موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- مِن أقوالِ السَّلَفِ والعُلماءِ وغَيرِهم


 - عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (الوفاءُ توءَمُ الصِّدقِ، ولا أعلمُ جُنَّةً أوقى منه، وما يغدِرُ مَن عَلِمَ كيف المَرجِعُ) [9602] ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (5/300)، ((التذكرة)) لابن حمدون (3/ 10). .
- وعن الحَسَنِ قال: (يا ابنُ آدَمَ، عَمَلَك عَمَلَك؛ فإنَّما هو لحمُك ودَمُك، فانظُرْ على أيِّ حالٍ تَلقى عَمَلَك. إنَّ لأهلِ التَّقوى علاماتٍ يُعرَفونَ بها: صِدقُ الحَديثِ، والوفاءُ بالعَهدِ، وصِلةُ الرَّحِمِ، ورَحمةُ الضُّعَفاءِ، وقِلَّةُ الفَخرِ والخُيلاءِ، وبَذلُ المَعروفِ، وقِلَّةُ المُباهاةِ للنَّاسِ، وحُسنُ الخُلُقِ، وسَعةُ الخُلُقِ مِمَّا يُقَرِّبُ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ) [9603] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (2/ 143). .
- وقال صالحُ بنُ كَيسانَ: (خَرَجَ علينا الزُّهريُّ مِن عِندِ هشامِ بنِ عَبدِ المَلكِ فقال: لقد تَكلَّمَ اليومَ رَجُلٌ عِندَ أميرِ المُؤمِنينَ ما سَمِعتُ كلامًا أحسَنَ مِنه، قال له: يا أميرَ المُؤمِنينَ، اسمَعْ مِنِّي أربَعَ كَلِماتٍ فيهنَّ صَلاحُ دينِك ومُلكِك وآخِرَتِك ودُنياك، قال: ما هنَّ؟ قال: لا تَعِدَنَّ أحَدًا عِدَةً وأنتَ لا تُريدُ إنجازَها، ولا يغُرَّنَّك مُرتَقًى سَهلٌ إذا كان المُنحَدَرُ وعْرًا، واعلَمْ أنَّ للأعمالِ آخِرًا فاحذَرِ العَواقِبَ، وإنَّ الدَّهرَ تاراتٌ فكُنْ على حَذَرٍ) [9604] ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (68/ 210). .
- وقال الأحنَفُ: (لا صَديقَ لمَلولٍ، ولا وفاءَ لكذوبٍ، ولا راحةَ لحَسودٍ، ولا مُروءةَ لبَخيلٍ، ولا سُؤدُدَ لسَيِّئِ الخُلُقِ) [9605] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/146). .
- وعن عَوفِ بنِ النُّعمانِ الشَّيبانيِّ أنَّه قال في الجاهليَّةِ الجَهلاءِ: (لأن أموتَ عَطَشًا أحَبُّ إليَّ مِن أكونَ مِخلافَ المَوعِدةِ) [9606] ((الأمثال)) لأبي عبيد بن سلام (ص: 71). .
- وعن عَوفِ الكلبيِّ أنَّه قال: (آفةُ المُروءةِ خُلفُ المَوعِدِ) [9607] ((الأمثال)) لأبي عبيد بن سلام (ص: 71). .
- وقال الحارِثُ بنُ عَمرِو بنِ حُجرٍ الكِنديُّ: (أنجَزَ حُرٌّ ما وعَدَ) [9608] ((الأمثال)) لأبي عبيد بن سلام (ص: 71). .
- وقال أكثَمُ بنُ صَيفيٍّ: (مَن وفى بالعَهدِ فازَ بالحَمدِ) [9609] ((أنساب الأشراف)) للبلاذري (13/ 80). .
- وقال الجاحِظُ: (الصَّبرُ صَبرانِ: فأعلاهما أن تَصبرَ على ما تَرجو فيه الغُنمَ في العاقِبةِ. والحِلمُ حِلمانِ: فأشرَفُهما حِلمُك عَمَّن هو دونَك. والصِّدقُ صِدْقانِ: أعظَمُهما صِدقُك فيما يضُرُّك. والوفاءُ وفاءانِ: أسناهما وفاؤُك لمَن لا تَرجوه ولا تَخافُه؛ فإنَّ مَن عُرِف بالصِّدقِ صارَ النَّاسُ له أتباعًا، ومَن نُسِبَ إلى الحِلمِ أُلبِسَ ثَوبَ الوقارِ والهَيبةِ وأُبَّهةَ الجَلالةِ، ومَن عُرِف بالوفاءِ استَنامَت بالثِّقةِ به الجَماعاتُ، ومَن استَعزَّ بالصَّبرِ نال جَسيماتِ الأُمورِ، ولعَمْري ما غَلِطَت الحُكماءُ حينَ سَمَّتها أركانَ الدِّينِ والدُّنيا) [9610] ((الرسائل)) (1/ 125). .
- وقال جَعفرٌ الخَلديُّ: (ما عَقَدتُ للهِ على نَفسي عَقدًا فنَكَثتُه) [9611] ((تاريخ بغداد)) للخطيب (8/ 149). .
- وقال ابنُ حَزمٍ: (إنَّ مِن حميدِ الغَرائِزِ وكريمِ الشِّيَمِ وفاضِلِ الأخلاقِ... الوفاءَ، وإنَّه لمَن أقوى الدَّلائِلِ وأوضَحِ البَراهينِ على طِيبِ الأصلِ وشَرَفِ العُنصُرِ، وهو يتَفاضَلُ بالتَّفاضُلِ اللَّازِمِ للمَخلوقاتِ) [9612] ((طوق الحمامة)) (ص: 205) بتصرف. .
- وقال أيضًا: (الوَفاءُ مُرَكَّبٌ مِن العَدلِ والجُودِ والنَّجدةِ؛ لأنَّ الوفيَّ رَأى مِن الجَورِ ألَّا يُقارِضَ من وَثِقَ به، أو من أحسَنَ إليه؛ فعَدَل في ذلك، ورَأى أن يسمَحَ بعاجِلٍ يقتَضيه له عَدَمُ الوفاءِ من الحَظِّ؛ فجاد في ذلك، ورَأى أن يتَجَلَّدَ لِما يُتَوقَّعُ من عاقِبةِ الوفاءِ، فشَجعَ في ذلك) [9613] ((الأخلاق والسير)) (ص: 145). .
- وقال أبو الوليدِ الباجيُّ في نَصيحَتِه لولدَيه: (عليكما بأداءِ الأمانةِ، وإيَّاكما والإلمامَ بالخيانةِ. أدِّيا الأمانةَ إلى مَن ائتَمَنَكما، ولا تَخونا مَن خانكما، وأوفيا بالعَهدِ؛ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا [الإسراء: 34] ) [9614] ((النصيحة الولدية)) (ص: 27). .
- وقال الرَّاغِبُ الأصفهانيُّ: (الوفاءُ أخو الصِّدقِ والعَدلِ، والغَدرُ أخو الكذِبِ والجَورِ؛ وذلك أنَّ الوفاءَ صِدقُ اللِّسانِ والفِعلِ مَعًا، والغَدرُ كَذِبٌ بهما؛ لأنَّ فيه مَعَ الكذِبِ نَقضَ العَهدِ.
 والوفاءُ يختَصُّ بالإنسانِ، فمَن فَقَده فيه فقد انسَلخَ من الإنسانيَّةِ، كالصِّدقِ، وقد جَعل اللهُ تعالى العَهدَ من الإيمانِ، وصَيَّرَه قِوامًا لأُمورِ النَّاسِ؛ فالنَّاسُ مُضطَرُّونَ إلى التَّعاوُنِ، ولا يتِمُّ تَعاوُنُهم إلَّا بمُراعاةِ العَهدِ والوفاءِ، ولولا ذلك لتَنافَرتِ القُلوبُ، وارتَفعَ التَّعايُشُ؛ ولذلك عَظَّم اللهُ تعالى أمرَه، فقال تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ [البقرة: 40] ، وقال تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ [النحل: 91] ) [9615] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب الأصفهاني (ص: 292). .
- وقال أبو حامِدٍ الغَزاليُّ في بَيانِ حَقِّ أُخوَّةِ الإسلامِ: (ومِنها: ألَّا يَعِدَ مُسلِمًا بوعدٍ إلَّا ويفي به) [9616] ((إحياء علوم الدين)) (2/ 198). .
- وقال عَبدُ الرَّحمَنِ المَيدانيُّ: (الصِّدقُ في الوعدِ وفي العَهدِ من الفضائِل الخُلُقيَّةِ التي يتَحَلَّى بها المُؤمِنونَ، والكذِبُ في الوعدِ وفي العَهدِ من الرَّذائِل الخُلُقيَّةِ التي يَجتَنِبُها المُؤمِنونَ...ويشتَرِكُ الوعدُ والعَهدُ بأنَّ كُلًّا منهما إخبارٌ بأمرٍ جَزَمَ المُخبرُ بأن يفعَلَه، ويفتَرِقانِ بأنَّ العَهدَ يزيدُ على الوعدِ بالتَّوثيقِ الذي يُقدِّمُه صاحِبُ العَهدِ من أيمانٍ مُؤَكَّدةٍ، والمواعَدةُ مُشاركةً في الوعدِ بَينَ فريقَينِ، فيَعِدُ كُلٌّ من الفريقَينِ المُتواعِدينِ صاحِبَه بما سيَفعلُ، ويُعاهِدُ كُلٌّ من الفريقَينِ المُتَعاهدَينِ صاحِبَه بما سيَفعلُ) [9617] ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (1/501). .

انظر أيضا: