا من تَوحيدِه وعِبادَتِه باطِلًا. وقيل: هو أن يَتَجبَّرَ عِندَ الحَقِّ فلا يَراه حَقًّا. وقيل: هو أن يَتَكَبَّرَ عن الحَقِّ فلا يَقبَلُه. وقيل: تَفسيرُه على الباطِلِ أشبَهُ والمقامُ أيضًا يَقتَضيه؛ لأنَّ تَحريرَ الجَوابِ: إن كان أخذُ الرَّجُلِ الزِّينةَ لأجلِ أن يُريَ اللهَ تعالى نِعمَتَه عَليه، وأن يُعَظِّمَ شَعائِرَه -لقَولِه تعالى: أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا [الأعراف: 26] أي زينةً، وقَولِه: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ [الأعراف: 31] - فهو جَمالٌ، واللهُ جَميلٌ يُحِبُّ أن يَرى أثَرَ نِعَمِه على عَبدِه. وإن كان للبَطَرِ والأشَرِ المُؤَدِّي إلى تَسفيهِ الحَقِّ والصَّدِّ عن سَبيلِ اللهِ وإلى تَحقيرِ النَّاسِ، فهو اختيالٌ وافتِخارٌ، واللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُختالٍ فَخورٍ. ولمِثلِ هذا البَطَرِ نَهى اللهُ تعالى المُؤمنينَ في قَوله: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ [1162] ((الكاشف عن حقائق السنن)) للطيبي (10/ 3245). [الأنفال: 47] .
- وعن أبي هُريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا يَنْظُرُ اللَّهُ يومَ القيامةِ إلى من جَرَّ إزارَه بَطَرًا)) [1163] أخرجه البخارى (5788). .
قولُه: ((بَطَرًا)) أي: تَكَبُّرًا وأشَرًا وطُغيانًا [1164] ((مشارق الأنوار على صحاح الآثار)) للقاضي عياض (1/ 87). . ومعناه: كُفرُ النِّعمةِ وعَدَمُ شُكرِها، والمُرادُ لازِمُ ذلك: أي عُجبًا وخُيَلاءَ [1165] ((دليل الفالحين)) لابن علان (5/ 269). .

انظر أيضا: