موسوعة الأخلاق والسلوك

هـ- المُداراةُ عندَ العُلَماءِ المتقَدِّمين وغَيرِهم


ابنُ الجَوزيِّ:
-قال ابنُ الجوزيِّ: (كنتُ قد رُزِقتُ قَلبًا طَيِّبًا... فأحضَرَني بعضُ أربابِ المناصِبِ إلى طعامِه، فما أمكَن خلافُه، فتناولْتُ وأكلْتُ منه، فلقيتُ الشَّدائدَ، ورأيتُ العقوبةَ في الحالِ، واستمرَّت مدَّةً، وغَضِبتُ على قلبي، وفقَدتُ كُلَّ ما كنتُ أَجِدُه، فقلتُ: واعجَبًا! لقد كنتُ في هذا كالمُكرَهِ! فتفَكَّرْتُ وإذا به قد يمكِنُ مُداراةُ الأمرِ بلُقَيماتٍ يسيرةٍ، وإنما التَّأويلُ جعَل تناوُلَ هذا الطَّعامِ بشَهوةٍ أكثَرَ ممَّا يُدفَعُ بالمُداراةِ! فقالت النَّفسُ: ومن أين لي أنَّ عَينَ هذا الطَّعامِ حرامٌ؟! فقالت اليَقَظةُ: وأين الوَرَعُ عن الشُّبُهاتِ؟! فلمَّا تناولتُ بالتَّأويلِ لُقمةً، واستجلَبْتُها بالطَّبعِ، لَقِيتُ الأمَّرين ِبفقدِ القَلبِ: فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [الحشر: 2] ) [8317] ((صيد الخاطر)) (ص: 410-411). .
أبو العباسِ الدغوليُّ السَّرَخْسيُّ:
قال ابنُ كثيرٍ في ترجمتِه: (شيخُ أهلِ خُراسانَ في زمانِه صاحِبُ المُسنَدِ المشهورِ، وأحدُ عُلَماءِ الشَّافعيَّةِ) [8318] ((طبقات الشافعيين)) (1/231). .
قال أبو الوليدِ حَسانُ بنُ محمَّدٍ الفقيهُ: (قيل لأبي العبَّاسِ الدغوليِّ: لمَ لا تقنُتُ في صلاةِ الفجرِ؟ فقال: لراحةِ الجَسَدِ، ومُداراةِ الأهلِ والوُدِّ، وسُنَّةِ أهلِ البَلَدِ) [8319] ((طبقات الشافعيين)) لابن كثير (1/231). .
المعزُّ أَيبَك التُّركُمانيُّ.
قال الذَّهبيُّ: (كان المُعِزُّ أكبَرَ الصَّالحيَّةِ، وكان دَيِّنًا عاقِلًا، ساكِنًا كريمًا، تاركًا للشُّربِ... وكان في المُعِزِّ تُؤَدةٌ ومُداراةٌ) [8320] ((سير أعلام النبلاء)) (23/198). .

انظر أيضا: