موسوعة الأخلاق والسلوك

ج-  نماذِجُ من حُسنِ العِشْرةِ والجِوارِ عِندَ الصَّحابةِ رَضِيَ اللَّهُ عنهم


1- قال عبدُ اللَّهِ بنُ دينارٍ: (كنتُ أنا وعبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ عِندَ دارِ خالِدِ بنِ عُقبةَ التي بالسُّوقِ، فجاء رجلٌ يريدُ أن يناجيَه، وليس مع عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ أحدٌ غيري، وغيرُ الرَّجلِ الذي يريدُ أن يناجيَه، فدعا عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ رجلًا آخَرَ حتَّى كنَّا أربعةً، فقال لي وللرَّجُلِ الذي دعاه: استأخِرا شيئًا، فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: لا يتناجى اثنانِ دونَ واحِدٍ) [3342] أخرجه مالك (2/988) واللفظ له، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (1787)، وابن حبان (582). صحَّحه ابن حبان، وصحَّح إسنادَه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((صحيح ابن حبان)) (582). وأخرجه من طريقٍ آخَرَ: أحمد (5501)، وابن حبان (581) مختصَرًا. صحَّحه ابن حبان، وصحَّح إسنادَه أحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (7/244)، وشعيب الأرناؤوط على شرط الشيخين في تخريج ((مسند أحمد)) (9/ 359). وحديثُ: ((فلا يتناجى اثنانِ دونَ واحِدٍ)) أخرجه البخاري (6288) بلفظ: "دونَ الثالِثِ"، ومسلم (2183) واللفظ له. .
2- وعن المعرورِ بنِ سُوَيدٍ قال: (لقيتُ أبا ذَرٍّ بالرَّبَذةِ وعليه حُلَّةٌ، وعلى غلامِه حُلَّةٌ، فسألتُه عن ذلك فقال: إنِّي سابَبْتُ رجُلًا فعَيَّرْتُه بأمِّه، فقال لي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا أبا ذَرٍّ أعيَّرْتَه بأمِّه؟ إنَّك امرؤٌ فيك جاهليَّةٌ! إخوانُكم خَوَلُكم جعَلَهم اللهُ تحتَ أيديكم، فمن كان أخوه تحتَ يَدِه فلْيُطعِمْه ممَّا يأكُلُ، ولْيُلبِسْه ممَّا يَلبَسُ، ولا تُكَلِّفوهم ما يَغلِبُهم، فإن كَلَّفْتُموهم فأعينوهم) [3343] أخرجه البخاري (30) واللفظ له، ومسلم (1661). .
3- عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (أنَّه سَمِع عُمَرَ بنَ الخطَّابِ وسَلَّم عليه رجلٌ، فرَدَّ عليه السَّلامَ، ثمَّ سأل عُمَرُ الرَّجُلَ كيف أنت؟ فقال: أحمدُ إليك اللَّهَ، فقال عُمَرُ: ذلك الذي أرَدْتُ منك) [3344] أخرجه مالك (3/961) واللفظ له، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (1132). صحَّح إسنادَه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (6/1099). ، سؤالُ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه الرَّجُلَ عن حالِه على سبيلِ التَّأنيسِ، وحُسنُ العِشْرةِ لمن عرَفه الإنسانُ أن يسألَ عن حالِه [3345] ((المنتقى)) لأبي الوليد الباجي (9/ 219). .
4- عن أسماءَ بنتِ أبي بَكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قالت: (لم أكُنْ أُحسِنُ أخبِزُ، وكان يخبِزُ لي جاراتٌ من الأنصارِ، وكُنَّ نِسوةَ صِدقٍ) [3346] أخرجه البخاري (5224)، ومسلم (2182) واللفظ له. ، أضافَتْهنَّ إلى الصِّدقِ مبالغةً في تلبُّسِهنَّ به في حُسنِ العِشْرةِ والوفاءِ بالعهدِ [3347] ((فتح الباري)) لابن حجر (9/ 323). .
5-وعن عائِذِ بنِ عَمرٍو: (أنَّ أبا سُفيانَ أتى على سَلمانَ وصُهَيبٍ وبِلالٍ في نَفَرٍ، فقالوا: واللهِ ما أخَذَت سُيوفُ اللهِ مِن عُنُقِ عَدُوِّ اللهِ مَأخَذَها! قال: فقال أبو بكرٍ: أتقولون هذا لشَيخِ قُرَيشٍ وسَيِّدِهم؟ فأتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبره، فقال: يا أبا بكرٍ لعلَّك أغضَبْتَهم! لئن كُنتَ أغضَبْتَهم لقد أغضَبْتَ رَبَّك! فأتاهم أبو بكرٍ فقال: يا إخوَتاه أغضَبْتُكم؟ قالوا: لا، يغفِرُ اللهُ لك يا أخي) [3348] أخرجه مسلم (2504). .
6-عن عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: (كنتُ رجُلًا مَذَّاءً [3349] المذَّاءُ: الكثيرُ المَذْيِ. يُنظَر: ((كشف المشكل من حديثِ الصحيحين)) لابن الجوزي (1/ 181). ، فأمَرْتُ رجلًا أن يسألَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لمكانِ ابنتِه) [3350] أخرجه البخاري (269) واللفظ له، ومسلم (303). ، وفيه استحبابُ حُسنِ العِشْرةِ مع الأصهارِ، وأنَّ الزَّوجَ يُستحَبُّ له ألَّا يَذكُرَ بجِماعِ النِّساءِ والاستمتاعِ بهنَّ بحَضرةِ أبيها وأخيها وابنِها وغيرِهم من أقارِبِها [3351] ((شرح مسلم)) للنووي (3/ 214). .
7- قال مجاهِدٌ: (كنتُ عِندَ عبدِ اللَّهِ بنِ عَمرٍو، وغلامُه يَسلُخُ شاةً، فقال: يا غلامُ، إذا فرَغْتَ فابدأْ بجارِنا اليهوديِّ) [3352] ((الأدب المفرد)) للبخاري (ص: 76) رقم (128). .

انظر أيضا: