موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: معنى حِفظِ اللِّسانِ لُغةً واصطِلاحًا


الحِفظُ لُغةً:
مصدَرُ قَولِهم: حَفِظ يَحفَظُ، وتدُلُّ على مُراعاةِ الشَّيءِ، يقالُ: حَفِظتُ الشَّيءَ حِفظًا [3403] يُنظَر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/ 87).
والحِفظُ يُقالُ تارةً لهيئةِ النَّفسِ التي بها يَثبُتُ ما يؤدِّي إليه الفَهمُ ويُضادُّه النِّسيانُ، كما في حِفظِ القُرآنِ الكريمِ مَثَلًا، ثمَّ استُعمِلَ في كُلِّ تفَقُّدٍ وتعَهُّدٍ ورعايةٍ، وقَولُه سُبحانَه: وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ [الأحزاب: 35] كنايةٌ عن العِفَّةِ.
 وحَفِظتُ الشَّيءَ حِفظًا، أي: حَرَستُه، وحَفِظتُه أيضًا بمعنى استظهَرْتُه. والحَفَظةُ: الملائكةُ الذين يكتُبون أعمالَ بني آدَمَ، والمحافَظةُ: المراقَبةُ، والحفيظُ: المحافِظُ، ومنه قولُه تعالى: وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ [الأنعام: 104] ، والتَّحفُّظُ: التَّيقُّظُ وقِلَّةُ الغَفلةِ [3404] يُنظَر: ((المفردات)) للراغب الأصفهاني (ص: 245)، ((لسان العرب)) لابن منظور (7/ 441- 442)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (2/ 480). .
اللِّسانُ لُغةً:
هو جارِحةُ الكلامِ، وقد يُكنى به عن الكَلِمةِ فتُؤَنَّثُ حينَئذٍ، واللِّسْنُ: الكلامُ واللُّغةُ، واللَّسَنُ بالتَّحريكِ: الفَصاحةُ؛ يُقالُ لكُلِّ قومٍ لِسْنٌ: أي: لُغةٌ يتكَلَّمون بها، واللِّسانُ: اللُّغةُ، قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ [الروم: 22] ، ومن ذلك قولُهم: فلانٌ يتكَلَّمُ بلِسانِ قَومِه. أي: بلُغتِهم، ولَسَنَه: كَلَّمه، ولَسَنَه: أخَذَه بلِسانِه، ولِسانُ القومِ: المتكَلِّمُ بلسانِهم، ولسانُ الميزانِ: عَذَبَتُه، ولسانُ النَّارِ: ما يتشَكَّلُ منها على شَكلِ اللِّسانِ [3405] يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (6/ 2195)، ((لسان العرب)) لابن منظور (13/ 385). .
حِفظُ اللِّسانِ اصطِلاحًا:
حِفظُ اللِّسانِ هو (أن يصونَ المرءُ لِسانَه عن الكَذِبِ، والغِيبةِ والنَّميمةِ، وقولِ الزُّورِ، وغيرِ ذلك ممَّا نهى عنه الشَّارِعُ الحكيمُ) [3406] ((نضرة النعيم)) لعدد من المختصين (7/ 2634). .
وقال ابنُ حَجَرٍ: (حِفظُ اللِّسانِ: أي: عن النُّطقِ بما لا يسوغُ شَرعًا ممَّا لا حاجةَ للمُتكَلِّمِ به) [3407] ((فتح الباري)) (11/308). .

انظر أيضا: