موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القرآنِ الكريمِ


- قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة: 8] .
قال الرَّازيُّ: (اعلَمْ أنَّ التَّكاليفَ وإن كَثُرت إلَّا أنَّها محصورةٌ في نوعينِ: التَّعظيمُ لأمرِ اللهِ تعالى، والشَّفَقةُ على خَلقِ اللهِ؛ فقَولُه: كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ إشارةٌ إلى النَّوعِ الأوَّلِ، وهو التَّعظيمُ لأمرِ اللهِ، ومعنى القيامِ للهِ هو أن يقومَ للهِ بالحَقِّ في كُلِّ ما يلزَمُه القيامُ به من إظهارِ العبوديَّةِ وتعظيمِ الرُّبوبيَّةِ، وقولُه: شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ إشارةٌ إلى الشَّفَقةِ على خلقِ اللهِ) [5160] ((مفاتيح الغيب)) (11/320). .
- وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل: 128] .
قال البيضاويُّ: (وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ بِالشَّفَقةِ عَلَى خَلْقِهِ) [5161] ((أنوار التنزيل)) (3/246). .
- وقال تعالى في ذِكرِ اتِّصافِ نَبيِّ اللهِ يحيى عليه السَّلامُ بالشَّفَقةِ: يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا [مريم: 12 - 13] .
قال الزَّمخشَريُّ: (حَنانًا: رحمةً لأبويه وغيرِهما، وتعَطُّفًا وشَفَقةً) [5162] ((الكشاف)) (3/8). .
وقال ابنُ كثيرٍ: (فالحَنانُ: هو المحبَّةُ في شَفَقةٍ) [5163] ((تفسير القرآن العظيم)) (5/217). .
- وقال اللهُ تعالى في نبيِّه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة: 128] .
قال ابنُ عطيَّةَ: (قولُه: رَؤُوفٌ معناه: مبالِغٌ في الشَّفَقةِ) [5164] ((المحرر الوجيز)) لابن عطية (3/ 100). .
-وقال تعالى في ذِكرِ شَفَقةِ أمِّ موسى على ولَدِها لمَّا ألقَتْه في اليمِّ بوَحيٍ من اللهِ: وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [القصص: 10] .
قال مقاتِلُ بنُ سُلَيمانَ: (إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ، وذلك أنَّها رأت التَّابوتَ يرفَعُه موجٌ ويضَعُه آخَرُ، فخَشِيَت عليه الغَرَقَ؛ فكادت تَصيحُ شَفَقةً عليه) [5165] ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (3/337). .
-وقال تعالى في وَصفِ أتباعِ عيسى عليه السَّلامُ: وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً [الحديد: 27] .
قال القاسميُّ: (رَأْفَةً وَرَحْمَةً أي: حنانًا ورقَّةً على الخَلقِ، لكثرةِ ما وصَّى به عيسى عليه السَّلامُ من الشَّفَقةِ وهَضمِ النَّفسِ والمحبَّةِ) [5166] ((محاسن التأويل)) (9/156). .

انظر أيضا: