موسوعة الأخلاق والسلوك

سابعًا: الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ الإسرافِ والتَّبذيرِ


1- الاعتِدالُ في النَّفَقةِ:
قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان: 67] .
2- البُعدُ عن مجالَسةِ المُسرِفين والمُبَذِّرين:
ويكونُ بـ (الانقِطاعِ عن صُحبةِ المُسرِفين، مع الارتماءِ في أحضانِ ذوي الهِمَمِ العاليةِ، والنُّفوسِ الكبيرةِ، الذين طرَحوا الدُّنيا وراءَ ظُهورِهم، وكرَّسوا كُلَّ حياتِهم من أجْلِ استئنافِ حياةٍ إسلاميَّةٍ كريمةٍ، تُصانُ فيها الدِّماءُ والأموالُ والأعراضُ، ويقامُ فيها حُكمُ اللهِ عزَّ وجَلَّ في الأرضِ، غيرَ مُبالين بما أصابهم ويُصيبُهم في ذاتِ اللهِ؛ فإنَّ ذلك من شأنِه أن يَقضيَ على كُلِّ مظاهِرِ السَّرَفِ والدَّعةِ والرَّاحةِ، بل ويجنِّبُنا الوقوعَ فيها مرَّةً أُخرى؛ لنَكونَ ضِمنَ قافلةِ المجاهِدين، وفي مَوكِبِ السَّائِرينَ) [372] ((آفات على الطريق)) للسيد محمد نوح (1/37). .
3- قراءةُ سِيرةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
فقد كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نِعْمَ الأُسوةُ والقُدوةُ، وهو الذي يقولُ، كما يروي ذلك أبو هُرَيرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((اللَّهُمَّ اجعَلْ رِزقَ آلِ محمَّدٍ قُوتًا)) [373] أخرجه البخاري (6460)، ومسلم (1055) واللَّفظُ له. . (أي: كفايتُهم من غيرِ إسرافٍ، وهو معنى: كَفافًا، وقيل: هو سَدُّ الرَّمَقِ) [374] ((الديباج على صحيح مُسلِم بن الحجاج)) للسيوطي (6/284). .
4- قراءةُ سِيرةِ السَّلَفِ الصَّالحِ:
فالصَّحابةُ مِن سَلَفِ هذه الأمَّةِ والتَّابِعون لهم بإحسانٍ كانوا ينظُرون إلى الدُّنيا على أنَّها دارُ ممَرٍّ لا دارُ مَقَرٍّ، وأنَّهم غُرَباءُ مُسافِرون عنها؛ ولذلك كان عَيشُهم كَفافًا؛ فقد رُوِيَ عن عُمَرَ بنِ الخطَّابِ أنَّه دخَل على ابنِه عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ تعالى عنهما فرأى عنده لحمًا، فقال: (ما هذا اللَّحمُ؟! قال: أشتَهيه. قال: وكُلَّما اشتَهَيتَ شَيئًا أكَلْتَه؟! كفى بالمرءِ سَرَفًا أن يأكُلَ كُلَّ ما اشتهاه!) [375] أخرجه أحمد في ((الزهد)) (651). .
ودخل سَلمانُ على أبي بَكرٍ وهو في سَكَراتِ الموتِ، فقال: أوصِني. فقال: (إنَّ اللهَ فاتِحٌ عليكم الدُّنيا، فلا تأخُذَنَّ منها إلَّا بَلاغًا) [376] أخرجه أحمد في ((الزهد)) (571)، وأبو داود في ((الزهد)) (34)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (10598). .
5- أن يُفَكِّرَ في عواقِبِ الإسرافِ والتَّبذيرِ.
6- تذكُّرُ الموتِ والدَّارِ الآخِرةِ:
فالمُسلِمُ حينما يتذكَّرُ الموتَ وأهوالَ يومِ القيامةِ، والحِسابَ والميزانَ والجنَّةَ والنَّارَ، لا شَكَّ أنَّ ذلك سيكونُ خيرَ مُعينٍ له على تجنُّبِ الإسرافِ وحياةِ البَذَخِ، وسيتقَرَّبُ إلى اللهِ بإنفاقِ ما زاد عن حاجاتِه في أوجُهِ الخيرِ.

انظر أيضا: