موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- نماذِجُ من النَّزاهةِ عِندَ السَّلَفِ


سالمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ:
- دخَل هِشامُ بنُ عبدِ المَلِكِ إلى الكعبةِ، فإذا هو بسالمٍ، فقال له: سَلْني حاجتَك. فقال: إني أستحي من اللهِ أن أسألَ في بيتِه غيرَه، فلمَّا خرجا منها قال: الآن قد خرَجْتَ منها فاسأَلْ، فقال: واللهِ ما سألتُ الدُّنيا ممَّن يملِكُها، فكيف أسألُ فيها من لا يَملِكُها [8926] ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (15/54). ؟!
عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ:
- كان عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ قد طلَّق نفسَه عن الفيءِ، فلم يُرزَقْ منه شيئًا إلَّا عطاءَه مع المُسلِمين، فدخل عليه ابنُ أبي زكريَّا، فقال: يا أميرَ المُؤمِنين، إني أريدُ أن أكَلِّمَك بشيءٍ، قال: قُلْ. قال: قد بلغَني أنَّك تَرزُقُ العامِلَ من عمَّالِك ثلاثَمائةِ دينارٍ. قال: نعم. قال: ولمَ ذلك؟ قال: أردتُ أن أغنيَهم عن الخيانةِ. قال: فأنتَ يا أميرَ المُؤمِنينَ أَولى بذلك! قال: فأخرَج ذراعَه، وقال: يا ابنَ أبي زكريَّا، إنَّ هذا نَبَت من الفيءِ، ولستُ معيدًا إليه منه شيئًا أبدًا [8927] ((سيرة عمر بن عبد العزيز)) لابن عبد الحكم (15/54). .
- وقال عَمرُو بنُ مهاجِرٍ: (اشتهى عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ تفَّاحًا، فأهدى له رجلٌ من أهلِ بيتِه تفَّاحًا، فقال: ما أطيبَ ريحَه وأحسَنَه! ارفَعْه يا غلامُ للذي أتى به، وأقرِئْ فلانًا السَّلامَ، وقُلْ له: إنَّ هديَّتَك وقَعَت عندَنا بحيثُ نُحِبُّ. فقُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنين، ابنُ عَمِّك، ورجلٌ من أهلِ بيتِك، وقد بلغك أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يأكُلُ الهديَّةَ! فقال: وَيحَك! إنَّ الهديةَ كانت للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هَدِيَّةً، وهذه لنا رِشوةٌ!) [8928] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (5/140). .
طلحةُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ طاهِرٍ:
- (كان طَلحةُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ طاهِرٍ ينادِمُ أحمدَ بنَ أبي خالدٍ الأحوَلَ، فأطال منادمتَه، وبلغَه أنَّ عليه عَيلةً ودَينًا، فوجَّه إليه أحمدُ بنُ أبي خالدٍ ألفَ ألفَ دِرهَمٍ! فحلف الطَّاهريُّ ألَّا يقبَلَها! فبلغ إبراهيمَ بنَ العبَّاسِ، فقال: لله درُّ أحمدَ مُتبَرِّعًا، ودرُّ الطَّاهِريِّ مُتنَزِّهًا!) [8929] ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان التوحيدي (6/100). .
عبدُ اللهِ بنُ مُحَيريزٍ:
عن خالِدِ بنِ دريكٍ قال: (خرج ابنُ مُحَيريزٍ إلى بزَّازٍ يشتري منه ثوبًا، والبزَّازُ لا يعرِفُه، قال: وعنده رجُلٌ يعرِفُه، فقال: بكم هذا الثَّوبُ؟ قال الرَّجُلُ: بكذا وكذا، فقال الرَّجُلُ الذي يعرِفُه: أحسِنْ إلى ابنِ مُحَيريزٍ! فقال ابنُ مُحَيريزٍ: إنما جئتُ أشتري بمالي ولم أجئْ أشتري بدِيني! فقام ولم يَشْتَرِ!) [8930] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (5/138). .
- محمَّدُ بنُ يوسُفَ بنِ مَعدانَ الأصبَهانيُّ:
قال ابنُ مَهديٍّ: (ما رأيتُ مِثلَه. قالوا: وكان لا يشتري زادَه من خبَّازٍ واحدٍ، ولا من بقَّالٍ واحدٍ، ولا يشتري إلَّا ممَّن لا يعرِفُه، يقولُ: أخشى أن يحابوني فأكونَ ممَّن يعيشُ بدِينِه!) [8931] ((البداية والنهاية)) لابن كثير (13/ 629). .

انظر أيضا: