موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ الشَّفَقةِ وبعضِ الصِّفاتِ


الفَرقُ بَينَ الشَّفَقةِ والخشيةِ
قال أبو هِلالٍ: (إنَّ الشَّفَقةَ ضربٌ من الرِّقَّةِ وضَعفِ القَلبِ، ينالُ الإنسانَ، ومِن ثمَّ يقالُ للأمِّ: إنَّها تُشفِقُ على ولَدِها، أي: تَرِقُّ له، وليست هي من الخشيةِ والخوفِ في شيءٍ، والشَّاهِدُ قولُه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ [المؤمنون: 57] ، ولو كانت الخشيةُ هي الشَّفَقةَ لما حَسُن أن يقولَ ذلك، كما لا يحسُنُ أن يقولَ: يَخشَون من خشيةِ رَبِّهم. ومن هذا الأصلِ قولُهم: ثوبٌ شَفَقٌ: إذا كان رقيقًا... فقولُك: أشفَقْتُ من كذا، معناه: ضَعُف قلبي عن احتِمالِه) [5157] ((الفروق اللغوية)) (ص: 300). .
الفَرقُ بَينَ الشَّفَقةِ والرِّقَّةِ:
قال أبو هِلالٍ: (إنَّه قد يَرِقُّ الإنسانُ لمن لا يُشفِقُ عليه، كالذي يَئِدُ الموءودةَ [5158] الموْءودةُ: وَأَد ابنَتَه يَئِدُها وأْدًا، فهي موءودةٌ، أي: دفنَها في القبرِ وهي حيَّةٌ. ((الصحاح)) للجوهري (2/546). ، فيَرِقُّ لها -لا محالةَ-؛ لأنَّ طبعَ الإنسانيَّةِ يوجِبُ ذلك، ولا يُشفِقُ عليها؛ لأنَّه لو أشفق عليها ما وأَدَها) [5159] ((الفروق اللغوية)) (ص: 300). .

انظر أيضا: