موسوعة الأخلاق والسلوك

و- نماذِجُ من المُروءةِ عِندَ العُلَماءِ المعاصِرين


- مُروءةُ محمد الأمين الشِّنقيطيِّ:
(إذا كان عُلَماءُ الأخلاقِ يُعَنْونون لأصولِ الأخلاقِ والفضائِلِ بالمُروءةِ؛ فإنَّ المُروءةُ كانت شِعارَه ودِثارَه. وكانت هي التي تحكُمُه في جميعِ تصَرُّفاتِه، سواءٌ في نفسِه أو مع إخوانِه وطُلَّابِه أو مع غيرِهم، مَن عرَفَهم أو لم يعرِفْهم. وقد قال فيه بعضُ النَّاسِ في حياتِه: إنَّه لا عيبَ فيه سوى عيبٍ واحدٍ، هو أنَّنا نَفقِدُه بعدَ موتِه!) [8497] ((مع صاحب الفضيلة والدنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله)) (ص: 54). .
- مُروءةُ عبدِ الرَّزَّاقِ عفيفي:
(أمَّا مروءتُه فهي بحرٌ زخَّارٌ ونَهرٌ غَمرٌ، ولا شكَّ أنَّ المُروءةَ من شواهِدِ الفضلِ ودلائِلِ الكرَمِ، وهي حِليةُ النُّفوسِ وزينةُ الهِمَمِ، إنَّ المُروءةَ كَلِمةٌ يرادُ بها الشَّهامةُ والرُّجولةُ ونُصرةُ المظلومِ وكَفُّ يدِ الظَّالمِ وبَذلُ الإحسانِ وقِرى الضَّيفِ وكُلُّ هذه المعاني الحَسَنةِ والخِلالِ الطَّيِّبةِ كانت من أبرَزِ سماتِ الشَّيخِ عبدِ الرَّزَّاقِ بل كانت أُسَّ حياتِه ومِفتاحَ شَخصيَّتِه، وكأنَّ لسانَ حالِه يقولُ:
وإنِّي لتُطرِبُني الخِلالُ كريمةً
طَرَبَ الغريبِ بأَوبةٍ وتَلاقِ
وتهُزُّني ذِكرى المُروءةِ والنَّدى
بَينَ الشَّمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
فإذا رُزِقتَ خَليقةً محمودةً
فقد اصطفاك مُقَسِّمُ الأرزاقِ
فالنَّاسُ هذا حَظُّه مالٌ وذا
عِلمٌ وذاك مكارِمُ الأخلاقِ) [8498] ((الشيخ عبد الرزاق عفيفي حياته العلمية وجهوده الدعوية وآثاره الحميدة)) (ص: 95-96). .
- مُروءةُ ابنِ بازٍ:
(لم تجتَمِعِ المواهِبُ العِلميَّةُ والخُلُقيَّةُ والكَرَمُ كما اجتمَعَت في شخصِ سماحةِ الشَّيخِ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ باز، الذي لا تقابِلُه في مجلِسِه إلَّا وترى السَّماحةَ والبشاشةَ في وَجهِه، ولا تحظى به محَدِّثًا أو محاضِرًا إلَّا وترى العِلمَ يتفجَّرُ من خلالِ فِقهِه ووَعيِه، ولا تسألُه سؤالًا إلَّا ويجيبُك والدَّليلُ والشَّاهِدُ من كتابِ اللهِ أو سُنَّةِ رَسولِه على لسانِه، يُلَبِّي الدَّاعيَ، لا يتأبى ولا يمانِعُ؛ لأنَّ الكتابَ والقارئَ هما معه في النَّادي وبمجلِسِ الدَّاعي، ولكِنَّه -والكَرَمُ طبيعتُه، والمُروءةُ ديدَنُه- لا يزالُ بيتُه مأوًى للضَّيفِ من كُلِّ حَدَبٍ وصَوبٍ) [8499] ((جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله)) لمحمد بن إبراهيم الحمد (ص: 514-515). .

انظر أيضا: