موسوعة الأخلاق والسلوك

و- نماذِجُ من حُسنِ العِشْرةِ والجِوارِ عِندَ العُلَماءِ المُعاصِرين


1- كان الشَّيخُ ابنُ بازٍ حَسَنَ العِشْرةِ طَيِّبَ الجِوارِ، تقولُ أمُّ عبدِ اللَّهِ إحدى زوجَتَيه: (كان حريصًا على العَدلِ دائمًا في كُلِّ الأمورِ، سواءٌ في النَّفَقةِ أو المبيتِ، وجميعِ الأمورِ، وكذلك في الحَجِّ؛ فكُنتُ أحجُّ معه سنةً وهي سنةً، وهكذا) [3372] ((موسوعة إمام المسلمين في القرن العشرين)) لعبد العزيز أسعد (1/48، 49). .
2- يقولُ محمَّد الموسى: (أراد الشَّيخُ أن يُسافِرَ في الطَّائرةِ، وتأخَّرَت إحدى أسرَتَيه التي ستسافِرُ معه في تلك الرِّحلةِ أكثَرَ من ساعةٍ، وتأخَّرَت بسَبَبِ ذلك الطَّائرةُ التي تُقِلُّه، ومع ذلك لم يَبدُ عليه أيُّ تضجُّرٍ أو سآمةٍ، بل كنَّا نقرأُ عليه المعاملاتِ دونَ انقطاعٍ، وكلَّما مضى عَشرُ دقائِقَ أو ربُعُ ساعةٍ سأل: هل جاؤوا؟ فإن قيل له: لا، واصَل الاستماعَ. ولمَّا وصلوا لم يُبدِ أيَّ تضجُّرٍ، ولم تَبدُرْ منه أيُّ كَلِمةٍ؛ لأنَّه يلتَمِسُ لهم المعاذيرَ، ويعلَمُ أنَّهم لم يتأخَّروا إلَّا لعارضٍ) [3373] ((جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز)) (ص: 226، 227). .
وكان يدعو جيرانَه إلى طعامِه، ويفرَحُ بهم إذا قَدِموا، ويقولُ لعُمَّالِه: (ادعوهم، لعلَّهم يستحيون من المجيءِ إلينا)، ويسألُ عن أحوالِهم، ويساعِدُ من احتاج منهم إلى مساعدةٍ، ويعودُ مريضَهم، ويُصَلِّي على ميِّتِهم ويتبَعُ جنازتَه، ويسامِحُ من اعتدى منهم على حَقِّه، كما فعل مع جيرانِه في الأرضِ الزِّراعيَّةِ التي كان يملِكُها في الرِّياضِ؛ حيث تعَدَّوا على أرضِه فأخذوا جزءًا منها، فما كان منه إلَّا أن قال: عساهم راضينَ، عسى ما في خاطِرِهم شيءٌ!) [3374] ((الإنجاز في ترجمة الإمام عبد العزيز بن باز))، لعبد الرحمن الرحمة (ص: 176، 177). .
3- وإذا تأخَّر سائقُه عن موعِدِه المعتادِ التَمس له العُذرَ وانتَظَره حتى يأتيَ بلا ضَجَرٍ أو مَلَلٍ، فإن أتى ركِبَ معه دونَ أن يعاتِبَه أو يوبِّخَه، وإن لم يأتِ رَكِبَ مع غيرِه، فإذا قابله من الغَدِ لم يعاتِبْه [3375] ((القول الوجيز)) لعبد العزيز بن ناصر الباز (ص: 25، 26). .
4- و(كان ابنُ عُثَيمين عظيمَ البِرِّ بأهلِه وأقارِبِه؛ فكان يتفقَّدُ الكبيرَ والصَّغيرَ، وإذا مَرِض بعضُ الأطفالِ يتَّصِلُ ويسألُ عن صِحَّتِه، ولا يقتَصِرُ على ذلك، بل يفاجئُ أهلَ البيتِ بطَرقِ البابِ عليهم، يتفقَّدُ حالَ المريضِ ويسألُ عنه) [3376] ((الدر الثمين)) لعصام بن عبد المنعم المري (ص: 263). .
وكان إذا توجَّه إلى الحَرَمِ (إذا مرَّ بأحدٍ سَلَّم عليه، حتى الصِّبيانُ يمُرُّ عليهم ويسلِّمُ عليهم، حتَّى إنَّه سلَّم على صبيٍّ فعَرَفه، فأعطاه سواكًا، فقَبِله منه بكُلِّ تواضُعٍ وابتسامةٍ) [3377] ((الدر الثمين)) لعصام بن عبد المنعم المري (ص: 265). .

انظر أيضا: