موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- نماذِجُ من النَّزاهةِ عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم


المتأمِّلُ في حياةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يرى بجلاءٍ عظيمَ تحَقُّقِه بصفةِ النَّزاهةِ في أقوالِه وأفعالِه وسائِرِ تصرُّفاتِه؛ فهو المتخَلِّقُ بكُلِّ جميلٍ، المجانِبُ لكُلِّ قبيحٍ، عفيفُ النَّفسِ، طاهِرُ اليدِ، الذي جمع سائرَ الأخلاقِ العَليَّةِ، والآدابَ الشَّرعيَّةَ، حتى بلغ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأخلاقِه أعلى دَرَجاتِ النَّزاهةِ.   
- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إني لأنقلِبُ إلى أهلي، فأجِدُ التَّمرةَ ساقِطةً على فِراشي، فأرفَعُها لآكُلَها، ثمَّ أخشى أن تكونَ صَدَقةً، فأُلقيها)) [8912] رواه البخاري (2432) واللفظ له، ومسلم (1070). .
-وعن ابنِ أبي مُلَيكةَ أنَّ عُقبةَ بنَ الحارِثِ رَضِيَ اللهُ عنه حدَّثه، قال: ((صلَّى بنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العصرَ، فأسرع، ثمَّ دخل البيتَ فلم يَلبَثْ أن خرَجَ، فقُلتُ أو قيل له، فقال: كنتُ خَلَّفْتُ في البيتِ تِبرًا من الصَّدَقةِ، فكَرِهتُ أن أُبيِّتَه، فقَسَمْتُه)) [8913] أخرجه البخاري (1430). .
- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((أخذ الحَسَنُ بنُ عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عنهما تمرةً من تَمرِ الصَّدَقةِ، فجعلها في فيه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كِخْ كِخْ؛ ليطرَحَها، ثمَّ قال: أمَا شَعَرْتَ أنَّا لا نأكُلُ الصَّدَقةَ)) [8914] أخرجه البخاري (1491) واللفظ له، ومسلم (1069). .
- وعن أنسٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((مرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بتمرةٍ في الطَّريقِ، قال: لولا أني أخافُ أن تكونَ من الصَّدَقةِ لأكَلْتُها)) [8915] أخرجه البخاري (2431) واللفظ له، ومسلم (1071). .
- وعن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((جاء بلالٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بتَمرٍ بَرْنيٍّ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مِن أين هذا؟ قال بلالٌ: كان عندنا تمرٌ رَديٌّ، فبِعتُ منه صاعينِ بصاعٍ، لنُطعِمَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِندَ ذلك: أَوَّهْ أَوَّهْ! عينُ الرِّبا عينُ الرِّبا! لا تفعَلْ، ولكِنْ إذا أردْتَ أن تشتريَ فبِع التَّمرَ ببيعٍ آخَرَ، ثمَّ اشتَرِه)) [8916] أخرجه البخاري (2312) واللفظ له، ومسلم (1594). .
- عن عائشةَ زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أنَّ قُرَيشًا أهَمَّهم شَأنُ المَرأةِ المَخْزوميَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقالوا: ومنْ يُكَلِّمُ فيها رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقالوا: ومَن يَجْتَرِئُ عليه إلَّا أسامةُ بْنُ زَيْدٍ؛ حِبُّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكَلَّمَه أسامةُ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَشفَعُ في حَدٍّ مِن حُدودِ اللهِ؟! ثُمَّ قامَ فاخْتَطَبَ، ثُمَّ قالَ: إنَّما أهْلَكَ الَّذين قبلَكم أنَّهم كانوا إذا سرَقَ فيهم الشَّريفُ تَرَكوه، وإذا سَرَقَ فيهم الضَّعيفُ أقاموا عليه الحَدَّ، وايْمُ اللهِ لو أنَّ فاطِمةَ بِنتَ مُحمَّدٍ سَرَقَت لَقطَعتُ يَدَها)) [8917] أخرجه البخاري (3475)، ومسلم (1688) واللفظ له. .

انظر أيضا: