موسوعة الأخلاق والسلوك

سادسًا: أسبابُ الإسرافِ والتَّبذيرِ


1- الجَهلُ:
جَهلُ المُسرِفِ والمُبَذِّرِ بأحكامِ الشَّريعةِ الإسلاميَّةِ؛ فرُبَّما لا يَعرِفُ أنَّ الإسرافَ والتَّبذيرَ منهيٌّ عنه، فيقَعُ فيه.
2- التَّأثُّرُ بالبيئةِ:
فالإنسانُ الذي يعيشُ في بيئةٍ تَكثُرُ فيها مظاهِرُ الإسرافِ والتَّرَفِ سيتأثَّرُ بها، مقلِّدًا مَن يعيشون حولَه، ومن يختَلِطُ بهم.
3- السَّعةُ بَعدَ الضِّيقِ:
(قد يكونُ الإسرافُ سَبَبُه السَّعةُ بَعدَ الضِّيقِ، أو اليُسرُ بَعدَ العُسرِ؛ ذلك أنَّ كثيرًا من النَّاسِ قد يعيشون في ضِيقٍ أو حِرمانٍ، أو شِدَّةٍ أو عُسرٍ، وهم صابِرون محتَسِبون، بل وماضون في طريقِهم إلى رَبِّهم، وقد يحدُثُ أن تتغَيَّرَ الموازينُ، وأن تتبدَّلَ الأحوالُ، فتكونَ السَّعةُ بَعدَ الضِّيقِ، أو اليُسرُ بعدَ العُسرِ، وحينَئذٍ يَصعُبُ على هذا الصِّنفِ من النَّاسِ التَّوسُّطُ أو الاعتدالُ، فينقَلِبُ على النَّقيضِ تمامًا، فيكونُ الإسرافُ أو التَّبذيرُ) [369] ((آفات على الطريق)) للسيد محمد نوح (ص: 36). .
4- الغَفلةُ عن الآخِرةِ.
5- مُصاحبةُ المُسرِفين والمُبَذِّرين:
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((الرَّجُلُ على دِينِ خليلِه، فلْيَنظُرْ أحَدُكم مَن يخالِلُ)) [370] أخرجه أبو داود (4833)، والترمذي (2378) واللَّفظُ لهما، وأحمد (8417) من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. صحَّحه ابن باز في ((مجموع الفتاوى)) (6/306)، وحسَّنه ابنُ حجر في ((الأمالي المطلقة)) (151)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4833)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1288)، وقال التِّرمذيُّ: حَسَنٌ غريبٌ. .
فالإسرافُ والتَّبذيرُ ربَّما يكونُ بسَبَبِ (صُحبةِ المُسرِفين ومخالطتِهم؛ ذلك أنَّ الإنسانَ غالبًا ما يتخلَّقُ بأخلاقِ صاحِبِه وخليلِه، لا سيَّما إذا طالت هذه الصُّحبةُ، وكان هذا الصَّاحِبُ قويَّ الشَّخصيَّةِ شديدَ التَّأثيرِ. ولعلَّنا بذلك نُدرِكُ السِّرَّ في تأكيدِ الإسلامِ وتشديدِه على ضرورةِ انتقاءِ الصَّاحِبِ أو الخليلِ) [371] ((آفات على الطريق)) للسيد محمد نوح (1/37). .

انظر أيضا: