موسوعة الأخلاق والسلوك

د- المُداراةُ عندَ السَّلَفِ


- مَخلَدُ بنُ الحُسَينِ:
- شكا رجلٌ إلى مخلَدِ بنِ الحُسَينِ رَجُلًا من أهلِ الكوفةِ، فقال: (أين أنت عن المُداراةِ؟ فإنِّي أُداري حتى أُداريَ هذه؛ جاريةٌ حَبشيَّةٌ تُغربِلُ شَعيرَ الفَرَسِ له، ثمَّ قال: ما تكلَّمتُ بكَلِمةٍ أريدُ أن أعتَذِرَ منها منذُ خمسينَ سنةً!) [8310] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/266). .
- وَهبُ بنُ مُنَبِّهٍ:
عن عبدِ الوهَّابِ بنِ الوردِ قال: جاء رجلٌ إلى وَهبِ بنِ مُنبِّهٍ، فقال: إنِّي قد حدَّثتُ نفسي ألَّا أخالِطَ النَّاسَ، فما ترى؟ قال: (لا تفعَلْ؛ إنَّه لا بُدَّ للنَّاسِ منك، ولا بدَّ لك منهم، لك إليهم حوائِجُ، ولهم إليك حوائِجُ، ولكِنْ كُنْ فيهم أصَمَّ سميعًا، أعمى بصيرًا، سَكُوتًا نَطُوقًا) [8311] ((مداراة الناس)) لابن أبي الدنيا (ص: 42). .
- مالِكُ بنُ أنَسٍ:
عن مُطَرِّفِ بنِ عبدِ اللهِ، عن مالِكٍ قال: (كان في نافعٍ حِدَّةٌ، ثمَّ حكى مالكٌ أنَّه كان يلاطِفُه ويُداريه) [8312] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (5/98). .
وقال ابنُ فَرحون عنه: (كان ... من أشَدِّ النَّاسِ مُداراةً للنَّاسِ واستعمالًا للإنصافِ) [8313] ((الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب)) (1/96). .
- ابنُ المبارَكِ:
(صَحِب ابنُ المبارَكِ رجُلًا سَيِّئَ الخُلُقِ في سفَرٍ، فكان يحتَمِلُ منه ويُداريه، فلمَّا فارقه بكى، فقيل له في ذلك، فقال: بكيتُه رحمةً له؛ فارقتُه، وخُلُقُه معه لم يُفارِقْه!) [8314] ((إحياء علوم الدين)) لأبي حامد الغزالي (3/52). .
- عُمَرُ بنُ ذَرٍّ:
عن أبي بكرِ بنِ خَلَّادٍ، قال: (شتَم رجُلٌ عُمَرَ بنَ ذَرٍّ، فقال: يا هذا، لا تُغرِقْ في شَتْمِنا، ودَعْ للصُّلحِ موضِعًا؛ فإنَّا لا نكافِئُ من عصى اللهَ فينا بأكثَرَ من أن نطيعَ اللهَ فيه!) [8315] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (5/ 113). ويُنظَر: ((المجالسة)) للدينوري (1602)، ((شعب الإيمان)) للبيهقي (8106). .
- أحمدُ بنُ حنبَلٍ:
عن صالحِ بنِ أحمدَ عن أبيه قال: (وسألتُه عن رجلٍ يُبلى بأرضٍ يُنكِرون فيها رفعَ اليدَينِ في الصَّلاةِ، وينسُبونَه إلى الرَّفضِ إذا فعل ذلك، هل يجوزُ له تركُ الرَّفعِ؟ قال أبي: لا يَترُكْ، ولكِنْ يُداريهم) [8316] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (1/287). .

انظر أيضا: