موسوعة الأخلاق والسلوك

ج – من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، أنَّه كان يَقولُ: إنَّ للشَّيطانِ مَصاليَ [1166] المَصالِي: شَبيهةٌ بالشَّرَك، واحِدتُها مِصْلاةٌ، أراد ما يُسْتَفزُّ به النَّاسُ مِنْ زينةِ الدُّنيا وشَهَواتِها. ينظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (3/ 51). وفُخوخًا، ومن مَصالي الشَّيطانِ وفُخوخِه: البَطَرُ بأنعُمِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، والفَخرُ بعَطاءِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، والكِبرياءُ على عِبادِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، واتِّباعُ الهَوى في غَيرِ ذاتِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ [1167] ((إصلاح المال)) لابن أبي الدنيا (ص: 102). قال الألباني: (الحديثُ ضعيفٌ مرفوعًا، ويحتَمِلُ التَّحسينَ موقوفًا). ((سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة)) (5/ 483). .
- وقال أكثَمُ بنُ صَيفيٍّ: البَطَرُ عندَ الرَّخاءِ حُمقٌ، والضَّجَرُ عندَ البلاءِ آفةُ التَّجَمُّلِ [1168] ((أمثال الحديث)) لأبي الشيخ الاصبهاني (1/162). .
- وعن سُلَيمانَ بنِ المُغيرةِ، قال: كان فيما أوحى اللهُ سُبحانَه وتعالى إلى داوُدَ عَليه السَّلامُ: يا داوُدُ، إنَّك لن تَلقاني بعَمَلٍ هو أرضى لي عنك ولا أحَطُّ لوِزرِكَ من الرِّضا بقَضائي، ولن تَلقاني بعَمَلٍ هو أعظَمُ لوِزرِكَ ولا أشَدُّ لسَخَطي عَليكَ من البَطَرِ؛ فإيَّاكَ يا داوُدُ والبَطَرَ [1169] ((الرضا عن الله بقضائه)) لابن أبي الدنيا (ص: 49). .
- وقال مَنصورُ بنُ زاذانَ: الهَمُّ والحَزَنُ يَزيدانِ في الحَسَناتِ، والأشَرُ والبَطَرُ يَزيدانِ في السَّيِّئاتِ [1170] ((الهم والحزن)) لابن أبي الدنيا (ص: 39). .
-  وعن الحَسَنِ، قال: إنَّ من عَلامةِ المُؤمنِ: قوَّةَ دينٍ، وحَزمًا في لينٍ، وإمامًا في يَقينٍ، وحِلمًا في عِلمٍ، وكَيسًا في مالٍ، وإعطاءً في حَقٍّ، وقَصدًا في غِنًى، وتَجَمُّلًا في فاقةٍ، وإحسانًا في قُدرةٍ، وتَورُّعًا في رَغبةٍ، وتَعَفُّفًا في جَهدٍ، وصَبرًا في شِدَّةٍ، وقوَّةً في المَكارِه، وصَبورًا في الرَّخاءِ، شَكورًا لا يَغلبُه الغَضَبُ، ولا يَجنَحُ، تَحمِلُه الحَميَّةُ ولا يَمزَحُ، ولا يَتَكَبَّرُ، ولا يَتَعَظَّمُ، ولا يَضُرُّ بالجارِ، ولا يَشمَتُ بالمُصيبةِ، ولا تَغلبُه شَهوتُه، ولا تُرديه رَغبَتُه، ولا يَبذُرُه لسانُه، ولا يَسبقُه بَصَرُه، ولا يَغلبُه فَرَحُه، ولا يَميلُ في هَواه، ولا يَفضَحُه بَطنُه، ولا يَستَحِثُّه حِرصُه، ولا يَقصُرُ به بَيتُه، ولا يَبخَلُ ولا يُبَذِّرُ، ولا يُسرِفُ ولا يَقتُرُ، نَفسُه منه في غِنًى، والنَّاسُ منه في رَجاءٍ، لا يُرى في خَلقِه ولا إيمانِه لَبسٌ، ولا في فرَحِه بَطَرٌ، ولا في حُزنِه جَزَعٌ، يُرشِدُ من استَشارَه، ويَسعَدُ به صاحِبُه [1171] ((إصلاح المال)) لابن أبي الدنيا (ص: 100). .
- وعن أبي هاشِمٍ أنَّ عَديَّ بنَ أرطَأةَ كَتَبَ إلى عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزيزِ: أنَّ النَّاسَ قد أصابوا من الخَيرِ خَيرًا حتَّى كادوا أن يَبطُروا، فكَتَبَ إليه عُمَرُ: إنَّ اللهَ تَبارَكَ وتعالى حَيثُ أدخَل أهلَ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وأهلَ النَّارِ النَّارَ، رَضيَ من أهلِ الجَنَّةِ أن قالوا: الحَمدُ للهِ؛ فمُرْ مَن قِبَلَك أن يَحمَدوا اللهَ [1172] ((الإشراف في منازل الأشراف)) لابن أبي الدنيا (ص: 234). ؟!
- وعن بَدرِ بنِ عُثمانَ عن عَمِّه قال: (آخِرُ خُطبةٍ خَطَبها عُثمانُ في جَماعةٍ: إنَّ اللهَ إنَّما أعطاكُم الدُّنيا لتَطلُبوا بها الآخِرةَ، ولم يَعطِكُموها لتَركَنوا إليها، إنَّ الدُّنيا تَفنى، والآخِرةُ تَبقى، لا تُبطِرَنَّكُم الفانيةُ، ولا تَشغَلنَّكم عن الباقيةِ، آثِروا ما يَبقى على ما يَفنى؛ فإنَّ الدُّنيا مُنقَطِعةٌ، وإنَّ المَصيرَ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ، اتَّقوا اللهَ، والزَموا جَماعَتَكُم، ولا تَصيروا أحزابًا، وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَليكُم إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَألَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران: 103] إلى آخِرِ الآيَتَينِ) [1173] ((الزهد)) لابن أبي الدنيا (ص: 103). .
- وقال جَليسٌ لعَونِ بنِ عَبدِ اللهِ: (يا أبا عَبدِ اللهِ، لقد عَجِبتُ من رَجُلينِ، واشتَدَّ عَجَبي منهما: رَجُلٌ ليلَه قائِمٌ ونَهارَه صائِمٌ، واجتَنَبَ المَحارِمَ، لا تَلقاه أبَدًا إلَّا باكيًا مَهمومًا مَحزونًا، ورَجُلٌ ليلَه نائِمٌ، ونَهارَه لاعِبٌ، ويَرتَكِبُ المَحارِمَ؛ لا تَلقاه أبَدًا إلَّا أشِرًا بَطِرًا مِضحاكًا! قال: لقد عَجِبتَ من عَجَبٍ! يَبكي هذا ويَحزَنُ لشِدَّةِ عَقلِه وحُسنِ عِلمِه، ويَأشَرُ هذا ويَبطَرُ ويَضحَكُ لقِلَّةِ عَقلِه وضَعفِ عِلمِه) [1174] ((الهم والحزن)) لابن أبي الدنيا (ص: 83). .
- وقال مُحَمَّدُ بنُ صبيحٍ المَعروفُ بابنِ السَّمَّاكِ: خَيرُ الإخوانِ أقَلُّهم مُصانَعةً في النَّصيحةِ، وخَيرُ الأعمالِ أحلاها عاقِبةً، وخَيرُ الثَّناءِ ما كان على أفواهِ الأخيارِ، وأشرَفُ السُّلطانِ ما لم يُخالِطْه البَطَرُ، وأغنى الأغنياءِ من لم يَكُنْ للحِرصِ أسيرًا، وخَيرُ الإخوانِ من لم يُخاصِمْ، وخَيرُ الأخلاقِ أعونُها على الورَعِ، وإنَّما يُختَبَرُ وُدُّ الرِّجالِ عِندَ الفاقةِ والحاجةِ [1175] ((زهر الآداب وثمر الألباب)) للقيرواني (2/ 619). .
- وقال النَّيسابوريُّ: إنَّ النِّعَمَ إذا كَثُرَت من اللهِ على العَبدِ، فإن صَرفَها في مَرضاتِه وعَرَف حَقَّ اللهِ فيها فذاكَ هو الشُّكرُ، وإن تَوسَّل بها إلى المُفاخَرةِ على الأقرانِ والمُكاثَرةِ على أبناءِ الزَّمانِ فذاكَ هو البَطَرُ [1176] ((غرائب القرآن ورغائب الفرقان)) (3/405) .
- وقال المُحاسِبيُّ: أبيَنُ عَلاماتِ الغَفلةِ البَطَرُ والمَرَحُ؛ لأنَّهما يُسَهِّيانِ ويُنسيانِ التَّيَقُّظَ، وفي تَركِ التَّيَقُّظِ تَركُ الاستِعدادِ لِما بَعدَ المَوتِ [1177] ((آداب النفوس)) (1/117). .
- وقال ابنُ عَطاءٍ: يَتَبَيَّنُ صِدقُ العَبدِ مِن كَذِبِه في أوقاتِ الرَّخاءِ والبلاءِ؛ فمَن شكرَ في أيَّامِ الرَّخاءِ وصَبرَ في أيَّامِ البلاءِ فهو من الصَّادِقينَ، ومن بَطِرَ في أيَّامِ الرَّخاءِ وجَزِعَ في أيَّامِ البلاءِ فهو من الكاذِبينَ [1178]  ((مدارك التنزيل)) النسفي (2/ 664). .

انظر أيضا: