موسوعة الأخلاق والسلوك

عاشِرًا: أخطاءٌ شائعةٌ حولَ القناعةِ


- اعتِقادُ أنَّ القناعةَ تنافي الأخذَ بالأسبابِ، وهذا خطأٌ؛ فالمسلِمُ مأمورٌ بالأخذِ بالأسبابِ في تحصيلِ المنافعِ، ودَفعِ المضارِّ. وقد أمر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المسلِمَ بالحِرصِ على النَّافِعِ، ونَبذِ العَجزِ والكَسَلِ؛ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((احرِصْ على ما ينفَعُك، واستَعِنْ باللهِ ولا تَعجِزْ)) [7735] أخرجه مسلم (2664) من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. .
يقولُ ابنُ عُثَيمين: («احرِصْ على ما ينفَعُك»، وهذه الكَلِمةُ كَلِمةٌ جامعةٌ عامَّةٌ، "على ما ينفَعُك"، أي: على كُلِّ شيءٍ ينفَعُك، سواءٌ في الدِّينِ أو في الدُّنيا، فإذا تعارَضَتْ منفعةُ الدِّينِ ومنفعةُ الدُّنيا، فقَدِّمْ منفَعةَ الدِّينِ؛ لأنَّ الدِّينَ إذا صلَح صلَحَت الدُّنيا، أمَّا الدُّنيا إذا صلَحَت مع فسادِ الدِّينِ فإنَّها تَفسُدُ) [7736] ((شرح رياض الصالحين)) (2/79). .
- اعتقادُ أنَّ القناعةَ تعني أن يعيشَ الإنسانُ فقيرًا، وهذا خطَأٌ؛ فالمطلوبُ أن يكونَ الإنسانُ قَنوعًا بما آتاه اللهُ، وألَّا يتمَلَّكَه الطَّمَعُ أو تأسِرَه محبَّةُ الدُّنيا والحِرصُ عليها، فالغِنى لا مذمَّةَ فيه إذا كان صاحِبُه شاكِرًا يؤدِّي حَقَّ اللهِ تعالى في مالِه ولا يَشغَلُه عن طاعتِه.      

انظر أيضا: