الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - أمَرَني أبي بِحَريرةٍ، فصُنِعَتْ، ثمَّ أمَرَني، فحَمَلْتُها إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فإذا هو في مَنزِلِه، فقالَ: ما هذا يا جابرُ، ألَحْمٌ هذا؟ قلتُ: لا، يا رسولَ اللهِ، ولكنَّها حَريرةٌ أمَرَني بها أبي، فصُنِعَتْ، ثمَّ أمَرَني، فحَمَلْتُها إليكَ، ثمَّ رَجَعْتُ إلى أبي، فقالَ: هلْ رَأيتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قلْتُ: نعمْ. قالَ: فما قال لكَ؟ قلْتُ: قالَ: ألَحْمٌ هذا يا جابِرُ؟ قال أبي: عَسَى أنْ يكونَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اشْتَهَى اللَّحْمَ، فقامَ إلى داجِنٍ له، فذَبَحها وشَوَاها، ثمَّ أمَرَني بحَمْلِها إليهِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: جَزى اللهُ الأنصارَ عنَّا خيْرًا، ولا سِيَّما عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ حرامٍ، وسَعْدِ بنِ عُبادةَ.
الراوي : جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7295 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة

2 - أنَّ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رَضيَ اللهُ عنه دَخَلَ المسجدَ وعُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يُحدِّثُ النَّاسَ، فأَتى البيتَ الَّذي تُوفِّيَ فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكَشَفَ عنْ وجهِهِ بُرْدَ حِبَرَةٍ، وكان مُسَجًّى به، فنَظَرَ إليه فأكَبَّ عليه ليُقَبِّلَ وجهَهُ، وقالَ: واللهِ لا يجْمَعُ اللهُ عليكَ مَوْتَتينِ بعدَ موتتِكَ الَّتي لا تموتُ بعدَها. ثُمَّ خَرَجَ إلى المسجدِ وعُمَرُ يُكلِّمُ النَّاسَ، فقالَ أبو بكرٍ: اجلِسْ يا عُمَرُ، فأَبى، فكَلَّمَهُ مرَّتينِ أوْ ثلاثًا، فأَبى، فقامَ، فتشَهَّدَ، فلمَّا قَضى تشهُّدَهُ قالَ: أمَّا بعدُ، فمَنْ كان يَعبُدُ مُحمَّدًا فإنَّ مُحمَّدًا قد ماتَ، ومَنْ كان يَعبُدُ اللهَ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يموتُ، ثُمَّ تلا: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِن قَبْلِكَ الْخُلْدَ} [الأنبياء: 34] {وَمَا مُحمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144]، تلا إلى {الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]، فما هو إلَّا أنْ تلاها فأيْقنَ النَّاسُ بموتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى قالَ قائلٌ: لمْ يَعْلَمِ النَّاسُ أنَّ هذه الآيةَ أُنزِلتْ حتَّى تلاها أبو بكرٍ. قالَ الزُّهريُّ: فأخْبرَني سعيدُ بنُ المُسيَّبِ أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ قالَ: لمَّا تلاها أبو بكرٍ عُقِرْتُ حتَّى خَرَرتُ إلى الأرضِ، وأيقنتُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد ماتَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3203 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

3 - ألَا أُحدِّثُكَ عن عَليٍّ؟ هذا بَيتُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المَسجِدِ، وهذا بَيتُ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنه، إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَثَ أبا بَكرٍ وعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما ببَراءةٍ إلى أهْلِ مكَّةَ فانْطلَقَا، فإذا هُما براكِبٍ، فقالَا: مَن هذا؟ قالَ: أنا عَليٌّ، فقالَ: يا أبا بَكرٍ، هاتِ الكِتابَ الَّذي معَكَ، قالَ أبو بَكرٍ: وما لي يا عَليُّ؟ قالَ: واللهِ ما علِمْتُ إلَّا خَيرًا، فأخَذَ عَليٌّ الكِتابَ فذهَبَ به، ورجَعَ أبو بَكرٍ وعُمَرُ رَضيَ اللهُ عنهُما إلى المَدينةِ فقالَا: ما لنا يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: "ما لكُما إلَّا خَيرٌ، ولكنْ قيلَ لي: إنَّه لا يُبلِّغُ عنكَ إلَّا أنتَ، أو رَجلٌ منكَ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4428 | خلاصة حكم المحدث : شاذ والحمل فيه على جميع بن عمير، وبعده على إسحاق بن بشر. | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

4 - عنْ هِلالِ بنِ أُسامَةَ، أنَّ أبا مَيْمونةَ سُلَيْمانَ مِن أهْلِ المدينةِ رجُلَ صِدْقٍ، قالَ: بيْنا أنا جالِسٌ عندَ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه جاءَتْه امرأةٌ فارسيَّةٌ معَها ابنٌ لها، وقدْ طلَّقَها زوْجُها، فقالتْ: يا أبا هُرَيرةَ، ثمَّ رَطَنَتْ، فقالتْ بالفارسِيَّةِ: زَوْجي يُريدُ أنْ يَذْهَبَ بابنِي، قالَ: فجاءَ زَوْجُها فقال: مَنْ يُجافِني؟ فقالَ أبو هُرَيرةَ: إنِّي لا أقولُ في هذا إلَّا أنِّي سَمِعْتُ امرأةً جاءَتْ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا قاعدٌ عندَهُ، فقالتْ: فِداكَ أبي وأُمِّي يا رسولَ الله، إنَّ زَوْجي يُريدُ أنْ يَذْهَبَ بابْنِي، وهو يَسْقِيني مِن بِئْرِ أبي عُتْبةَ، وقدْ نَفَعَني، فقال: اسْتَهِما عليْهِ، فقال زَوْجُها: مَنْ يُجافِني في وَلَدي يا رسولَ اللهِ؟ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غُلامُ، هذا أبوكَ، وهذِه أُمُّكَ، فخُذْ بيَدِ أَيِّهِما شِئْتَ. فأخَذَ الغُلامُ بيَدِ أُمِّهِ، فانطَلَقَتْ بهِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7234 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

5 - ما يَمنَعُكَ أنْ تَسُبَّ ابنَ أبي طالِبٍ؟ قالَ: فقالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ ثَلاثًا قالَهنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لأنْ تَكونَ لي واحِدةٌ منهنَّ أحَبُّ إليَّ من حُمرِ النَّعَمِ، قالَ له مُعاويةُ: ما هنَّ يا أبا إسْحاقَ؟ قالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ حينَ نزَلَ عليه الوَحيُ فأخَذَ عليًّا وابْنَيْه وفاطِمةَ فأدْخَلَهم تحتَ ثَوْبِه، ثمَّ قالَ: «ربِّ، هؤلاء أهْلُ بَيْتي»، ولا أسُبُّه حينَ خلَّفَه في غَزْوةِ تَبوكَ غَزاها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ له عليٌّ: خلَّفْتَني معَ الصِّبْيانِ والنِّساءِ، قالَ: «ألَا تَرْضى أنْ تَكونَ منِّي بمَنزِلةِ هارونَ من موسَى، إلَّا أنَّه لا نُبوَّةَ بَعْدي»، ولا أسُبُّه ما ذكَرْتُ يومَ خَيْبرَ، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لأُعْطيَنَّ هذه الرَّايةَ رَجلًا يحِبُّ اللهَ ورَسولُه، ويَفتَحُ اللهُ على يدَيْه»، فتَطاوَلْنا لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «أين عَليٌّ؟» قالوا: هو أرمَدُ، فقالَ: «ادْعُوهُ»، فدعَوْهُ فبصَقَ في وَجهِه، ثمَّ أعْطاهُ الرَّايةَ، ففتَحَ اللهُ عليه، قالَ: فلا واللهِ ما ذكَرَه مُعاويةُ بحَرفٍ حتَّى خرَجَ منَ المَدينةِ.
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4635 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

6 - أوَّلُ ما بُدئَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الوَحيِ الرُّؤْيا الصَّادِقةُ في النَّومِ، كان لا يَرى رُؤْيا إلَّا جاءَتْه مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ، ثمَّ حُبِّبَ إليه الخَلاءُ، فكانَ يأْتي جبَلَ حِراءٍ، فيَتحنَّثُ وهو التَّعبُّدُ حتَّى فاجأَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِراءٍ، فجاءَه الملَكُ فيه، فقالَ: اقرَأْ، قالَ: فقلْتُ: «ما أنا بقارئٍ»، قالَ: "فأخَذَني فغَطَّني حتَّى بلَغَ منِّي الجَهدَ، ثمَّ أرسَلَني، فقالَ لي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 -5 ]"، قالَ: فرجَعَ بها تَرجُفُ بَوادِرُه حتَّى دخَلَ على خَديجةَ، فقالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني»، فزَمَّلوه حتَّى ذهَبَ عنه الرَّوعُ، فقالَ: «يا خَديجةُ، ما لي؟» فأخْبَرَها الخَبرَ، وقالَ: «قد خَشِيتِ عليَّ»، فقالَتْ له: كلَّا، أبشِرْ فواللهِ لا يُخْزيكَ اللهُ أبدًا، إنَّكَ لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ في الحَديثِ، وتَحمِلُ الكَلَّ، وتُقْري الضَّيفَ، وتُعينُ على نَوائبِ الحقِّ، ثمَّ انطلَقَتْ به خَديجةُ حتَّى أتَتْ به وَرَقةَ بنَ نَوفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ وهو عمُّ خَديجةَ أخو أبيها، وكانَ امْرأً تَنصَّرَ في الجاهِليَّةِ، وكانَ يَكتُبُ العَربيَّةَ ويَكتُبُ بالعَربيَّةِ منَ الإنْجيلِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكتُبَ، وكانَ شَيخًا كَبيرًا قد عَميَ، قالَتْ خَديجةُ: أيْ عمُّ، اسمَعْ منَ ابنِ أخيكَ، قالَ وَرَقةُ بنُ نَوفَلٍ: يا ابنَ أخي، ماذا تَرى؟ فأخبَرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خبَرَ ما رَأى، فقالَ وَرَقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِلَ على موسَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4911 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

7 - عنْ عبدِ اللهِ بنِ سَخْبرةَ، قالَ: غَدَوتُ مع عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ مِن مِنًى إلى عَرَفةَ، وكان عَبدُ اللهِ رَجُلًا آدَمَ له ضَفيرَتانِ عليه مَسحةُ أهلِ البادِيةِ، وكان يُلَبِّي، فاجتَمَعَ عليه غَوْغاءُ من غَوْغاءِ النَّاس، فقالوا: يا أعرابيُّ، إنَّ هذا ليس بيَومِ تَلبِيةٍ إنَّما هو التَّكبيرُ، قالَ: فعِندَ ذلكَ الْتَفَت إلَيَّ، فقالَ: جَهِل النَّاسُ أم نَسُوا؟ والَّذي بَعَث مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحَقِّ لقد خَرَجتُ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من مِنًى إلى عَرَفةَ، فما تَرَك التَّلبِيةَ حتَّى رَمَى الجمَرةَ، إلَّا أن يَخلِطَها بتَكبيرٍ أو تَهليلٍ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1717 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

8 - رأيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مرَّ بسوقِ ذي المجازِ وأنا في بِياعةٍ لي، فمَرَّ وعليه حُلَّةٌ حَمْراءُ، فسمِعْتُه يَقولُ: «يا أيُّها النَّاسُ، قولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ تُفْلِحوا»، ورجُلٌ يَتبَعُه يَرْميه بالحِجارةِ قد أدْمى كَعبَيْه، وهو يقولُ: يا أيُّها النَّاسُ، لا تُطيعوا هذا؛ فإنَّه كذَّابٌ، فقُلْتُ: مَن هذا؟ فقيلَ: هذا غُلامٌ من بَني عبدِ المطَّلِبِ، فلمَّا أظهَرَ اللهُ الإسْلامَ خرَجْنا منَ الرَّبَذةِ ومَعَنا ظَعينةٌ لنا حتَّى نزَلْنا قَريبًا منَ المَدينةِ، فبَيْنا نحن قُعودٌ؛ إذْ أتانا رجُلٌ عليه ثَوْبانِ فسلَّمَ علينا، فقالَ: من أين القَومُ؟ فقُلْنا: منَ الرَّبَذةِ، ومَعَنا جَملٌ أحمَرُ، فقالَ: تَبيعونَني الجمَلَ؟ فقُلْنا: نعمْ، فقالَ: بكمْ؟ فقُلْنا: بكذا وكذا صاعًا من تَمرٍ، قالَ: أخَذْتُه، وما استَقْصى، فأخَذَ بخِطامِ الجمَلِ، فذهَبَ به حتَّى تَوارَى في حِيطانِ المَدينةِ، فقالَ بَعضُنا لبَعضٍ: تَعرِفونَ الرَّجلَ؟ فلم يكُنْ منَّا أحَدٌ يَعرِفُه، فلامَ القومُ بَعضُهم بَعضًا، فقالوا: تُعْطونَ جمَلَكم مَن لا تَعرِفونَ؟ فقالَتِ الظَّعينةُ: فلا تَلاوَموا؛ فلقد رَأيْنا وجْهَ رجُلٍ لا يَغدِرُ بكم ما رأيْتُ شَيئًا أشبَهَ بالقَمرِ ليلةَ البَدرِ من وَجهِه، فلمَّا كانَ العَشيُّ أَتانَا رجُلٌ فقالَ: السَّلامُ عليكم ورَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه، أأنتمُ الَّذينَ جئْتُم منَ الرَّبَذةِ؟ قُلْنا: نعمْ، قالَ: أنا رَسولُ رَسولِ اللهِ إليكم وهو «يأمُرُكم أنْ تَأْكُلوا من هذا التَّمرِ حتَّى تَشبَعوا، وتَكْتالوا حتَّى تَسْتَوفوا»، فأكَلْنا منَ التَّمرِ حتَّى شَبِعْنا، واكْتَلْنا حتَّى استَوْفَيْنا، ثمَّ قدِمْنا المَدينةَ منَ الغَدِ، فإذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قائمٌ يخطُبُ النَّاسَ على المِنبَرِ، فسمِعْتُه يَقولُ: "يدُ المُعْطي العُلْيا وابْدَأْ بمَن تَعولُ: أمَّكَ، وأباكَ، وأُختَكَ، وأخاكَ، وأدْناكَ أدْناكَ"، وثَمَّ رجُلٌ منَ الأنْصارِ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هؤلاء بَنو ثَعْلبةَ بنِ يَرْبوعَ الَّذين قَتَلوا فُلانًا في الجاهِليَّةِ، فخُذْ لنا بثأْرِنا، فرفَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدَيْه حتَّى رأيْتُ بَياضَ إبْطَيْه، فقالَ: «لا تَجْني أمٌّ على ولَدٍ، لا تَجْني أمٌّ على ولَدٍ».
الراوي : طارق بن عبدالله المحاربي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4271 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة

9 - عنْ جُندَبٍ، قالَ: أَتيتُ المدينةَ لأَتعلَّمَ العِلْمَ، فلمَّا دخَلْتُ مسجدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا النَّاسُ فيه حِلَقٌ يَتحدَّثونَ، قالَ: فجَعَلْتُ أَمْضي حتَّى انتهَيْتُ إلى حَلْقةٍ فيها رجُلٌ شاحِبٌ عليه ثَوْبانِ، كأنَّما قَدِمَ مِن سَفَرٍ، فسَمِعْتُهُ يقولُ: هَلَكَ أصْحابُ العُقَدِ ورَبِّ الكَعْبةِ، ولا آسَى عليهم، يقولُها ثلاثًا، هَلَكَ أصْحابُ العُقَدِ ورَبِّ الكَعْبةِ، هَلَكَ أصْحابُ العُقَدِ ورَبِّ الكَعْبةِ. قالَ: فجَلَسْتُ إليه فتَحدَّثَ ما قُضِيَ له ثُمَّ قامَ، فسألتُ عنه، فقالوا: هذا سَيِّدُ النَّاسِ أُبيُّ بنُ كَعْبٍ. قالَ: فتَبِعْتُه إلى مَنزِلِهِ، فإذا هو رَثُّ المنزِلِ، رَثُّ الكِسْوةِ، رَثُّ الهيئةِ، يُشْبِهُ أمْرُهُ بعْضُهُ بَعْضًا، فسلَّمْتُ عليه، فرَدَّ علَيَّ السَّلامَ، قالَ: ثُمَّ سأَلني مِمَّنْ أنتَ؟ قالَ: قلتُ: مِن أهلِ العراقِ، قالَ: أكْثَرُ شيءٍ سُؤالًا، وغَضِبَ. قالَ: فاسْتقبلتُ القِبلةَ، ثُمَّ جثَوْتُ على رُكْبتي، ورفَعْتُ يدَيَّ هكذا -ومَدَّ ذِراعَيْهِ- فقلتُ: اللَّهُمَّ إنَّا نشْكوهم إليكَ، إنَّا نُنفِقُ نفَقاتِنا، ونُنصِبُ أبْدانَنا، ونُرَجِّلُ مَطايانا؛ ابتغاءَ العِلْمِ، فإذا لَقِيناهم تَجهَّموا لنا وقالوا لنا. قالَ: فبَكى أُبيٌّ وجعَلَ يترضَّاني ويقولُ: ويْحَكَ، إنِّي لمْ أذْهَبْ هناك. ثُمَّ قالَ أُبيٌّ: أُعاهِدُكَ لئن أَبْقَيْتَني إلى يومِ الجمعةِ لأتكَلَّمنَّ بما سَمِعْتُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا أخافُ فيه لَوْمَةَ لائمٍ، قالَ: ثُمَّ انصَرَفتُ عنه، وجَعَلتُ أنتَظِرُ يومَ الجمعةِ، فلمَّا كان يومُ الخميسِ خرَجْتُ لبعضِ حاجَتي، فإذا الطُّرُقُ مملوءةٌ مِنَ النَّاسِ، لا آخُذُ في سِكَّةٍ إلَّا اسْتَقْبلني النَّاسُ. قالَ: فقلتُ: ما شأْنُ النَّاسِ؟ قالوا: إنَّا نحْسِبُكَ غريبًا. قالَ: قلتُ: أَجَلْ. قالوا: ماتَ سيِّدُ المسلمينَ أُبيُّ بنُ كَعْبٍ، قالَ: فلَقِيتُ أبا موسى بالعراقِ فحدَّثْتُهُ، فقالَ: هلَّا كان يبقى حتَّى تُبلِّغَنا مَقالَتَهُ.
الراوي : أبو عمران الجوني | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2932 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة

10 - كنَّا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوةٍ له، ففزِعَ النَّاسُ، فخرَجْتُ وعَلَيَّ سِلاحي، فنظَرْتُ إلى سالِمٍ مَوْلى أبي حُذَيْفةَ عليه سِلاحُه يَمْشي وعليه السَّكينةُ، فقُلْتُ: لأقْتَديَنَّ بهذا الرَّجلِ الصَّالحِ حتَّى أتَى، فجلَسَ عندَ بابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجلَسْتُ معَه، فخرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُغضَبًا، فقالَ: يا أيُّها النَّاسُ، ما هذه الخِفَّةُ ما هذا التَّرَفُ؟! أعَجَزْتُم أنْ تَصْنَعوا كما صنَعَ هذانِ الرَّجُلانِ المُؤمِنانِ؟
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6389 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة

11 - أنَّ رَجُلًا دَخَل المَسجِدَ وقد صَلَّى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فصَلَّى... ثمَّ ذَكَر الحَديثَ. [فلمَّا قَضى صَلاتَه جاء فسَلَّم على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعلى القَومِ، فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وعَلَيكَ، ارجِعْ فصَلِّ فإنَّكَ لم تُصَلِّ قالَ: فرَجَع فصَلَّى، فجَعَلْنا نَرمُقُ صَلاتَه لا نَدري ما يَعيبُ منها، فلمَّا قَضى صَلاتَه جاء فسَلَّم على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعلى القَومِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وعَلَيكَ، ارجِعْ فصَلِّ فإنَّكَ لم تُصَلِّ وذَكَر ذلكَ إمَّا مَرَّتَينِ وإمَّا ثَلاثةً، فقالَ الرَّجُلُ: ما أدري ما عِبتَ عَلَيَّ من صَلاتي، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّها لا تَتِمُّ صَلاةُ أحَدِكُم حتَّى يُسبِغَ الوُضوءَ كما أمَرَه اللهُ عزَّ وجلَّ؛ يَغسِلُ وَجهَهُ ويَدَيهِ إلى المِرفَقَينِ، ويَمسَحُ رَأسَهُ ورِجلَيهِ إلى الكَعبَينِ، ثمَّ يُكبِّرُ ويَحمَدُ اللهَ ويُمَجِّده، ويَقرَأُ منَ القُرآنِ ما أَذِنَ اللهُ له فيه، ثمَّ يُكبِّرُ، فيَركَعُ، ويَضَعُ كَفَّيهِ على رُكبَتَيهِ حتَّى تَطمَئنَّ مَفاصِلُه ويَستَوِيَ، ثمَّ يَقولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، ويَستَوي قائمًا حتَّى يَأخُذَ كلُّ عَظمٍ مَأْخَذَه، ثمَّ يُقيمُ صُلبَهُ، ثمَّ يُكبِّرُ فيَسجُدُ فيُمَكِّنُ جَبهَتَه منَ الأرضِ حتَّى تَطمَئنَّ مَفاصِلُه ويَستوِيَ، ثمَّ يُكبِّرُ فيَرفَعُ رَأسَهُ، ويَستَوي قاعِدًا على مَقعَدَتِه ويُقيمُ صُلبَه فوَصَف الصَّلاةَ هكذا حتَّى فَرَغ، ثمَّ قالَ: لا تَتِمُّ صَلاةُ أحَدِكُم حتَّى يَفعَلَ ذلكَ]
الراوي : يحيى بن خلاد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 802 | خلاصة حكم المحدث : [لم يقمه حماد بن سلمة] | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إشارة إلى ضعفه عنده

12 - جاءَتِ ابنةُ هُبَيرةَ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وفي يَدِها فَتَخٌ من ذهَبٍ، أو خَواتيمُ من ذهَبٍ، فجعَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَضرِبُ بيَدِها، فأتَتْ فاطِمةَ بنتَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فشكَتْ إليها ما صنَعَ بها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ ثَوْبانُ: فدخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على فاطِمةَ وأنا معَه، وقد أخَذَتْ من عُنُقِها سِلسِلةً من ذهَبٍ فقالَتْ: هذه أهْداها أبو حسَنٍ، فدخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والسِّلسِلةُ في يَدِها، فقالَ: "يا فاطِمةُ، أيسُرُّكِ أنْ يَقولَ النَّاسُ: فاطِمةُ بنتُ محمَّدٍ، وفي يدِكِ سِلسِلةٌ من نارٍ؟ "ثمَّ خرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فعمَدَتْ فاطِمةُ إلى السِّلسِلةِ، فاشتَرَتْ بها غُلامًا، فأعتَقَتْه، فبلَغَ ذلك النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «الحَمدُ للهِ الَّذي نَجَّى فاطِمةَ منَ النَّارِ».
الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4790 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

13 - أَردَفَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يومٍ خَلفَه، فأَسَرَّ إليَّ حَديثًا لا أُحدِّثُ به أَحدًا مِنَ النَّاسِ، قالَ: وكان أَحبَّ ما استَتَرَ به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لحاجَتِه هدفًا أوْ حايِشَ نَخلٍ، فدَخَلَ حائطًا لرَجلٍ مِنَ الأنصارِ، فإذا جَمَلٌ، فلمَّا رَأى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَنَّ إليه، وذَرَفَتْ عيناهُ، فأَتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فمَسَحَ ذِفْرَيهِ؛ فسَكَنَ، فقالَ: مَنْ رَبُّ هذا الجملِ؟ لمَنْ هذا الجملُ؟ قالَ: فجاءَ فتًى مِنَ الأنصارِ، فقالَ: هو لي يا رسولَ اللهِ، فقالَ: ألا تتَّقي اللهَ في هذه البهيمةِ الَّتي ملَّكَكَ اللهُ إيَّاها؛ فإنَّه شَكا إليَّ أنَّكَ تُجيعُه وتُدئِبُه؟
الراوي : عبدالله بن جعفر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2520 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة

14 - أنَّ ماعزَ بنَ مالكٍ أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنِّي أصبْتُ فاحشةً، فرَدَّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِرارًا، فسَأَل قَومَه: أبهِ بأسٌ؟ فقالوا: ما به بَأسٌ، إلَّا أنَّه أتى أمرًا لا يَرى أنْ يُخرِجَه منه إلَّا أنْ يُقامَ الحَدُّ عليه، قال: فأمَرَنا فانْطَلَقْنا به إلى بَقيعِ الغَرْقدِ، قال: فلمْ نَحفِرْ له ولم نُوثِقْه، فرَمَيناهُ بخَزَفٍ وعِظامٍ وجَندلٍ، فاسْتكَنَّ، فسَعى، فاشْتَددْنا خلْفَه، فأتى الحَرَّةَ فانتَصَبَ لنا، فرَمَيناهُ بجَلامِيدِها حتَّى سَكَت، فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ العَشيِّ خَطيبًا، فحَمِد اللهَ وأثْنى عليه، فقال: أمَّا بعْدُ؛ فما بالُ أقوامٍ إذا غَزضونا فتَخلَّفَ أحدُهم في عِيالِنا، له نَبيبٌ كنَبيبِ التَّيسِ؟! أمَا إنِّي علَيَّ لا أُوتَى بأحدٍ منهم فَعَل ذلكَ إلَّا نَكَّلْتُ به، قال: ثمَّ نَزَل، فلم يَسُبَّه، ولم يَستغفِرْ له.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8292 | خلاصة حكم المحدث :  صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه | أحاديث مشابهة

15 - عنْ أَبي عامِرٍ عبدِ اللهِ بنِ لُحَيٍّ قالَ: حَجَجْنا مع مُعاويةَ بنِ أَبي سُفْيانَ، فلمَّا قَدِمْنا مَكَّةَ، أُخْبِرَ بِقاصٍّ يَقُصُّ على أهْلِ مَكَّةَ مَوْلًى لِبَني فَرُّوخَ، فأَرْسلَ إليه مُعاويةُ فقالَ: أُمِرْتَ بهذا القَصَصِ؟ قالَ: لا. قالَ: فما حَمَلَكَ على أنْ تَقُصَّ بِغَيْرِ إذْنٍ؟ قالَ: نَنْشُرُ عِلْمًا عَلَّمَناهُ اللهُ عزَّ وجلَّ، فقالَ مُعاويَةُ: لوْ كُنتُ تقدَّمْتُ إليكَ لَقَطَعْتُ مِنْكَ طائفَةً. ثُمَّ قامَ حينَ صلَّى الظُّهْرَ بمكَّةَ، فقالَ: قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ أهْلَ الكِتابِ تَفَرَّقوا في دينِهِمْ على ثِنْتَيْنِ وسَبْعينَ مِلَّةً، وتَفْتَرِقُ هذه الأُمَّةُ على ثلاثٍ وسَبْعينَ، كُلُّها في النَّارِ إلَّا واحِدَةً؛ وهي الجَماعَةُ، ويَخْرُجُ في أُمَّتي أَقْوامٌ تَتجارَى بِهِمْ تِك الأَهْواءُ كما يَتَجارَى الكَلْبُ بِصاحِبِهِ، فلا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ، ولا مَفْصِلٌ إلَّا دَخَلَهُ، واللهِ يا مَعْشَرَ العَرَبِ، لئنْ لمْ تَقوموا بما جاءَ بهِ مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِغَيْرِ ذلك أَحْرى أنْ لا تَقوموا».
الراوي : معاوية بن أبي سفيان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 448 | خلاصة حكم المحدث : هذه أسانيد تقوم بها الحجة في تصحيح هذا الحديث | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

16 - دخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على فاطِمةَ عليها السَّلامُ وأنا معَه، وقد أخَذَتْ من عُنُقِها سِلسِلةً من ذهَبٍ فقالَت: هذه أهْداها إليَّ أبو حسَنٍ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "يا فاطِمةُ، أيسُرُّكِ أنْ يَقولَ النَّاسُ: فاطِمةُ بنتُ محمَّدٍ، وفي يدِكِ سِلسِلةٌ من نارٍ"، ثمَّ خرَجَ ولم يَقعُدْ، فعمَدَتْ فاطِمةُ إلى السِّلسِلةِ، فاشتَرَتْ غُلامًا فأعتَقَتْه، فبلَغَ ذلك النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «الحَمدُ للهِ الَّذي نَجَّى فاطِمةَ منَ النَّارِ».
الراوي : ثوبان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4786 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

17 - لمَّا حضَرَتْ أبا طالبٍ الوفاةُ أتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعندَهُ عبدُ اللهِ بنُ أبي أُمَيَّةَ وأبو جهلِ بنُ هشامٍ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أيْ عمِّ، إنَّكَ أعظَمُهُم علَيَّ حقًّا، وأحسَنُهُم عندي يَدًا، ولأنتَ أعظَمُ حقًّا علَيَّ مِن والدي، فقُلْ كلمةً تَجِبْ لكَ علَيَّ بها الشَّفاعةُ يومَ القيامةِ، قُلْ لا إلهَ إلَّا اللهُ». فقالا له: أترْغبُ عنْ مِلَّةِ عبدِ المطَّلبِ؟ فسَكَتَ، فأعادها عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: أنا على مِلَّةِ عبدِ المطَّلبِ، فماتَ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لأستَغْفِرنَّ لكَ ما لمْ أُنْهَ عنكَ». فأَنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] الآيةَ، {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ} [التوبة: 114] إلى آخرِ الآيةِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3333 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

18 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما، قالَ: بيْنَما أنا أَقرأُ آيَةً مِن كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأنا أَمْشي في طريقٍ مِن طُرُقِ المدينةِ، فإذا أنا برجُلٍ يُناديني مِن بَعْدي: اتَّبِعِ ابنَ عبَّاسٍ، فإذا هو أميرُ المؤمنينَ عُمَرُ، فقلتُ: أتَّبِعُكَ على أُبيِّ بنِ كَعْبٍ؟ فقالَ: أهو أقْرَأَكها كما سَمِعْتُكَ تَقْرأُ؟ قلتُ: نَعَمْ، قالَ: فأَرْسِلْ معي رسولًا، قالَ: اذهبْ معهُ إلى أُبيِّ بنِ كَعْبٍ، فانظُرْ أيَقرأُ أُبيٌّ كذلك؟ قالَ: فانطلَقْتُ أنا ورسولُهُ إلى أُبيِّ بنِ كَعْبٍ فقلتُ: يا أُبيُّ، قَرأتُ آيَةً مِن كتابِ اللهِ، فيُناديني مِن بعدي عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: اتَّبِعِ ابنَ عبَّاسٍ، فقلتُ: أتَّبِعُكَ على أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ؟ فأَرسَلَ معي رسولَهُ، أفأنتَ أقْرَأْتَنِيها كما قَرأتُ؟ قالَ أُبَيٌّ: نَعَمْ. قالَ: فرَجَعَ الرَّسولُ إليه، فانطلَقتُ أنا إلى حاجَتي، قالَ: فراحَ عُمَرُ إلى أُبيٍّ، فوجَدْتُ قد فَرَغَ مِن غَسْلِ رأْسِهِ، ووليدَتُهُ تَدَّري لِحْيَتَهُ بمِدْراها، فقالَ أُبيٌّ: مرْحبًا يا أميرَ المؤمنينَ، أزائرًا جئتَ أَمْ طالِبَ حاجةٍ؟ فقالَ عُمَرُ: بلْ طالِبُ حاجةٍ. قالَ: فجَلَسَ ومعه مَوْليانِ له حتَّى فَرَغَ مِن لِحْيَتِهِ، وأدْرَتْ جانِبَهُ الأيْمنَ مِن لِمَّتِهِ، ثُمَّ ولَّاها جانبَهُ الأيْسَرَ حتَّى إذا فَرَغَ أقْبَلَ إلى عُمَرَ بوَجْهِهِ، فقالَ: ما حاجَةُ أميرِ المؤمنينَ؟ فقالَ عُمَرُ: يا أُبَيُّ، على ما تُنيطُ النَّاسَ؟ فقالَ أُبَيٌّ: يا أميرَ المؤمنينَ، إنِّي تلقَّيْتُ القرآنَ مِن تِلْقاءِ جِبريلَ وهو رَطْبٌ، فقالَ عُمَرُ: تاللهِ ما أنتَ بمُنْتهٍ، وما أنا بصابِرٍ! ثلاثَ مرَّاتٍ، ثُمَّ قامَ فانطلَقَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2930 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة

19 - عنْ أبي إدريسَ الخَوْلانيِّ، قالَ: جلَسْتُ مجلِسًا فيه عِشْرونَ مِن أصحابِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فإذا فيهِمْ شابٌّ حسَنُ الوَجْهِ، حسَنُ السِّنِّ، أدعَجُ العَيْنَينِ، أغرُّ الثَّنايا، فإذا اختَلَفوا في شَيءٍ، أو قالُوا قوْلًا انَتَهَوْا إلى قَولِه، فإذا هو مُعاذُ بنُ جَبلٍ رَضيَ اللهُ عنه، فلمَّا كانَ مِن الغَدِ جِئتُ، فإذا هُو يُصلِّي عندَ ساريةٍ، فحَذَفَ صَلاتَه، ثمَّ احتَبَى فسَكَتَ، فقُلْتُ: إنِّي لَأُحِبُّكَ مِن جَلالِ اللهِ، فقال: آللهِ، فقُلْتُ: آللهِ، فقال: فإنَّ المتحابِّينَ في اللهِ -قالَ: أحسَبُ أنَّه قالَ- في ظِلِّ اللهِ يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّه -ثُمَّ ليْسَ في بقِيَّتِهِ شَكٌّ-: يُوضَعُ لهم كَراسِيُّ مِن نورٍ، يَغْبِطُهُم بمَجلِسِهم مِن الرَّبِّ تَباركَ وتَعالَى النَّبيُّونَ والصِّدِّيقونَ والشُّهداءُ. قالَ: فحدَّثْتُ بهِ عُبادةَ بنَ الصَّامِتِ، فقال: لا أُحَدِّثُكَ إلَّا ما سَمِعْتُ على لِسانِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّه قالَ: حَقَّتْ مَحَبَّتي للمُتَحابِّينِ فِيَّ، وحَقَّتْ مَحَبَّتِي للمُتَباذِلينَ فِيَّ، وحَقَّتْ مَحَبَّتِي للمُتَصادِقِينَ فِيَّ، وحَقَّتْ مَحَبَّتِي للمُتزاورِينَ فِيَّ، وحَقَّتْ مَحَبَّتِي للمُتواصِلينَ فِيَّ.
الراوي : معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7522 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

20 - كان على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بُرْدانِ قِطرِيَّانِ غَليظانِ خَشِنانِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ ثَوْبَيكَ خَشِنانِ غَليظانِ، وإنَّكَ تَرْشَحُ فيهما فيَقْصِلانِ عليكَ، وإنَّ فلانًا قَدِمَ له بَزٌّ مِنَ الشَّامِ، فلوْ بعَثْتَ إليه فأَخذْتَ منه ثَوبينِ بنَسيئةٍ إلى مَيْسَرةٍ، فأَرْسَلَ إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قد عَلِمتُ ما يُريدُ مُحمَّدٌ؛ يُريدُ أنْ يَذهَبَ بثَوْبي ويَمطُلَني بهما، فأَتى الرَّسولُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَخبَرَهُ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قد كَذَبَ؛ قد عَلِموا أَنِّي أَتْقاهُم للهِ، وأَدَّاهُم للأمانةِ.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2241 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري | أحاديث مشابهة

21 - عنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَقيقٍ قالَ: جَلَسْتُ إلى قَوْمٍ أنا رابِعُهُمْ، فقالَ أَحَدُهُمْ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «لَيَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ بِشَفاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتي أَكْثَرُ مِنْ بَني تَميمٍ». قالَ: قُلْنا: سِواكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: «سِوايَ». قُلتُ: أنتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: نَعَمْ. فلَمَّا قامَ قُلْتُ: مَنْ هذا؟ قالوا: هذا ابْنُ أَبي الجَدْعاءِ.
الراوي : - | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 238 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

22 - انصَرَفْنا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن خَيْبرَ إلى وادِي القُرى، ومعَه غُلامٌ له أهْداهُ له رِفاعةُ بنُ زَيدٍ الجُذاميُّ، فبيْنَما هو يضَعُ رَحْلَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معَ مُغَيْرِبِ الشَّمسِ أَتاهُ سَهمُ غَربٍ فقتَلَه، وهو السَّهمُ الَّذي لا يُدْرى مَن رَمى به، فقُلْنا له: هَنيئًا له الجنَّةُ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «كلَّا والَّذي نَفْسُ محمَّدٍ بيَدِه، إنَّ شَملَتَه الآنَ لَتحتَرِقُ عليه في النَّارِ غلَّها من فَيءِ المُسلِمينَ يَومَ خَيْبرَ»، فجاءَ رَجلٌ من أصْحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَزِعًا حينَ سمِعَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ ذلك، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أصبْتُ شِراكَينِ لنَعلَينِ لي، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يُقَدُّ لكَ مِثلُها في النَّارِ».
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4401 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد على شرط مسلم | أحاديث مشابهة

23 - كُنتُ وافدَ بَني المُنْتفِقِ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقَدِمْنا على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلَمْ نُصادِفْه في مَنزِلِه، وصادَفْنا عائشةَ أُمَّ المؤمنينَ، فأمَرَتْ لنا بِحَريرةٍ، فصُنِعَتْ لنا، وأُتِينا بقِناعٍ -والقِناعُ: الطَّبَقُ فيه تَمْرٌ- ثمَّ جاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: هلْ أصبْتُمْ شيئًا أو آمُرُ لكُم بشَيءٍ؟ فقُلنا: نَعَمْ، يا رسولَ الله. قالَ: فبيْنَما نحنُ مَع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جُلوسٌ، قالَ: فرَفَعَ الرَّاعي غنَمَهُ إلى المُراحِ، ومعه سَخْلةٌ تَيْعَرُ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما وَلَّدْتَ يا فلانُ؟ قالَ: بَهْمةً. قالَ: فاذَبَحْ لنا مَكانَها شاةً، ثمَّ أقبَلَ علَيْنا، فقالَ: لا تَحْسِبَنَّ -ولم يَقُلْ: لا [تحْسَبَنَّ] أنَّا مِن أجْلِكَ ذَبَحْناها؛ لنا غَنَمٌ مائةٌ، ولا نُريدُ أنْ تَزيدَ، فإذا وَلَّدَ الرَّاعي بَهْمَةً ذَبَحنا مَكانَها شاةً، قالَ: قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لي امرأةً، فذَكَرَ مِن طُولِ لِسانِها وبَذائِها، فقالَ: طَلِّقْها، فقُلْتُ: إنَّ لي منها وَلَدًا، قالَ: فمُرْها -يقولُ: عِظْها- فإنْ يَكُ فيها خيْرٌ، فسَتفْعَلُ، ولا تَضْرِبْ ظَعينَتَكَ كضَرْبِكَ أَمَتَكَ. قالَ: قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أخْبِرْني عنِ الوُضوءِ، قالَ: أسبِغِ الوُضوءَ وخَلِّلِ الأصابعَ، وبالِغْ في الاستنْشاقِ إلَّا أنْ تكونَ صائمًا.
الراوي : لقيط بن صبرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7290 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

24 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لبِثَ عَشْرَ سِنينَ يَتبَعُ النَّاسَ في مَنازِلِهم في المَوسِمِ ومَجنَّةَ وعُكاظٍ ومَنازِلِهم من مِنًى، «مَن يُؤْويني، مَن يَنصُرُني، حتَّى أُبلِّغَ رِسالاتِ رَبِّي فلهُ الجنَّةُ؟» فلا يجِدُ أحَدًا يَنصُرُه ولا يُؤْويه، حتَّى إنَّ الرَّجلَ ليَرحَلُ من مِصرَ، أو منَ اليَمنِ إلى ذي رَحِمِه فيَأْتيه قَومُه فيَقولونَ له: احذَرْ غُلامَ قُرَيشٍ لا يَفتِنُكَ، ويَمْشي بيْنَ رِحالِهم يَدْعوهم إلى اللهِ عزَّ وجلَّ يُشيرونَ إليه بالأصابِعِ حتَّى بعَثَنا اللهُ من يَثْرِبَ، فيَأْتيه الرَّجلُ منَّا فيُؤمِنُ به، ويُقْرئُه القُرآنَ فيَنقَلِبُ إلى أهْلِه، فيُسلِمونَ بإسْلامِه، حتَّى لم يَبقَ دارٌ من دُورِ يَثْرِبَ إلَّا وفيها رَهطٌ منَ المُسلِمينَ، يُظهِرونَ الإسْلامَ، وبعَثَنا اللهُ إليه فائْتَمَرْنا واجتَمَعْنا وقُلْنا: حتَّى متى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُطرَدُ في جِبالِ مكَّةَ ويَخافُ، فرحَلْنا حتَّى قدِمْنا عليه في المَوسِمِ فواعَدَنا ببَيْعةٍ منَ العَقَبةِ، فقالَ له عَمُّه العبَّاسُ: يا ابنَ أخي، لا أدْري ما هؤلاء القَومُ الَّذين جاؤُوكَ، إنِّي ذو مَعرِفةٍ بأهْلِ يَثرِبَ، فاجتَمَعْنا عندَه من رَجلٍ ورَجُلَينِ، فلمَّا نظَرَ العبَّاسُ في وُجوهِنا، قالَ: هؤلاء قَومٌ لا نَعرِفُهم، هؤلاء أحْداثٌ، فقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، عَلامَ نُبايِعُكَ؟ قالَ: «تُبايِعوني على السَّمعِ والطَّاعةِ في النَّشاطِ والكَسلِ، وعلى النَّفَقةِ في العُسرِ واليُسرِ، وعلى الأمْرِ بالمَعْروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ، وعلى أنْ تَقولوا في اللهِ لا تَأخُذُكم لَوْمةُ لائمٍ، وعلى أنْ تَنْصُروني إذا قدِمْتُ عليكم، وتَمْنَعوني ممَّا تَمْنَعونَ منه أنفُسَكم وأزْواجَكم وأبْناءَكم، ولكمُ الجنَّةُ»، فقُمْنا نُبايِعُه فأخَذَ بيَدِه أسْعَدُ بنُ زُرارةَ وهو أصغَرُ السَّبعينَ، إلَّا أنَّه قالَ: رُوَيدًا يا أهْلَ يَثرِبَ، إنَّا لم نَضرِبْ إليه أكْبادَ المَطيِّ إلَّا ونحن نَعلَمُ أنَّه رَسولُ اللهِ، وأنَّ إخْراجَه اليَومَ مُفارَقةُ العَربِ كافَّةً، وقَتلُ خِيارِكم، وأنْ يَعضَّكمُ السَّيفُ، فإمَّا أنتم قَومٌ تَصبِرونَ عليها إذا مسَّتْكم وعلى قَتلِ خِيارِكم ومُفارَقةِ العَربِ كافَّةً، فَخُذوه وأجْرُكم على اللهِ، وإمَّا أنتم تَخافونَ من أنفُسِكم خِيفةً، فذَرُوه، فهو عُذرٌ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، فقالوا: يا أسْعَدُ، أمِطْ عنَّا يدَكَ، فواللهِ لا نذَرُ هذه البَيعةَ ولا نَستَقيلُها، قالَ: فقُمْنا إليه رَجلًا رَجلًا، فأخَذَ علينا ليُعْطيَنا بذلك الجنَّةَ.
الراوي : جابر بن عبدالله الأنصاري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4303 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

25 - جاءَ رَجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أَصبْتُ امرأةً ذاتَ حَسَبٍ ومَنصِبٍ ومالٍ، إلَّا أنَّها لا تَلِدُ، أفأَتزوَّجُها؟ فنَهاه، ثُمَّ أَتاهُ الثَّانيةَ، فقالَ له مِثلَ ذلك، فنَهاه، ثُمَّ أَتاهُ الثَّالثةَ، فقالَ له مِثلَ ذلك، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تَزوَّجوا الوَدودَ الوَلودَ؛ فإنِّي مُكاثِرٌ بكم الأُمَمَ.
الراوي : معقل بن يسار | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2722 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

26 - عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ قُرْطٍ قال: دخَلتُ المسجدَ فإذا حلْقةٌ كأنَّما قُطِعَت رُؤوسُهم، وإذا فيهم رجُلٌ يُحدِّثُ، فإذا حُذَيفةُ رَضيَ اللهُ عنه، قال: كانوا يَسْألون رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الخيرِ، وكُنتُ أسْألُه عن الشَّرِّ كيْما أعرِفَه فأتَّقِيَه، وعَلمتُ أنَّ الخيرَ لا يَفُوتني، قال: فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هلْ بعْدَ هذا الخيرِ الَّذي نحنُ فيه مِن شرٍّ؟ قال: يا حُذَيفةُ، تَعلَّمْ كتابَ اللهِ تعالَى واعمَلْ بما فيه، ثمَّ قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هلْ بعْدَ هذا الخيرِ الَّذي نحنُ فيه مِن شرٍّ؟ قال: يا حُذَيفةُ، تَعلَّمْ كتابَ اللهِ تعالَى واعمَلْ بما فيه، ثمَّ قال في الثَّالثةِ: فِتنةٌ واختلافٌ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هلْ بعْدَ ذلكَ الشَّرِّ مِن خيرٍ؟ قال: يا حُذَيفةُ، تَعلَّمْ كتابَ اللهِ واعمَلْ بما فيه، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أبعْدَ ذلكَ الشَّرِّ مِن خيرٍ؟ قال: يا حُذَيفةُ، تَعلَّمْ كتابَ اللهِ واعمَلْ بما فيه، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هل بعْدَ ذلكَ الخيرِ مِن شَرٍّ؟ قال: فِتَنٌ على أبوابِها دُعاةٌ إلى النَّارِ، فلا تَمُتْ وأنتَ عاضٌّ على جَذْلٍ، خيرٌ لكَ مِن أنْ تَتْبَعَ أحدًا منهم.
الراوي : حذيفة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8550 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه | أحاديث مشابهة

27 - دَخَلَ عبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِواكٌ يَسْتَنُّ به، فقُلْتُ لهُ: أَعْطِني هذا السِّواكَ يا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأَعْطانيهِ، فَقَضَمْتُهُ، ثُمَّ مَضَغْتُهُ، فَأَعْطَيْتُهُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاسْتَنَّ به، وهو مُسْتَنِدٌ إلى صَدْري.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 520 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

28 - كان الرَّجلُ منَّا إذا قَدِم المدينةَ، فكان له بها عَرِيفٌ نزَلَ على عَريفِه، وإنْ لم يكُنْ له بها عَرِيفٌ نزَلَ الصُّفَّةَ، فقَدِمتُ المدينةَ ولم يكُنْ لي بها عَرِيفٌ، فنزَلْتُ الصُّفَّةَ، وكان يَجِيءُ علينا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّ يومٍ مُدٌّ مِن تَمرٍ بيْن اثنينِ، ويَكْسُونا الخُنُفَ، فصلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْضَ صَلواتِ النَّهارِ، فلمَّا سلَّمَ ناداهُ أهلُ الصُّفَّةِ يَمينًا وشِمالًا: يا رَسولَ اللهِ، أحْرَقَ بُطونَنا التَّمرُ وتَخرَّقَت عنَّا الخُنُفُ، فقام رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مِنبرِه، فصَعِد، فحَمِد اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذَكرَ شِدَّةَ ما لَقِيَ مِن قَومِه، حتَّى قال: ولَقدْ أُتِيَ علَيَّ وعلى صاحبِي بِضعَ عشْرةَ ما لي وله طَعامٌ إلَّا البَريرُ -قال: فقُلتُ لأبي حَربٍ: وأيُّ شَيءٍ البَريرُ؟ قال: طَعامُ سُوءٍ؛ ثمَرُ الأراكِ- فقَدِمْنا على إخوانِنا هؤلاء مِنَ الأنصارِ، وعَظيمُ طَعامِهم التَّمرُ، فَواسَونا فيه، وواللهِ لوْ أجِدُ لكم الخُبزَ واللَّحمَ لَأشْبَعْتُكم منه، ولكنْ عَسى أنْ تُدرِكوا زَمانًا أو مَن أدْرَكَه منكم يُغْدى ويُراحُ عليكم بالجِفانِ، وتَلْبَسون مِثلَ أستارِ الكعبةِ، قال داودُ: قال لي أبو حَربٍ: يا داودُ، وهلْ تَدْري ما كان أستارُ الكَعبةِ يومئذٍ؟ قُلتُ: لا، قال: ثِيابٌ بِيضٌ كان يُؤتَى بها مِنَ اليمنِ. قال داودُ فحدَّثْتُ بهذا الحديثِ الحسَنَ بنَ أبي الحسَنِ، فقال: وقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنتُم اليومَ خيرٌ منكم يومئذٍ، أنتُم اليومَ إخوانٌ بنِعمةِ اللهِ، وأنتم يومئذٍ أعداءٌ يَضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ.
الراوي : طلحة البصري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8873 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

29 - أنَّ رَجلًا أَسودَ أَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي رَجلٌ أَسودُ مُنتِنُ الرِّيحِ، قَبيحُ الوَجهِ، لا مالَ لي، فإنْ أنا قاتَلْتُ هؤلاء حتَّى أُقتَلَ، فأين أنا؟ قالَ: في الجنَّةِ. فقاتَلَ حتَّى قُتِلَ، فأَتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قد بَيَّضَ اللهُ وَجهَكَ، وطَيَّبَ ريحَكَ، وأَكثَرَ مالَكَ، وقالَ لهذا أوْ لغيرِهِ: لقد رأيتُ زوجَتَهُ مِنَ الحورِ العينِ، نازَعَتْه جُبَّةً له مِن صوفٍ، تَدخُلُ بيْنَه وبيْنَ جُبَّتِه.
الراوي : أنس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2498 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

30 - عن قَيسِ بنِ عُبادٍ، قال: كُنتُ أَقْدَمُ المدينةَ ألْقى أُناسًا مِن أصحابِ رَسولِ اللهِ، فكان أحَبَّهم إلَيَّ لِقاءً أُبَيُّ بنُ كَعبٍ، قال: فقَدِمْتُ زمَنَ عُمرَ إلى المدينةِ، فأقاموا صَلاةَ الصُّبحِ، فخَرَج عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه، وخَرَج معه رِجالٌ، فإذا رجُلٌ مِنَ القومِ يَنظُرُ في وُجوهِ القومِ، فعَرَفَهم وأنْكَرَني، فدَفَعني، فقام مُقامي، فصَلَّيْتُ وما أعْقِلُ صَلاتي، فلمَّا صلَّى، قال: يا بُنَيَّ، لا يَسُوؤك اللهُ، إنِّي لم أفْعَلِ الَّذي فعَلْتُ لجَهالةٍ؛ إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لنا: كُونوا في الصَّفِّ الَّذي يَلِيني، وإنِّي نظَرْتُ في وُجوهِ القومِ فعرَفْتُهم غيْرَك، وجلَسَ، فما رَأيتُ الرِّجالَ مَنَحَت أعناقَها إلى شَيءٍ مُتوجَّهَها إليه، فإذا هو أُبَيُّ بنُ كَعبٍ، وكان فيما قال: هَلَكَ أهلُ العَقْدِ وربِّ الكعبةِ، هَلَكَ أهلُ العَقْدِ وربِّ الكعبةِ، واللهِ ما آسَى عليهم؛ إنَّما آسَى على مَن أُهلِكوا مِنَ المسْلِمين.
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8828 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه | أحاديث مشابهة
 

121 - لمَّا انطلَقَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبو بَكرٍ [ مُستخْفَيينِ ] مَرُّوا بعَبدٍ يَرْعى غنَمًا، فاسْتَسْقَياه منَ اللَّبنِ، فقالَ: ما عِنْدي شاةٌ تُحلَبُ غَيرَ أنَّ ها هنا عَناقًا حمَلَتْ أوَّلَ الشِّتاءِ، وقد أخدَجَتْ، وما بَقيَ لها لَبنٌ، فقالَ: «ادْعُ بها»، فدَعا بها، فاعتَقَلَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومسَحَ ضَرعَها، ودَعا حتَّى أنزَلَتْ، قالَ: وجاءَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه بمِجَنٍّ فحلَبَ فسَقى أبا بَكرٍ، ثمَّ حلَبَ فسَقى الرَّاعيَ، ثمَّ حلَبَ فشرِبَ، فقالَ الرَّاعي: باللهِ مَن أنتَ؟ فواللهِ ما رأيْتُ مِثلَكَ قطُّ، قالَ: «أوَ تُراكَ تَكتُمُ عليَّ حتَّى أُخبِرَكَ؟» قالَ: نعمْ، قالَ: «فإنِّي محمَّدٌ رَسولُ اللهِ»، فقالَ: أنتَ الَّذي تَزعُمُ قُرَيشٌ أنَّه صابئٌ، قالَ: «إنَّهم لَيَقولونَ ذلك»، قالَ: فأشهَدُ أنَّكَ نَبيٌّ، وأشهَدُ أنَّ ما جِئْتَ به حقٌّ، وأنَّه لا يَفعَلُ ما فعَلْتَ إلَّا نَبيٌّ، وأنا مُتَّبِعُكَ، قالَ: «إنَّكَ لن تَستطيعَ ذلك يومَكَ، فإذا بلغَكَ أنِّي قد ظهَرْتُ فأْتِنا.
الراوي : قيس بن النعمان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4325 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

122 - عنْ مَعقِلِ بنِ يَسارٍ، أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه شاوَرَ الهُرْمُزانَ في أصْبَهانَ وفارِسَ وأذْرَبِيجانَ، فقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، أصْبَهانُ الرَّأسُ، وفارِسُ وأذْرَبِيجانُ الجَناحانِ، فإذا قطَعْتَ إحْدى الجَناحَينِ، فالرَّأسُ بالجَناحِ، وإنْ قطَعْتَ الرَّأسَ، وقَعَتِ الجَناحانِ، فابدَأْ بأصْبَهانَ، فدخَلَ عُمَرُ المَسجِدَ، فإذا هو بالنُّعْمانِ بنِ مُقرِّنٍ يُصلِّي، فانتَظَرَه حتَّى قَضى صَلاتَه، فقالَ: إنِّي مُستَعمِلُكَ، فقالَ: أمَّا جابيًا فلا، وأمَّا غازيًا فنعمْ، قالَ: فإنَّكَ غازٍ، فسرَّحَه، وبعَثَ إلى أهْلِ الكوفةِ أنْ يَمُدُّوه ويَلْحَقوا به، وفيهم حُذَيفةُ بنُ اليَمانِ، والمُغيرةُ بنُ شُعْبةَ، والزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ، والأشعَثُ بنُ قَيسٍ، وعَمْرُو بنُ مَعْدي كَرِبَ، وعَبدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو، فأتاهُمُ النُّعْمانُ وبيْنَه وبيْنَهم نَهرٌ، فبعَثَ إليهمُ المُغيرةَ بنَ شُعْبةَ رَسولًا، ومَلِكُهم ذو الجَناحَينِ فاستَشارَ أصْحابَه: ما ترَوْنَ أقعُدُ لهم في هَيْئةِ الحَربِ أو في هَيْئةِ المُلكِ وبَهجَتِه؟ فجلَسَ في هَيْئةِ المُلكِ وبَهجَتِه على سَريرٍ، ووضَعَ التَّاجَ على رأْسِه، وحَولَه سِماطَينِ عليهم ثِيابُ الدِّيباجِ، والقُرْطةِ، والأَسْوَرةِ، فجاء المُغيرةُ بنُ شُعْبةَ، فأخَذَ بضَبعَيْه، وبيَدِه الرُّمحُ والتُّرسُ، والنَّاسُ حَولَه سِماطَينِ على بِساطٍ له، فجعَلَ يَطعَنُه برُمحِه، فخَرَّقَه لكي يَتطَيَّروا، فقالَ له ذو الجَناحَينِ: إنَّكم يا مَعشَرَ العرَبِ أصابَكم جوعٌ شَديدٌ وجَهدٌ فخرَجْتُم، فإنْ شِئْتم مُرْناكم ورَجَعْتم إلى بِلادِكم، فتكَلَّمَ المُغيرةُ فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، وقالَ: إنَّا كنَّا مَعشرَ العَربِ نأكُلُ الجِيَفَ والمَيْتةَ، وكانَ النَّاسُ يَطَؤُونا، ولا نَطَؤُهم، فابتَعَثَ اللهُ منَّا رَسولًا في شرَفٍ منَّا أوسَطَنا حَيًّا وأصدَقَنا حَديثًا، وإنَّه قد وعَدَنا أنَّ هاهنا ستُفتَحُ علينا، وقد وجَدْنا جَميعَ ما وعَدَنا حقًّا، وإنِّي لأرَى هاهنا بَزَّةً وهَيْئةً ما أرَى مَن مَعي بذاهِبينَ حتَّى يَأْخُذوه، فقالَ المُغيرةُ: فقالَتْ لي نَفْسي: لو جمَعْتَ جَراميزَكَ فوثَبْتَ وَثْبةً، فجلَسْتُ معَه على السَّريرِ؛ إذ وجَدْتُ غَفْلةً فزَجَروني، وجَعَلوا يَجُبُّونَه، فقُلْتُ: أرأيْتُم إنْ كنْتُ أنا استَجمَعْتُ، فإنَّ هذا لا يُفعَلُ بالرُّسلِ، وإنَّا لا نَفعَلُ هذا برُسُلِكم إذا أتَوْنا، فقالَ: إنْ شِئْتم قطَعْنا إليكم، وإنْ شِئْتم قطَعْتم إلينا، فقُلْتُ: بل نقطَعُ إليكم، فقطَعْنا إليهم، وصافَفْناهُم، فتَسَلسَلوا كلُّ سَبعةٍ في سِلسلةٍ، وخَمسةٌ في سِلسِلةٍ حتَّى لا يَفِرُّوا، قالَ: فرامَوْنا حتَّى أسْرَعوا فينا، فقالَ المُغيرةُ للنُّعْمانِ: إنَّ القَومَ قد أسْرَعوا فينا فاحمِلْ، فقالَ: إنَّكَ ذو مَناقِبَ، وقد شهِدْتَ معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولكنِّي شهِدْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا لم يُقاتِلْ أوَّلَ النَّهارِ أخَّرَ القِتالَ حتَّى تَزولَ الشَّمسُ، وتهُبَّ الرِّياحَ ويَنزِلَ النَّصرُ، فقالَ النُّعْمانُ: يا أيُّها النَّاسُ، اهْتَزُّوا ثَلاثَ هَزَّاتٍ، فأمَّا الهَزَّةُ الأُولى: فلْيَقضِ الرَّجلُ حاجَتَه، وأمَّا الثَّانيةُ: فلْيَنظُرِ الرَّجلُ في سِلاحِه وسَيفِه، وأمَّا الثَّالثةُ: فإنِّي حامِلٌ فاحْمِلوا، فإنْ قُتِلَ أحَدٌ، فلا يَلْوي أحَدٌ على أحَدٍ، وإنْ قُتِلْتُ فلا [تَلْوُوا] عَلَيَّ، وإنِّي داعٍ اللهَ بدَعْوةٍ فعزَمْتُ على كلِّ امْرئٍ منكم لَما أمَّنَ عليها، فقالَ: اللَّهمَّ ارزُقِ اليَومَ النُّعْمانَ شَهادةً بنَصرِ المُسلِمينَ، وافتَحْ عليهم، فأمَّنَ القَومُ وهَزَّ لِواءَه ثَلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ حمَلَ، فكانَ أوَّلَ صَريعٍ رَضيَ اللهُ عنه، فذكَرْتُ وَصيَّتَه فلم آلُو عليه، وأعلَمْتُ مَكانَه، فكنَّا إذا قتَلْنا رَجُلًا منهم شُغِلَ عنَّا أصْحابُه يَجُرُّونَه، ووقَعَ ذو الجَناحَينِ مِن بَغلَتِه الشَّهْباءِ، فانشَقَّ بَطنُه، وفتَحَ اللهُ على المُسلِمينَ، فأتيْتُ النُّعْمانَ وبه رَمَقٌ، فأتَيْتُه بماءٍ، فجعَلْتُ أصُبُّه على وَجهِه أغسِلُ التُّرابَ عنْ وَجهِه، فقالَ: مَن هذا؟ فقُلْتُ: مَعقِلُ بنُ يَسارٍ، فقالَ: ما فعَلَ النَّاسُ؟ فقُلْتُ: فتَحَ اللهُ عليهم، فقالَ: الحَمدُ للهِ، اكْتُبوا بذلك إلى عُمَرَ، وفاضَتْ نفْسُه، فاجتمَعَ النَّاسُ إلى الأشعَثِ بنِ قَيسٍ، قالَ: فأتَيْنا أمَّ ولَدِه فقُلْنا: هل عهِدَ إليكِ عَهدًا؟ قالتْ: لا، إلَّا سُفَيطٌ له فيه كِتابٌ، فقَرأْتُه: فإذا فيه إنْ قُتِلَ فُلانٌ ففُلانٌ، وإنْ قُتِلَ فُلانٌ، قالَ حمَّادٌ: فحَدَّثَني علِيُّ بنُ زَيدٍ، حدَّثَنا أبو عُثْمانَ النَّهْديُّ، أنَّه أتَى عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه، فقالَ: ما فعَلَ النُّعْمانُ بنُ مُقَرِّنٍ؟ فقالَ: قُتِلَ، قالَ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ، ثمَّ قالَ: ما فعَلَ فُلانٌ؟ قلْتُ: قُتِلَ يا أميرَ المُؤمِنينَ، وآخَرينَ لا نَعلَمُهم، قالَ: لا نَعلَمُهم لكنَّ اللهَ يَعلَمُهم.
الراوي : معقل بن يسار | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5369 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

123 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَثَ إلى السَّريَّةِ الَّذين أصابوا مالَ أبي العاصِ، وقالَ لهم: «إنَّ هذا الرَّجلَ منَّا حيثُ قد علِمْتُم، وقد أصَبْتُم له مالًا، فإنْ تُحسِنوا تَرُدُّوا عليه الَّذي له، فإنَّا نُحبُّ ذلك، وإنْ أبَيْتُم ذلك، فهو فَيءِ اللهِ الَّذي أفاءَه عليكم، فأنتم أحَقُّ به»، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، بل نرُدُّه عليه، قالَ: «فرَدُّوا عليه مالَه»، حتَّى إنَّ الرَّجلَ لَيَأْتي بالحَبلِ ويَأْتي الرَّجلُ بالشَّنَّةِ والإداوةِ حتَّى أنَّ أحَدَهم لَيَأْتي بالشَّظاظِ حتَّى رَدُّوا عليه مالَه بأَسْرِه، لا يَفقِدُ منه شَيئًا، ثمَّ احتمَلَ إلى مكَّةَ، فأدَّى إلى كلِّ ذي مالٍ من قُرَيشٍ مالَه ممَّن كانَ أبضَعَ معَه، ثمَّ قالَ: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، هل بَقيَ لأحَدٍ منكم عِندي مالٌ لم يَأخُذْه؟ قالوا: لا، فجَزاكَ اللهُ خَيرًا؛ فقدْ وَجدْناكَ وَفيًّا كَريمًا، قالَ: فإنِّي أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا عَبدُه ورَسولُه، وما منَعَني منَ الإسْلامِ عندَه إلَّا تَخوُّفًا أنْ تظُنُّوا أنِّي إنَّما أردْتُ أخْذَ أمْوالِكم، فلمَّا أدَّاها اللهُ عزَّ وجلَّ إليكم وفرَغْتُ منها أسلَمْتُ، ثمَّ خرَجَ حتَّى قدِمَ على رَسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5118 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

124 - لَمَّا أقبَلَ أهْلُ اليَمنِ جعَلَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه يَستَقْري الرِّفاقَ فيَقولُ: هل فيكم أحدٌ مِن قَرَنٍ؟ حتَّى أتَى على قَرَنٍ فقالَ: مَن أنتم؟ قالوا: قَرَنٌ، فرفَعَ عُمَرُ بزِمامٍ أو زَمامَ أُوَيْسٍ فناوَلوهُ عُمَرَ فعرَفَه بالنَّعتِ، فقالَ له عُمَرُ: ما اسمُكَ؟ قالَ: أنا أُوَيْسٌ، قالَ: هل كانتْ لكَ والِدةٌ؟ قالَ: نعمْ، قالَ: هل بكَ منَ البَياضِ شَيءٌ؟ قالَ: نعمْ، دعَوْتُ اللهَ فأذْهَبَه عنِّي إلَّا مَوضِعَ الدِّرهَمِ مِن سُرَّتي لأذكُرَ به رَبِّي، فقالَ له عُمَرُ: استَغْفِرْ لي، قالَ: أنتَ أحقُّ أنْ تَستَغفِرَ، أنتَ صاحِبُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ عُمَرُ: إنِّي سمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: إنَّ خَيرَ التَّابِعينَ رَجُلٌ يُقالُ له أُوَيْسٌ القَرَنيُّ، وله والِدةٌ، وكانَ به بَياضٌ فدَعا ربَّه فأذْهَبَه عنه، إلَّا مَوضِعَ الدِّرهَمِ في سُرَّتِه قالَ: فاستَغفَرَ له، قالَ: ثمَّ دخَلَ في غِمارِ النَّاسِ، فلم يَدرِ أين وقَعَ؟ قالَ: ثمَّ قدِمَ الكوفةَ، فكنَّا نَجتمِعُ في حَلْقةٍ فنَذكُرُ اللهَ، وكانَ يَجلِسُ معَنا، فكانَ إذ ذكَرَهم وقَعَ حَديثُه مِن قُلوبِنا مَوقِعًا لا يقَعُ حَديثٌ غيرُه، ففقَدْتُه يومًا، فقُلْتُ لجَليسٍ لنا: ما فعَلَ الرَّجلُ الَّذي كانَ يَقعُدُ إلينا؟ لعلَّه اشْتَكى، فقالَ رجُلٌ: مَن هو؟ فقُلْتُ: مَن هو؟ قالَ: ذاك أُوَيْسٌ القَرَنيُّ، فدُلِلْتُ على مَنزِلِه، فأتَيْتُه فقُلْتُ: يَرحَمُكَ اللهُ، أين كنْتَ؟ ولمَ تَتْرُكُنا؟ فقالَ: لم يكُنْ لي رِداءٌ، فهو الَّذي مَنَعَني مِن إتْيانِكم، قالَ: فألْقَيتُ إليه رِدائي، فقَذَفَه إليَّ، قالَ: فتَخالَيْتُه ساعةً، ثمَّ قالَ: لو أنِّي أخذْتُ رِداءَكَ هذا فلبِسْتُه فرَآهُ عليَّ قَوْمي، قالوا: انْظُروا إلى هذا المُرائي لم يَزَلْ في الرَّجلِ حتَّى خدَعَه وأخَذَ رِداءَه، فلم أزَلْ به حتَّى أخَذَه، فقُلْتُ: انطَلِقْ حتَّى أسمَعَ ما يَقولونَ، فلبِسَه فخرَجْنا، فمَرَّ بمَجلِسِ قَومِه، فقالوا: انْظُروا إلى هذا المُرائي لم يزَلْ بالرَّجلِ حتَّى خدَعَه فأخَذَ رِداءَه، فأقبَلْتُ عليهم، فقُلْتُ: ألَا تَستَحونَ لمَ تُؤْذونَه؟ واللهِ لقد عرَضْتُه عليه فأبَى أنْ يَقبَلَه، قالَ: فوفَدَتْ وُفودٌ مِن قَبائلِ العرَبِ إلى عُمَرَ فوفَدَ فيهم سيِّدُ قَومِه، فقالَ لهُم عُمَرُ بنُ الخطَّابِ: أفيكم أحَدٌ مِن قَرَنٍ؟ فقالَ له سيِّدُهم: أنا فقالَ له: هل تَعرِفُ رَجُلًا مِن أهْلِ قَرَنٍ يُقالُ له أُوَيْسٌ مِن أمْرِه كذا ومن أمْرِه كذا؟ فقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، ما تَذكُرُ مِن شأْنِ ذاك ومن ذاك، فقالَ له عُمَرُ: هَبِلَتْكَ أُمُّكَ، أدْرِكْه مرَّتَينِ أو ثَلاثًا، ثمَّ قالَ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ لنا: إنَّ رَجُلًا يُقالُ له أُوَيْسٌ مِن قَرَنٍ مِن أمْرِه كذا مِن أمْرِه كذا، فلمَّا قدِمَ الرَّجلُ لم يَبدأْ بأحَدٍ قبلَه، فدخَلَ عليه، قالَ: استَغفِرْ لي، فقالَ: ما بَدا لكَ؟ قالَ: إنَّ عُمَرَ قالَ لي: كذا وكذا، قالَ: ما أنا بمُستَغفِرٍ لكَ حتَّى تَجعَلَ لي ثَلاثًا، قالَ: وما هنَّ؟ قالَ: لا تُؤْذني فيما بَقيَ، ولا تُخبِرْ بما قالَ لكَ عُمَرُ أحَدًا منَ النَّاسِ، ونَسيَ الثَّالثةَ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5837 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

125 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ سارَ إلى مكَّةَ لِيفْتَحَها، قالَ لأبي هُريرةَ: اهتِفْ بالأنصارِ، فقالَ: يا مَعشرَ الأنصارِ، أَجيبوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فجاؤوا كأنَّما كانوا على ميعادٍ، ثُمَّ قالَ: اسلُكوا هذا الطَّريقَ، ولا يَشْرُفنَّ لكم أَحدٌ إلَّا أَمَّنتُموهُ، فسارَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ففَتَحَها اللهُ عليهم، فطافَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالبيتِ، فصَلَّى ركعتينِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البابِ الَّذي يَلي الصَّفا، فصَعِدَ الصَّفا، فخَطَبَ النَّاسَ -والأنصارُ أسفلَ منه- فقالتِ الأنصارُ بعضُهُم لبَعضٍ: أمَّا الرَّجلُ فأَخَذَتْهُ الرَّأفةُ بقومِهِ، والرَّغبةُ في قَريتِه، وأَنزَلَ اللهُ الوَحيَ بما قالتِ الأنصارُ، فقالَ: يا مَعشرَ الأنصارِ، تقولونَ: أمَّا الرَّجلُ أَخَذَتْه رَأفةٌ بقومِهِ، ورَغبةٌ في قريتِه. قالَ: فمَنْ أنا إذَنْ؟ كلَّا، واللهِ إنِّي عبدُ اللهِ ورسولُهُ حقًّا، فالمَحْيا مَحْياكُم، والمَماتُ مَماتُكُم، قالوا: واللهِ يا رسولَ اللهِ، ما قُلنا ذلك؛ إلَّا مَخافةَ أنْ يُعادُونا. قالَ: أنتم صادِقونَ عندَ اللهِ وعندَ رسولِهِ، قالَ: فواللهِ ما منهم إلَّا بَلَّ نَحرَهُ بالدُّموعِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2363 | خلاصة حكم المحدث : [رواية صحيحة]

126 - كانَ مَعقِلُ بنُ سِنانٍ الأشْجَعيُّ قد صحِبَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحمَلَ لِواءَ قَومِه يومَ الفَتحِ، وكانَ شابًّا طَريًّا، وبَقيَ بعدَ ذلك حتَّى بعَثَه الوَليدُ بنُ عُتْبةَ بنِ أبي سُفْيانَ، وكانَ على المَدينةِ، فاجتمَعَ مَعقِلُ بنُ سِنانٍ ومُسلِمُ بنُ عُقْبةَ الَّذي يُعرَفُ بمُسرِفٍ، فقالَ مَعقِلٌ لمُسرِفٍ -وقد كانَ آنَسَه وحادَثَه إلى أنْ ذكَرَ مَعقِلٌ يَزيدَ بنَ مُعاويةَ- فقالَ مَعقِلٌ: إنِّي خرَجْتُ كَرْهًا لبَيْعةِ هذا الرَّجلِ، وقد كانَ مِنَ القَضاءِ والقَدَرِ خُروجي إليه؛ رَجُلٌ يَشرَبُ الخَمرَ، ويَزْني بالحَرَمِ!، ثمَّ نالَ منه، وذكَرَ خِصالًا كانتْ فيه، ثمَّ قالَ لمُسرِفٍ: أحببْتُ أنْ أضَعَ ذلك عندَكَ. فقالَ مُسرِفٌ: أمَّا أنْ أذكُرَ ذلك لأميرِ المُؤمِنين يَوْمي هذا، فلا واللهِ لا أفعَلُ، ولكنْ للهِ عليَّ عَهدٌ وميثاقٌ لا تُمكِّنُني يَدايَ منكَ ولي عليكَ مَقدِرةٌ إلَّا ضرَبْتُ الَّذي فيه عَيْناكَ، فلمَّا قدِمَ مُسرِفٌ المَدينةَ، وأوقَعَ بهِم أيَّامَ الحَرَّةِ، وكانَ مَعقِلُ بنُ سِنانٍ يومَئذٍ صاحِبَ المُهاجِرينَ، فأتَى به مُسرِفٌ مَأْسورًا، فقالَ له: يا مَعقِلُ بنَ سِنانٍ أعطِشْتَ؟ قالَ: نعمْ، أصلَحَ اللهُ الأميرَ. قالَ: خَوِّضوا له شَرْبةَ بِلُّورٍ. قالَ: فخاضُوها له، فقالَ: أشرِبْتَ ورَويتَ؟ قالَ: نعمْ. قالَ: أمَا واللهِ لا يَشتَهي بها يا مَفرِجُ يا نَوفَلُ بنَ مُساحِقٍ قُمْ فاضرِبْ عُنُقَه، فقامَ إليه فقتَلَه صَبرًا، وكانتِ الحَرَّةُ في ذي الحِجَّةِ سنةَ ثلاثٍ وستِّينَ، فقالَ شاعرُ الأنْصارِ: ألَا تِلْكمُ الأنْصارُ تَنْعَى سَراتَها ... وأشْجَعُ تَنْعَى مَعقِلَ بنَ سِنانِ.
الراوي : عثمان بن زياد الأشجعي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6/ 401 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

127 - جاء رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي رَأيتُ في هذه اللَّيلةِ فيما يَرى النَّائمُ كأنِّي أُصَلِّي خَلفَ شَّجَرةٍ، فرَأيتُ كأنِّي قَرَأتُ سَجدةً فسَجَدتُ، فرَأيتُ الشَّجرةَ كأنَّها تَسجُدُ لسُجودي، فسَمِعتُها وهي ساجِدةٌ وهي تَقولُ: اللَّهُمَّ اكتُبْ لي عِندَكَ لها أجرًا، واجعَلْها لي عِندَكَ ذُخرًا، وضَعْ عَنِّي بها وِزرًا، واقبَلْها مِنِّي كما قَبِلْتَ من عَبدِكَ داوُدَ. قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: فرَأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَرَأ السَّجدةَ، ثُمَّ سَجَد، فسَمِعتُه وهو ساجِدٌ يَقولُ مِثلَ ما قالَ الرَّجُلُ عنْ كَلامِ الشَّجَرةِ. قالَ مُحَمَّدُ بنُ يَزيدَ بنِ خُنَيسٍ: كان الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيدِ اللهِ بنِ أبي يَزيدَ يُصَلِّي بِنا في المَسجِدِ الحَرامِ في شَهرِ رَمَضانَ، فكان يَقرَأُ السَّجدةَ، فيَسجُدُ، ويُطيلُ السُّجودَ، فقيل له في ذلكَ، فيَقولُ: قالَ لي ابنُ جُرَيجٍ: أخبَرَني جَدُّكَ عُبَيدُ اللهِ بنُ أبي يَزيدَ بهذا.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 895 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

128 - أنَّ النَّاسَ تَفرَّقوا عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيلةَ الأحْزابِ، فلم يَبقَ معَه إلَّا اثْنا عشَرَ رَجلًا، فأتاني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا [جاثٍ] منَ البَردِ. قالَ: «ابنَ اليَمانِ، قُمْ فانطَلِقْ إلى عَسكَرِ الأحْزابِ فانظُرْ إلى حالِهم»، قلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، والَّذي بعثَكَ بالحَقِّ، ما قمْتُ إليكَ إلَّا حَياءً منكَ منَ البَردِ، قالَ: «فابرُزِ الحَرَّةَ وبَردَ الصُّبحِ، انطلِقْ يا ابنَ اليَمانِ، ولا بأْسَ عليكَ من حرٍّ ولا بَردٍ حتَّى ترجِعَ إليَّ»، قالَ: فانطلَقْتُ إلى عَسكَرِهم، فوجَدْتُ أبا سُفْيانَ يوقِدُ النَّارَ في عُصْبةٍ حَولَه قد تَفرَّقَ الأحْزابُ عنه، قالَ: حتَّى إذا جلَسْتُ فيهم، قالَ: فحسَّ أبو سُفْيانَ أنَّه دخَلَ فيهم من غَيرِهم، قالَ: يأخُذُ كلُّ رجُلٍ منكم بيَدِ جَليسِه، قالَ: فضرَبْتُ بيَدي على الَّذي عن يَميني وأخذْتُ بيَدِه، ثمَّ ضرَبْتُ بيَدي على الَّذي عن يَساري فأخَذْتُ بيَدِه، فلبِثْتُ فيهم هُنَيَّةً، ثمَّ قمْتُ، فأتَيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو قائمٌ يُصلِّي، فأوْمأَ إليَّ بيَدِه أنِ ادْنُ فدَنوْتُ، ثمَّ أوْمأَ إليَّ أيضًا أنِ ادْنُ فدَنوْتُ، حتَّى أسبَلَ عليَّ منَ الثَّوبِ الَّذي كان عليه وهو يُصلِّي، فلمَّا فرَغَ من صَلاتِه، قالَ: «ابنَ اليَمانِ اقعُدْ، ما الخَبرُ؟» قلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، تفرَّقَ النَّاسُ عنْ أبي سُفْيانَ، فلم يَبقَ إلَّا عُصْبةٌ توقِدُ النَّارَ، قد صبَّ اللهُ عليه منَ البَردِ مِثلَ الَّذي صبَّ علينا، ولكنَّا نَرْجو منَ اللهِ ما لا يَرْجو.
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4377 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

129 - أتى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في فتْحٍ له، فسلَّمَ عليه، ثمَّ قال: هَنيئًا لكَ يا رَسولَ اللهِ؛ قدْ أعَزَّ اللهُ نصْرَك، وأظهَرَ دِينَك، ووضَعَتِ الحربُ أوزارَها بجِرانِها، قال: ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قُبَّةٍ مِن أدَمٍ، فقال: ادخُلْ يا عوْفُ، فقال: أدخُلُ كُلِّي أو بَعضي؟ فقال: ادخُلْ كُلَّكَ، فقال: إنَّ الحربَ لنْ تَضَعَ أوزارَها حتَّى تكونَ سِتٌّ، أوَّلُهنَّ مَوتي، فبَكى عوْفٌ، قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قُل: إحْدى، والثَّانيةُ: فتْحُ بيتِ المقدِسِ، والثَّالثةُ: فِتنةٌ تكونُ في النَّاسِ كعُقاصِ الغنَمِ، والرَّابعةُ: فِتنةٌ تكونُ في النَّاسِ، لا يَبقى أهلُ بيتٍ إلَّا دخَلَ عليهم تُصِيبُهم منها. والخامسةُ يُولَدُ في بَني الأصفرِ غُلامٌ مِن أولادِ الملوكِ يَشِبُّ في اليومِ كما يَشِبُّ الصَّبيُّ في الجُمعةِ، ويَشِبُّ في الجُمعةِ كما يَشِبُّ الصَّبيُّ في الشَّهرِ، ويَشِبُّ في الشَّهرِ كما يَشِبُّ الصَّبيُّ في السَّنةِ، فما بلَغَ اثْنَتي عشْرةَ سَنةً مَلَّكوه عليهم، فقام بيْن أظهُرِهم، فقال: إلى مَتى يَغلِبُنا هؤلاء القومِ على مَكارمِ أرضِنا؟! إنِّي رَأيتُ أنْ أسِيرَ إليهم حتَّى أُخرِجَهم منها، فقام الخُطباءُ فحسَّنوا الدِّرايةَ، فبَعَث في الجزائرِ والبَرِّيَّةِ بصَنْعةِ السُّفنِ، ثمَّ حَمَل فيها المقاتِلةَ حتَّى يَنزِلَ بيْن أنْطاكيةَ والعريشِ. قال ابنُ شُرَيحٍ: فسَمِعتُ مَن يَقولُ: إنَّهم اثْنا عشَرَ غَيايةً، تحْتَ كلِّ غَيايةٍ اثْنا عشَرَ ألْفًا، فيَجتمِع المسْلِمون إلى صاحبِهم ببَيتِ المقدِسِ، وأجْمَعوا في رأْيِهم أنْ يَسِيروا إلى مَدينةِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى يكونَ مَسالِحُهم بالسَّرحِ وخَيبَرَ. قال ابنُ أبي جَعفرٍ: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يُخرِجوا أُمَّتي مِن مَنابتِ الشِّيحِ، قال: وقال الحارثُ بنُ يَزيدَ: إنَّهم سيُقِيموا فيها هنالكَ، فيَفِرُّ منهم الثُّلثُ، ويُقتَلُ منهم الثُّلثُ، فيَهزِمُهم اللهُ عزَّ وجلَّ بالثُّلثِ الصَّابرِ. وقال خالدُ بنُ يَزيدَ: يومئذٍ يَضرِبُ واللهِ بسَيفِه ويَطعَنُ برُمحِه، ويَتْبَعُه المسْلِمون حتَّى تَبلُغوا المَضيقَ الَّذي عِندَ القُسْطَنطينيَّةِ، فيَجِدونه قدْ يَبِسَ ماؤهُ، فيُجِيزون إلى المدينةِ حتَّى يَنزِلوا بها، فيَهدِمُ اللهُ جُدرانَهم بالتَّكبيرِ، ثمَّ يَدخُلونها، فيَقسِمون أموالَهم بالأَتْرِسةِ. وقال أبو قَبِيلٍ المَعافريُّ: فبيْنما هُم على ذلكَ إذا جاءهم راكبٌ، فقال: أنتم هاهُنا والدَّجَّالُ قدْ خالَفَكم في أهْلِيكم؟! وإنَّما كانت كَذِبةً، فمَن سَمِعَ العلماءَ في ذلكَ أقام على ما أصابَه، وأمَّا غيرُهم فانفَضُّوا، ويكونُ المسْلِمون يَبْنُون المساجدَ في القُسْطنطينيَّةِ، ويَغزُون وراءَ ذلكَ حتَّى يَخرُجَ الدَّجَّالُ، السَّادسةُ.
الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8880 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

130 - عن ابنِ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهُما، قال: كُنتُ في الحَطيمِ مع حُذَيفةَ فذكَرَ حَديثًا، ثمَّ قال: لَتُنقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، ولَيَكونَنَّ أئمَّةٌ مُضِلُّون، وليَخرُجَنَّ على أثرِ ذلكَ الدَّجَّالُون الثَّلاثةُ، قُلتُ: يا أبا عبدِ اللهِ، قدْ سَمِعتَ هذا الَّذي تقولُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: نعمْ سَمِعتُه. وسَمِعتُه يَقولُ: يَخرُجُ الدَّجَّالُ مِن يَهوديَّةِ أصبهانَ، عَيْنُه اليُمنى مَمسوخةٌ، والأُخرى كأنَّها زَهْرةٌ تَشُقُّ الشَّمسَ شقًّا، ويَتناوَلُ الطَّيرَ مِنَ الجَوْلةِ ثَلاثَ صَيْحاتٍ، يَسْمَعُهنَّ أهلُ المشرِقِ وأهلُ المغرِبِ، ومعه جَبَلانِ: جبَلٌ مِن دُخَانٍ ونارٍ، وجبَلٌ مِن شجَرٍ وأنهارٍ، ويقولُ: هذه الجنَّةُ، وهذه النَّارُ. وسَمِعتُه يَقولُ: يَخرُجُ مِن قبْلِه كذَّابٌ، قال: قُلتُ: فما الثَّالثُ؟ قال: إنَّه أكذَبُ الكذَّابينَ؛ إنَّه يَخرُجُ مِن قِبلِ المشرِقِ، يَتْبَعُه حُشارةُ العربِ وسِفلةُ الموالي، أوَّلُهم مَنصورٌ، وآخِرُهم مَثْبورٌ هَلاكُهم على قَدْرِ سُلطانِهم، عليهم اللَّعنةُ مِنَ اللهِ دائمةً. قال: فقُلتُ: العجَبُ كلُّ العجَبِ! قال: وأعجَبُ مِن ذلكَ سيكونُ، فإذا سَمِعتَ به فالهرَبَ الهرَبَ، قال: قُلتُ: كيْف أصنَعُ بمَن خلَّفْتُ؟ قال: مُرْهُم فلْيَلحَقوا برُؤوسِ الجبالِ، قال: قُلتُ: فإنْ لم يُترَكوا وذلكَ، قال: مُرْهُم أنْ يَكونوا أحلاسًا مِن أحلاسِ بُيوتِهم، قال: قُلتُ: فإنْ لم يُترَكوا وذلكَ، قال: يا ابنَ عُمرَ، زَمانُ خَوفٍ وهَرْجٍ وسَلْبٍ، قال: فقُلتُ: يا أبا عبدِ اللهِ، ما لهذا الهرْجِ مِن فَرَجٍ؟ قال: بَلى؛ إنَّه ليْس مِن هَرْجٍ إلَّا وله فَرَجٌ، ولكنْ أيْن ما يَبْقى لها؟! إنَّها فِتنةٌ يُقالُ لها: الخارقةُ، تَأْتي على صَريحِ العربِ، وصَريحِ المَوالي، وذَوِي الكُنوزِ، وبقيَّةِ النَّاسِ، ثمَّ تَنْجلي عن أقلَّ مِنَ القليلِ.
الراوي : حذيفة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8836 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه

131 - أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه جاءَ والصَّلاةُ قائمةٌ، ونفَرٌ ثَلاثةٌ جُلوسٌ، أحَدُهم أبو جَحشٍ اللَّيْثيُّ، قالَ: قُومُوا، فصَلُّوا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقامَ اثْنانِ وأبَى أبو جَحشٍ أنْ يَقومَ، فقالَ له عُمَرُ: صَلِّ يا أبا جَحشٍ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: لا أقومُ حتَّى يأْتيَني رَجلٌ هو أقْوى منِّي ذِراعَينِ، وأشَدُّ منِّي بَطشًا فيَصرَعُني، ثمَّ يدُسُّ وَجْهي في التُّرابِ، قالَ عُمَرُ: فقُمْتُ إليه، فكنْتُ أشَدَّ منه ذِراعًا، وأقْوى بَطشًا فصرَعْتُه، ثمَّ دسَسْتُ وَجهَه في التُّرابِ، فأَتى عليَّ عُثْمانُ فحَجَزَني، فخرَجَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ مُغضَبًا حتَّى انْتَهى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا رَآه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَأى الغضَبَ في وَجهِه، قالَ: «ما رابَكَ يا أبا حَفصٍ؟» فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أتَيْتُ على نَفرٍ جُلوسٍ على بابِ المَسجِدِ، وقد أُقيمَتِ الصَّلاةُ، وفيهم أبو جَحشٍ اللَّيْثيُّ، فقامَ الرَّجلانِ، فأعادَ الحَديثَ، ثمَّ قالَ عُمَرُ: واللهِ يا رَسولَ اللهِ، ما كانَتْ مَعونةُ عُثْمانَ إيَّاه إلَّا أنَّه ضافَه لَيلةً، فأحَبَّ أنْ يَشكُرَها له، فسمِعَه عُثْمانُ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، ألَا تَسمَعُ ما يَقولُ لنا عُمَرُ عندَكَ؟ فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ رِضا عُمَرَ رَحْمةٌ، واللهِ لَودِدْتُ أنَّكَ كنْتَ جِئْتَني برأْسِ الخَبيثِ»، فقامَ عُمَرُ، فلمَّا بعُدَ ناداه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «هلُمَّ يا عُمَرُ، أين أردْتَ أنْ تَذهَبَ؟» فقالَ: أردْتُ أنْ آتيَكَ برأْسِ الخَبيثِ، فقالَ: "اجلِسْ حتَّى أُخبِرَكَ بغِنَى الرَّبِّ عن صَلاةِ أبي جَحشٍ اللَّيْثيِّ، إنَّ لله في سَمائِه الدُّنْيا مَلائكةً خُشوعًا لا يَرْفَعونَ رُؤوسَهم حتَّى تَقومَ السَّاعةُ، فإذا قامَتِ السَّاعةُ رَفَعوا رُؤوسَهم، قالوا: رَبَّنا ما عبَدْناكَ حقَّ عِبادَتِكَ"، وإنَّ للهِ في سَمائِه الثَّانيةِ مَلائكةً سُجودًا لا يَرْفَعونَ رُؤوسَهم حتَّى تَقومَ السَّاعةُ، فإذا قامَتِ السَّاعةُ رَفَعوا رُؤوسَهم، ثمَّ قالوا: رَبَّنا ما عبَدْناكَ حقَّ عِبادَتِكَ، فقالَ له عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه: وما يَقولونَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: "أمَّا أهْلُ السَّماءِ الدُّنْيا فيَقولونَ: سُبحانَ ذي المُلكِ والمَلَكوتِ، وأمَّا أهْلُ السَّماءِ الثَّانيةِ فيَقولونَ: سُبحانَ ذي العِزِّ والجَبَروتِ، وأمَّا أهْلُ السَّماءِ الثَّالثةِ فيَقولونَ: سُبحانَ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ، فقُلْها يا عُمَرُ في صَلاتِكَ"، قالَ: يا رَسولَ اللهِ، فكيف بالَّذي علَّمْتَني وأمَرْتَني أنْ أقولَه في صَلاتي، قالَ: "قُلْ هذه مرَّةً، وهذه مرَّةً، وكانَ الَّذي أمَرَ به أنْ قالَ: أعوذُ بعَفْوكَ من عِقابِكَ، وأعوذُ برِضاكَ من سخَطِكَ، وأعوذُ بكَ منكَ جلَّ وَجهُكَ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4558 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري

132 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ، قال: جَلَستُ إلى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وهو خَليفةٌ فقالَ: يا ابنَ عَبَّاسٍ، ما سَمِعتَ من رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أو من أحَدٍ من أصحابِه ما يَذكُرُ ما أمَرَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا سَهَا المَرءُ في صَلاتِه؟ قُلتُ: لا، أوَما سَمِعتَ يا أميرَ المُؤمِنين؟ قالَ: لا، فدَخَل عَلَينا عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ فقالَ: فيما أنتُما؟ فقالَ عُمَرُ: سَألتُه هل سَمِعَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أو من أحَدٍ من أصحابِه يَذكُرُ ما أمَرَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا سَهَا المَرءُ في صَلاتِه، فقالَ عَبدُ الرَّحمنِ: عِندي عِلمُ ذلكَ، فقالَ عُمَرُ: هَلُمَّ فأنت العَدلُ الرِّضا، فقالَ عَبدُ الرَّحمنِ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: إذا شَكَّ أحَدُكُم في الاثنَتَينِ فليَجعَلْهُما واحِدةً، وإذا شَكَّ في الاثنَتَينِ والثَّلاثِ فليَجعَلْهُما اثنَتَينِ، وإذا شَكَّ في الثَّلاثِ والأربَعِ فليَجعَلْهُما ثَلاثًا، ثمَّ يُتِمُّ ما بَقِيَ من صَلاتِه حتَّى يَكونَ الوَهْمُ في الزِّيادةِ، ثمَّ يَسجُدُ سَجدَتَينِ وهو جالِسٌ قبْلَ أن يُسَلِّمَ.
الراوي : عبد الرحمن بن عوف | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1230 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

133 - لَمَّا قدِمَ أبو الحَيْسَرِ أنَسُ بنُ رافِعٍ مكَّةَ، ومعَه فِتْيةٌ من بَني عبدِ الأشهَلِ، فيهم إياسُ بنُ مُعاذٍ يَلتَمِسونَ الحِلفَ من قُرَيشٍ على قَومِهم منَ الخَزرَجِ، فسمِعَ بهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَاهُم فجلَسَ إليهم، فقالَ: «هل لكم إلى خَيرٍ ممَّا جِئْتُم له؟» قالوا: وما ذاك؟ قالَ: «أنا رَسولُ اللهِ، بعَثَني اللهُ إلى العِبادِ أدْعوهُم إلى أنْ يَعبُدوا اللهَ ولا يُشْرِكوا به شَيئًا، وأنزَلَ عَليَّ الكِتابَ»، ثمَّ ذكَرَ لهمُ الإسْلامَ، وتَلا عليهمُ القُرآنَ، فقالَ إياسُ بنُ مُعاذٍ -وكانَ غُلامًا حدَثًا-: أيُّ قَومٍ هذا، واللهُ خَيرٌ ممَّا جِئْتُم له، قالَ: فيَأخُذُ أبو الحَيْسَرِ حَفْنةً منَ البَطْحاءِ، فضرَبَ بها وَجهَ إياسِ بنِ مُعاذٍ، وقالَ: دَعْنا منكَ، فلَعَمْري لقد جِئْنا لغَيرِ هذا، فصمَتَ إياسٌ، فقامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فانْصَرَفوا إلى المَدينةِ، فكانَتْ وَقْعةُ بُعاثَ بيْنَ الأوْسِ والخَزرَجِ، قالَ: ثمَّ لم يلبَثْ إياسُ بنُ مُعاذٍ أنْ هلَكَ، قالَ مَحْمودُ بنُ لَبيدٍ: "فأخْبَرَني مَن حضَرَه من قَوْمي عندَ مَوتِه أنَّهم لم يَزالوا يَسمَعونَه يُهلِّلُ اللهَ ويُكبِّرُه ويَحمَدُه ويُسبِّحُه حتَّى ماتَ، قالَ: فما كانوا يشُكُّونَ أنْ قد ماتَ مُسلِمًا، لقدْ كانَ استَشعَرَ الإسْلامَ حتَّى ذلك المجلِسِ حينَ سمِعَ من رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما سمِعَ.
الراوي : محمود بن لبيد، أخو أبي عبدالله الأشهلي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4899 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

134 - لمَّا سار رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى حُنَينٍ، قالَ: ألَا رَجُلٌ يَكلَؤُنا اللَّيلةَ؟ فقالَ أنَسُ بنُ أبي مَرثَدٍ الغَنَويُّ: أنا يا رَسولَ اللهِ، قالَ: انطَلِقْ فلمَّا كان الغَدُ خَرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: هل حَسَسْتُم فارِسَكُم؟ قالوا: لا، فجَعَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي ويَلتَفِتُ إلى الشِّعبِ، فلمَّا سَلَّم قالَ: إنَّ فارِسَكُم قد أقبَلَ فلمَّا جاء قالَ: لَعَلَّكَ نَزَلْتَ؟ قالَ: لا، إلَّا مُصَلِّيًا، أو قاضِيًا حاجةً، ثمَّ قالَ: إنِّي اطَّلَعتُ الشِّعبَينِ، فإذا هَوازِنُ بظُعُنِهِم وشَائِهم، ونَعَمِهم مُتَوَجِّهون إلى حُنَينٍ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: غَنيمةٌ للمُسلِمين غدًا إنْ شاءَ اللهُ.
الراوي : سهل ابن الحنظلية | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 785 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح]

135 - ما يَمنَعُكَ أنْ تَسُبَّ ابنَ أبي طالِبٍ؟ قالَ: فقالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ ثَلاثًا قالَهنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لأنْ تَكونَ لي واحِدةٌ منهنَّ أحَبُّ إليَّ من حُمرِ النَّعَمِ، قالَ له مُعاويةُ: ما هنَّ يا أبا إسْحاقَ؟ قالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ حينَ نزَلَ عليه الوَحيُ فأخَذَ عليًّا وابْنَيْه وفاطِمةَ فأدْخَلَهم تحتَ ثَوْبِه، ثمَّ قالَ: «ربِّ، هؤلاء أهْلُ بَيْتي»، ولا أسُبُّه حينَ خلَّفَه في غَزْوةِ تَبوكَ غَزاها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ له عليٌّ: خلَّفْتَني معَ الصِّبْيانِ والنِّساءِ، قالَ: «ألَا تَرْضى أنْ تَكونَ منِّي بمَنزِلةِ هارونَ من موسَى، إلَّا أنَّه لا نُبوَّةَ بَعْدي»، ولا أسُبُّه ما ذكَرْتُ يومَ خَيْبرَ، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لأُعْطيَنَّ هذه الرَّايةَ رَجلًا يحِبُّ اللهَ ورَسولُه، ويَفتَحُ اللهُ على يدَيْه»، فتَطاوَلْنا لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «أين عَليٌّ؟» قالوا: هو أرمَدُ، فقالَ: «ادْعُوهُ»، فدعَوْهُ فبصَقَ في وَجهِه، ثمَّ أعْطاهُ الرَّايةَ، ففتَحَ اللهُ عليه، قالَ: فلا واللهِ ما ذكَرَه مُعاويةُ بحَرفٍ حتَّى خرَجَ منَ المَدينةِ.
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4635 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

136 - أنَّها بَعثَتْ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقدَحِ لَبَنٍ عندَ فِطْرِه، وذلكَ في طُولِ النَّهارِ وشِدَّةِ الحَرِّ، فرَدَّ إليها الرَّسولُ: أنَّى لكِ هذا اللَّبَنُ؟ قالتْ: مِن شاةٍ لي. قالَ: أنَّى لكِ هذه الشَّاةُ؟ قالتِ: اشتَرَيتُها مِن مالي، فشَرِبَ، فلَمَّا أنْ كان مِن الغَدِ أتتْ أُمُّ عبدِ اللهِ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، بعَثْتُ إليكَ بذلكَ اللَّبَنَ مُرْثِيةً لكَ مِن شِدَّةِ الحَرِّ وطُولِ النَّهارِ، فردَدْتَ إليَّ فيه الرَّسولَ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بذلِكَ أُمِرَتِ الرُّسُلُ؛ ألَّا تَأكُلَ إلَّا طيِّبًا، ولا تَعمَلَ إلَّا صالحًا.
الراوي : أم عبدالله أخت شداد بن أوس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7355 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

137 - عنْ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي البَيْلَمانيِّ، قالَ: رَأيتُ شيْخًا بالإسكَندَريَّةِ يُقالُ له: سُرَّقُ، فأتيْتُه وسَأَلْتُه، فقالَ لي: سَمَّاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولمْ أكُنْ لِأدَعَ ذلكَ أبدًا، فقُلْتُ: لِمَ سَمَّاكَ؟ قالَ: قَدِمَ رجُلٌ مِن أهلِ الباديةِ ببَعيرَيْنِ فابتعتُهما منْه، ثمَّ دخَلْتُ بيْتي، وخَرَجْتُ مِن خَلْفٍ فبِعْتُهما، فقَضَيْتُ بهما حاجَتي، وغِبْتُ حتَّى ظنَنْتُ أنَّ العِراقيَّ قدْ خرَجَ، فإذا العِراقِيُّ مُقيمٌ، فأخَذَني، فذَهَبَ بي إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأخبرَهُ الخَبَرَ، فقال: ما حَمَلَكَ على ما صنَعْتَ؟ قلتُ: قضَيْتُ بهما حاجَتي يا رسولَ اللهِ، قالَ: اقْضِه، قلْتُ: ليسَ عِندي، قالَ: أنْتَ سُرَّقٌ، اذهَبْ يا عِراقِيُّ معه حتَّى تستَوْفِيَ حقَّكَ، قالَ: فجَعَلَ النَّاسُ يَسُومونَه فيَّ، ويَلتَفِتُ إليهم فيقولُ: ماذا تُريدونَ؟ فيقولونَ: ما نُريدُ! نُريدُ أنْ نَفْدِيَه منكَ، فقال: واللهِ إنِّي منكم أحَقُّ وأحوَجُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، اذْهَبْ فقَدْ أعتَقْتُكَ.
الراوي : سرق | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7258 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري

138 - أوَّلُ ما بُدئَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الوَحيِ الرُّؤْيا الصَّادِقةُ في النَّومِ، كان لا يَرى رُؤْيا إلَّا جاءَتْه مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ، ثمَّ حُبِّبَ إليه الخَلاءُ، فكانَ يأْتي جبَلَ حِراءٍ، فيَتحنَّثُ وهو التَّعبُّدُ حتَّى فاجأَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِراءٍ، فجاءَه الملَكُ فيه، فقالَ: اقرَأْ، قالَ: فقلْتُ: «ما أنا بقارئٍ»، قالَ: "فأخَذَني فغَطَّني حتَّى بلَغَ منِّي الجَهدَ، ثمَّ أرسَلَني، فقالَ لي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 -5 ]"، قالَ: فرجَعَ بها تَرجُفُ بَوادِرُه حتَّى دخَلَ على خَديجةَ، فقالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني»، فزَمَّلوه حتَّى ذهَبَ عنه الرَّوعُ، فقالَ: «يا خَديجةُ، ما لي؟» فأخْبَرَها الخَبرَ، وقالَ: «قد خَشِيتِ عليَّ»، فقالَتْ له: كلَّا، أبشِرْ فواللهِ لا يُخْزيكَ اللهُ أبدًا، إنَّكَ لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ في الحَديثِ، وتَحمِلُ الكَلَّ، وتُقْري الضَّيفَ، وتُعينُ على نَوائبِ الحقِّ، ثمَّ انطلَقَتْ به خَديجةُ حتَّى أتَتْ به وَرَقةَ بنَ نَوفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ وهو عمُّ خَديجةَ أخو أبيها، وكانَ امْرأً تَنصَّرَ في الجاهِليَّةِ، وكانَ يَكتُبُ العَربيَّةَ ويَكتُبُ بالعَربيَّةِ منَ الإنْجيلِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكتُبَ، وكانَ شَيخًا كَبيرًا قد عَميَ، قالَتْ خَديجةُ: أيْ عمُّ، اسمَعْ منَ ابنِ أخيكَ، قالَ وَرَقةُ بنُ نَوفَلٍ: يا ابنَ أخي، ماذا تَرى؟ فأخبَرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خبَرَ ما رَأى، فقالَ وَرَقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِلَ على موسَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4911 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

139 - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أنَّ أباهُ كتَبَ إلى كفَّارِ قُرَيشٍ كِتابًا وهو معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد شهِدَ بَدرًا، فدَعا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَليًّا والزُّبَيرَ رَضيَ اللهُ عنهما، فقالَ: انطَلِقا حتَّى تُدْرِكا امْرأةً معَها كِتابٌ فأْتِياني به، فانطَلَقا حتَّى أَتَياها فقالَا: أعْطينا الكِتابَ الَّذي معَكِ وأخْبَراها أنَّهما غيرُ مُنصَرِفَينِ حتَّى يَنزِعا كلَّ ثَوبٍ عليها، فقالَتْ: ألسْتُما رَجُلَينِ مُسلِمَينِ؟ قالَا: بَلى، ولكنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حدَّثَنا أنَّ معَكِ كِتابًا، فلمَّا أيقَنَتْ أنَّها غيرُ مُنفَلِتةٍ منهما حلَّتِ الكِتابَ مِن رأْسِها، فدفَعَتْه إليهما، فدَعا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حاطِبًا حتَّى قَرأَ عليه الكِتابَ، فقالَ: أتَعرِفُ هذا الكِتابَ؟ قالَ: نعمْ، قالَ: فما حمَلَكَ على ذلك؟ قالَ: كانَ هناك وَلَدي وذو قَرابَتي، وكنْتُ امْرأً غَريبًا فيكم مَعشَرَ قُرَيشٍ، فقالَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه: يا رَسولَ اللهِ، ائْذَنْ لي في قَتلِ حاطِبٍ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا، إنَّه قد شهِدَ بَدرًا، وإنَّكَ لا تَدْري لعَلَّ اللهَ قدِ اطَّلَعَ على أهْلِ بَدرٍ، فقالَ: اعْمَلوا ما شِئْتُم؛ فإنِّي غافِرٌ لكم.
الراوي : عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5400 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

140 - كنَّا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سفَرٍ، فكنَّا نَتناوبُ الرِّعيَةَ، فلمَّا كانت نَوْبَتي سرَّحتُ إِبِلي، ثُمَّ رُحتُ، فجئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَخطُبُ النَّاسَ فسَمِعْتُهُ يقولُ: «ما مِن مسلمٍ يَتوضَّأُ فيُسبِغُ الوُضوءَ، ثُمَّ يقومُ في صلاتِهِ فيَعلَمُ ما يَقولُ إلَّا انفَتَلَ كيومِ ولدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الخطايا، ليس عليه ذنبٌ». قالَ: فما مَلكْتُ نفْسي عند ذلك أنْ قلتُ: بَخٍ بَخٍ. فقالَ عُمَرُ -وكنتُ إلى جنبِهِ-: أتعجبُ مِن هذا؟ قد قالَ قبلَ أنْ تَجيءَ ما هو أجودُ منه. فقلتُ: ما هو فِداكَ أبي وأُمِّي؟ قالَ: قالَ: «ما مِن رَجلٍ يَتوضَّأُ فيُسبِغُ الوُضوءَ، ثُمَّ يقولُ عندَ فراغِهِ مِن وُضوئِهِ: أَشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأَشهدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ إلَّا فُتِحتْ له ثمانيةُ أبوابٍ مِنَ الجنَّةِ يَدخلُ مِنْ أيِّها شاءَ». ثُمَّ قالَ: «يُجمعُ النَّاسُ في صَعيدٍ واحدٍ، يَنفذُهم البَصرُ، ويُسمِعُهم الدَّاعي، فيُنادي مُنادٍ: سيَعلمُ أهلُ الجمعِ لمَنِ الكرمُ اليومَ». ثلاثَ مرَّاتٍ. «ثُمَّ يقولُ: «أين الَّذين كانت تَتجافى جُنوبُهم عنِ المضاجِعِ؟»، ثُمَّ يقولُ: «أين الَّذين كانوا {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [النور: 37] إلى آخرِ الآيةِ، ثُمَّ يُنادي مُنادٍ: سيَعلمُ الجمعُ لمَنِ الكرمُ اليومَ»، ثُمَّ يقولُ: «أين الحمَّادونَ الَّذين كانوا يَحمَدونَ ربَّهم؟».
الراوي : عقبة بن عامر الجهني | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3554 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

141 - أرسَلَ ابنُ الزُّبَيرِ إلى الحُصَينِ بنِ نُمَيرٍ يَدْعوه إلى البِرازِ، فقالَ الحُصَينُ: لا يَمنَعُني مِن لِقائِكَ جُبنٌ، ولسْتُ أدْري لمَن يكونُ الظَّفَرُ، فإنْ كانَ لكَ كنْتُ قد ضيَّعْتُ مَن وَرائي، وإنْ كانَ لي كنْتُ قد أخْطأْتُ التَّدْبيرَ، وإنْ طُفْتُ رجَعْنا إلى باقي الحَديثِ، وضرَبَ ابنُ الزُّبَيرِ فُسْطاطًا في المَسجِدِ، فكانَ فيه نِساءٌ يَسْقينَ الجَرْحى ويُداويهنَّ ويُطعِمْنَ الجائعَ، ويَكتُمْنَ إليهنَّ المَجْروحَ، فقالَ حُصَينٌ: ما يَزالُ يَخرُجُ علينا مِن ذلك الفُسْطاطِ أسَدٌ كأنَّما يَخرُجُ مِن عَرينِه، فمَن يَكْفينيهِ؟ فقالَ رَجُلٌ مِن أهْلِ الشَّامِ: أنَا، فلمَّا جَنَّ عليه اللَّيلُ وضَعَ شَمْعةً في طَرفِ رُمحِه، ثمَّ ضرَبَ فرَسَه، ثمَّ طعَنَ الفُسْطاطَ فالتَهَبَ نارًا، والكَعبةُ يومَئذٍ مؤَزَّرةٌ في الطَّنافِسِ، وعلى أعْلاها الحِبَرةُ، فطارَتِ الرِّيحُ باللَّهِبِ على الكَعبةِ حتَّى احترَقَتْ واحتَرَقَ فيها يومَئذٍ قَرْنا الكَبشِ الَّذي فُدِيَ به إسْحاقُ، قالَ: فبلَغَ حُصَينَ بنَ نُمَيرٍ مَوتُ يَزيدَ بنِ مُعاويةَ، فهرَبَ حُصَينُ بنُ نُمَيرٍ، فلمَّا ماتَ يَزيدُ بنُ مُعاويةَ دَعا مَرْوانُ بنُ الحَكَمِ إلى نفْسِه، فأجابَه أهْلُ حِمصَ، وأهْلُ الأُردُنِّ وفِلَسْطينَ، فوَجَّهَ إليه ابنُ الزُّبَيرِ الضَّحَّاكَ بنَ قَيسٍ الفِهْريَّ في مائةِ ألْفٍ، فالْتَقَوْا بمَرْجِ راهِطٍ ومَرْوانُ يومَئذٍ في خَمسةِ آلافٍ مِن بَني أُميَّةَ ومَواليهِم وأتْباعِهم مِن أهْلِ الشَّامِ، فقالَ: كيف أحمِلُ على هؤلاء لكَثْرَتِهم؟ فقالَ: هُم بيْنَ مُكْرَهٍ ومُسْتَأجَرٍ، احمِلْ عليهم لا أمَّ لكَ، فيَكْفيكَ الطَّعَّانُ النَّاجِعُ الجيِّدُ، وهُم يَكْفونَكَ بأنفُسِهم، إنَّما هؤلاء عَبيدُ الدِّينارِ والدِّرهَمِ، فحمَلَ عليهم فهَزَمَهم، وقُتِلَ الضَّحَّاكُ بنُ قَيسٍ، وانصدَعَ الجَيشُ، ففي ذلك يقولُ زُفَرُ بنُ الحارِثِ: لَعَمْري لقد أبقَتْ وَقيعةُ راهِطٍ ... لمَرْوانَ صَرْعى واقِعاتٍ وسابِيَا أُمَضِّي سِلاحي لا أبَا لكَ إنَّني ... أرَى الحَربَ لا تَزْدادُ إلَّا تَماديَا فقدْ يَنبُتُ المَرْعى على دِمَنِ الثَّرى ... وتَبْقى حَزَازاتُ النُّفوسِ كما هيَا وفيه يَقولُ أيضًا: أفي الحَقِّ أمَّا بَحْدَلٌ وابنُ بَحْدَلٍ ... فيَحْيا وأمَّا ابنُ الزُّبَيرِ فيُقتَلُ كَذَبْتُم وبَيتِ اللهِ لا يَقْتُلونَه ... ولَمَّا يكُنْ يومٌ أغَرُّ مُحَجَّلُ ولَمَّا يكُنْ للمَشْرَفيَّةِ فيكم ... شُعاعٌ كنورِ الشَّمسِ حينَ تُرَجَّلُ قالَ: ثمَّ ماتَ مَرْوانُ فدَعا عَبدُ الملِكِ إلى نفْسِه وقامَ، فأجابَه أهْلُ الشَّامِ، فخطَبَ على المِنبَرِ وقالَ: مَن لابنِ الزُّبَيرِ؟ فقالَ الحجَّاجُ: أنا يا أميرَ المُؤمِنينَ، فأسكَتَه، ثمَّ عادَ فأسكَتَه، ثمَّ عادَ فقالَ: أنا له يا أميرَ المُؤمِنينَ؛ فإنِّي رأيْتُ في المَنامِ كأنِّي انتَزَعْتُ جُنَّةً فلَبِسْتُها، فعقَدَ له ووَجَّهَه في الجَيشِ إلى مكَّةَ حرَسَها اللهُ، حتَّى وَرَدَها على ابنِ الزُّبَيرِ فقاتَلَه بها، فقالَ ابنُ الزُّبَيرِ لأهْلِ مكَّةَ: احْفَظوا هذين الجَبَلَينِ؛ فإنَّكم لنْ تَزالوا بخَيرٍ أعِزَّةً ما لم يَظْهَروا عليهما، قالَ: فلم يَلبَثوا أنْ ظهَرَ الحجَّاجُ ومَن معَه على أبي قُبَيسٍ ونصَبَ عليه المَنجَنيقَ، فكانَ يَرْمي به ابنَ الزُّبَيرِ ومَن معَه في المَسجِدِ، فلمَّا كانَ الغَداةُ الَّتي قُتِلَ فيها ابنُ الزُّبَيرِ دخَلَ ابنُ الزُّبَيرِ رَضيَ اللهُ عنه على أمِّه أسْماءَ بِنتِ أبي بَكرٍ، وهي يومَئذٍ بنتُ مائةِ سنةٍ لم يَسقُطْ لها سِنٌّ ولم يَفسُدْ لها بَصرٌ ولا سَمعٌ، فقالَتْ لابْنِها: يا عَبدَ اللهِ، ما فعَلْتَ في حَربِكَ؟ فقالَ: بَلَغوا مكانَ كذا وكذا قالَ: وضحِكَ ابنُ الزُّبَيرِ وقالَ: إنَّ في المَوتِ لَراحةً. فقالَتْ: يا بُنيَّ، لعَلَّكَ تَمنَّيْتَه لي ما أُحِبُّ أنْ أموتَ حتَّى آتيَ على أحَدِ طَرَفيْكَ، إمَّا أنْ تَملِكَ فتَقَرَّ بذلك عَيْني، وإمَّا أنْ تُقتَلَ فأحتَسِبَكَ، قالَ: ثمَّ ودَّعَها، فقالَتْ له: يا بُنَيَّ، إيَّاكَ أنْ تُعْطيَ خَصْلةً مِن دينِكَ مَخافةَ القَتلِ، وخرَجَ عنها فدخَلَ المَسجِدَ وقد جعَلَ مِصْراعَينِ على الحَجَرِ الأسْوَدِ يَتَّقي أنْ يُصيبَه المَنجَنيقُ، وأتَى ابنُ الزُّبَيرِ آتٍ وهو جالِسٌ عندَ زَمزَمَ، فقالَ له: ألَا نَفتَحُ لكَ الكَعْبةَ فتَصعَدَ فيها؟ فنظَرَ إليه عَبدُ اللهِ ثمَّ قالَ له: مِن كلِّ شَيءٍ تحفَظُ أخاكَ إلَّا مِن نفْسِه -يَعني مِن أجَلِه- وهل للكَعْبةِ حُرْمةٌ ليسَتْ لهذا المَكانِ، واللهِ لو وَجَدوكم مُعَلَّقينَ بأسْتارِ الكَعْبةِ لَقَتَلوكم، فقيلَ له: ألَا تُكلِّمُهم في الصُّلحِ؟ فقالَ: أوَ حِينُ صُلحٍ هذا؟ واللهِ لو وَجَدوكم في جَوْفِها لذَبَحوكم جَميعًا، ثمَّ أنْشأَ يَقولُ: ولستُ بمُبْتاعِ الحَياةِ بسُبَّةٍ ... ولا مُرتَقٍ مِن خَشْيةِ المَوتِ سُلَّمَا أُنافِسُ سَهمًا إنَّه غيرُ بارِحٍ ... مُلاقي المَنايا أيَّ صَرفٍ تَيمَّمَا. ثمَّ أقبَلَ على آلِ الزُّبَيرِ يَعِظُهم: ليَكُنْ أحَدُكم سَيفُه كما يكونُ وَجهُه، لا يُنكِّسُ سَيفَه فيَدفَعَ عنْ نفْسِه بيَدِه كأنَّه امْرأةٌ، واللهِ ما لَقيتُ زَحفًا قطُّ إلَّا في الرَّعيلِ الأوَّلِ، ولا ألِمْتُ جُرحًا قطُّ إلَّا أنْ آلَمَ الدَّواءَ قالَ: فبيْنَما هُم كذلك؛ إذ دخَلَ عليهم نَفرٌ مِن بَني جُمَحَ، فيهم أسوَدُ فقالَ: مَن هؤلاء؟ قيلَ: أهلُ حِمصَ، فحمَلَ عليهم ومعَه سَبعونَ، فأوَّلُ مَن لَقِيَه الأسوَدُ، فضرَبَه بسَيفِه حتَّى أطَنَّ رِجْلَه، فقالَ له الأسوَدُ: آهْ يا ابنَ الزَّانيةِ، فقالَ له ابنُ الزُّبَيرِ: اخْسَأْ يا ابنَ حامٍ، لأسْماءُ زانيةٌ!، ثمَّ أخرَجَهم منَ المَسجِدِ وانصرَفَ، فإذا بقَومٍ قد دَخَلوا مِن بابِ بَني سَهمٍ، فقالَ: مَن هؤلاء؟ فقيلَ: أهْلُ الأُردُنِّ، فحمَلَ عليهم وهو يَقولُ: لا عَهدَ لي بغارةٍ مثلِ السَّيلِ ... لا يَنجَلي غُبارُها حتَّى اللَّيلِ. قالَ: فأخرَجَهم منَ المَسجِدِ ثمَّ رجَعَ، فإذا بقَومٍ قد دَخَلوا مِن بابِ بَني مَخْزومٍ، فحمَلَ عليهم وهو يَقولُ: لو كانَ قَرْني واحِدًا كَفَيْتُه. قالَ: وعلى ظَهرِ المَسجِدِ مِن أعْوانِه مَن يَرْمي عَدوَّه بالآجُرِّ وغَيرِه، فحمَلَ عليهم فأصابَتْه آجُرُّةٌ في مَفرِقِه حتَّى فلَقَتْ رَأسَه فوقَفَ قائمًا وهو يَقولُ: ولسْنا على الأعْقابِ تَدْمى كُلومُنا ... ولكنْ على أقْدامِنا تَقطُرُ الدِّمَا. قالَ: ثمَّ وقَعَ فأكَبَّ عليه مَوْليانِ له، وهُما يَقولانِ: العَبدُ يَحْمي ربَّه ويَحْتَمي، قالَ: ثمَّ سُيِّرَ إليه، فحَزَّ رَأسَه رَضيَ اللهُ عنه.
الراوي : عبدالله بن عروة بن الزبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6488 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

142 - عنْ أبي نَوفَلِ بنِ أبي عَقرَبٍ العَريجيِّ، قالَ: صلَبَ الحجَّاجُ بنُ يوسُفَ عَبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيرِ رَضيَ اللهُ عنه على عَقَبةِ المَدينةِ؛ ليُريَ ذلك قُرَيشًا، فإمَّا أنْ يُقِرُّوا فجَعَلوا يَمُرُّونَ ولا يَقِفونَ عليه، حتَّى أتَى عَبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، فوقَفَ عليه، فقالَ: السَّلامُ عليكَ أبا خُبَيبٍ، قالَها ثَلاثَ مرَّاتٍ، لقد نَهيْتُكَ عنْ ذا، قالها ثَلاثَ مرَّاتٍ؛ إنَّكَ كنْتَ صَوَّامًا قَوَّامًا تصِلُ الرَّحِمَ، قالَ: فبلَغَ الحجَّاجَ وُقوفُ عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه، فاستَنْزَلَه فرَمَى به في قُبورِ اليَهودِ، وبعَثَ إلى أسْماءَ بنتِ أبي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنها أنْ تَأْتيَه، وقد ذهَبَ بَصرُها، فأبَتْ، فأرسَلَ إليها: لَتَجيئِنَّ أو لَأبعَثَنَّ إليكِ مَن يَسحَبُكِ بقُرونِكِ، قالتْ: واللهِ لا آتِيكَ حتَّى تَبعَثَ إليَّ مَن يَسحَبُني بقُروني، فأتَى رَسولُه فأخبَرَه، فقالَ: يا غُلامُ، ناوِلْني سَبْتيَّتي، فناوَلَه نَعلَيْه، فقامَ وهو يَتوقَّدُ حتَّى أتاهَا، فقالَ: كيف رأيْتِ اللهَ صنَعَ بعَدوِّ اللهِ؟ قالتْ: رَأيْتُكَ أفسَدْتَ عليه دُنْياه وأفسَدَ عليكَ آخِرَتَكَ، وأمَّا ما كنْتَ تُعَيِّرُه بذاتِ النِّطاقَينِ، أجَلْ، لقد كانَ لي نِطاقانِ، نِطاقٌ أُغَطِّي به طَعامَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ النَّملِ، ونِطاقي الآخَرُ لا بدَّ للنِّساءِ منه، وقد سمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: إنَّ في ثَقيفٍ كَذَّابًا ومُبيرًا، فأمَّا الكَذَّابُ فقدْ رَأيْناهُ، وأمَّا المُبيرُ فأنتَ ذاك، قالَ: فخرَجَ.
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6492 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

143 - أنَّه خرَجَ وافدًا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومعه نَهِيكُ بنُ عاصمِ بنِ مالكِ بنِ المُنْتَفِقِ، قال: فقَدِمنا المدينةَ لانسلاخِ رجَبٍ، فصَلَّينا معه صَلاةَ الغَداةِ، فقام رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في النَّاسِ خَطيبًا، فقال: يا أيُّها النَّاس، إنِّي قدْ خبَأْتُ لكم صَوتي منذُ أربعةِ أيَّامٍ لِأُسمِعَكم، فهلْ مِنِ امرئٍ بَعَثه قوْمُه قالوا: اعلَمْ لنا ما يَقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ لعلَّه أنْ يُلْهِيَه حَديثُ نفْسِه، أو حَديثُ صاحبِه، أو يُلْهِيهِ الضَّلالُ؟ ألَا إنِّي مَسؤولٌ: هلْ بلَّغْتَ؟ ألَا فاسْمَعوا تَعِيشوا، ألَا فاسْمَعوا تَعِيشوا، ألَا اجلِسوا، فجلَسَ النَّاسُ، وقُمتُ أنا وصاحِبي حتَّى إذا فرَغَ لنا فُؤادُه وبصَرُه، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي أسْألُكَ عن حاجَتي فلا تَعجَلَنْ علَيَّ، قال: سَلْ عمَّا شِئتَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هلْ عندَك مِن عِلمِ الغيبِ؟ فضَحِكَ لَعَمْرُ اللهِ، وهَزَّ رأْسَه، وعَلِم أنِّي أبْتَغي بسَقْطِه، فقال: ضَنَّ ربُّك بمَفاتيحِ خمْسٍ مِنَ الغيبِ، لا يَعلَمُهنَّ إلَّا اللهُ، وأشار بيَدِه، فقُلتُ: وما هنَّ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: عِلمُ المَنيَّةِ؛ قدْ عَلِم متى مَنيَّةُ أحدِكم ولا تَعلَمونه، وعِلمُ يومِ الغيثِ يُشرِفُ عليكم آزِلِين مُشفِقِين، فظلَّ يَضحَكُ، وقدْ عَلِم أنَّ فَرَجَكم قَريبٌ، قال لَقيطٌ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لنْ نَعدِمَ مِن ربٍّ يَضحَكُ خيْرًا. وعِلمُ ما في غَدٍ، وقدْ عَلِمَ ما أنتَ طاعمٌ في غَدٍ ولا تَعلَمُه، وعِلمُ يومِ السَّاعةِ، قال: وأحسَبُه ذكَرَ ما في الأرحامِ. قال: فقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، عَلِّمْنا ممَّا تُعلِّمُ النَّاسَ وما نَعلَمُ؛ فإنَّا مِن قَبِيلٍ لا يُصدِّقون تَصديقَنا أحدٌ مِن مَذحِجٍ الَّتي تَدْنو علينا، وعَشيرتِها الَّتي نحنُ منها، قال: تَلبَثون ما لَبِثتُم ثمَّ يُتوفَّى نَبيُّكم، ثمَّ تَلْبَثون ما لَبِثْتُم ثمَّ تُبعَثُ الصَّيحةُ، فلَعَمرُ إلهَكَ، ما تَدَعُ على ظَهرِ الأرضِ شَيئًا إلَّا مات، والملائكةَ الَّذين مع ربِّكَ، فخَلَت الأرضُ، فأرسَلَ ربُّك السَّماءَ تَهضِبُ مِن تحْتِ العرشِ، فلَعَمْرُ إلهِكَ، ما تَدَعُ على ظَهرِها مِن مَصرَعِ قَتيلٍ ولا مَدفَنَ ميِّتٍ إلَّا شقَّتِ القبرَ عنه حتَّى يَخلُقَه مِن قِبَلِ رأْسِه، فيَستوِيَ جالسًا، يَقولُ ربُّك: مَهْيَمْ؟ فيَقولُ: يا ربِّ أمسِ، لِعَهدِه بالحياةِ يَحسَبُه حديثًا بأهلِه. فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، كيْف يَجمَعُنا بعْدَما تُمزِّقُنا الرِّياحُ والبِلى والسِّباعُ؟ قال: أُنَبِّئُك بمِثلِ ذلكَ في آلاءِ اللهِ: الأرضُ أشْرَفْتَ عليها مَدَرةً باليةً، فقُلتُ: لا تَحْيا أبدًا، فأرسَلَ ربُّك عليها السَّماءَ، فلم تَلبَثْ عليها أيَّامًا حتَّى أشْرَفْتَ عليها، فإذا هي شَرْبةٌ واحدةٌ، ولَعَمْرُ إلهِكَ لَهو أقْدَرُ على أنْ يَجمَعَكم مِنَ الماءِ على أنْ يَجمَعَ نباتَ الأرضِ، فتَخرُجون مِنَ الأجداثِ مِن مَصارعِكم، فتَنظُرون إليه ساعةً ويَنظُرُ إليكم. قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، كيْف وهو شَخصٌ واحدٌ ونحْنُ مِلْءُ الأرضِ نَنظُرُ إليه ويَنظُرُ إلينا؟ قال: أُنَبِّئُك بمِثلِ ذلكَ في آلاءِ اللهِ: الشَّمسُ والقمرُ آيةٌ منه قَريبةٌ صَغيرةٌ، تَرَونَهما في ساعةٍ واحدةٍ، ويَرَيانكم، ولا تُضامُّون في رُؤيتِهما، ولَعَمْرُ إلهِكَ لَهو على أنْ يَراكم وتَرَونَه أقدَرُ منهما على أنْ يَرَيانِكم وتَرَونَهما. قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فما يَفعَلُ بِنا ربُّنا إذا لَقِيناهُ؟ قال: تُعرَضُونَ عليه بادِيةً له صَفحاتُكم، فلَعَمْرُ إلهِكَ، ما تُخطِئُ وجْهَ واحدٍ منكم قَطْرةٌ، فأمَّا المؤمنُ فيَدَعُ وَجْهَه مِثلَ الرَّيطةِ البيضاءِ، وأمَّا الكافرُ فتَخطِمُه بمِثلِ الحُمَمِ الأسودِ، ثمَّ يَنصَرِفُ نبيُّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيَمُرُّ على أثَرِه الصَّالِحون -أو قال: يَنصَرِفُ على أثرِه الصَّالِحون- قال: فيَسْلُكون جِسرًا مِنَ النَّارِ يَطَأُ أحدُكم الجَمْرةَ فيَقولُ: حِسِّ، فيَقولُ ربُّك -أو إنَّه قال: فيَطَّلِعون على حَوضِ الرَّسولِ على أظمَأِ ناهلةٍ ما رأَيْتُها قطُّ، فلَعَمرُ إلهِكَ ما تُبسَطُ -أو قال: ما تَسقُطُ- واحدٌ مِنكم يَدُه، إلَّا وقَعَ عليها قدَحٌ يُطَهِّرُه مِنَ الطَّرفِ والبَولِ والأذَى، وتَخلُصُ الشَّمسُ والقمرُ -أو قال: تُحبَسُ الشَّمسُ والقمرُ- فلا تَرَونَ منهما واحدًا. فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فبِمَ نُبصِرُ يومئذٍ؟ قال: مِثلُ بصَرِ ساعتِكَ هذه، وذلكَ في يومٍ أسفَرَتْه الأرضُ وواجَهَتْه الجبالُ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فبِمَ نُجازى مِن سيِّئاتِنا وحَسناتِنا؟ قال: الحسنةُ بعشْرِ أمثالِها، والسَّيِّئةُ بمِثلِها أو تُغفَرُ. قلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، فما الجنَّةُ وما النَّارُ؟ قال: لَعَمرُ إلهِكَ، إنَّ الجنَّةَ لها أبوابٌ، ما منهنَّ بابانِ إلَّا وبيْنهما مَسيرةُ الرَّاكبِ سَبعينَ عامًا، وإنَّ للنَّارِ سَبعةَ أبوابٍ، ما منهنَّ بابانِ إلَّا وبيْنهما مَسيرةُ الرَّاكبِ سَبعينَ عامًا، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، على ما يَطلُعُ مِنَ الجنَّةِ؟ قال: أنهارٌ مِن عسَلٍ مُصفًّى، وأنهارٌ مِن لبَنٍ لم يَتغيَّرْ طَعمُه، وأنهارٌ مِن كأسٍ ما لها صُداعٌ ولا نَدامةٌ، ومِن ماءٍ غيرِ آسِنٍ، وبفاكهةٍ، لَعَمرُ إلهِكَ ما تَعلَمون وخيْرٌ مِن مِثلِه، معه أزواجٌ مُطَهَّرةٌ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أوَلَنا فيها أزواجٌ مُصلِحاتٌ؟ قال: الصَّالِحاتُ للصَّالحينَ، تَلذُّوهنَّ مِثلَ لَذَّاتِكم في الدُّنيا، ويَلَذْذَنَكم، غيرَ أنَّه لا تَوالُدَ. قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هذا أقْصى ما نحنُ بالِغون ومُنتهُون إليه؟ قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، على ما أُبايِعُك؟ قال: فبسَطَ يَدَه وقال: على إقامةِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ، وإيَّاكَ والشِّركَ، لا تُشرِكْ باللهِ شَيئًا، أو لا تُشرِكْ مع اللهِ إلهًا غيْرَه. فقُلتُ: وإنَّ لنا ما بيْن المشرقِ والمغرِبِ، فقَبَض وبسَطَ أصابعَه، وظنَّ أنِّي مُشترِطٌ شَيئًا لا يُعطِينِيه، فقُلتُ: نَحُلُّ منها حيثُ شِئنًا، ولا يَجْني امرؤٌ إلَّا على نفْسِه؟ قال: ذلكَ لكَ، حُلَّ منها حيثُ شِئتَ، ولا تَجْنِ عليك إلَّا نفْسِكَ، فبايَعْناه ثمَّ انصَرَفْنا، فقال: إنَّ هَذَين لَعَمرُ إلهِكَ مِن أصدَقِ النَّاسِ حَديثًا؛ لأنَّهم مِن أتْقى النَّاسِ للهِ في الأوَّلِ والآخِرِ. فقال كَعبُ بنُ فلانٍ أحدُ بَني بَكرِ بنِ كِلابٍ: مَن همْ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: بَنو المُنتَفِقِ، فأقبلْتُ عليه فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هلْ أحدٌ ممَّن مَضى منَّا في جاهليَّةٍ مِن خَيرٍ؟ فقال رجُلٌ مِن عُرْضِ قُرَيشٍ: إنَّ أباكَ المُنتَفِقَ في النَّارِ، فكأنَّه وقَعَ حَرٌّ بيْن جِلْدِ وَجْهي ولَحْمِي ممَّا قال لِأَبي على رُؤوسِ النَّاسِ، فهَمَمْتُ أنْ أقولَ: وأبوكَ يا رَسولَ اللهِ؟ ثمَّ نظَرْتُ فإذا الأُخرى أجمَلُ، فقُلتُ: وأهْلُكَ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: وأهْلي، لَعَمْرُ اللهِ، ما أتيْتَ عليه مِن قَبرِ قُرَشيٍّ أو عامريٍّ مُشرِكٍ، فقُلْ: أرْسَلَني إليكَ محمَّدٌ، فأبشِرْ بما يَسُوؤكَ؛ تَخِرُّ على وَجهِك وبطْنِكَ في النَّارِ، فقُلتُ: فبِمَ أفعَلُ ذلكَ لهم يا رَسولَ اللهِ، وكانوا على عمَلٍ يُحسِنون إلَّا إيَّاهُ، وكانوا يَحسَبونهم مُصلِحين؟ قال: ذلكَ بأنَّ اللهَ بعَثَ في آخِرِ كلِّ سَبعِ أُمَمٍ نبيًّا، فمَن أطاع نبيَّه كان مِنَ المهْتَدِين، ومَن عَصى نَبيَّه كان مِنَ الضَّالِّين.
الراوي : لقيط بن عامر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8909 | خلاصة حكم المحدث : حديث جامع في الباب صحيح الإسناد، كلهم مدنيون

144 - كنْتُ بالمَدينةِ فبَيْنا أنا أطوفُ في السُّوقِ؛ إذ بلَغْتُ أحْجارَ الزَّيتِ، فرأيْتُ قومًا مُجتَمِعينَ على فارِسٍ قد ركِبَ دابَّةً، وهو يَشتُمُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ، والنَّاسُ وُقوفٌ حَوالَيْه إذا أقبَلَ سَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ فوقَفَ عليهم، فقالَ: ما هذا؟ قالوا: رَجُلٌ يَشتُمُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ، فتَقدَّمَ سَعدٌ فأفْرَجوا له حتَّى وقَفَ عليه فقالَ: يا هذا، عَلامَ تَشتُمُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ؟ ألم يكُنْ أوَّلَ مَن أسلَمَ؟ ألم يكُنْ أوَّلَ مَن صلَّى معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ ألم يكُنْ أزهَدَ النَّاسِ؟ ألم يكُنْ أعلَمَ النَّاسِ؟ وذكَرَ حتَّى قالَ: ألم يكُنْ ختَنَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على ابنَتِه؟ ألم يكُنْ صاحِبَ رايةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزَواتِه؟ ثمَّ استَقبَلَ القِبلةَ ورفَعَ يدَيْه، وقالَ: اللَّهمَّ إنَّ هذا يَشتُمُ وَليًّا مِن أوْليائِكَ، فلا تُفرِّقْ هذا الجَمعَ حتَّى تُريَهم قُدرَتَكَ. قالَ قَيسٌ: فواللهِ ما تَفرَّقْنا حتَّى ساخَتْ به دابَّتُه فرَمَتْه على هامَتِه في تلك الأحْجارِ، فانفَلَقَ دِماغُه وماتَ.
الراوي : قيس بن أبي حازم | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6257 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

145 - جاءَ ابنا مُلَيْكةَ، وهما مِنَ الأنصارِ، فقالا: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أُمَّنا تَحفظُ على البَعْلِ، وتُكرِمُ الضَّيفَ، وقد وَأَدَتْ في الجاهليَّةِ فأين أُمُّنا؟ قالَ: «أُمُّكُما في النَّارِ». فقاما قد شَقَّ ذلك عليهِما فدَعاهُما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فرَجَعا فقالَ: «إنَّ أُمِّي مع أُمِّكُما». فقالَ منافقٌ مِنَ النَّاسِ لي: ما يُغني هذا عن أُمِّهِ إلَّا ما يُغني ابنا مُلَيْكةَ عنْ أُمِّهما ونحن نَطَأُ عَقِبيهِ، فقالَ رَجلٌ شابٌّ مِنَ الأنصارِ لمْ أرَ رَجلًا كان أكثرَ سؤالًا لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منه: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أبَواكَ في النَّارِ؟ قالَ: فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ما سألتُهُما ربِّي فيُعطيني فيهما، وإنِّي لقائمٌ يومئذٍ المَقامَ المحمودَ». قالَ: فقالَ المنافقُ للشَّابِ الأنصاريِّ: سلْهُ وما المقامُ المحمودُ؟ قالَ: يا رسولَ اللهِ، وما المقامُ المحمودُ؟ قالَ: «يومَ يَنزلُ اللهُ فيه على كُرسيِّهِ يَئطُّ به كما يَئطُّ به الرَّحْلُ مِن تضايُقِهِ كسَعةِ ما بيْنَ السَّماءِ والأرضِ، ويُجاءُ بكم حُفاةً عُراةً غُرلًا، فيكونُ أوَّلَ مَنْ يُكْسى إبراهيمُ، يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: اكسُوا خليلي رَيْطَتينِ بَيضاوَيْنِ مِن رياطِ الجنَّةِ، ثُمَّ أُكْسى على أَثرِهِ فأقومُ عن يمينِ اللهِ عزَّ وجلَّ مَقامًا يَغبِطُني فيه الأوَّلونَ والآخرونَ، ويُشقُّ لي نَهَرٌ مِنَ الكوثرِ إلى حَوْضي». قالَ: يقولُ المنافقُ: لمْ أسمعْ كاليومِ قطُّ، لقَلَّ ما جرى نَهَرٌ قطُّ إلَّا وكان في فخَّارةٍ أوْ رَضْراضٍ، فسَلْه فيما يجري النَّهرُ؟ قالَ: «في حالةٍ مِنَ المِسكِ ورَضْراضٍ». قالَ: يقولُ المنافقُ: لمْ أسمعْ كاليومِ قطُّ، لقَلَّ ما جرى نَهَرٌ قطُّ إلَّا كان له نباتٌ. قالَ: «نَعَمْ». قالَ: ما هو؟ قالَ: «قُضبانُ الذَّهبِ». قالَ: يقولُ المنافقُ: لمْ أسمعْ كاليومِ قطُّ، واللهِ ما نَبَتَ قَضيبٌ قطُّ إلَّا كان له ثَمَرٌ، فسَلْهُ هل لتلك القُضبانِ ثمارٌ؟ قالَ: «نَعَمِ، اللُّؤلؤ والجَوْهرُ». قالَ: فقالَ المنافقُ: لمْ أسمعْ كاليومِ قطُّ، سَلْهُ عنْ شرابِ الحوضِ، فقالَ الأنصاريُّ: يا رسولَ اللهِ، وما شرابُ الحوضِ؟ قالَ: «أشدُّ بياضًا مِنَ اللَّبنِ، وأحلى مِنَ العَسلِ، مَنْ سقاهُ اللهُ منه شَربةً لمْ يَظْمأْ بعدَها، ومَنْ حَرَمَهُ لمْ يَروِ بعدَها».
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3428 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

146 - أنَّ أبا أيُّوبَ أتَى مُعاويةَ، فذكَرَ له حاجةً، قالَ: ألسْتَ صاحِبَ عُثْمانَ؟ قالَ: أمَا إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد خبَّرَنا أنَّه سيُصيبُنا بعدَه أثَرةٌ قالَ: وما أمَرَكم؟ قالَ: أمَرَنا أنْ نَصبِرَ حتَّى نرِدَ عليه الحَوْضَ. قالَ: فاصْبِروا، قالَ: فغضِبَ أبو أيُّوبَ، وحلَفَ ألَّا يُكلِّمَه أبَدًا، ثمَّ إنَّ أبا أيُّوبَ أتَى عَبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ فذكَرَ له، فخرَجَ له عنْ بيْتِه كما خرَجَ أبو أيُّوبَ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنْ بيْتِه، قالَ: أيْشٍ تُريدُ؟ قالَ: أرْبعةُ غِلْمةٍ يَكونونَ في مَحِلِّي، قالَ: لكَ عِندي عِشْرونَ غُلامًا.
الراوي : أبو أيوب الأنصاري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6062 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

147 - كُنَّا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوةٍ فأصابَ النَّاسَ مَخْمَصةٌ، فاسْتَأذَنَ النَّاسُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في نَحرِ بَعضِ ظُهورِهم، وقالوا: يُبلِّغُنا اللهُ بهِم، فلمَّا رَأى عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد همَّ بأنْ يأذَنَ لهُم في نَحرِ بَعضِ ظَهرِهم، قالَ: يا رَسولَ اللهِ، كيف بنا إذا نحن لَقِينا العَدوَّ غدًا جِياعًا رِجالًا، ولكنْ إنْ رأيْتَ يا رَسولَ اللهِ أنْ تَدعوَ النَّاس َببَقايا أزْوادِهم، فجعَلَ النَّاسُ يَجيئُونَ بالحَفْنةِ منَ الطَّعامِ، وفوقَ ذلك فكانَ أعْلاهُم مَن جاءَ بصاعِ تَمرٍ فجمَعَها، «ثمَّ قامَ فدَعا بما شاءَ اللهُ أنْ يَدْعوَ، ثمَّ دَعا الجَيشَ بأوْعيَتِهم، ثمَّ أمَرَهُم أنْ يُجيِّشوا ما بَقيَ منَ الجَيشِ، فما تَرَكوا وِعاءً إلَّا مَلَؤُوه، وبَقيَ مِثلُه، فضحِكَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بدَتْ نَواجِذُه». فقالَ: «أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وأشهَدُ أنِّي رَسولُ اللهِ، لا يَلْقى اللهَ عَبدٌ مؤمِنٌ بها إلَّا حُجِبَ عنِ النَّارِ».
الراوي : [أبو عمرة الأنصاري] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4286 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

148 - لَمَّا طُعِنَ أبو عُبَيدةَ، قالَ: يا مُعاذُ صَلِّ بالنَّاسِ، فصَلَّى مُعاذٌ بالنَّاسِ، ثمَّ ماتَ أبو عُبَيدةَ بنُ الجرَّاحِ، فقامَ مُعاذٌ في النَّاسِ فقالَ: «يا أيُّها النَّاسُ، توبوا إلى اللهِ من ذُنوبِكم تَوبةً نَصوحًا، فإنَّ عَبدًا للهِ لا يَلْقى اللهَ تائبًا من ذَنبِه إلَّا كانَ حقًّا على اللهِ أنْ يَغفِرَ له»، ثمَّ قالَ: «إنَّكم أيُّها النَّاسُ قد فُجِعْتم برَجلٍ واللهِ ما أزعُمُ أنِّي رأيْتُ من عِبادِ اللهِ عَبدًا قطُّ أقلَّ غَمزًا ولا أبَرَّ صَدرًا، ولا أبعَدَ غائلةً، ولا أشَدَّ حُبًّا للعاقِبةِ، ولا أنصَحَ للعامَّةِ منه، فتَرَحَّموا عليه رَحِمَه اللهُ، ثمَّ أصْحِروا للصَّلاةِ عليه، فواللهِ لا يَلي عليكم مِثلُه أبَدًا» فاجتَمَعَ النَّاسُ، وأُخرِجَ أبو عُبَيدةَ، وتقدَّمَ مُعاذٌ فصلَّى عليه، حتَّى إذا أتَى به قَبرَه دخَلَ قَبرَه مُعاذُ بنُ جبَلٍ، وعَمْرُو بنُ العاصِ، والضَّحَّاكُ بنُ قَيسٍ، فلمَّا وَضَعوه في لَحدِه، وخَرَجوا فشَنُّوا عليه التُّرابَ، قالَ مُعاذُ بنُ جَبلٍ: "يا أبا عُبَيدةَ، لأُثْنيَنَّ عليكَ، ولا أقولُ باطِلًا، أخافُ أنْ يَلحَقَني بها منَ اللهِ مَقتٌ، كنْتَ واللهِ ما علِمْتُ منَ الذَّاكِرينَ اللهَ كَثيرًا، ومنَ الَّذين يَمْشونَ على الأرْضِ هَونًا، وإذا خاطَبَهمُ الجاهِلونَ قالوا سَلامًا، ومنَ الَّذين إذا أنْفَقوا لم يُسرِفوا ولم يَقتُروا، وكان بيْنَ ذلك قَوامًا، وكنْتَ واللهِ منَ المُخبِتينَ المُتَواضِعينَ الَّذي يَرحَمونَ اليَتيمَ والمِسْكينَ، ويُبغِضونَ الخائنينَ المُتكَبِّرينَ".
الراوي : أبو سعيد المقبري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5236 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

149 - غَزَوْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان معنا ناسٌ مِنَ الأعرابِ، فكنَّا نَبتدِرُ الماءَ، وكان الأعرابُ يَسبِقونَنا فيَسبِقُ الأعرابيُّ أصحابَهُ فيَملأُ الحوضَ، ويَجعلُ حولَهُ حجارةً، ويَجعلُ النِّطْعَ عليه حتَّى يَجيءَ أصحابُهُ، فأَتى رَجلٌ مِنَ الأنصارِ الأعرابيَّ فأَرخى زِمامَ ناقتِهِ لتَشربَ، فأَبى أنْ يَدعَهُ فانتَزَعَ حجرًا ففاضَ، فرفَعَ الأعرابيُّ خشبةً، فضَرَبَ بها رأسَ الأنصاريِّ فشَجَّهُ، فأَتى عبدُ اللهِ بنُ أُبيٍّ رأسُ المنافقينَ فأخبرَهُ، وكان مِن أصحابِهِ فغَضِبَ عبدُ اللهِ بنُ أُبيٍّ، ثُمَّ قالَ: لا تُنفِقوا على مَنْ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى يَنفضُّوا مِن حولِهِ -يعني الأعرابَ- وكانوا يُحدِّثونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ الطَّعامِ، فقالَ عبدُ اللهِ لأصحابِهِ: إذا انفضُّوا مِن عندِ مُحمَّدٍ، فأْتوا مُحمَّدًا للطَّعامِ فليَأكُلْ هو ومَنْ عندَهُ، ثُمَّ قالَ لأصحابِهِ: إذا رَجَعْتُم إلى المدينةِ، ليُخرِجنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ، قالَ زيدٌ: وأنا رِدفُ عمِّي، فسَمِعتُ عبدَ اللهِ، وكنَّا أخوالَهُ، فأَخبرتُ عمِّي، فانطَلَقَ، فأَخْبَرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأرسلَ إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فحَلَفَ وجَحَدَ، فصدَّقَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وكذَّبَني، فجاءَ إلى عمِّي، فقالَ: ما أَردتَ إنْ مَقَتَكَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وكَذَّبَكَ، وكَذَّبَكَ المسلمونَ. فوَقَعَ علَيَّ مِنَ الغمِّ ما لمْ يَقعْ على أَحَدٍ قَطُّ، فبيْنَا أنا أَسيرُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفرٍ وقد خفَقْتُ برأسي مِنَ الهَمِّ، فأَتاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فعَرَكَ أُذُني وضَحِكَ في وجهي، فما كان يسُرُّني أنَّ لي بها الخُلدَ أوِ الدُّنيا، ثُمَّ إنَّ أبا بكرٍ لَحِقَني، فقالَ: ما قالَ لكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قلتُ: ما قالَ لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شيئًا غيرَ أنَّه عَرَكَ أُذني وضَحِكَ في وجهي، فقالَ: أَبشِرْ. ثُمَّ لَحِقني عُمَرُ فقلتُ له مثلَ قولي لأبي بكرٍ، فلمَّا أصبَحْنا قَرَأَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سورةَ المنافقينَ: {قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [المنافقون: 1] حتَّى بَلَغَ: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} [المنافقون: 7] حتَّى بَلَغَ: {لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [المنافقون: 8].
الراوي : زيد بن أرقم | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3858 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح [وله متابعة]

150 - انطَلَقَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا معَه، حتَّى دخَلْنا كَنيسةَ اليَهودِ، فقالَ: يا مَعشَرَ اليَهودِ، أَرُوني اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا يَشهَدونَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ يُحبِطُ اللهُ عنْ كلِّ يَهوديٍّ تحتَ أَديمِ السَّماءِ الغضَبَ الَّذي غضِبَ عليه، قالَ: فأُسْكِتوا ما أجابَه منهم أحَدٌ، ثمَّ رَدَّ عليهم، فلم يُجِبْه منهم أحَدٌ، فقالَ: أبَيْتُم، فواللهِ لأنا الحاشِرُ، وأنا العاقِبُ، وأنا النَّبيُّ المُصْطَفى، آمَنْتُم أو كذَبْتُم، ثمَّ انصَرَفَ وأنا معَه حتَّى كِدْنا أنْ نَخرُجَ، فإذا رَجُلٌ مِن خَلفِنا يَقولُ: كما أنتَ يا مُحمَّدُ، فأقبَلَ فقالَ ذلك الرَّجلُ: أيُّ رَجُلٍ تَعلَموني فيكم يا مَعشَرَ اليَهودِ؟ قالوا: واللهِ ما نَعلَمُ أنَّه كانَ فينا رَجُلٌ أعلَمُ بكِتابِ اللهِ، ولا أفْقَهُ منكَ، ولا مِن أبيكَ قَبلَكَ، ولا مِن جَدِّكَ قبلَ أبيكَ، قالَ: فإنِّي أشهَدُ له باللهِ أنَه نَبيُّ اللهِ الَّذي تَجِدونَه في التَّوْراةِ، فقالوا: كذَبْتَ، ثمَّ رَدُّوا عليه قولَه، وقالوا فيه شرًّا، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كذَبْتُم، لن أقبَلَ قَولَكم، أمَّا آنِفًا فتُثْنونَ عليه منَ الخَيرِ ما أثْنَيْتم، وأمَّا إذ آمَنَ فكَذَّبْتُموه، وقُلْتُم فيه ما قُلْتُم، فلن يُقبَلَ قَولُكم قالَ: فخَرَجْنا ونحن ثَلاثةٌ رَسولُ اللهِ، وعَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ، وأنزَلَ اللهُ تَعالَى فيه: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ} [الأحقاف: 10] الآيةَ.
الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5877 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين