موسوعة الأخلاق والسلوك

خامسًا: أقسامُ المدحِ


ينقَسِمُ المدحُ باعتبارِ القائمِ به إلى قِسمَينِ، هما:
الأوَّلُ: مَدحُ الإنسانِ نَفسَه
وهو نوعانِ؛ أحدُهما: أن يمدَحَ نَفسَه بحقٍّ، والآخَرُ: أن يمدَحَ نفسَه بباطِلٍ.
أمَّا الأوَّلُ، وهو أن يمدَحَ نَفسَه بحقٍّ، فضربانِ:
1- أن يمدَحَ نفسَه بحقٍّ على وجهِ الافتخارِ والزَّهوِ.
2- أن يمدَحَ نفسَه بحقٍّ على وَجهِ التَّعريفِ بها، فيُبَيِّنُ أهليَّتَه للولاياتِ الشَّرعيَّةِ والمناصِبِ الدِّينيَّةِ؛ ليقومَ بما فرض اللهُ عليه عينًا أو كفايةً، وكأن يخطُبَ إلى قومٍ فيُرَغِّبَهم في نكاحِه [453] ((قواعد الأحكام)) للعز بن عبد السلام (2/ 210). .
والآخَرُ: أن يمدَحَ نَفسَه بباطِلٍ، وهو من بابِ التَّشبُّعِ بما لم يُعطَ.
وقال ابنُ عُثَيمين: (ثَناءُ المَرءِ على نَفسِه له أربَعُ أحوالٍ:
الحالُ الأولى: أن يُريدَ بذلك التَّحَدُّثَ بنِعمةِ اللهِ عليه فيما حَباه به مِن الإيمانِ والثَّباتِ. الحالُ الثَّانيةُ: أن يُريدَ بذلك تَنشيطَ أمثالِه ونُظَرائِه على مِثل ما كان عليه.
فهاتانِ الحالانِ مُحمودتانِ لما تَشتَمِلانِ عليه مِن هذه النِّيَّة الطَّيِّبةِ.
الحالُ الثَّالثةُ: أن يُريدَ بذلك الفخرَ والتَّباهيَ والإدلالَ على اللهِ -عَزَّ وجَلَّ- بما هو عليه مِن الإيمانِ والثَّباتِ، وهذا غَيرُ جائِزٍ.
الحالُ الرَّابعةُ: أن يُريدَ بذلك مُجَرَّدَ الخَبَرِ عن نَفسِه بما هو عليه مِن الإيمانِ والثَّباتِ، فهذا جائِزٌ ولَكِنَّ الأولى تَركُه) [454] ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (3/97). .
الثَّاني: أن يمدَحَ غيرَه
وينقَسِمُ إلى نوعينِ حَسَبَ حُضورِ أو مغيبِ الممدوحِ:
الأوَّلُ: أن يكونَ في حضورِ الممدوحِ.
الثَّاني: أن يكونَ المدحُ بغيرِ حُضورِ الممدوحِ [455] ((الأذكار)) للنووي (ص: 433، 434). .

انظر أيضا: