موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القُرآنِ الكريمِ


- قال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ [الأعراف: 26] ، وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ أي: استشعارُ النُّفوسِ تقوى اللَّهِ بالإيمانِ والعَمَلِ الصَّالحِ، والحَياءِ، وخشيةِ اللَّهِ، والسَّمتِ الحَسَنِ: خيرٌ لصاحِبِه من اللِّباسِ والرِّياشِ الذي يتجَمَّلُ به [3866] ((التفسير المحرر - الدرر السنية)) (6/90). .
- وقال تعالى: فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [القصص: 25] .
قال مجاهِدٌ: (يعني: واضِعةً ثوبَها على وَجهِها، ليست بخرَّاجةٍ ولا ولَّاجةٍ) [3867] ((تفسير مجاهد)) (ص: 529). .
قال الطَّبَريُّ: («فأتَتْه تمشي على استحياءٍ»، وهي تستحيي منه) [3868] ((جامع البيان)) (18/221). .
- وقال سُبحانَه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ [الأحزاب: 53] .
قال ابنُ كثيرٍ: (قيل: المرادُ أنَّ دُخولَكم مَنزِلَه بغيرِ إذنِه، كان يشُقُّ عليه ويتأذَّى به، لكِنْ كان يكرَهُ أن ينهاهم عن ذلك من شِدَّةِ حيائِه عليه السَّلامُ، حتَّى أنزل اللَّهُ عليه النَّهيَ عن ذلك) [3869] ((تفسير القرآن العظيم)) (6/454). .
وقال الشَّوكانيُّ: (أي: يستحيي أن يقولَ لكم: قوموا، أو اخرُجوا) [3870] ((فتح القدير)) (4/342). .
-وقال تعالى في حثِّ العبدِ على الحَياءِ من رَبِّه؛ إذ هو مُطَّلِعٌ عليه في جميعِ أحوالِه وتقَلُّباتِه: وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [يونس: 61] .
قال القُشَيريُّ: (خَوَّفَهم بما عرَّفهم من اطِّلاعِه عليهم في جميعِ أحوالِهم، ورؤيةِ ما سيَفعلونَه من فُنونِ أعمالِهم، والعِلمِ بأنَّه يراهم يوجِبُ استِحياءَهم منه، وهذه حالُ المراقَبةِ، والعبدُ إذا عَلِم أنَّ مولاه يراه استحيا منه، وتَرَك متابعةَ هواه، ولا يحومُ حولَ ما نهاه) [3871] ((لطائف الإشارات)) (2/104). .
- وقال تعالى في الحَثِّ على التِزامِ الحَياءِ مع الوالِدَينِ: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا [الإسراء: 23] .
قال النَّيسابُوريُّ: (وَلَا تَنْهَرْهُمَا: والنَّهرُ والنَّهيُ أخوانِ، يقالُ: نهَرَه وانتَهَره: إذا استقبله بكلامٍ يَزجُرُه. وَقُلْ لَهُمَا: بَدَل التَّأفيفِ والنَّهرِ قَوْلًا كَرِيمًا جميلًا مشتَمِلًا على حُسنِ الأدَبِ ورعايةِ دقائِقِ المروءةِ والحَياءِ والاحتِشامِ) [3872] ((غرائب القرآن ورغائب الفرقان)) (4/341). .

انظر أيضا: