موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرقُ بَينَ الحَياءِ وبعضِ الصِّفاتِ


الفَرقُ بَينَ الحَياءِ والخَجَلِ:
(الخَجَلُ: معنًى يَظهَرُ في الوَجهِ لغَمٍّ يَلحَقُ القلبَ عندَ ذَهابِ حُجَّةٍ، أو ظُهورٍ على رِيبةٍ، وما أشبَهَ ذلك، فهو شيءٌ تتغيَّرُ به الهَيبةُ.
والحَياءُ: هو الارتِداعُ بقُوَّةِ الحَياءِ؛ ولهذا يقالُ: فلانٌ يستحي في هذا الحالِ أن يفعَلَ كذا، ولا يقالُ: يخجَلُ أن يفعَلَه في هذه الحالِ؛ لأنَّ هيئتَه لا تتغيَّرُ منه قبل أن يفعَلَه؛ فالخَجَلُ ممَّا كان، والحَياءُ ممَّا يكونُ.
وقد يُستعمَلُ الحَياءُ موضِعَ الخَجَلِ توسُّعًا، وقال الأنباريُّ: أصلُ الخجَلِ في اللُّغةِ: الكَسَلُ والتَّواني وقِلَّةُ الحرَكةِ في طَلَبِ الرِّزقِ، ثمَّ كَثُر استعمالُ العَرَبِ له حتَّى أخرجوه على معنى الانقِطاعِ في الكلامِ.
وقد جاء عن العَرَبِ الخَجَلُ بمعنى: الدَّهَشِ.
قال الكُمَيتُ:
فلم يدفَعوا عندَنا ما لهم
لوَقعِ الحُروبِ ولم يخجَلوا
أي: لم يَبقوا دَهِشين مَبهوتين) [3864] ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص: 244). .
أيضًا فالخَجَلُ، مع أنَّه العُنصُرُ البارِزُ في الحَياءِ، لكنَّه يقعُ في الخيرِ والشَّرِّ، وقد يجُرُّ صاحِبَه إلى وَرطاتٍ سَيِّئةٍ. أمَّا الحَياءُ فلا يكونُ إلَّا في الحُدودِ المشروعةِ [3865] يُنظَر: ((خلق المسلم)) لمحمد الغزالي (ص: 149). .

انظر أيضا: