الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - أمَرَني أبي بِحَريرةٍ، فصُنِعَتْ، ثمَّ أمَرَني، فحَمَلْتُها إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فإذا هو في مَنزِلِه، فقالَ: ما هذا يا جابرُ، ألَحْمٌ هذا؟ قلتُ: لا، يا رسولَ اللهِ، ولكنَّها حَريرةٌ أمَرَني بها أبي، فصُنِعَتْ، ثمَّ أمَرَني، فحَمَلْتُها إليكَ، ثمَّ رَجَعْتُ إلى أبي، فقالَ: هلْ رَأيتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قلْتُ: نعمْ. قالَ: فما قال لكَ؟ قلْتُ: قالَ: ألَحْمٌ هذا يا جابِرُ؟ قال أبي: عَسَى أنْ يكونَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اشْتَهَى اللَّحْمَ، فقامَ إلى داجِنٍ له، فذَبَحها وشَوَاها، ثمَّ أمَرَني بحَمْلِها إليهِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: جَزى اللهُ الأنصارَ عنَّا خيْرًا، ولا سِيَّما عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ حرامٍ، وسَعْدِ بنِ عُبادةَ.
الراوي : جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7295 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة

2 - أنَّ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رَضيَ اللهُ عنه دَخَلَ المسجدَ وعُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يُحدِّثُ النَّاسَ، فأَتى البيتَ الَّذي تُوفِّيَ فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكَشَفَ عنْ وجهِهِ بُرْدَ حِبَرَةٍ، وكان مُسَجًّى به، فنَظَرَ إليه فأكَبَّ عليه ليُقَبِّلَ وجهَهُ، وقالَ: واللهِ لا يجْمَعُ اللهُ عليكَ مَوْتَتينِ بعدَ موتتِكَ الَّتي لا تموتُ بعدَها. ثُمَّ خَرَجَ إلى المسجدِ وعُمَرُ يُكلِّمُ النَّاسَ، فقالَ أبو بكرٍ: اجلِسْ يا عُمَرُ، فأَبى، فكَلَّمَهُ مرَّتينِ أوْ ثلاثًا، فأَبى، فقامَ، فتشَهَّدَ، فلمَّا قَضى تشهُّدَهُ قالَ: أمَّا بعدُ، فمَنْ كان يَعبُدُ مُحمَّدًا فإنَّ مُحمَّدًا قد ماتَ، ومَنْ كان يَعبُدُ اللهَ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يموتُ، ثُمَّ تلا: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِن قَبْلِكَ الْخُلْدَ} [الأنبياء: 34] {وَمَا مُحمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144]، تلا إلى {الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]، فما هو إلَّا أنْ تلاها فأيْقنَ النَّاسُ بموتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى قالَ قائلٌ: لمْ يَعْلَمِ النَّاسُ أنَّ هذه الآيةَ أُنزِلتْ حتَّى تلاها أبو بكرٍ. قالَ الزُّهريُّ: فأخْبرَني سعيدُ بنُ المُسيَّبِ أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ قالَ: لمَّا تلاها أبو بكرٍ عُقِرْتُ حتَّى خَرَرتُ إلى الأرضِ، وأيقنتُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد ماتَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3203 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

3 - ألَا أُحدِّثُكَ عن عَليٍّ؟ هذا بَيتُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المَسجِدِ، وهذا بَيتُ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنه، إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَثَ أبا بَكرٍ وعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما ببَراءةٍ إلى أهْلِ مكَّةَ فانْطلَقَا، فإذا هُما براكِبٍ، فقالَا: مَن هذا؟ قالَ: أنا عَليٌّ، فقالَ: يا أبا بَكرٍ، هاتِ الكِتابَ الَّذي معَكَ، قالَ أبو بَكرٍ: وما لي يا عَليُّ؟ قالَ: واللهِ ما علِمْتُ إلَّا خَيرًا، فأخَذَ عَليٌّ الكِتابَ فذهَبَ به، ورجَعَ أبو بَكرٍ وعُمَرُ رَضيَ اللهُ عنهُما إلى المَدينةِ فقالَا: ما لنا يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: "ما لكُما إلَّا خَيرٌ، ولكنْ قيلَ لي: إنَّه لا يُبلِّغُ عنكَ إلَّا أنتَ، أو رَجلٌ منكَ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4428 | خلاصة حكم المحدث : شاذ والحمل فيه على جميع بن عمير، وبعده على إسحاق بن بشر. | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

4 - عنْ هِلالِ بنِ أُسامَةَ، أنَّ أبا مَيْمونةَ سُلَيْمانَ مِن أهْلِ المدينةِ رجُلَ صِدْقٍ، قالَ: بيْنا أنا جالِسٌ عندَ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه جاءَتْه امرأةٌ فارسيَّةٌ معَها ابنٌ لها، وقدْ طلَّقَها زوْجُها، فقالتْ: يا أبا هُرَيرةَ، ثمَّ رَطَنَتْ، فقالتْ بالفارسِيَّةِ: زَوْجي يُريدُ أنْ يَذْهَبَ بابنِي، قالَ: فجاءَ زَوْجُها فقال: مَنْ يُجافِني؟ فقالَ أبو هُرَيرةَ: إنِّي لا أقولُ في هذا إلَّا أنِّي سَمِعْتُ امرأةً جاءَتْ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا قاعدٌ عندَهُ، فقالتْ: فِداكَ أبي وأُمِّي يا رسولَ الله، إنَّ زَوْجي يُريدُ أنْ يَذْهَبَ بابْنِي، وهو يَسْقِيني مِن بِئْرِ أبي عُتْبةَ، وقدْ نَفَعَني، فقال: اسْتَهِما عليْهِ، فقال زَوْجُها: مَنْ يُجافِني في وَلَدي يا رسولَ اللهِ؟ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غُلامُ، هذا أبوكَ، وهذِه أُمُّكَ، فخُذْ بيَدِ أَيِّهِما شِئْتَ. فأخَذَ الغُلامُ بيَدِ أُمِّهِ، فانطَلَقَتْ بهِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7234 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

5 - ما يَمنَعُكَ أنْ تَسُبَّ ابنَ أبي طالِبٍ؟ قالَ: فقالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ ثَلاثًا قالَهنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لأنْ تَكونَ لي واحِدةٌ منهنَّ أحَبُّ إليَّ من حُمرِ النَّعَمِ، قالَ له مُعاويةُ: ما هنَّ يا أبا إسْحاقَ؟ قالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ حينَ نزَلَ عليه الوَحيُ فأخَذَ عليًّا وابْنَيْه وفاطِمةَ فأدْخَلَهم تحتَ ثَوْبِه، ثمَّ قالَ: «ربِّ، هؤلاء أهْلُ بَيْتي»، ولا أسُبُّه حينَ خلَّفَه في غَزْوةِ تَبوكَ غَزاها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ له عليٌّ: خلَّفْتَني معَ الصِّبْيانِ والنِّساءِ، قالَ: «ألَا تَرْضى أنْ تَكونَ منِّي بمَنزِلةِ هارونَ من موسَى، إلَّا أنَّه لا نُبوَّةَ بَعْدي»، ولا أسُبُّه ما ذكَرْتُ يومَ خَيْبرَ، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لأُعْطيَنَّ هذه الرَّايةَ رَجلًا يحِبُّ اللهَ ورَسولُه، ويَفتَحُ اللهُ على يدَيْه»، فتَطاوَلْنا لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «أين عَليٌّ؟» قالوا: هو أرمَدُ، فقالَ: «ادْعُوهُ»، فدعَوْهُ فبصَقَ في وَجهِه، ثمَّ أعْطاهُ الرَّايةَ، ففتَحَ اللهُ عليه، قالَ: فلا واللهِ ما ذكَرَه مُعاويةُ بحَرفٍ حتَّى خرَجَ منَ المَدينةِ.
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4635 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

6 - أوَّلُ ما بُدئَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الوَحيِ الرُّؤْيا الصَّادِقةُ في النَّومِ، كان لا يَرى رُؤْيا إلَّا جاءَتْه مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ، ثمَّ حُبِّبَ إليه الخَلاءُ، فكانَ يأْتي جبَلَ حِراءٍ، فيَتحنَّثُ وهو التَّعبُّدُ حتَّى فاجأَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِراءٍ، فجاءَه الملَكُ فيه، فقالَ: اقرَأْ، قالَ: فقلْتُ: «ما أنا بقارئٍ»، قالَ: "فأخَذَني فغَطَّني حتَّى بلَغَ منِّي الجَهدَ، ثمَّ أرسَلَني، فقالَ لي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 -5 ]"، قالَ: فرجَعَ بها تَرجُفُ بَوادِرُه حتَّى دخَلَ على خَديجةَ، فقالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني»، فزَمَّلوه حتَّى ذهَبَ عنه الرَّوعُ، فقالَ: «يا خَديجةُ، ما لي؟» فأخْبَرَها الخَبرَ، وقالَ: «قد خَشِيتِ عليَّ»، فقالَتْ له: كلَّا، أبشِرْ فواللهِ لا يُخْزيكَ اللهُ أبدًا، إنَّكَ لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ في الحَديثِ، وتَحمِلُ الكَلَّ، وتُقْري الضَّيفَ، وتُعينُ على نَوائبِ الحقِّ، ثمَّ انطلَقَتْ به خَديجةُ حتَّى أتَتْ به وَرَقةَ بنَ نَوفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ وهو عمُّ خَديجةَ أخو أبيها، وكانَ امْرأً تَنصَّرَ في الجاهِليَّةِ، وكانَ يَكتُبُ العَربيَّةَ ويَكتُبُ بالعَربيَّةِ منَ الإنْجيلِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكتُبَ، وكانَ شَيخًا كَبيرًا قد عَميَ، قالَتْ خَديجةُ: أيْ عمُّ، اسمَعْ منَ ابنِ أخيكَ، قالَ وَرَقةُ بنُ نَوفَلٍ: يا ابنَ أخي، ماذا تَرى؟ فأخبَرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خبَرَ ما رَأى، فقالَ وَرَقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِلَ على موسَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4911 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

7 - عنْ عبدِ اللهِ بنِ سَخْبرةَ، قالَ: غَدَوتُ مع عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ مِن مِنًى إلى عَرَفةَ، وكان عَبدُ اللهِ رَجُلًا آدَمَ له ضَفيرَتانِ عليه مَسحةُ أهلِ البادِيةِ، وكان يُلَبِّي، فاجتَمَعَ عليه غَوْغاءُ من غَوْغاءِ النَّاس، فقالوا: يا أعرابيُّ، إنَّ هذا ليس بيَومِ تَلبِيةٍ إنَّما هو التَّكبيرُ، قالَ: فعِندَ ذلكَ الْتَفَت إلَيَّ، فقالَ: جَهِل النَّاسُ أم نَسُوا؟ والَّذي بَعَث مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحَقِّ لقد خَرَجتُ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من مِنًى إلى عَرَفةَ، فما تَرَك التَّلبِيةَ حتَّى رَمَى الجمَرةَ، إلَّا أن يَخلِطَها بتَكبيرٍ أو تَهليلٍ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1717 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

8 - رأيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مرَّ بسوقِ ذي المجازِ وأنا في بِياعةٍ لي، فمَرَّ وعليه حُلَّةٌ حَمْراءُ، فسمِعْتُه يَقولُ: «يا أيُّها النَّاسُ، قولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ تُفْلِحوا»، ورجُلٌ يَتبَعُه يَرْميه بالحِجارةِ قد أدْمى كَعبَيْه، وهو يقولُ: يا أيُّها النَّاسُ، لا تُطيعوا هذا؛ فإنَّه كذَّابٌ، فقُلْتُ: مَن هذا؟ فقيلَ: هذا غُلامٌ من بَني عبدِ المطَّلِبِ، فلمَّا أظهَرَ اللهُ الإسْلامَ خرَجْنا منَ الرَّبَذةِ ومَعَنا ظَعينةٌ لنا حتَّى نزَلْنا قَريبًا منَ المَدينةِ، فبَيْنا نحن قُعودٌ؛ إذْ أتانا رجُلٌ عليه ثَوْبانِ فسلَّمَ علينا، فقالَ: من أين القَومُ؟ فقُلْنا: منَ الرَّبَذةِ، ومَعَنا جَملٌ أحمَرُ، فقالَ: تَبيعونَني الجمَلَ؟ فقُلْنا: نعمْ، فقالَ: بكمْ؟ فقُلْنا: بكذا وكذا صاعًا من تَمرٍ، قالَ: أخَذْتُه، وما استَقْصى، فأخَذَ بخِطامِ الجمَلِ، فذهَبَ به حتَّى تَوارَى في حِيطانِ المَدينةِ، فقالَ بَعضُنا لبَعضٍ: تَعرِفونَ الرَّجلَ؟ فلم يكُنْ منَّا أحَدٌ يَعرِفُه، فلامَ القومُ بَعضُهم بَعضًا، فقالوا: تُعْطونَ جمَلَكم مَن لا تَعرِفونَ؟ فقالَتِ الظَّعينةُ: فلا تَلاوَموا؛ فلقد رَأيْنا وجْهَ رجُلٍ لا يَغدِرُ بكم ما رأيْتُ شَيئًا أشبَهَ بالقَمرِ ليلةَ البَدرِ من وَجهِه، فلمَّا كانَ العَشيُّ أَتانَا رجُلٌ فقالَ: السَّلامُ عليكم ورَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه، أأنتمُ الَّذينَ جئْتُم منَ الرَّبَذةِ؟ قُلْنا: نعمْ، قالَ: أنا رَسولُ رَسولِ اللهِ إليكم وهو «يأمُرُكم أنْ تَأْكُلوا من هذا التَّمرِ حتَّى تَشبَعوا، وتَكْتالوا حتَّى تَسْتَوفوا»، فأكَلْنا منَ التَّمرِ حتَّى شَبِعْنا، واكْتَلْنا حتَّى استَوْفَيْنا، ثمَّ قدِمْنا المَدينةَ منَ الغَدِ، فإذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قائمٌ يخطُبُ النَّاسَ على المِنبَرِ، فسمِعْتُه يَقولُ: "يدُ المُعْطي العُلْيا وابْدَأْ بمَن تَعولُ: أمَّكَ، وأباكَ، وأُختَكَ، وأخاكَ، وأدْناكَ أدْناكَ"، وثَمَّ رجُلٌ منَ الأنْصارِ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هؤلاء بَنو ثَعْلبةَ بنِ يَرْبوعَ الَّذين قَتَلوا فُلانًا في الجاهِليَّةِ، فخُذْ لنا بثأْرِنا، فرفَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدَيْه حتَّى رأيْتُ بَياضَ إبْطَيْه، فقالَ: «لا تَجْني أمٌّ على ولَدٍ، لا تَجْني أمٌّ على ولَدٍ».
الراوي : طارق بن عبدالله المحاربي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4271 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة

9 - عنْ جُندَبٍ، قالَ: أَتيتُ المدينةَ لأَتعلَّمَ العِلْمَ، فلمَّا دخَلْتُ مسجدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا النَّاسُ فيه حِلَقٌ يَتحدَّثونَ، قالَ: فجَعَلْتُ أَمْضي حتَّى انتهَيْتُ إلى حَلْقةٍ فيها رجُلٌ شاحِبٌ عليه ثَوْبانِ، كأنَّما قَدِمَ مِن سَفَرٍ، فسَمِعْتُهُ يقولُ: هَلَكَ أصْحابُ العُقَدِ ورَبِّ الكَعْبةِ، ولا آسَى عليهم، يقولُها ثلاثًا، هَلَكَ أصْحابُ العُقَدِ ورَبِّ الكَعْبةِ، هَلَكَ أصْحابُ العُقَدِ ورَبِّ الكَعْبةِ. قالَ: فجَلَسْتُ إليه فتَحدَّثَ ما قُضِيَ له ثُمَّ قامَ، فسألتُ عنه، فقالوا: هذا سَيِّدُ النَّاسِ أُبيُّ بنُ كَعْبٍ. قالَ: فتَبِعْتُه إلى مَنزِلِهِ، فإذا هو رَثُّ المنزِلِ، رَثُّ الكِسْوةِ، رَثُّ الهيئةِ، يُشْبِهُ أمْرُهُ بعْضُهُ بَعْضًا، فسلَّمْتُ عليه، فرَدَّ علَيَّ السَّلامَ، قالَ: ثُمَّ سأَلني مِمَّنْ أنتَ؟ قالَ: قلتُ: مِن أهلِ العراقِ، قالَ: أكْثَرُ شيءٍ سُؤالًا، وغَضِبَ. قالَ: فاسْتقبلتُ القِبلةَ، ثُمَّ جثَوْتُ على رُكْبتي، ورفَعْتُ يدَيَّ هكذا -ومَدَّ ذِراعَيْهِ- فقلتُ: اللَّهُمَّ إنَّا نشْكوهم إليكَ، إنَّا نُنفِقُ نفَقاتِنا، ونُنصِبُ أبْدانَنا، ونُرَجِّلُ مَطايانا؛ ابتغاءَ العِلْمِ، فإذا لَقِيناهم تَجهَّموا لنا وقالوا لنا. قالَ: فبَكى أُبيٌّ وجعَلَ يترضَّاني ويقولُ: ويْحَكَ، إنِّي لمْ أذْهَبْ هناك. ثُمَّ قالَ أُبيٌّ: أُعاهِدُكَ لئن أَبْقَيْتَني إلى يومِ الجمعةِ لأتكَلَّمنَّ بما سَمِعْتُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا أخافُ فيه لَوْمَةَ لائمٍ، قالَ: ثُمَّ انصَرَفتُ عنه، وجَعَلتُ أنتَظِرُ يومَ الجمعةِ، فلمَّا كان يومُ الخميسِ خرَجْتُ لبعضِ حاجَتي، فإذا الطُّرُقُ مملوءةٌ مِنَ النَّاسِ، لا آخُذُ في سِكَّةٍ إلَّا اسْتَقْبلني النَّاسُ. قالَ: فقلتُ: ما شأْنُ النَّاسِ؟ قالوا: إنَّا نحْسِبُكَ غريبًا. قالَ: قلتُ: أَجَلْ. قالوا: ماتَ سيِّدُ المسلمينَ أُبيُّ بنُ كَعْبٍ، قالَ: فلَقِيتُ أبا موسى بالعراقِ فحدَّثْتُهُ، فقالَ: هلَّا كان يبقى حتَّى تُبلِّغَنا مَقالَتَهُ.
الراوي : أبو عمران الجوني | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2932 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة

10 - كنَّا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوةٍ له، ففزِعَ النَّاسُ، فخرَجْتُ وعَلَيَّ سِلاحي، فنظَرْتُ إلى سالِمٍ مَوْلى أبي حُذَيْفةَ عليه سِلاحُه يَمْشي وعليه السَّكينةُ، فقُلْتُ: لأقْتَديَنَّ بهذا الرَّجلِ الصَّالحِ حتَّى أتَى، فجلَسَ عندَ بابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجلَسْتُ معَه، فخرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُغضَبًا، فقالَ: يا أيُّها النَّاسُ، ما هذه الخِفَّةُ ما هذا التَّرَفُ؟! أعَجَزْتُم أنْ تَصْنَعوا كما صنَعَ هذانِ الرَّجُلانِ المُؤمِنانِ؟
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6389 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة

11 - أنَّ رَجُلًا دَخَل المَسجِدَ وقد صَلَّى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فصَلَّى... ثمَّ ذَكَر الحَديثَ. [فلمَّا قَضى صَلاتَه جاء فسَلَّم على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعلى القَومِ، فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وعَلَيكَ، ارجِعْ فصَلِّ فإنَّكَ لم تُصَلِّ قالَ: فرَجَع فصَلَّى، فجَعَلْنا نَرمُقُ صَلاتَه لا نَدري ما يَعيبُ منها، فلمَّا قَضى صَلاتَه جاء فسَلَّم على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعلى القَومِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وعَلَيكَ، ارجِعْ فصَلِّ فإنَّكَ لم تُصَلِّ وذَكَر ذلكَ إمَّا مَرَّتَينِ وإمَّا ثَلاثةً، فقالَ الرَّجُلُ: ما أدري ما عِبتَ عَلَيَّ من صَلاتي، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّها لا تَتِمُّ صَلاةُ أحَدِكُم حتَّى يُسبِغَ الوُضوءَ كما أمَرَه اللهُ عزَّ وجلَّ؛ يَغسِلُ وَجهَهُ ويَدَيهِ إلى المِرفَقَينِ، ويَمسَحُ رَأسَهُ ورِجلَيهِ إلى الكَعبَينِ، ثمَّ يُكبِّرُ ويَحمَدُ اللهَ ويُمَجِّده، ويَقرَأُ منَ القُرآنِ ما أَذِنَ اللهُ له فيه، ثمَّ يُكبِّرُ، فيَركَعُ، ويَضَعُ كَفَّيهِ على رُكبَتَيهِ حتَّى تَطمَئنَّ مَفاصِلُه ويَستَوِيَ، ثمَّ يَقولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، ويَستَوي قائمًا حتَّى يَأخُذَ كلُّ عَظمٍ مَأْخَذَه، ثمَّ يُقيمُ صُلبَهُ، ثمَّ يُكبِّرُ فيَسجُدُ فيُمَكِّنُ جَبهَتَه منَ الأرضِ حتَّى تَطمَئنَّ مَفاصِلُه ويَستوِيَ، ثمَّ يُكبِّرُ فيَرفَعُ رَأسَهُ، ويَستَوي قاعِدًا على مَقعَدَتِه ويُقيمُ صُلبَه فوَصَف الصَّلاةَ هكذا حتَّى فَرَغ، ثمَّ قالَ: لا تَتِمُّ صَلاةُ أحَدِكُم حتَّى يَفعَلَ ذلكَ]
الراوي : يحيى بن خلاد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 802 | خلاصة حكم المحدث : [لم يقمه حماد بن سلمة] | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إشارة إلى ضعفه عنده

12 - جاءَتِ ابنةُ هُبَيرةَ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وفي يَدِها فَتَخٌ من ذهَبٍ، أو خَواتيمُ من ذهَبٍ، فجعَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَضرِبُ بيَدِها، فأتَتْ فاطِمةَ بنتَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فشكَتْ إليها ما صنَعَ بها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ ثَوْبانُ: فدخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على فاطِمةَ وأنا معَه، وقد أخَذَتْ من عُنُقِها سِلسِلةً من ذهَبٍ فقالَتْ: هذه أهْداها أبو حسَنٍ، فدخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والسِّلسِلةُ في يَدِها، فقالَ: "يا فاطِمةُ، أيسُرُّكِ أنْ يَقولَ النَّاسُ: فاطِمةُ بنتُ محمَّدٍ، وفي يدِكِ سِلسِلةٌ من نارٍ؟ "ثمَّ خرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فعمَدَتْ فاطِمةُ إلى السِّلسِلةِ، فاشتَرَتْ بها غُلامًا، فأعتَقَتْه، فبلَغَ ذلك النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «الحَمدُ للهِ الَّذي نَجَّى فاطِمةَ منَ النَّارِ».
الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4790 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

13 - أَردَفَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يومٍ خَلفَه، فأَسَرَّ إليَّ حَديثًا لا أُحدِّثُ به أَحدًا مِنَ النَّاسِ، قالَ: وكان أَحبَّ ما استَتَرَ به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لحاجَتِه هدفًا أوْ حايِشَ نَخلٍ، فدَخَلَ حائطًا لرَجلٍ مِنَ الأنصارِ، فإذا جَمَلٌ، فلمَّا رَأى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَنَّ إليه، وذَرَفَتْ عيناهُ، فأَتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فمَسَحَ ذِفْرَيهِ؛ فسَكَنَ، فقالَ: مَنْ رَبُّ هذا الجملِ؟ لمَنْ هذا الجملُ؟ قالَ: فجاءَ فتًى مِنَ الأنصارِ، فقالَ: هو لي يا رسولَ اللهِ، فقالَ: ألا تتَّقي اللهَ في هذه البهيمةِ الَّتي ملَّكَكَ اللهُ إيَّاها؛ فإنَّه شَكا إليَّ أنَّكَ تُجيعُه وتُدئِبُه؟
الراوي : عبدالله بن جعفر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2520 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة

14 - أنَّ ماعزَ بنَ مالكٍ أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنِّي أصبْتُ فاحشةً، فرَدَّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِرارًا، فسَأَل قَومَه: أبهِ بأسٌ؟ فقالوا: ما به بَأسٌ، إلَّا أنَّه أتى أمرًا لا يَرى أنْ يُخرِجَه منه إلَّا أنْ يُقامَ الحَدُّ عليه، قال: فأمَرَنا فانْطَلَقْنا به إلى بَقيعِ الغَرْقدِ، قال: فلمْ نَحفِرْ له ولم نُوثِقْه، فرَمَيناهُ بخَزَفٍ وعِظامٍ وجَندلٍ، فاسْتكَنَّ، فسَعى، فاشْتَددْنا خلْفَه، فأتى الحَرَّةَ فانتَصَبَ لنا، فرَمَيناهُ بجَلامِيدِها حتَّى سَكَت، فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ العَشيِّ خَطيبًا، فحَمِد اللهَ وأثْنى عليه، فقال: أمَّا بعْدُ؛ فما بالُ أقوامٍ إذا غَزضونا فتَخلَّفَ أحدُهم في عِيالِنا، له نَبيبٌ كنَبيبِ التَّيسِ؟! أمَا إنِّي علَيَّ لا أُوتَى بأحدٍ منهم فَعَل ذلكَ إلَّا نَكَّلْتُ به، قال: ثمَّ نَزَل، فلم يَسُبَّه، ولم يَستغفِرْ له.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8292 | خلاصة حكم المحدث :  صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه | أحاديث مشابهة

15 - عنْ أَبي عامِرٍ عبدِ اللهِ بنِ لُحَيٍّ قالَ: حَجَجْنا مع مُعاويةَ بنِ أَبي سُفْيانَ، فلمَّا قَدِمْنا مَكَّةَ، أُخْبِرَ بِقاصٍّ يَقُصُّ على أهْلِ مَكَّةَ مَوْلًى لِبَني فَرُّوخَ، فأَرْسلَ إليه مُعاويةُ فقالَ: أُمِرْتَ بهذا القَصَصِ؟ قالَ: لا. قالَ: فما حَمَلَكَ على أنْ تَقُصَّ بِغَيْرِ إذْنٍ؟ قالَ: نَنْشُرُ عِلْمًا عَلَّمَناهُ اللهُ عزَّ وجلَّ، فقالَ مُعاويَةُ: لوْ كُنتُ تقدَّمْتُ إليكَ لَقَطَعْتُ مِنْكَ طائفَةً. ثُمَّ قامَ حينَ صلَّى الظُّهْرَ بمكَّةَ، فقالَ: قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ أهْلَ الكِتابِ تَفَرَّقوا في دينِهِمْ على ثِنْتَيْنِ وسَبْعينَ مِلَّةً، وتَفْتَرِقُ هذه الأُمَّةُ على ثلاثٍ وسَبْعينَ، كُلُّها في النَّارِ إلَّا واحِدَةً؛ وهي الجَماعَةُ، ويَخْرُجُ في أُمَّتي أَقْوامٌ تَتجارَى بِهِمْ تِك الأَهْواءُ كما يَتَجارَى الكَلْبُ بِصاحِبِهِ، فلا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ، ولا مَفْصِلٌ إلَّا دَخَلَهُ، واللهِ يا مَعْشَرَ العَرَبِ، لئنْ لمْ تَقوموا بما جاءَ بهِ مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِغَيْرِ ذلك أَحْرى أنْ لا تَقوموا».
الراوي : معاوية بن أبي سفيان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 448 | خلاصة حكم المحدث : هذه أسانيد تقوم بها الحجة في تصحيح هذا الحديث | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

16 - دخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على فاطِمةَ عليها السَّلامُ وأنا معَه، وقد أخَذَتْ من عُنُقِها سِلسِلةً من ذهَبٍ فقالَت: هذه أهْداها إليَّ أبو حسَنٍ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "يا فاطِمةُ، أيسُرُّكِ أنْ يَقولَ النَّاسُ: فاطِمةُ بنتُ محمَّدٍ، وفي يدِكِ سِلسِلةٌ من نارٍ"، ثمَّ خرَجَ ولم يَقعُدْ، فعمَدَتْ فاطِمةُ إلى السِّلسِلةِ، فاشتَرَتْ غُلامًا فأعتَقَتْه، فبلَغَ ذلك النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «الحَمدُ للهِ الَّذي نَجَّى فاطِمةَ منَ النَّارِ».
الراوي : ثوبان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4786 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

17 - لمَّا حضَرَتْ أبا طالبٍ الوفاةُ أتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعندَهُ عبدُ اللهِ بنُ أبي أُمَيَّةَ وأبو جهلِ بنُ هشامٍ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أيْ عمِّ، إنَّكَ أعظَمُهُم علَيَّ حقًّا، وأحسَنُهُم عندي يَدًا، ولأنتَ أعظَمُ حقًّا علَيَّ مِن والدي، فقُلْ كلمةً تَجِبْ لكَ علَيَّ بها الشَّفاعةُ يومَ القيامةِ، قُلْ لا إلهَ إلَّا اللهُ». فقالا له: أترْغبُ عنْ مِلَّةِ عبدِ المطَّلبِ؟ فسَكَتَ، فأعادها عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: أنا على مِلَّةِ عبدِ المطَّلبِ، فماتَ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لأستَغْفِرنَّ لكَ ما لمْ أُنْهَ عنكَ». فأَنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] الآيةَ، {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ} [التوبة: 114] إلى آخرِ الآيةِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3333 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

18 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما، قالَ: بيْنَما أنا أَقرأُ آيَةً مِن كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأنا أَمْشي في طريقٍ مِن طُرُقِ المدينةِ، فإذا أنا برجُلٍ يُناديني مِن بَعْدي: اتَّبِعِ ابنَ عبَّاسٍ، فإذا هو أميرُ المؤمنينَ عُمَرُ، فقلتُ: أتَّبِعُكَ على أُبيِّ بنِ كَعْبٍ؟ فقالَ: أهو أقْرَأَكها كما سَمِعْتُكَ تَقْرأُ؟ قلتُ: نَعَمْ، قالَ: فأَرْسِلْ معي رسولًا، قالَ: اذهبْ معهُ إلى أُبيِّ بنِ كَعْبٍ، فانظُرْ أيَقرأُ أُبيٌّ كذلك؟ قالَ: فانطلَقْتُ أنا ورسولُهُ إلى أُبيِّ بنِ كَعْبٍ فقلتُ: يا أُبيُّ، قَرأتُ آيَةً مِن كتابِ اللهِ، فيُناديني مِن بعدي عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: اتَّبِعِ ابنَ عبَّاسٍ، فقلتُ: أتَّبِعُكَ على أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ؟ فأَرسَلَ معي رسولَهُ، أفأنتَ أقْرَأْتَنِيها كما قَرأتُ؟ قالَ أُبَيٌّ: نَعَمْ. قالَ: فرَجَعَ الرَّسولُ إليه، فانطلَقتُ أنا إلى حاجَتي، قالَ: فراحَ عُمَرُ إلى أُبيٍّ، فوجَدْتُ قد فَرَغَ مِن غَسْلِ رأْسِهِ، ووليدَتُهُ تَدَّري لِحْيَتَهُ بمِدْراها، فقالَ أُبيٌّ: مرْحبًا يا أميرَ المؤمنينَ، أزائرًا جئتَ أَمْ طالِبَ حاجةٍ؟ فقالَ عُمَرُ: بلْ طالِبُ حاجةٍ. قالَ: فجَلَسَ ومعه مَوْليانِ له حتَّى فَرَغَ مِن لِحْيَتِهِ، وأدْرَتْ جانِبَهُ الأيْمنَ مِن لِمَّتِهِ، ثُمَّ ولَّاها جانبَهُ الأيْسَرَ حتَّى إذا فَرَغَ أقْبَلَ إلى عُمَرَ بوَجْهِهِ، فقالَ: ما حاجَةُ أميرِ المؤمنينَ؟ فقالَ عُمَرُ: يا أُبَيُّ، على ما تُنيطُ النَّاسَ؟ فقالَ أُبَيٌّ: يا أميرَ المؤمنينَ، إنِّي تلقَّيْتُ القرآنَ مِن تِلْقاءِ جِبريلَ وهو رَطْبٌ، فقالَ عُمَرُ: تاللهِ ما أنتَ بمُنْتهٍ، وما أنا بصابِرٍ! ثلاثَ مرَّاتٍ، ثُمَّ قامَ فانطلَقَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2930 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة

19 - عنْ أبي إدريسَ الخَوْلانيِّ، قالَ: جلَسْتُ مجلِسًا فيه عِشْرونَ مِن أصحابِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فإذا فيهِمْ شابٌّ حسَنُ الوَجْهِ، حسَنُ السِّنِّ، أدعَجُ العَيْنَينِ، أغرُّ الثَّنايا، فإذا اختَلَفوا في شَيءٍ، أو قالُوا قوْلًا انَتَهَوْا إلى قَولِه، فإذا هو مُعاذُ بنُ جَبلٍ رَضيَ اللهُ عنه، فلمَّا كانَ مِن الغَدِ جِئتُ، فإذا هُو يُصلِّي عندَ ساريةٍ، فحَذَفَ صَلاتَه، ثمَّ احتَبَى فسَكَتَ، فقُلْتُ: إنِّي لَأُحِبُّكَ مِن جَلالِ اللهِ، فقال: آللهِ، فقُلْتُ: آللهِ، فقال: فإنَّ المتحابِّينَ في اللهِ -قالَ: أحسَبُ أنَّه قالَ- في ظِلِّ اللهِ يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّه -ثُمَّ ليْسَ في بقِيَّتِهِ شَكٌّ-: يُوضَعُ لهم كَراسِيُّ مِن نورٍ، يَغْبِطُهُم بمَجلِسِهم مِن الرَّبِّ تَباركَ وتَعالَى النَّبيُّونَ والصِّدِّيقونَ والشُّهداءُ. قالَ: فحدَّثْتُ بهِ عُبادةَ بنَ الصَّامِتِ، فقال: لا أُحَدِّثُكَ إلَّا ما سَمِعْتُ على لِسانِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّه قالَ: حَقَّتْ مَحَبَّتي للمُتَحابِّينِ فِيَّ، وحَقَّتْ مَحَبَّتِي للمُتَباذِلينَ فِيَّ، وحَقَّتْ مَحَبَّتِي للمُتَصادِقِينَ فِيَّ، وحَقَّتْ مَحَبَّتِي للمُتزاورِينَ فِيَّ، وحَقَّتْ مَحَبَّتِي للمُتواصِلينَ فِيَّ.
الراوي : معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7522 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

20 - كان على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بُرْدانِ قِطرِيَّانِ غَليظانِ خَشِنانِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ ثَوْبَيكَ خَشِنانِ غَليظانِ، وإنَّكَ تَرْشَحُ فيهما فيَقْصِلانِ عليكَ، وإنَّ فلانًا قَدِمَ له بَزٌّ مِنَ الشَّامِ، فلوْ بعَثْتَ إليه فأَخذْتَ منه ثَوبينِ بنَسيئةٍ إلى مَيْسَرةٍ، فأَرْسَلَ إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قد عَلِمتُ ما يُريدُ مُحمَّدٌ؛ يُريدُ أنْ يَذهَبَ بثَوْبي ويَمطُلَني بهما، فأَتى الرَّسولُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَخبَرَهُ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قد كَذَبَ؛ قد عَلِموا أَنِّي أَتْقاهُم للهِ، وأَدَّاهُم للأمانةِ.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2241 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري | أحاديث مشابهة

21 - عنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَقيقٍ قالَ: جَلَسْتُ إلى قَوْمٍ أنا رابِعُهُمْ، فقالَ أَحَدُهُمْ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «لَيَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ بِشَفاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتي أَكْثَرُ مِنْ بَني تَميمٍ». قالَ: قُلْنا: سِواكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: «سِوايَ». قُلتُ: أنتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: نَعَمْ. فلَمَّا قامَ قُلْتُ: مَنْ هذا؟ قالوا: هذا ابْنُ أَبي الجَدْعاءِ.
الراوي : - | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 238 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

22 - انصَرَفْنا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن خَيْبرَ إلى وادِي القُرى، ومعَه غُلامٌ له أهْداهُ له رِفاعةُ بنُ زَيدٍ الجُذاميُّ، فبيْنَما هو يضَعُ رَحْلَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معَ مُغَيْرِبِ الشَّمسِ أَتاهُ سَهمُ غَربٍ فقتَلَه، وهو السَّهمُ الَّذي لا يُدْرى مَن رَمى به، فقُلْنا له: هَنيئًا له الجنَّةُ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «كلَّا والَّذي نَفْسُ محمَّدٍ بيَدِه، إنَّ شَملَتَه الآنَ لَتحتَرِقُ عليه في النَّارِ غلَّها من فَيءِ المُسلِمينَ يَومَ خَيْبرَ»، فجاءَ رَجلٌ من أصْحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَزِعًا حينَ سمِعَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ ذلك، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أصبْتُ شِراكَينِ لنَعلَينِ لي، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يُقَدُّ لكَ مِثلُها في النَّارِ».
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4401 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد على شرط مسلم | أحاديث مشابهة

23 - كُنتُ وافدَ بَني المُنْتفِقِ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقَدِمْنا على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلَمْ نُصادِفْه في مَنزِلِه، وصادَفْنا عائشةَ أُمَّ المؤمنينَ، فأمَرَتْ لنا بِحَريرةٍ، فصُنِعَتْ لنا، وأُتِينا بقِناعٍ -والقِناعُ: الطَّبَقُ فيه تَمْرٌ- ثمَّ جاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: هلْ أصبْتُمْ شيئًا أو آمُرُ لكُم بشَيءٍ؟ فقُلنا: نَعَمْ، يا رسولَ الله. قالَ: فبيْنَما نحنُ مَع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جُلوسٌ، قالَ: فرَفَعَ الرَّاعي غنَمَهُ إلى المُراحِ، ومعه سَخْلةٌ تَيْعَرُ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما وَلَّدْتَ يا فلانُ؟ قالَ: بَهْمةً. قالَ: فاذَبَحْ لنا مَكانَها شاةً، ثمَّ أقبَلَ علَيْنا، فقالَ: لا تَحْسِبَنَّ -ولم يَقُلْ: لا [تحْسَبَنَّ] أنَّا مِن أجْلِكَ ذَبَحْناها؛ لنا غَنَمٌ مائةٌ، ولا نُريدُ أنْ تَزيدَ، فإذا وَلَّدَ الرَّاعي بَهْمَةً ذَبَحنا مَكانَها شاةً، قالَ: قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لي امرأةً، فذَكَرَ مِن طُولِ لِسانِها وبَذائِها، فقالَ: طَلِّقْها، فقُلْتُ: إنَّ لي منها وَلَدًا، قالَ: فمُرْها -يقولُ: عِظْها- فإنْ يَكُ فيها خيْرٌ، فسَتفْعَلُ، ولا تَضْرِبْ ظَعينَتَكَ كضَرْبِكَ أَمَتَكَ. قالَ: قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أخْبِرْني عنِ الوُضوءِ، قالَ: أسبِغِ الوُضوءَ وخَلِّلِ الأصابعَ، وبالِغْ في الاستنْشاقِ إلَّا أنْ تكونَ صائمًا.
الراوي : لقيط بن صبرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7290 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

24 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لبِثَ عَشْرَ سِنينَ يَتبَعُ النَّاسَ في مَنازِلِهم في المَوسِمِ ومَجنَّةَ وعُكاظٍ ومَنازِلِهم من مِنًى، «مَن يُؤْويني، مَن يَنصُرُني، حتَّى أُبلِّغَ رِسالاتِ رَبِّي فلهُ الجنَّةُ؟» فلا يجِدُ أحَدًا يَنصُرُه ولا يُؤْويه، حتَّى إنَّ الرَّجلَ ليَرحَلُ من مِصرَ، أو منَ اليَمنِ إلى ذي رَحِمِه فيَأْتيه قَومُه فيَقولونَ له: احذَرْ غُلامَ قُرَيشٍ لا يَفتِنُكَ، ويَمْشي بيْنَ رِحالِهم يَدْعوهم إلى اللهِ عزَّ وجلَّ يُشيرونَ إليه بالأصابِعِ حتَّى بعَثَنا اللهُ من يَثْرِبَ، فيَأْتيه الرَّجلُ منَّا فيُؤمِنُ به، ويُقْرئُه القُرآنَ فيَنقَلِبُ إلى أهْلِه، فيُسلِمونَ بإسْلامِه، حتَّى لم يَبقَ دارٌ من دُورِ يَثْرِبَ إلَّا وفيها رَهطٌ منَ المُسلِمينَ، يُظهِرونَ الإسْلامَ، وبعَثَنا اللهُ إليه فائْتَمَرْنا واجتَمَعْنا وقُلْنا: حتَّى متى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُطرَدُ في جِبالِ مكَّةَ ويَخافُ، فرحَلْنا حتَّى قدِمْنا عليه في المَوسِمِ فواعَدَنا ببَيْعةٍ منَ العَقَبةِ، فقالَ له عَمُّه العبَّاسُ: يا ابنَ أخي، لا أدْري ما هؤلاء القَومُ الَّذين جاؤُوكَ، إنِّي ذو مَعرِفةٍ بأهْلِ يَثرِبَ، فاجتَمَعْنا عندَه من رَجلٍ ورَجُلَينِ، فلمَّا نظَرَ العبَّاسُ في وُجوهِنا، قالَ: هؤلاء قَومٌ لا نَعرِفُهم، هؤلاء أحْداثٌ، فقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، عَلامَ نُبايِعُكَ؟ قالَ: «تُبايِعوني على السَّمعِ والطَّاعةِ في النَّشاطِ والكَسلِ، وعلى النَّفَقةِ في العُسرِ واليُسرِ، وعلى الأمْرِ بالمَعْروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ، وعلى أنْ تَقولوا في اللهِ لا تَأخُذُكم لَوْمةُ لائمٍ، وعلى أنْ تَنْصُروني إذا قدِمْتُ عليكم، وتَمْنَعوني ممَّا تَمْنَعونَ منه أنفُسَكم وأزْواجَكم وأبْناءَكم، ولكمُ الجنَّةُ»، فقُمْنا نُبايِعُه فأخَذَ بيَدِه أسْعَدُ بنُ زُرارةَ وهو أصغَرُ السَّبعينَ، إلَّا أنَّه قالَ: رُوَيدًا يا أهْلَ يَثرِبَ، إنَّا لم نَضرِبْ إليه أكْبادَ المَطيِّ إلَّا ونحن نَعلَمُ أنَّه رَسولُ اللهِ، وأنَّ إخْراجَه اليَومَ مُفارَقةُ العَربِ كافَّةً، وقَتلُ خِيارِكم، وأنْ يَعضَّكمُ السَّيفُ، فإمَّا أنتم قَومٌ تَصبِرونَ عليها إذا مسَّتْكم وعلى قَتلِ خِيارِكم ومُفارَقةِ العَربِ كافَّةً، فَخُذوه وأجْرُكم على اللهِ، وإمَّا أنتم تَخافونَ من أنفُسِكم خِيفةً، فذَرُوه، فهو عُذرٌ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، فقالوا: يا أسْعَدُ، أمِطْ عنَّا يدَكَ، فواللهِ لا نذَرُ هذه البَيعةَ ولا نَستَقيلُها، قالَ: فقُمْنا إليه رَجلًا رَجلًا، فأخَذَ علينا ليُعْطيَنا بذلك الجنَّةَ.
الراوي : جابر بن عبدالله الأنصاري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4303 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

25 - جاءَ رَجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أَصبْتُ امرأةً ذاتَ حَسَبٍ ومَنصِبٍ ومالٍ، إلَّا أنَّها لا تَلِدُ، أفأَتزوَّجُها؟ فنَهاه، ثُمَّ أَتاهُ الثَّانيةَ، فقالَ له مِثلَ ذلك، فنَهاه، ثُمَّ أَتاهُ الثَّالثةَ، فقالَ له مِثلَ ذلك، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تَزوَّجوا الوَدودَ الوَلودَ؛ فإنِّي مُكاثِرٌ بكم الأُمَمَ.
الراوي : معقل بن يسار | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2722 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

26 - عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ قُرْطٍ قال: دخَلتُ المسجدَ فإذا حلْقةٌ كأنَّما قُطِعَت رُؤوسُهم، وإذا فيهم رجُلٌ يُحدِّثُ، فإذا حُذَيفةُ رَضيَ اللهُ عنه، قال: كانوا يَسْألون رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الخيرِ، وكُنتُ أسْألُه عن الشَّرِّ كيْما أعرِفَه فأتَّقِيَه، وعَلمتُ أنَّ الخيرَ لا يَفُوتني، قال: فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هلْ بعْدَ هذا الخيرِ الَّذي نحنُ فيه مِن شرٍّ؟ قال: يا حُذَيفةُ، تَعلَّمْ كتابَ اللهِ تعالَى واعمَلْ بما فيه، ثمَّ قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هلْ بعْدَ هذا الخيرِ الَّذي نحنُ فيه مِن شرٍّ؟ قال: يا حُذَيفةُ، تَعلَّمْ كتابَ اللهِ تعالَى واعمَلْ بما فيه، ثمَّ قال في الثَّالثةِ: فِتنةٌ واختلافٌ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هلْ بعْدَ ذلكَ الشَّرِّ مِن خيرٍ؟ قال: يا حُذَيفةُ، تَعلَّمْ كتابَ اللهِ واعمَلْ بما فيه، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أبعْدَ ذلكَ الشَّرِّ مِن خيرٍ؟ قال: يا حُذَيفةُ، تَعلَّمْ كتابَ اللهِ واعمَلْ بما فيه، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هل بعْدَ ذلكَ الخيرِ مِن شَرٍّ؟ قال: فِتَنٌ على أبوابِها دُعاةٌ إلى النَّارِ، فلا تَمُتْ وأنتَ عاضٌّ على جَذْلٍ، خيرٌ لكَ مِن أنْ تَتْبَعَ أحدًا منهم.
الراوي : حذيفة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8550 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه | أحاديث مشابهة

27 - دَخَلَ عبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِواكٌ يَسْتَنُّ به، فقُلْتُ لهُ: أَعْطِني هذا السِّواكَ يا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأَعْطانيهِ، فَقَضَمْتُهُ، ثُمَّ مَضَغْتُهُ، فَأَعْطَيْتُهُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاسْتَنَّ به، وهو مُسْتَنِدٌ إلى صَدْري.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 520 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

28 - كان الرَّجلُ منَّا إذا قَدِم المدينةَ، فكان له بها عَرِيفٌ نزَلَ على عَريفِه، وإنْ لم يكُنْ له بها عَرِيفٌ نزَلَ الصُّفَّةَ، فقَدِمتُ المدينةَ ولم يكُنْ لي بها عَرِيفٌ، فنزَلْتُ الصُّفَّةَ، وكان يَجِيءُ علينا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّ يومٍ مُدٌّ مِن تَمرٍ بيْن اثنينِ، ويَكْسُونا الخُنُفَ، فصلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْضَ صَلواتِ النَّهارِ، فلمَّا سلَّمَ ناداهُ أهلُ الصُّفَّةِ يَمينًا وشِمالًا: يا رَسولَ اللهِ، أحْرَقَ بُطونَنا التَّمرُ وتَخرَّقَت عنَّا الخُنُفُ، فقام رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مِنبرِه، فصَعِد، فحَمِد اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذَكرَ شِدَّةَ ما لَقِيَ مِن قَومِه، حتَّى قال: ولَقدْ أُتِيَ علَيَّ وعلى صاحبِي بِضعَ عشْرةَ ما لي وله طَعامٌ إلَّا البَريرُ -قال: فقُلتُ لأبي حَربٍ: وأيُّ شَيءٍ البَريرُ؟ قال: طَعامُ سُوءٍ؛ ثمَرُ الأراكِ- فقَدِمْنا على إخوانِنا هؤلاء مِنَ الأنصارِ، وعَظيمُ طَعامِهم التَّمرُ، فَواسَونا فيه، وواللهِ لوْ أجِدُ لكم الخُبزَ واللَّحمَ لَأشْبَعْتُكم منه، ولكنْ عَسى أنْ تُدرِكوا زَمانًا أو مَن أدْرَكَه منكم يُغْدى ويُراحُ عليكم بالجِفانِ، وتَلْبَسون مِثلَ أستارِ الكعبةِ، قال داودُ: قال لي أبو حَربٍ: يا داودُ، وهلْ تَدْري ما كان أستارُ الكَعبةِ يومئذٍ؟ قُلتُ: لا، قال: ثِيابٌ بِيضٌ كان يُؤتَى بها مِنَ اليمنِ. قال داودُ فحدَّثْتُ بهذا الحديثِ الحسَنَ بنَ أبي الحسَنِ، فقال: وقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنتُم اليومَ خيرٌ منكم يومئذٍ، أنتُم اليومَ إخوانٌ بنِعمةِ اللهِ، وأنتم يومئذٍ أعداءٌ يَضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ.
الراوي : طلحة البصري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8873 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

29 - أنَّ رَجلًا أَسودَ أَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي رَجلٌ أَسودُ مُنتِنُ الرِّيحِ، قَبيحُ الوَجهِ، لا مالَ لي، فإنْ أنا قاتَلْتُ هؤلاء حتَّى أُقتَلَ، فأين أنا؟ قالَ: في الجنَّةِ. فقاتَلَ حتَّى قُتِلَ، فأَتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قد بَيَّضَ اللهُ وَجهَكَ، وطَيَّبَ ريحَكَ، وأَكثَرَ مالَكَ، وقالَ لهذا أوْ لغيرِهِ: لقد رأيتُ زوجَتَهُ مِنَ الحورِ العينِ، نازَعَتْه جُبَّةً له مِن صوفٍ، تَدخُلُ بيْنَه وبيْنَ جُبَّتِه.
الراوي : أنس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2498 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

30 - عن قَيسِ بنِ عُبادٍ، قال: كُنتُ أَقْدَمُ المدينةَ ألْقى أُناسًا مِن أصحابِ رَسولِ اللهِ، فكان أحَبَّهم إلَيَّ لِقاءً أُبَيُّ بنُ كَعبٍ، قال: فقَدِمْتُ زمَنَ عُمرَ إلى المدينةِ، فأقاموا صَلاةَ الصُّبحِ، فخَرَج عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه، وخَرَج معه رِجالٌ، فإذا رجُلٌ مِنَ القومِ يَنظُرُ في وُجوهِ القومِ، فعَرَفَهم وأنْكَرَني، فدَفَعني، فقام مُقامي، فصَلَّيْتُ وما أعْقِلُ صَلاتي، فلمَّا صلَّى، قال: يا بُنَيَّ، لا يَسُوؤك اللهُ، إنِّي لم أفْعَلِ الَّذي فعَلْتُ لجَهالةٍ؛ إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لنا: كُونوا في الصَّفِّ الَّذي يَلِيني، وإنِّي نظَرْتُ في وُجوهِ القومِ فعرَفْتُهم غيْرَك، وجلَسَ، فما رَأيتُ الرِّجالَ مَنَحَت أعناقَها إلى شَيءٍ مُتوجَّهَها إليه، فإذا هو أُبَيُّ بنُ كَعبٍ، وكان فيما قال: هَلَكَ أهلُ العَقْدِ وربِّ الكعبةِ، هَلَكَ أهلُ العَقْدِ وربِّ الكعبةِ، واللهِ ما آسَى عليهم؛ إنَّما آسَى على مَن أُهلِكوا مِنَ المسْلِمين.
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8828 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه | أحاديث مشابهة
 

61 - يَذكُرُ أنَّهم ساروا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ حُنَينٍ، فأَطْنَبوا السَّيرَ حتَّى كان عَشِيَّةً، فحَضَرَتِ الصَّلاةُ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاءَ رَجلٌ فارِسٌ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي انطَلَقْتُ بيْنَ أَيديكُم حتَّى طَلَعْتُ جبلَ كذا وكذا، فإذا أنا بهَوازِنَ على بَكْرَةِ أبيهم، بظَعْنِهم، ونَعَمِهِم، وشائِهِم، قد أَجْمَعوا على حُنينٍ، فتَبسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: تلك غَنيمةُ المسلمينَ غدًا إنْ شاءَ اللهُ، ثُمَّ قالَ: مَنْ يَحرُسُنا اللَّيلةَ؟ فقالَ أَنسُ بنُ أبي مَرْثَدٍ الغَنَويُّ: أنا يا رسولَ اللهِ، فقالَ: اركَبْ، فرَكِبَ فَرَسًا له، فجاءَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: استَقْبِلْ هذا الشِّعبَ حتَّى تكونَ في أَعلاهُ، ولا تَفِرَّنَّ مِن قِبَلِكَ اللَّيلةَ. فلمَّا أَصبَحْنا خَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مُصلَّاهُ، فرَكَعَ ركعتينِ، ثُمَّ قالَ: هل أَحْسَسْتُم فارسَكُم؟ فقالَ رَجلٌ: ما أَحْسَسْنا، فثَوَّبَ بالصَّلاةِ، فجَعَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَلتفِتُ إلى الشِّعبِ حتَّى قَضى صَلاتَهُ، فقالَ: أَبْشِروا؛ فقد جاءَ فارِسُكُم. قالَ: فجَعَلْنا نَنظُرُ إلى ظِلِّ الشَّجرِ في الشِّعبِ، فإذا هو جاءَ حتَّى وَقَفَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسَلَّمَ، فقالَ: إنِّي انطلَقتُ حتَّى كنتُ في أَعْلى هذا الشِّعبَينِ، حيثُ أَمَرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا أَصبَحْتُ، اطَّلَعتُ على الشِّعبَينِ، فنَظرْتُ، فلمْ أَرَ أَحدًا، فقالَ له رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَزلْتَ اللَّيلةَ؟ فقالَ: لا، إلَّا مُصلِّيًا أوْ قاضيَ حاجةٍ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قد أَوْجَبْتَ؛ فلا عليكَ أنْ لا تَعمَلَ بعْدَها.
الراوي : سهل بن الحنظلية | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2468 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده] من أوله إلى آخره صحيح على شرط الشيخين

62 - عنْ عبدِ الواحدِ بنِ أبي عَوْنٍ الدَّوْسيِّ قالَ: قَدِمَ النُّعْمانُ بنُ أبي جَوْنٍ الكِنْدِيُّ، وكان يَنزِلُ وبنو أبِيهِ نَجْدًا ممَّا يَلِي الشَّرَبَةَ، فقَدِمَ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُسْلِمًا، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ألَا أزَوِّجُكَ أجمَلَ أَيِّمٍ في العَرَبِ كانتْ تحتَ ابْنِ عَمٍّ لها، فتُوُفِّيَ عنها، فتَأَيَّمَتْ، وقَدْ رَغِبَتْ فيكِ، وخُطِبَتْ إليْكَ؟ فتَزَّوَجَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على اثنتَيْ عَشْرَةَ أُوقيةً ونَشٍّ، فقال: يا رسولَ اللهِ، لا تَقَصُرْ بها في المَهْرِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما أصدَقْتُ أحدًا مِن نِسائي فوقَ هذا، ولا أُصْدِقُ أحدًا مِن بناتي فوقَ هذا. فقال النُّعْمانُ: ففِيكَ الأَسى، فقال: فابْعَثْ يا رسولَ اللهِ إلى أهْلِكَ مَن يَحْمِلُهم إليكَ؛ فإنِّي خارجٌ مَعَ رَسُولِكَ فمُرْسِلٌ أهْلَكَ معهُ، فبَعَثَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبا أُسَيْدٍ السَّاعديَّ، فلَمَّا قَدِمَا عليها، جَلَسَتْ في بيتِها وأذِنَتْ لهُ أنْ يَدْخُلَ، فقالَ أبو أُسَيْدٍ: إنَّ نساءَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَرَاهُنَّ الرِّجالُ، قال أبو أُسَيْدٍ -وذلِكَ بعدَ أنْ نزَلَ الحِجابُ- فأرْسَلَتْ إلَيه: فيَسِّرْ لي أمْرِي، قالَ: حِجَابٌ بينَكِ وبَيْنَ مَن تُكَلِّمِينَ مِن الرِّجالِ إلَّا ذا مَحْرَمٍ مِنكِ، ففَعَلَتْ، فقالَ أبو أُسَيْدٍ: فأقَمْتُ ثلاثةَ أيَّامٍ، ثُمَّ تحَمَّلْتُ معَ الظَّعِينةِ على جَمَلٍ في مِحَفَّةٍ، فأقْبَلْتُ بها حتَّى قَدِمْتُ المدينةَ، فأنزَلْتُها في بَني ساعدةَ، فدَخَلَ عليها نِساءُ الحَيِّ [فَرَحَّبْنَ] بها، وسَهَّلْنَ، وخَرَجْنَ مِن عنْدِها، فذَكَرْنَ جَمَالَها، وشاعَ ذلك بالمدينةِ، وتحَدَّثُوا بقُدُومِها. قال أبو أُسَيْدٍ السَّاعديُّ: ورَجَعْتُ إلى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهُوَ في بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفٍ، فأخْبَرْتُه، ودَخَلَ عليها داخِلٌ مِنَ النِّساءِ لَمَّا بَلَغَهُنَّ مِن جمالِها -وكانَتْ مِن أجمَلِ النِّساءِ- فقالتْ: إنَّكِ مِنَ المُلوكِ، فإنْ كُنْتِ تُريدِينَ أنْ تَحْظَيْ عندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاستَعِيذِي مِنْهُ؛ فإنَّكَ تَحْظَيْنَ عندَهُ، ويرْغَبُ فيكِ.
الراوي : النعمان بن أبي جون الكندي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7004 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

63 - أنَّ رَجلًا لَزِمَ غَريمًا له بعَشْرةِ دَنانيرَ، فقالَ له: واللهِ ما عندي قَضاءٌ أَقْضيَكهُ اليومَ، قالَ: فواللهِ لا أُفارِقُكَ حتَّى تَقضيَ، أوْ تَأْتيَ بحَميلٍ يَحمِلُ عنكَ، قالَ: واللهِ ما عندي قَضاءٌ، وما أَجِدُ أَحدًا يَحمِلُ عنِّي. قالَ: فجَرَّه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، هذا لازِمي واستَنْظَرْتُه شَهرًا واحدًا، فأَبى حتَّى أَقضِيَه أوْ آتِيَه بحَميلٍ، فقلتُ: واللهِ ما أَجِدُ حَميلًا، ولا عندي قَضاءٌ اليومَ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل تَسْتَنظِرُه إلَّا شهرًا واحدًا؟ قالَ: لا، قالَ: فأنا أَتحَمَّلُ بها عنكَ. قالَ: فتحَمَّلَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنه، فذَهَبَ الرَّجلُ فأَتى بقَدْرِ ما وَعَدَهُ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مِن أين أَصبْتَ هذا الذَّهبَ؟ قالَ: مِن مَعْدِنٍ، قالَ: فاذْهَبْ، فلا حاجةَ لنا فيها، ليس فيها خيرٌ. فقَضاها عنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2262 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري

64 - كُنْتُ يومًا في المَسجِدِ، فأقبَلَ أبو جَهلٍ فقالَ: إنَّ للهِ عَلَيَّ إنْ رأيْتُ مُحمَّدًا ساجِدًا أنْ أطَأَ على رَقَبتِه، فخرَجْتُ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى دخَلْتُ عليه، فأخبَرْتُه بقَولِ أبي جَهلٍ، فخرَجَ غَضْبانَ حتَّى جاءَ المَسجِدَ، فعجَّلَ أنْ يَدخُلَ منَ البابِ فاقتَحَمَ الحائطَ، فقُلْتُ: هذا يومُ شَرٍّ، فاتَّزَرْتُ، ثمَّ اتَّبعْتُه فدخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَقْرأُ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} [العلق: 1-2]، فلمَّا بلَغَ شأْنَ أبي جَهلٍ: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6-7]، قالَ إنْسانٌ لأبي جَهلٍ: يا أبا الحَكَمِ، هذا مُحمَّدٌ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ أبو جَهلٍ: ألَا ترَوْنَ ما أرَى، واللهِ لقد سدَّ أُفقَ السَّماءِ عَلَيَّ، فلمَّا بلَغَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ آخِرَ السُّورةِ سجَدَ.
الراوي : العباس بن عبد المطلب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5509 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

65 - عنْ عَليّ بنِ رَبيعةَ أَنَّهُ كَانَ رِدْفًا لعَليٍّ رَضيَ اللهُ عنه، فلمَّا وَضَعَ رِجلَهُ في الرِّكابِ قالَ: باسمِ اللهِ، فلمَّا اسْتَوى على ظَهْرِ الدَّابَّةِ، قالَ: الحمدُ للهِ ثلاثًا، واللهُ أكبرُ ثلاثًا، {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} [الزخرف: 13] الآيةَ، ثُمَّ قالَ: لا إلَهَ إلَّا أنتَ سُبحانَكَ، قد ظَلمتُ نَفسي فاغفِرْ لي ذُنوبي؛ إنَّه لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ، ثُمَّ مالَ إلى أَحدِ شِقَّيهِ فضَحِكَ، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ، ما يُضحِكُكَ؟ قالَ: إنِّي كنتُ رِدْفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فصَنَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما صَنعتُ، فسَألتُهُ كما سَألْتَني، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللهَ ليَعْجبُ إلى العبدِ إذا قالَ: لا إلَهَ إلَّا أنتَ، إنِّي قد ظَلمتُ نَفسي، فاغفِرْ لي ذُنوبي؛ إنَّه لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ، قالَ: عَبدي عَرَفَ أنَّ له ربًّا يَغفِرُ ويُعاقِبُ.
الراوي : علي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2517 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم [وله شاهد]

66 - عنْ عبدِ الرَّحمنِ بنِ شُرَيْحٍ الخَوْلانيِّ، أنَّه كان له عَمٌّ يَبيعُ الخَمْرَ، وكان يَتصَدَّقُ بثَمَنِهِ، فنَهَيتُه عنها، فلمْ يَنتَهِ، فقَدِمْتُ المدينةَ، فلَقِيتُ ابنَ عبَّاسٍ، فسَألتُه عنِ الخَمْرِ وثَمنِها، فقال: هي حَرامٌ، وثَمنُها حَرامٌ، ثمَّ قالَ: يا مَعشَرَ أُمَّةِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إنَّه لو كانَ كتابٌ بعدَ كتابِكُم، أو نَبِيٌّ بعدَ نبيِّكُم، لَأُنزِلَ فيكُم كما أُنْزِلَ فيمَن كانَ قبْلَكم، ولكِنْ أُخِّرَ ذلكَ مِن أمرِكُم إلى يومِ القِيامةِ، ولَعَمْرِي لَهو أشَدُّ عليكُم. قالَ: فأَتَيْتُ، ثمَّ لقيتُ عبدَ الله بنَ عُمَرَ، فسَألْتُه عنْ ثمَنِ الخَمْرِ، فقال: سأخبِرُكَ عنِ الخَمْرِ؛ إنِّي كنْتُ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المسجدِ، فبيْنَما هو مُحْتَبٍ حَلَّ حُبْوَتَه، ثمَّ قالَ: مَن كان عندَهُ مِن الخَمْرِ شَيءٌ فلْيُؤْذِنِّي بهِ، فجعَلَ النَّاسُ يَأتونَه، فيقولُ أحدُهُم: عندي راويةُ خَمْرٍ، ويقولُ الآخَرُ: عِندي راويةٌ، ويقولُ الآخَرُ: عندي زِقٌّ، أو ما شاءَ اللهُ أنْ يكونَ عندَهُ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اجمَعُوه ببَقِيعِ كذا وكذا، ثمَّ آذِنُونِي، ففَعَلُوا، ثُمَّ آذَنُوه، قالَ: فقُمْتُ فمَشَيْتُ، وهو متَّكِئٌّ علَيَّ، فلَحِقَنا أبو بَكْرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأخَذَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فجَعَلَني عنْ يَسارِه، وجعَلَ أبا بَكْرٍ مَكاني، ثمَّ لَحِقَنا عُمَرُ، فأخَذَني وجَعَلَني عنْ يَسارِه فمَشَى بيْنَهُما، حتَّى إذا وقَفَ على الخَمْرِ، قال للنَّاسِ: أتعْرِفونَ هذه؟ قالوا: نعَمْ، يا رسولَ اللهِ، هذه الخَمْرُ. قالَ: صَدَقْتُم، ثمَّ قالَ: إنَّ اللهَ تعالَى لَعَنَ الخمْرَ، وعاصِرَها ومُعْتَصِرَها، وشارِبَها وساقِيَهَا، وحامِلَها والمَحمولَةَ إليهِ، وبائِعَها ومُشتَرِيَها، وآكِلَ ثَمِنِها. ثمَّ دَعا بسِكِّينٍ فقال: اشْحَذُوها، ففَعَلُوا، ثُمَّ أخَذَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْرِقُ بها الزِّقاقَ، فقالَ النَّاسُ: إنَّ في هذِه الزِّقاقِ لَمَنْفعةً، فقالَ: أجَلْ، ولكِنْ إنَّما أفعَلُ غضَبًا للهِ؛ لِما فيها مِن سَخَطِهِ، فقال عُمَرُ: أنا أكفيكَ يا رسولَ اللهِ، قالَ: لَا.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7433 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

67 - عنْ هِلالِ بنِ أُسامَةَ، أنَّ أبا مَيْمونةَ سُلَيْمانَ مِن أهْلِ المدينةِ رجُلَ صِدْقٍ، قالَ: بيْنا أنا جالِسٌ عندَ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه جاءَتْه امرأةٌ فارسيَّةٌ معَها ابنٌ لها، وقدْ طلَّقَها زوْجُها، فقالتْ: يا أبا هُرَيرةَ، ثمَّ رَطَنَتْ، فقالتْ بالفارسِيَّةِ: زَوْجي يُريدُ أنْ يَذْهَبَ بابنِي، قالَ: فجاءَ زَوْجُها فقال: مَنْ يُجافِني؟ فقالَ أبو هُرَيرةَ: إنِّي لا أقولُ في هذا إلَّا أنِّي سَمِعْتُ امرأةً جاءَتْ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا قاعدٌ عندَهُ، فقالتْ: فِداكَ أبي وأُمِّي يا رسولَ الله، إنَّ زَوْجي يُريدُ أنْ يَذْهَبَ بابْنِي، وهو يَسْقِيني مِن بِئْرِ أبي عُتْبةَ، وقدْ نَفَعَني، فقال: اسْتَهِما عليْهِ، فقال زَوْجُها: مَنْ يُجافِني في وَلَدي يا رسولَ اللهِ؟ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غُلامُ، هذا أبوكَ، وهذِه أُمُّكَ، فخُذْ بيَدِ أَيِّهِما شِئْتَ. فأخَذَ الغُلامُ بيَدِ أُمِّهِ، فانطَلَقَتْ بهِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7234 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

68 - عنْ أبانَ بنِ سُلَيمانَ، عنْ أبيهِ سُلَيمانَ، قالَ: كانَ إسْلامُ قَباثِ بنِ أشْيَمَ أنَّ رِجالًا مِن قَومِه وغَيرَهم منَ العَربِ أتَوْه فقالوا: إنَّ مُحمَّدَ بنَ عَبدِ اللهِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ قد خرَجَ يَدْعو إلى دينٍ غيرِ دِينِنا، فقامَ قَباثٌ حتَّى أتَى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا دخَلَ عليه، قالَ له: اجلِسْ يا قَباثُ فأوجَمَ قَباثُ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنتَ القائلُ: لو خرَجَتْ نِساءُ قُرَيشٍ بأمْكَنِها ردَّتْ مُحمَّدًا وأصْحابَه؟ قالَ قَباثٌ: والَّذي بعَثَكَ بالحقِّ ما تحدَّثَ به لِساني، ولا تَمَزمَزَتْ به شَفَتايَ، ولا سمِعَه منِّي أحَدٌ، وما هو إلَّا شيءٌ هجَسَ في نَفْسي، أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحدَه لا شَريكَ له، وأشهَدُ أنَّكَ عَبدُه ورَسولُه، وأنَّ ما جِئْتَ به الحقُّ.
الراوي : أبان بن سليمان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6790 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

69 - كنْتُ عندَ طَلْحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ، فدخَلَ عليه رَجُلٌ فقالَ: يا أبا مُحمَّدٍ، واللهِ ما نَدْري، هذا اليَمانيُّ أعلَمُ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أم أنتُم؟ يَقولُ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما لم يَقُلْ -يَعني أبا هُرَيرةَ- فقالَ طَلْحةُ: واللهِ ما نشُكُّ أنَّه سمِعَ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما لم نَسمَعْ، وعلِمَ ما لم نَعلَمْ، إنَّا كنَّا قَومًا أغْنياءَ لنا بُيوتٌ وأهْلونَ، كنَّا نَأْتي نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طرَفَيِ النَّهارِ، ثمَّ نَرجِعُ، وكانَ أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه مِسْكينًا لا مالَ له ولا أهْلَ ولا ولَدَ، إنَّما كانَتْ يَدُه معَ يَدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ يَدورُ معَه حيثما دارَ، ولا نشُكُّ أنَّه قد علِمَ ما لم نَعلَمْ، وسمِعَ ما لم نَسمَعْ، ولم يَتَّهِمْه أحَدٌ منَّا أنْ يَقولَ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما لم يَقُلْ.
الراوي : مالك بن أبي عامر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6313 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

70 - أنَّ الوليدَ بنَ المغيرةِ جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقَرَأَ عليه القرآنَ، فكأنَّهُ رقَّ له، فبَلَغَ ذلك أبا جهلٍ، فأتاهُ فقالَ: يا عمُّ، إنَّ قومَكَ يَرونَ أنْ يَجمعوا لكَ مالًا. قالَ: لِمَ؟ قالَ: ليُعطوكَهُ؛ فإنَّكَ أَتيتَ مُحمَّدًا لتُعْرِضَ لما قِبَلهُ قالَ: قد عَلِمتْ قريشٌ أنِّي مِن أَكثرِها مالًا. قالَ: فقُلْ فيه قولًا يَبلُغُ قومَكَ أنَّكَ مُنكرٌ لها، أوْ أنَّكَ كارِهٌ له، قالَ: وماذا أقولُ؟ فواللهِ ما فيكم رَجلٌ أَعلمَ بالأشعارِ منِّي، ولا أَعلمَ برَجَزِهِ ولا بقَصيرِهِ منِّي، ولا بأشعارِ الجنِّ، واللهِ ما يُشبِهُ الَّذي يقولُ شيئًا مِن هذا، وواللهِ إنَّ لقولِهِ الَّذي يقولُ حلاوةً، وإنَّ عليه لطلاوةً، وإنَّه لمُنيرٌ أعلاهُ يَغدِقُ أسفلَهُ، وإنَّه ليَعلو وما يُعلى، وإنَّه ليَحْطِمُ ما تحتهُ. قالَ: لا يَرضى عنكَ قومُكَ حتَّى تقولَ فيه. قالَ: فدَعْني حتَّى أُفكِّرَ، فلمَّا فَكَّرَ قالَ: هذا سِحْرٌ يؤثَرُ يَأثِرهُ عنْ غيرِهِ، فنَزَلَتْ: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} [المدثر: 11].
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3918 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد على شرط البخاري

71 - بيْنَما رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالِسٌ مع أصحابِهِ يُحَدِّثُهم، إذ قامَ فدَخَل، فقامَ زَيدٌ فجَلَس في مَجلِسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجَعَل يُحَدِّثُهُم عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ إذْ مُرَّ بلَحمٍ هَدِيَّةٍ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ القَومُ لزَيدٍ -وكان أحدَثَهُم سِنًّا-: يا أبا سَعيدٍ، لو قُمتَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأقْرَأْتَه مِنَّا السَّلامَ، وتَقولُ له: يَقولُ لكَ أصحابُكَ: إنْ رَأيتَ أنْ تَبعَثَ إلينا مِن هذا اللَّحمِ، فقالَ: ارجِعْ إليهم؛ فقدْ أكَلوا لَحمًا بعْدَكَ، فجاءَ زَيدٌ فقالَ: قدْ بَلَّغتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الَّذي أرسَلتُموني، فقالَ: ارجِعْ إليهم فقدْ أكَلوا لَحمًا بعْدَكَ، فقالَ القومُ: ما أكَلْنا لَحمًا، وإنَّ هذا الأمرَ حَدَثٌ، فانطَلِقوا بِنا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَسألُه: ما هذا؟ فجاؤوا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: يا رَسولَ اللهِ، أرسَلْنا إليكَ في اللَّحمِ الَّذي جاءكَ، فزَعَم زَيدٌ أنَّهم قدْ أكلوا لَحمًا، فوالله ما أكَلْنا لَحمًا، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كأنِّي أنظُرُ إلى خَضِرَةِ لَحمِ زَيدٍ في أسنانِكم، فقالوا: أيْ رَسولَ اللهِ، فاستَغفِرْ لنا، قالَ: فاستَغفَرَ لهم.
الراوي : [زيد بن ثابت] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8030 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

72 - عنِ ابنِ عَبَّاسٍ قالَ: كان عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يَدعوني مع أصحابِ مُحَمَّد صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَقولُ لي: لا تَتكَلَّمْ حتَّى يَتَكَلَّموا، قالَ: فدَعاهُم وسَألَهُم عنْ لَيلةِ القَدرِ، قالَ: أرَأيتُم قَولَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الْتَمِسوها في العَشرِ الأواخِرِ أيُّ لَيلةٍ تَرَونَها؟ قالَ: فقالَ بَعضُهم: لَيلةَ إحدى، وقالَ بَعضُهم: لَيلةَ ثَلاثٍ، وقالَ آخَرُ: خَمسٍ، وأنا ساكِتٌ فقالَ: ما لكَ لا تَتكَلَّمُ؟ فقلت: إنْ أَذِنتَ لي -يا أميرَ المُؤمِنين- تَكلَّمتُ، قالَ: فقالَ: ما أرسَلتُ إليكَ إلَّا لتَكَلَّمَ، قالَ: فقُلتُ: أُحَدِّثُكم برأيٍ؟ قالَ: عنْ ذلكَ نَسألُكَ، قالَ: فقُلتُ: السَّبعُ، رَأيتُ اللهَ ذَكَر سَبْعَ سَمَواتٍ، ومِنَ الأرَضِين سَبعًا، وخَلَق الإنسانَ مِن سَبعٍ، وبَرَز نَبْتُ الأرضِ، قالَ: فقالَ: هذا أخبَرتَني ما أعلَمُ، أرأيتَ ما لا أعلَمُ من قَولِكَ نَبتُ الأرضِ سَبعٌ؟ قالَ: قُلتُ: إنَّ اللهَ يَقولُ: {شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا} إلى قَولِه: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: 26-31] والأَبُّ نَبتُ الأرضِ ممَّا يَأكُلُه الدَّوابُّ ولا يَأكُلُه النَّاسُ، قالَ: فقالَ عُمَرُ: أعجَزتُم أن تَقولوا كما قالَ هذا الغُلامُ الَّذي لم يَجتَمِعْ شُؤونُ رَأسِه بَعدُ؟! إنِّي -واللهِ- ما أرى القَولَ إلَّا كما قُلتَ، قالَ: وقالَ: قد كُنتُ أمَرتُكَ ألَّا تَتكَلَّمَ حتَّى يَتكَلَّموا، وإنِّي آمرُكَ أن تَتكَلَّمَ معهم.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1617 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

73 - قالَ: لَمَّا استُعِزَّ برَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنا عندَهُ في نفَرٍ مِن المُسلِمينَ دَعَا بِلالٌ إلى الصَّلاةِ، فقال: مُرُوا مَن يُصَلِّي بالنَّاسِ، فخَرَجْتُ، فإذا عُمَرُ في النَّاسِ، وكان أبو بَكْرٍ غائبًا، فقُلتُ: يا عُمَرُ، قُمْ فصَلِّ بالناسِ، فقامَ، فلمَّا كبَّرَ سَمِعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَوْتَهُ، وكانَ عُمَرُ رَجُلًا جَهيرًا، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فأينَ أبو بَكْرٍ؟! يأْبَى اللهُ والمُسلِمونَ ذلك. فبَعَثَ إلى أبي بَكْرٍ، فجاءَ بعدَ أنْ صلَّى عُمَرُ تِلكَ الصَّلاةَ، فصَلَّى بالنَّاسِ، قال عَبْدُ اللهِ بنُ زَمْعَةَ، فقالَ عُمَرُ: وَيْحَكَ! ماذا صَنَعْتَ بي يا ابْنَ زَمْعَةَ؟ واللهِ ما ظَنَنْتُ حينَ أَمَرْتَني إلَّا أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَكَ بذلك، ولَوْلا ذلك ما صَلَّيْتُ، قلْتُ: واللهِ ما أمَرَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولكِنْ حينَ لَمْ أرَ أبا بَكْرٍ رأيْتُكَ أحَقَّ مَن حَضَرَ بالصَّلاةِ بالنَّاسِ.
الراوي : عبدالله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6868 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

74 - عنِ الحجَّاجِ بنِ ذي الرُّقَيْبةِ بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ كَعبِ بنِ زُهَيرِ بنِ أبي سُلْمى المُزَنيِّ، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّه، قالَ: خرَجَ كَعبٌ وبُجَيرٌ ابْنا زُهَيرٍ حتَّى أتَيا أبرَقَ العزَّافِ، فقالَ بُجَيرٌ لكَعبٍ: اثبُتْ في عجَلِ هذا المكانِ حتَّى آتيَ هذا الرَّجلَ، يَعني رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسمَعَ ما يَقولُ، فثبَتَ كَعبٌ وخرَجَ بُجَيرٌ، فجاءَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فعرَضَ عليه الإسْلامَ، فأسلَمَ، فبلَغَ ذلك كَعبًا، فقالَ: ألَا أبْلِغا عَنِّي بُجَيرًا رِسالةً ... على أيِّ شَيءٍ وَيحَ غَيرِكَ دلَّكَا على خُلُقٍ لم تُلفِ أمًّا ولا أبًا ... عليه ولم تُدرِكْ عليه أخًا لَكَا سَقَاكَ أبو بَكرٍ بكأسٍ رَوِيَّةٍ ... وأنْهَلَكَ المَأْمونُ منها وعَلَّكَا فلمَّا بلغَتِ الأبْياتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أهدَرَ دمَه، فقالَ: مَن لَقِيَ كَعبًا فلْيَقتُلْه، فكتَبَ بذلك بُجَيرٌ إلى أخيه يَذكُرُ له أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد أهدَرَ دمَه، ويقولُ له: النَّجاءَ وما أراكَ تَنفَلِتُ، ثمَّ كتَبَ إليه بعدَ ذلك: اعلَمْ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَأْتيه أحَدٌ يَشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ إلَّا قبِلَ ذلك، وأسقَطَ ما كانَ قبلَ ذلك، فإذا جاءَكَ كِتابي هذا فأسلِمْ وأقبِلْ، فأسلَمَ كَعبٌ وقالَ القَصيدةَ الَّتي يَمدَحُ فيها رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ أقبَلَ حتَّى أناخَ راحِلَتَه ببابِ مَسجِدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ دخَلَ المَسجِدَ ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معَ أصْحابِه مَكانَ المائدةِ منَ القَومِ مُتَحلِّقونَ معَه حَلْقةً دونَ حَلْقةٍ، يَلتفِتُ إلى هؤلاء مرَّةً، فيُحدِّثُهم، وإلى هؤلاء مرَّةً فيُحدِّثُهم، قالَ كَعبٌ: فأنَخْتُ راحِلَتي ببابِ المَسجِدِ، فعرَفْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالصِّفةِ، فتَخطَّيْتُ حتَّى جلَسْتُ إليه، فأسلَمْتُ، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، الأمانَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ومَن أنتَ؟ قُلْتُ: أنا كَعبُ بنُ زُهَيرٍ، قالَ: الَّذي تَقولُ، ثمَّ التَفَتَ إلى أبي بَكرٍ، فقالَ: كيف قالَ يا أبا بَكرٍ؟ فأنشَدَه أبو بَكرٍ: سَقاكَ أبو بَكرٍ بكأسٍ رَويَّةٍ ... وأنْهلَكَ المأمونُ منها وعلَّكَا قالَ: يا رَسولَ اللهِ، ما قُلْتُ هكذا، قالَ: وكيف قُلْتَ؟ قالَ: إنَّما قُلْتُ: سَقاكَ أبو بَكرٍ بكأْسٍ رَويَّةٍ ... وأنْهلَكَ المأْمورُ منها وعلَّكَا فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مأمورٌ واللهِ ثمَّ أنشَدَه القَصيدةَ كلَّها حتَّى أتَى على آخِرِها وأمْلاها على الحجَّاجِ بنِ ذي الرُّقَيْبةِ حتَّى أتَى على آخِرِها، وهي هذه القَصيدةُ: بانَتْ سُعادٌ فَقَلْبي اليَومَ مَتْبولُ ... مُتيَّمٌ عندَها لم يُفْدَ مَغْلولُ وما سَعادُ غَداةَ البَيْنِ إذْ رَحَلوا ... إلَّا أغَنُّ غَضيضُ الطَّرفِ مَكْحولُ تَجْلو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسَمَتْ ... كأنَّها مُنهَلٌ بالكأْسِ مَعْلولُ سحَّ السُّقاةُ عليه ماءَ مَحْنيةٍ ... مِن ماءِ أبطَحَ أمْسَى وهو مَشْمولُ تَنْفي الرِّياحُ القَذى عنه وأفْرَطَه ... مِن صَوبِ عاديةٍ بِيضٍ يَعالِيلُ سَقْيًا لَهَا خُلَّةٌ لَوْ أَنَّهَا صَدَقَتْ ... مَوْعُودَهَا وَلَوْ أَنَّ النُّصْحَ مَقْبُولُ لَكِنَّهَا خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِهَا ... فَجْعٌ وَوَلْعٌ وَإِخْلَافٌ وَتَبْدِيلُ فَمَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ تَكُونُ بِهَا ... كَمَا تَلَوَّنَ فِي أَثْوَابِهَا الغُولُ ولَا تَمَسَّكُ بِالوَصْلِ الَّذِي زَعَمَتْ ... إلَّا كَمَا يُمْسِكُ المَاءَ الغَرَابِيلُ كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا ... وَمَا مَوَاعِيدُهَا إلَّا الأَبَاطِيلُ فَلَا يَغُرَّنَّكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ ... إلَّا الأَمَانِيَّ وَالأَحْلَامَ تَضْلِيلُ أَمْسَتْ سُعَادُ بِأَرْضٍ مَا يُبَلِّغُهَا ... إلَّا الْعِتَاقُ النَّجِيبَاتُ الْمَرَاسِيلُ وَلَنْ يُبَلِّغَهَا إِلَّا عُذَافِرةٌ ... فِيهَا عَلَى الأَيْنِ إِرْقَالٌ وَتَبْغِيلُ مِنْ كُلِّ نَضَّاخةِ الذَّفْرَى إِذَا عَرِقَتْ ... عُرْضَتُهَا طَامِسُ الأَعْلَامِ مَجْهُولُ يَمْشِي القُرَادُ عَلَيهَا ثُمَّ يُزْلِقُهُ ... عنْهَا اللَّبَانُ وَأقْرَابٌ زَهَالِيلُ عَيْرَانةٌ قُذِفَتْ بِالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ ... وَمِرْفَقٍ عَنْ ضُلُوعِ الزُّورِ مَفْتُولُ كَأَنَّ مَا فَاتَ عَيْنَيْهَا وَمَذْبَحَهَا ... مِنْ خَطْمِهَا وَمِنَ اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّحْلِ ذَا خُصَلٍ ... بغَارِبٍ لم تُخوِّنْهُ الأَحَالِيلُ قَنْوَاءُ فِي حَرَّتَيْهَا لِلبَصِيرِ بِهَا ... عِتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الْخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ تَخْدي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهْيَ لَاهِيةٌ ... ذَاوَبِلٌ وَقْعُوهُنَّ الأَرْضَ تَحْلِيلُ حَرْفٌ أَبُوهَا أَخُوهَا مِنْ مُهَجَّنَةٍ ... وَعَمُّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شَمْلِيلُ سُمرُ العُجَايَاتِ يَتْرُكْنَ الْحَصَا زِيمًا ... مَا إِنْ يَقيهِنَّ حَدَّ الْأُكْمِ تَنْعِيلُ يَوْمًا تَظَلُّ حِدَابُ الأَرْضِ تَرفَعُهَا ... مِنَ اللَّوَامِعِ تَخْلِيطٌ وَتَزْيِيلُ كَأنَّ أَوْبَ يَدَيْهَا بَعْدَمَا نَجَدَتْ ... وَقَدْ تَلَفَّعَ بِالقُورِ العَسَاقِيلُ أَوْبُ يَدَيْ ثاكِلٍ شَمْطَاءَ مُعْوِلةً ... قَامَتْ تُجَاوِبُهَا شُمْطٌ مَثَاكِيلُ نُوَاحةٌ رَخْوةُ الضَّبْعَيْنِ لَيسَ لَهَا ... لَمَّا نَعَى بَكْرَهَا النَّاعُونَ مَعْقُولُ تَسْعَى الوُشَاةُ بدَفَّيْهَا وَقِيلِهِمُ ... بأنَّكَ يَا ابْنَ أَبِي سُلْمَى لَمَقْتُولُ خَلُّوا طَرِيقَ يَدَيْهَا لَا أَبَا لَكُمُ ... فَكُلُّ مَا قَدَّرَ الرَّحْمَنُ مَفْعُولُ كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ ... يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَنِي ... وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ فَقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِرًا ... وَالْعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبُولُ مَهْلًا رَسُولَ الَّذِي أَعْطَاكَ نَافِلَةَ ... الْقُرْآنِ فِيه مَوَاعِيظٌ وَتَفْصِيلُ لَا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوَالِ الوُشَاةِ وَلَمْ ... أُجْرِمْ وَلَوْ كَثُرَتْ عَنِّي الأقَاوِيلُ لَقَدْ أَقُومُ مَقَامًا لَوْ يَقُومُ لَهُ ... أَرَى وَأَسمَعُ مَا لَوْ يَسْمَعُ الْفِيلُ لَظَلَّ يُرْعَدُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ ... عِنْدَ الرَّسُولِ بِإِذْنِ اللهِ تَنْوِيلُ حَتَّى وَضَعْتُ يَمِينِي لَا أُنَازِعُهُ ... فِي كَفٍّ ذِي نَقِمَاتٍ قَوْلُهُ الْقِيلُ فَكَانَ أَخْوَفَ عِنْدِي إِذْ أُكَلِّمُهُ ... إِذْ قِيلَ إِنَّكَ مَنْسُوبٌ وَمَسْؤُولُ مِنْ خَادِرٍ شَبَّكَ الأنْيَابَ طَاعَ لَهُ ... بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ يَغْدُو فَيُلْحِمُ ضِرْغَامَيْنِ عِنْدَهُمَا ... لَحْمٌ مِنَ الْقَوْمِ مَنْثُورٌ خَرَادِيلُ مِنْهُ تَظَلُّ حَمِيرُ الْوَحْشِ ضَامِرَةً ... وَلَا تَمشَّى بِوَادِيهِ الأرَاجِيلُ وَلَا يَزَالُ بِوَادِيهِ أَخُو ثِقَةٍ ... مُطَرَّحُ الْبَزِّ وَالدِّرْسَانِ مَأْكُولُ إِنَّ الرَّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ ... وَصَارِمٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ مَسْلُولُ فِي فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ ... بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا زُولُوا زَالُوا فَمَا زَالَ أنْكاسٌ وَلَا كُشُفٌ ... عِنْدَ اللِّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ شُمُّ الْعَرَانِينِ أَبْطَالٌ لِباسُهُمُ ... مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ فِي الهَيْجَا سَرَابِيلُ بِيضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ ... كَأَنَّهَا حَلَقُ الْقَفْعَاءِ مَجْدُولُ يَمْشُونَ مَشْيَ الْجِمَالِ البُزْلِ يَعْصِمُهُم ... ضَرْبٌ إِذَا عَرَّدَ السُّودُ التَّنَابِيلُ لَا يَفْرَحُونَ إِذَا نَالَتْ رِمَاحُهُمُ ... قَوْمًا وَلَيْسوا مَجَازِيعًا إِذَا نِيلُوا مَا يَقَعُ الطَّعْنُ إِلَّا فِي نُحُورِهُمُ ... وَمَا لَهُمْ عَنْ حِيَاضِ الْمَوْتِ تَهْلِيلُ
الراوي : ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير بن أبي سلمى | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6638 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

75 - عن أبي سِباعٍ قالَ: اشترَيتُ ناقةً مِن دارِ واثِلةَ بنِ الأَسْقَعِ، فلمَّا خرَجْتُ بها أَدْرَكني واثِلةُ وهو يَجُرُّ إزارَهُ، فقالَ: يا عبدَ اللهِ، اشتريتَ؟ قلتُ: نَعَمْ، قالَ: بَيَّنَ لكَ ما فيها؟ قلتُ: وما فيها، إنَّها لسَمينةٌ ظاهرةُ الصِّحَّةِ؟ قالَ: أَردتَ بها سَفرًا أوْ أَردتَ بها لَحمًا؟ قلتُ: أَردتُ بها الحجَّ، قالَ: فارتَجِعْها، فقالَ صاحبُها: ما أَردتَ إلى هذا أَصلَحَكَ اللهُ تُفسِدُ عَلَيَّ؟ قالَ: إنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا يَحِلُّ لأَحدٍ يَبيعُ شيئًا، إلَّا بَيَّنَ ما فيه، ولا يَحِلُّ لمَنْ عَلِمَ ذلك إلَّا بيَّنَهُ.
الراوي : واثلة بن الأسقع | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2189 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

76 - خرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُرْدِفي إلى نُصُبٍ منَ الأنْصابِ، فذَبَحْنا له شاةً ووَضَعْناها في التَّنوُّرِ، حتَّى إذا نضِجَتِ استَخْرَجْناها فجَعَلْنا في سُفرَتِنا، ثمَّ أقبَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسيرُ وهو مُرْدِفي في أيَّامِ الحرِّ من أيَّامِ مكَّةَ، حتَّى إذا كنَّا بأعْلى الوادي لَقيَ فيه زَيدَ بنَ عَمْرِو بنِ نُفَيلٍ، فحَيَّا أحَدُهما الآخَرَ بتَحيَّةِ الجاهِليَّةِ، فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ما لي أَرَى قَومَكَ قد شَنِفوكَ؟» قالَ: أمَا واللهِ إنَّ ذلك منِّي لتَغيُّرِ ثائرةٍ كانَتْ منِّي إليهم، ولكنِّي أُراهُم على ضَلالةٍ، قالَ: فخرَجْتُ أبْتَغي هذا الدِّينَ حتَّى قدِمْتُ على أحْبارِ يَثرِبَ، فوجَدْتُهم يَعبُدونَ اللهَ ويُشْرِكونَ به، فقلْتُ: ما هذا بالدِّينِ الَّذي أبْتَغي، فخرَجْتُ حتَّى أقدَمَ على أحْبارِ خَيبَرَ، فوجَدْتُهم يَعبُدونَ اللهَ ويُشْرِكونَ به، فقلْتُ: ما هذا بالدِّينِ الَّذي أبْتَغي، فخرَجْتُ حتَّى أقدَمَ على أحْبارِ أيْلةَ، فوجَدْتُهم يَعبُدونَ اللهَ ويُشْرِكونَ به، فقلْتُ: ما هذا بالدِّينِ الَّذي أبْتَغي، فقالَ لي حَبرٌ من أحْبارِ الشَّامِ: إنَّكَ تَسألُ عن دِينٍ ما نَعلَمُ أحَدًا يَعبُدُ اللهَ إلَّا شَيْخًا بالجَزيرةِ، فخرَجْتُ حتَّى قدِمْتُ إليه، فأخبَرْتُه الَّذي خرَجْتُ له، فقالَ: إنَّ كلَّ مَن رأيْتَه في ضَلالةٍ؛ إنَّكَ تَسألُ عن دِينٍ هو دِينُ اللهِ، ودِينُ مَلائكتِه، وقد خرَجَ في أرْضِكَ نَبيٌّ أو هو خارِجٌ، يَدْعو إليه، ارجِعْ إليه وصَدِّقْه واتَّبِعْه، وآمِنْ بما جاءَ به، فرجَعْتُ فلم أُحسِنْ شَيئًا بعدُ، فأناخَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَعيرَ الَّذي كان تحتَه، ثمَّ قدَّمْنا إليه السُّفرةَ الَّتي كان فيها الشِّواءُ، فقالَ: ما هذا؟ فقُلْنا: «هذه شاةٌ ذَبَحْناها لنُصُبِ كذا وكذا»، فقالَ: إنِّي لا آكُلُ ما ذُبِحَ لغَيرِ اللهِ، وكانَ صَنمًا من نُحاسٍ يُقالُ له: إسافُ ونائلةُ يَتمسَّحُ به المُشْرِكونَ إذا طافوا، فطافَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وطُفْتُ معَه، فلمَّا مرَرْتُ مسَحْتُ به، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا تمَسَّه»، قالَ زَيدٌ: فطُفْنا، فقلْتُ في نَفْسي: لأمَسَّنَّه حتَّى أنظُرَ ما يَقولُ، فمسَحْتُه، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ألم تُنْهَ؟» قالَ زَيدٌ: فوالَّذي أكرَمَه وأنزَلَ عليه الكِتابَ ما استَلَمْتُ صَنَمًا حتَّى أكرَمَه اللهُ بالَّذي أكرَمَه، وأنزَلَ عليه الكِتابَ، وماتَ زَيدُ بنُ عَمْرِو بنِ نُفَيلٍ قبلَ أنْ يُبعَثَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يَأْتي يومَ القيامةِ أُمَّةً وَحدَه».
الراوي : زيد بن حارثة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5031 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

77 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَثَه حارِسًا، حتَّى إذا كانَ في وَجهِ الصُّبحِ أقبَلَ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «هذا صاحِبُكم قد أقبَلَ يَقطَعُ عليكم»، ثمَّ أتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «أنزَلْتَ اللَّيلةَ عن فرَسِكَ؟» قالَ: لا واللهِ يا نَبيَّ اللهِ إلَّا قاضيَ حاجةٍ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا تُبالِ ألَّا تَعمَلَ بعدَ هذا».
الراوي : أبو مرثد الغنوي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5053 | خلاصة حكم المحدث : هذه فضيلة سنية لأبي مرثد الغنوي تفرد به أولاد يحيى بن حمزة الدمشقي عن آبائهم، عن الأوزاعي وكلهم ثقات.

78 - عنْ ثَعْلَبةَ بنِ عَبَّادٍ العَبْديِّ -مِن أهْلِ البَصرةِ-، أنَّه شَهِدَ خُطبةً يَومًا لسَمُرةَ بنِ جُندُبٍ، فذَكَر في خُطبَتِه، قالَ سَمُرةُ: بيْنَما أنا يَومًا وغُلامٌ منَ الأنصارِ نَرمي غَرَضًا لنا على عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى إذا كانتِ الشَّمسُ على قِيدِ رُمحَينِ، أو ثَلاثةٍ في عَينِ النَّاظِرِ منَ الأُفُقِ اسوَدَّتْ حتَّى آضَتْ كأنَّها تَنُّومةٌ، فقالَ أحَدُنا لصاحِبِه: انطَلِقْ بنا إلى المَسجِدِ؛ فواللهِ لتُحدِثَنَّ شَأنُ هذه الشَّمسِ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أُمَّتِه حَدَثًا، فدَفَعْنا إلى المَسجِدِ، فإذا هو بارِزٌ، فوافَقْنا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين خَرَج إلى النَّاسِ. قالَ: فتَقَدَّم فصَلَّى بِنا كأطوَلِ ما قام بنا في صَلاةٍ قَطُّ، لا نَسمَعُ له صَوتَه، ثمَّ رَكَع بِنا كأطوَلِ ما رَكَع بِنا في صَلاةٍ قَطُّ، لا نَسمَعُ له صَوتَه، ثمَّ سَجَد بنا كأطوَلِ ما سَجَد بِنا في صَلاةٍ قَطُّ، لا نَسمَعُ له صَوتَه، قالَ: ثمَّ فَعَل في الرَّكعةِ الثَّانِيةِ مِثلَ ذلكَ، قالَ: فوافَقَ تَجِلِّي الشَّمسِ جُلوسَه في الرَّكعةِ الثَّانِيةِ، قالَ: ثمَّ سَلَّم، فحَمِدَ اللهَ وأثنى عليه، وشَهِدَ أن لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وشَهِدَ أنَّه عَبدُه ورَسولُه، ثمَّ قالَ: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّما أنا بَشَرٌ ورَسولُ اللهِ، فأُذَكِّركُمُ اللهَ، إنْ كُنتُم تَعلَمون أنِّي قَصَّرتُ عنْ شَيءٍ من تَبليغِ رِسالاتِ رَبِّي لَمَا أخبَرتُموني حتَّى أُبَلِّغَ رِسالاتِ رَبِّي كما يَنبَغي لها أن تُبَلَّغَ، وإنْ كُنتُم تَعلَمون أنِّي قد بَلَّغتُ رِسالاتِ رَبِّي لَمَا أخبَرتُموني. قالَ: فقام النَّاسُ، فقالوا: نَشهَدُ أنَّكَ قد بَلَّغتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، ونَصَحتَ لأُمَّتِكَ، وقَضَيتَ الَّذي عليكَ، قالَ: ثمَّ سَكَتوا، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَّا بَعدُ: فإنَّ رِجالًا يَزعُمون أنَّ كُسوفَ هذه الشَّمسِ، وكُسوفَ هذا القَمَرِ، وزَوالَ هذه النُّجومِ عنْ مَطالِعِها؛ لمَوتِ رِجالٍ عُظَماءَ من أهلِ الأرضِ، وإنَّهُم كَذَبوا، ولكِنْ آياتٌ من آياتِ اللهِ، يَفتِنُ بها عِبادَه؛ ليَنظُرَ مَن يُحدِثُ منهم تَوبةً، واللهِ لقد رَأيتُ مُنذُ قُمتُ أُصَلِّي ما أنتم لَاقُون في دُنياكُم وآخِرَتِكُم، وإنَّه -واللهِ- لا تَقومُ السَّاعةُ حتَّى يَخرُجَ ثَلاثون كَذَّابًا، آخِرُهُمُ الأعورُ الدَّجَّالُ: مَمسوحُ العَينِ اليُسرى كأنَّها عَينُ أبي تِحْيَى -لشَيخٍ منَ الأنصارِ-، وإنَّه متى خَرَج فإنَّه يَزعُمُ أنَّه اللهُ؛ فمَن آمَنَ به وصَدَّقَه واتَّبَعَه فليس يَنفَعُه صالِحٌ من عَمَلٍ سَلَف، ومَن كَفَر به وكَذَّبه فليس يُعاقَبُ بشَيءٍ من عَمَلِه سَلَف، وإنَّه سيَظهَرُ على الأرضِ كُلِّها إلَّا الحَرمَ، وبَيتَ المَقدِسِ، وإنَّه يَحصُرُ المُؤمِنين في بَيتِ المَقدِسِ فيُزَلزَلون زِلزالًا شَديدًا، فيَهزِمُه اللهُ وجُنودَه، حتَّى إنَّ جِذْمَ الحائطِ، أو أصلَ الشَّجَرةِ لَيُنادي: يا مُؤمِنُ: هذا كافِرٌ يَستَتِرُ بي تَعالَ اقتُلْهُ. قالَ: فلَن يَكونَ ذلكَ حتَّى تَرَون أمورًا يَتفاقَمُ شَأنُها في أنفُسِكُم تَسألون بيْنَكُم: هل كان نَبِيُّكُم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَر لَكُم منها ذِكرًا، وحَتَّى تَزولَ جِبالٌ عنْ مَراسِيها، ثمَّ على أثَرِ ذلكَ القَيضُ، وأشارَ بيَدِه، قالَ: ثمَّ شَهِدتُ خُطبةً أُخرى قالَ: فذَكَر هذا الحَديثَ، ما قَدَّمَها ولا أَخَّرَها.
الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1247 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

79 - لَقدْ سَمِعْتُ مِن فِي رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَديثًا، لو لمْ أسمَعْهُ إلَّا مرَّةً أو مرَّتَيْنِ -حتَّى عَدَّ سَبْعًا- ولكِنِّي سمِعْتُه أكثرَ مِن ذلكَ، قالَ: كان الكِفْلُ مِن بَني إسرائيلَ لا يَتوَرَّعُ عنْ ذنْبٍ عمِلَه، فأتَتْهُ امرأةً فأعطاها سِتِّينَ دِينارًا على أنْ يَطَأَها، فلَمَّا قَعَدَ منها مَقْعَدَ الرُّجلِ مِن امرأتِهِ أَرْعَدَتْ فبَكَتْ، فقالَ: ما يُبكِيكِ، أكْرَهتُكِ؟ قالتْ: لا، ولكنْ هذا عمَلٌ لم أعمَلْهُ قَطُّ، وإنَّما حَمَلني عليه الحاجةُ، قالَ: فتَفعلِينَ هذا ولَمْ تَفْعليهِ قَطُّ؟! قالَ: ثمَّ نزَلَ، فقالَ: اذهَبِي والدَّنانيرُ لَكِ، قالَ: ثُمَّ قالَ: واللهِ لا يَعصِي الكِفْلُ ربَّهُ أبدًا، فماتَ مِن لَيلتِه، وأصبحَ مَكتوبًا على بابِهِ: قدْ غُفِرَ للكِفْلِ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7860 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

80 - ألَا كلُّ نَبيٍّ قدْ أنذَرَ أُمَّتَه الدَّجَّالَ، وإنَّه يوْمَه هذا قدْ أكَلَ الطَّعامَ، وأنِّي عاهدٌ عهْدًا لم يَعهَدْه نَبيٌّ لأُمَّتِه قبْلي، ألَا إنَّ عَيْنَه اليُمْنى مَمسوحةُ الحَدَقةِ كأنَّها نُخاعةٌ في جنْبِ حائطٍ، ألَا وإنَّ عَيْنَه اليُسرى كأنَّها كَوكبٌ دُرِّيٌّ، معه مِثلُ الجنَّةِ ومِثلُ النَّارِ؛ فالنَّارُ رَوضةٌ خَضراءُ، والجنَّةُ غَبْراءُ ذاتُ دُخَانٍ، ألَا وإنَّ بيْن يَدَيه رجُلَين يُنذِرانِ أهلَ القُرى، كلَّما دَخَلا قَريةً أنْذَرا أهْلَها، فإذا خَرَجا منها دخَلَها أوَّلُ أصحابِ الدَّجَّالِ، ويَدخُلُ القُرى كلَّها غيْرَ مكَّةَ والمدينةِ؛ حُرِّما عليه، والمؤمنونُ مُتفرِّقون في الأرضِ، فيَجمَعُهم اللهُ له، فيَقولُ رجُلٌ مِنَ المُؤمنينَ لأصحابِه: لَأنطَلِقَنَّ إلى هذا الرَّجلِ، فلَأنْظُرَنَّ أهو الَّذي أنْذَرَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمْ لا، ثمَّ ولَّى، فقال له أصحابُه: واللهِ لا نَدَعُك تأْتِيه، ولوْ أنَّا نَعلَمُ أنَّه يَقتُلُك إذا أتَيْتَه خَلَّينا سَبيلَك، ولكنَّا نَخافُ أنْ يَفتِنَك، فأبى عليهم الرَّجلُ المؤمنُ إلَّا أنْ يَأتِيَه، فانطَلَقَ يَمْشي حتَّى أتى مَسْلحةً مِن مَسالِحِه، فأخَذوه فسَألوه: ما شأْنُكَ وما تُريدُ؟ قال لهم: أُرِيدُ الدَّجَّالَ الكذَّابَ، قالوا: إنَّكَ تقولُ ذلكَ؟! قال: نعمْ، فأرْسَلوا إلى الدَّجَّالِ: إنَّا قدْ أخَذْنا مَن يَقولُ كذا وكذا، فنَقتُلُه أو نُرسِلُه إليكَ؟ قال: أرْسِلوه إلَيَّ، فانطُلِقَ به حتَّى أُتِيَ به الدَّجَّالَ، فلمَّا رآهُ عَرَفه؛ لنَعتِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له الدَّجَّالُ: ما شأنُكَ؟ فقال له العبدُ المؤمنُ: أنتَ الدَّجَّالُ الكذَّابُ الَّذي أنْذَرَناكَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال له الدَّجَّالُ: أنتَ تقولُ هذا؟! قال: نعمْ، قال له الدَّجَّالُ: لَتُطِيعَنِّي فيما أمرْتُكَ، وإلَّا لَأشُقَّنَّك شِقَّينِ، فنادى العبدُ المؤمنُ، فقال: أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، فمَن عصاهُ فهو في الجنَّةِ، ومَن أطاعهُ فهو في النَّارِ، فقال له الدَّجَّالُ: والَّذي أحلِفُ به لَتُطِيعَنِّي أو لَأشُقَّنَّك شِقَّينِ، فنادى العبدُ المؤمنُ فقال: أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، فمَن عصاهُ فهو في الجنَّةِ، ومَن أطاعهُ فهو في النَّارِ، فمَدَّ برِجلِه فوضَعَ حَديدةً على عَجْبِ ذَنَبِه، فشَقَّه شِقَّين، فلمَّا فعَلَ به ذلكَ، قال الدَّجَّالُ لِأوليائهِ: أرأيْتُم إنْ أحْيَيْتُ هذا لكمْ، ألسْتُم تَعلَمون أنِّي ربُّكم؟ قالوا: بَلى. قال عطيَّةُ: فحدَّثَني أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ضرَب إحْدى شِقَّيه أو الصَّعيدَ عنده، فاسْتوى قائمًا، فلمَّا رآهُ أوْلياؤه صدَّقوه وأيْقَنوا بأنَّه ربُّهم، وأجابوهُ واتَّبعوه، قال الدَّجَّالُ للعبدِ المؤمنِ: ألَا تُؤمِنُ بي؟ قال له المؤمنُ: لَأنا أشدُّ الآنَ فيكَ بَصيرةً مِن قبْلُ، ثمَّ نَادى في النَّاسِ: ألَا إنَّ هذا هذا المسيحُ الكذَّابُ، فمَن أطاعهُ فهو في النَّارِ، ومَن عصاهُ فهو في الجنَّةِ، فقال الدَّجَّالُ: والَّذي أحلِفُ به لَتُطِيعَنِّي أو لَأذْبَحَنَّك أو لَأُلقِيَنَّكَ في النَّارِ، فقال له المؤمنُ: واللهِ لا أُطِيعُك أبدًا، فأمَرَ به، فأُضْجِعَ. قال: فقال لي أبو سَعيدٍ: إنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ثمَّ جَعَل صَفيحتينِ مِن نُحاسٍ بيْن تَراقِيه ورَقَبتِه، قال: وقال أبو سَعيدٍ: ما كُنتُ أدْري ما النُّحاسُ قبْلَ يومئذٍ، فذهَبَ لِيَذبَحَه، فلم يَستطِعْ ولم يُسلَّطْ عليه بعْدَ قتْلِه إيَّاهُ. قال: فإنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فأخَذَ بيَدَيْه ورِجلَيْه، فألقاهُ في الجنَّةِ، وهي غَبْراءُ ذاتُ دُخَانٍ يَحسَبُها النَّارَ، فذلكَ الرَّجلُ أقرَبُ أُمَّتي منِّي درَجةٍ، قال: فقال أبو سَعيدٍ: ما كان أصحابُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَحسَبون ذلكَ الرَّجلَ إلَّا عُمرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه حتَّى سَلَك عُمرُ سَبيلَه. قال: ثمَّ قُلتُ له: فكيْف يَهلِكُ؟ قال: اللهُ أعلمُ، قال: فقُلتُ: أُخبِرْتُ أنَّ عِيسى ابنَ مَرْيمَ عليه السَّلامُ هو يُهلِكُه، فقال: اللهُ أعلمُ، غيْرَ أنَّه يُهلِكُه اللهُ ومَن تَبِعَه، قال: قُلتُ: فمَن يكونُ بعْدَه، قال: حدَّثَني نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّهم يَغرِسون بعْدَه الغُروسَ، ويتَّخِذون مِن بعْدِه الأموالَ، قال: قُلتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ الدَّجَّالِ يَغرِسون بعْدَه الغُروسَ، ويتَّخِذون مِن بعْدِه الأموالَ؟! قال: نعمْ، حدَّثَني بذلك رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8846 | خلاصة حكم المحدث : هذا أعجب حديث في ذكر الدجال تفرد به عطية بن سعد، عن أبي سعيد الخدري ولم يحتج الشيخان بعطية

81 - عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ حَارِثَةُ بْنُ شَرَاحِيلَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً فِي طَيِّئٍ مِنْ نَبْهَانَ فَأَوْلَدَهَا جَبَلَةَ وَأَسْمَاءَ وَزَيْدًا، فَتُوُفِّيَتْ وَأَخْلَفَتْ أَوْلَادَهَا فِي حِجْرِ جَدِّهِمْ لِأَبِيهِمْ، وَأَرَادَ حَارِثَةُ حَمْلَهُمْ، فَأَتَى جَدُّهُمْ فَقَالَ: مَا عِنْدَنَا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُمْ، فَتَرَاضَوْا إِلَى أَنْ حَمَلَ جَبَلَةَ وَأَسْمَاءَ وَخَلَّفِ زَيْدًا، وَجَاءَتْ خَيْلٌ مِنْ تِهَامَةَ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ فَأَغَارَتْ عَلَى طَيِّئٍ، فَسَبَتْ زَيْدًا فَصَيَّرُوهُ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَبْلِ أَنِ يُبْعَثَ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «يَا خَدِيجَةُ، رَأَيْتُ فِي السُّوقِ غُلَامًا مِنْ صِفَتِهِ كَيْتَ وَكَيْتَ» ـ يَصِفُ عَقْلًا وَأَدَبًا وَجَمَالًا ـ لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَاشْتَرَيْتُهُ" فَأَمَرَتْ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ فَاشْتَرَاهُ مِنْ مَالِهَا، فَقَالَ: «يَا خَدِيجَةُ، هَبِي لِي هَذَا الْغُلَامَ بِطِيبٍ مِنْ نَفْسِكِ» فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ، أَرَى غُلَامًا وَضِيئًا وَأَخَافُ أَنْ تَبِيعَهُ أَوْ تَهِبَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مُوَفَّقَةُ، مَا أَرَدْتُ إِلَّا لَأَتَبَنَّاهُ» فَقَالَتْ: نَعَمْ، يَا مُحَمَّدُ فَرَبَّاهُ وَتَبَنَّاهُ، فَكَانَ يُقَالُ لَهُ: زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ فَنَظَرَ إِلَى زَيْدٍ فَعَرَفَهُ، فَقَالَ: أَنْتَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، قَالَ: لَا، أَنَا زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: لَا، بَلْ أَنْتَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مِنْ صِفَةِ أَبِيكَ وَعُمُوَمَتِكَ وَأَخْوَالِكَ كَيْتَ وَكَيْتَ، قَدْ أَتْعَبُوا الْأَبْدَانَ وَأَنْفِقُوا الْأَمْوَالَ فِي سَبِيلِكَ، فَقَالَ زَيْدٌ: أَحِنُّ إِلَى قَوْمِي وَإِنْ كُنْتُ نَائِيًا ... فَإِنِّي قَطِينُ الْبَيْتِ عِنْدَ الْمَشَاعِرِ وَكُفُّوا مِنَ الْوَجْهِ الَّذِي قَدْ شَجَاكُمْ ... وَلَا تَعْمَلُوا فِي الْأَرْضِ فِعْلَ الْأَبَاعِرِ فَإِنِّي بِحَمْدِ اللَّهَ فِي خَيْرَ أُسْرَةٍ ... خِيَارَ مَعْدٍ كَابِرًا بَعْدَ كَابِرِ فَقَالَ حَارِثَةُ لَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِ: بَكَيْتُ عَلَى زَيْدٍ وَلَمْ أَدْرِ مَا فَعَلْ ... أَحَيٌّ فَيُرْجَى أَمْ أَتَى دُونَهُ الْأَجَلْ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَسَائِلٌ ... أَغَالَكَ سَهْلُ الْأَرْضِ أَمْ غَالَكَ الْجَبَلْ فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ لَكَ الدَّهْرَ رَجْعَةٌ ... فَحَسْبِي مِنَ الدُّنْيَا رُجُوعُكَ لِي بَجَلْ تُذَكِّرُنِيهِ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا ... وَيَعْرِضُ لِي ذِكْرَاهُ إِذْ عَسْعَسَ الطَّفَلْ وَإِذْ هَبَّتِ الْأَرْوَاحُ هَيَّجْنَ ذِكْرَهُ ... فَيَا طُولَ أَحْزَانِي عَلَيْهِ وَيَا وَجَلْ سَأُعْمِلُ نَصَّ الْعِيسِ فِي الْأَرْضِ جَاهِدًا ... وَلَا أَسْأَمُ التَّطْوَافَ أَوْ تَسْأَمُ الْإِبِلْ فَيَأْتِيَ أَوْ تَأْتِي عَلَيَّ مَنِيَّتِي ... وَكُلُّ امْرِئٍ فَانٍ وَإِنْ غَرَّهُ الْأَمَلْ فَقَدِمَ حَارِثَةُ بْنُ شَرَاحِيلَ إِلَى مَكَّةَ فِي إِخْوَتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَنَاءِ الْكَعْبَةِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَى زَيْدٍ عَرَفُوهُ وَعَرَفَهُمْ وَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِمْ إِجْلَالًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا لَهُ: يَا زَيْدُ، فَلَمْ يُجِبْهُمْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ هَؤُلَاءِ يَا زَيْدُ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا أَبِي، وَهَذَا عَمِّي، وَهَذَا أَخِي، وَهَؤُلَاءِ عَشِيرَتِي، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُمْ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ يَا زَيْدُ» فَقَامَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمُوا عَلَيْهِ ثُمَّ قَالُوا لَهُ: امْضِ مَعَنَا يَا زَيْدُ، فَقَالَ: مَا أُرِيدُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَلًا وَلَا غَيْرِهِ أَحَدًا، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّا مُعْطُوكَ بِهَذَا الْغُلَامِ دِيَاتٍ، فَسَمِّ مَا شِئْتَ فَإِنَّا حَامِلُوهُ إِلَيْكَ، فَقَالَ: «أَسْأَلُكُمْ أَنْ تَشْهَدُوا أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي خَاتَمُ أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَأُرْسِلُهُ مَعَكُمْ» فَتَابُوا وَتَلَكَّئُوا وَتَلَجْلَجُوا، فَقَالُوا: تَقْبَلُ مِنَّا مَا عَرَضْنَا عَلَيْكَ مِنَ الدَّنَانِيرِ، فَقَالَ لَهُمْ: «هَا هُنَا خَصْلَةٌ غَيْرُ هَذِهِ قَدْ جَعَلْتُ الْأَمْرَ إِلَيْهِ، فَإِنْ شَاءٍٍٍٍَ فَلْيَقُمْ، وَإِنْ شَاءَ فَلْيَدْخُلْ» قَالُوا: مَا بَقِيَ شَيْءٌ؟ قَالُوا: يَا زَيْدُ، قَدْ أَذِنَ لَكَ الْآنَ مُحَمَّدٌ فَانْطَلِقْ مَعَنَا، قَالَ: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ مَا أُرِيدُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَلًا وَلَا أُؤْثِرُ عَلَيْهِ وَالِدًا وَلَا وَلَدًا، فَأَدَارُوهُ وَأَلَاصُوهُ وَاسْتَعْطَفُوهُ وَأَخْبَرُوهُ مِنْ وَرَائِهِ مِنْ وُجْدِهِمْ، فَأَبَى وَحَلَفَ أَنْ لَا يَلْحَقَهُمْ، قَالَ حَارِثَةُ: أَمَّا أَنَا فَأُوَاسِيكَ بِنَفْسِي أَنَا أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَبَى الْبَاقُونَ
الراوي : أسامة بن زيد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5020 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

82 - عنْ مُحمَّدِ بنِ صاعدٍ، قالَ: خاصَمَ ابنُ أبي الفُراتِ مَوْلى أُسامةَ بنِ زَيْدٍ الحَسَنَ بنَ أُميَّةَ، ونازَعَه، فقال لهُ ابنُ أبي الفُراتِ في كَلامِه: يا ابنَ بَرَكةَ، يُريدُ أُمَّ أيْمنَ، فقالَ الحَسَنُ: اشْهَدُوا، ورَفَعَه إلى أبي بَكْرِ بنِ مُحمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، وهو يومَئِذٍ قاضي المدينةِ، وقَصَّ عليهِ القِصَّةَ، فقال أبو بَكْرٍ لابنِ أبي الفُرَاتِ: ما أردْتَ بقولِكَ له: يا ابنَ بَرَكةَ؟ فقال: سَمَّيْتُها باسمِها. قال أبو بَكرٍ: إنَّما أردْتَ بهذا التَّصغيرَ بها، وحالُها مِن الإسلامِ حالُها، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ لها: يا أُمَّهْ، ويا أُمَّ أيْمَنَ، لا أقالَني اللهُ عزَّ وجلَّ إنْ أَقَلْتُكَ. فضَرَبَه سَبعينَ سَوْطًا.
الراوي : أبو بكر بن مُحمَّد بن عمرو بن حزم | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7108 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

83 - عنْ عُرْوةَ قالَ: لَمَّا ماتَ مُعاويةُ تَثاقَلَ عَبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيرِ عنْ طاعةِ يَزيدَ بنِ مُعاويةَ، وأظهَرَ شَتمَه، فبلَغَ ذلك يَزيدَ، فأقسَمَ لا يُؤْتى به إلَّا مَغْلولًا ولا أُرسِلُ إليه، فقيلَ لابنِ الزُّبَيرِ: ألَا نَصنَعُ لكَ أغْلالًا مِن فِضَّةٍ تَلبَسُ بها الثَّوبَ، وتبَرُّ قَسَمَه، فالصُّلحُ أجمَلُ، فقالَ: لا أبَرَّ اللهُ قسَمَه، ثمَّ قالَ: ولا ألِينُ لغيرِ الحقِّ أُنْمُلةً ... حتَّى يَلينَ لضِرْسِ الماضِغِ الحَجَرُ. ثمَّ قالَ: واللهِ لضَرْبةٌ بسَيفٍ في عزٍّ أحَبُّ إليَّ مِن ضَربةٍ بسَوطٍ في ذُلٍّ، ثمَّ دَعا إلى نفْسِه، وأظهَرَ الخِلافَ ليَزيدَ بنِ مُعاويةَ، فوجَّهَ إليه يَزيدُ بنُ مُعاويةَ مُسلِمَ بنَ عُقْبةَ المُرِّيَّ في جَيشِ أهْلِ الشَّامِ، وأمَرَه بقِتالِ أهْلِ المَدينةِ، فإذا فرَغَ مِن ذلك سارَ إلى مكَّةَ، قالَ: فدخَلَ مُسلِمُ بنُ عُقْبةَ المَدينةَ، وهرَبَ منه يومَئذٍ بَقايا أصْحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعبَثَ فيها وأسرَفَ في القَتلِ، ثمَّ خرَجَ منها، فلمَّا كانَ في بَعضِ الطَّريقِ إلى مكَّةَ ماتَ واستَخلَفَ حُصَينَ بنَ نُمَيرٍ الكِنْديَّ وقالَ له: يا بَرْذَعةَ الحِمارِ، احذَرْ خَدائعَ قُرَيشٍ، ولا تُعامِلْهم إلَّا بالثِّقافِ، ثمَّ القِطافِ، فمَضى حُصَينٌ حتَّى ورَدَ مكَّةَ، فقاتَلَ بها ابنَ الزُّبَيرِ أيَّامًا.
الراوي : عروة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6487 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

84 - لمَّا تُوفِّيَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قامَ خُطَباءُ الأنْصارِ، فجعَلَ الرَّجلُ منهم يَقولُ: يا مَعشَرَ المُهاجِرينَ، إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا استَعمَلَ رَجلًا منكم قرَنَ معَه رَجلًا منَّا، فنَرَى أنْ يَليَ هذا الأمْرَ رَجُلانِ أحَدُهما منكم والآخَرُ منَّا، قالَ: فتَتابَعَتْ خُطَباءُ الأنْصارِ على ذلك، فقامَ زَيدُ بنُ ثابِتٍ، فقالَ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ منَ المُهاجِرينَ، وإنَّ الإمامَ يَكونُ منَ المُهاجِرينَ، ونحن أنْصارُه كما كنَّا أنْصارَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقامَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فقالَ: «جَزاكمُ اللهُ خَيرًا يا مَعشَرَ الأنْصارِ، وثبَّتَ قائِلَكم»، ثمَّ قالَ: «أمَا لو فعَلْتُم غيرَ ذلك لمَا صالَحْناكم»، ثمَّ أخَذَ زَيدُ بنُ ثابتٍ بيَدِ أبي بَكرٍ، فقالَ: هذا صاحِبُكم، فبايِعُوه، ثمَّ انطَلِقوا، فلمَّا قعَدَ أبو بَكرٍ على المِنبَرِ نظَرَ في وُجوهِ القَومِ فلم يَرَ عليًّا، فسألَ عنه، فقامَ ناسٌ منَ الأنْصارِ فأتَوْا به، فقالَ أبو بَكرٍ: ابنُ عمِّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وخَتَنُه أردْتَ أنْ تشُقَّ عَصا المُسْلِمينَ؟ فقالَ: لا تَثْريبَ يا خَليفةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فبايَعَه، ثمَّ لم يَرَ الزُّبَيرَ بنَ العَوَّامِ فسألَ عنه حتَّى جاؤُوا به، فقالَ: ابنُ عمَّةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحَوارِيُّه أردْتَ أنْ تشُقَّ عَصا المُسْلِمينَ، فقالَ مِثلَ قَولِه: لا تَثْريبَ يا خَليفةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فبايَعاهُ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4512 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

85 - عنْ مُحمَّدِ بنِ كَعبٍ القُرَظيِّ، قالَ: بيْنَما عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه قاعِدٌ في المَسجِدِ؛ إذ مرَّ رَجُلٌ في مُؤخَّرِ المَسجِدِ، فقالَ رَجُلٌ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، أتَعرِفُ هذا المارَّ، قالَ: لا، فمَن هو؟ قالَ: سَوادُ بنُ قارِبٍ، وهو رَجُلٌ مِن أهْلِ اليَمنِ مِن بيتٍ فيهم شَرفٌ ومَوضِعٌ، وهو الَّذي أتاهُ رَئيُّهُ بظُهورِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ عُمَرُ عليَّ به، فدُعيَ به، فقالَ: أنتَ سَوادُ بنُ قارِبٍ، قالَ: نعمْ، قالَ: أنتَ الَّذي أتاكَ رَئيُّكَ بظُهورِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: نعمْ، قالَ: فأنتَ على ما كنْتَ عليه مِن قِبَلِ كِهانَتِكَ، فغضِبَ غضَبًا شَديدًا، وقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، ما استَقبَلَني بهذا أحَدٌ منذُ أسلَمْتُ، فقالَ عُمَرُ: يا سُبحانَ اللهِ! واللهِ ما كنَّا عليه منَ الشِّركِ أعظَمُ ممَّا كنْتَ عليه في كِهانَتِكَ، أخْبِرْني بإتْيانِكَ رَئيَّكَ بظُهورِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: نعمْ، يا أميرَ المُؤمِنينَ، بَيْنا أنا ذاتَ لَيلةٍ بيْنَ النَّائمِ واليَقْظانِ؛ إذْ أتاني رَئيِّي فضَرَبَني برِجْلِه، وقالَ: قُمْ يا سَوادُ بنَ قارِبٍ، فافهَمْ واعقِلْ، إنْ كنْتَ تَعقِلُ؛ إنَّه قد بُعِثَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن لُؤيِّ بنِ غالِبٍ، يَدْعو إلى اللهِ وإلى عِبادَتِه، ثمَّ أنْشأَ يَقولُ: عَجِبْتُ للجِنِّ وتِجْساسِها ... وشَدِّها العِيسَ بأحْلاسِها تَهْوي إلى مكَّةَ تَبْغي الهُدَى ... ما خَيِّرُ الجِنِّ كأنْجاسِها فارْحَلْ إلى الصَّفْوةِ مِن هاشِمٍ ... واسْمُ بعَينَيْكَ إلى رَأْسِها قالَ: فلم أرفَعْ بقَولِه رَأسًا، وقلْتُ: دَعْني أنَمْ؛ فإنِّي أمسَيْتُ ناعِسًا، فلمَّا أنْ كانَتِ اللَّيلةُ الثَّانيةُ أتاني، فضَرَبَني برِجْلِه، وقالَ: ألم أقُلْ يا سَوادُ بنَ قارِبٍ: قُمْ، فافهَمْ واعقِلْ؟ إنْ كنْتَ تَعقِلُ؛ إنَّه قد بُعِثَ رَسولٌ مِن لُؤيِّ بنِ غالِبٍ يَدْعو إلى اللهِ، وإلى عِبادَتِه، ثمَّ أنْشأَ الجِنِّيُّ يَقولُ: عجِبْتُ للجِنِّ وتَطْلابِها ... وشَدِّها العِيسَ بأقْتابِها تَهْوي إلى مكَّةَ تَبْغي الهُدَى ... ما صادِقُ الجِنِّ ككَذَّابِها فارْحَلْ إلى الصَّفْوةِ مِن هاشِمٍ ... بيْنَ رَوابِيهَا وحُجَّابِها قالَ: فلم أرفَعْ رَأسًا، فلمَّا أنْ كانَ اللَّيلةُ الثَّالثةُ أتاني، فضَرَبَني برِجْله، وقالَ: ألم أقُلْ لكَ يا سَوادُ بنَ قارِبٍ: افهَمْ إنْ كنْتَ تَتَفهَّمُ، واعقِلْ إنْ كنْتَ تَعقِلُ، فإنَّه قد بُعِثَ رَسولٌ مِن لُؤيِّ بنِ غالِبٍ يَدْعو إلى اللهِ، وإلى عِبادَتِه، ثمَّ أنْشأَ يَقولُ: عجِبْتُ للجِنِّ وأخْبارِها ... وشدِّها العِيسَ بأكْوارِها تَهْوي إلى مكَّةَ تَبْغي الهُدَى ... ما مُؤمِنو الجِنِّ ككُفَّارِها فارْحَلْ إلى الصَّفْوةِ مِن هاشِمٍ ... ليس قَدَاماهَا كأذْنابِها فوقَعَ في نَفْسي حبُّ الإسْلامِ، ورغِبْتُ فيه، فلمَّا أصبَحْتُ شدَدْتُ على راحِلَتي، فانطلَقْتُ مُتوَجِّهًا إلى مكَّةَ، فلمَّا كنْتُ ببَعضِ الطَّريقِ أُخبِرْتُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد هاجَرَ إلى المَدينةِ، فأتيْتُ المَدينةَ، فسألْتُ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقيلَ لي: في المَسجِدِ، فانتَهَيْتُ إلى المَسجِدِ، فعقَلْتُ ناقَتي ودخَلْتُ، وإذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والنَّاسُ حَولَه، فقُلْتُ: اسمَعْ مَقالَتي يا رَسولَ اللهِ، فقالَ أبو بَكرٍ: ادْنُهْ، فلم يزَلْ حتَّى صِرْتُ بيْنَ يدَيْه، قالَ: هاتِ، فأخْبِرْني بإتْيانِكَ رَئيَّكَ، فقُلْتُ: أتاني نَجيٌّ بعدَ هَدْءٍ ورَقْدةٍ ... ولم يكُ فيما قد بلَوْتُ بكاذِبِ ثلاثَ لَيالٍ قولُه كلَّ ليلةٍ ... أتاكَ رَسولُ اللهِ مِن لُؤيِّ بنِ غالِبِ فشمَّرْتُ مِن ذَيْلي الإزارَ ووسَّطَتْ ... بي الذِّعْلِبُ الوَجْناءُ بيْنَ السَّباسِبِ فأشهَدُ أنَّ اللهَ لا رَبَّ غيرُه ... وأنَّكَ مَأْمونٌ على كلِّ غائبِ وأنَّكَ أدْنى المُرسَلينَ وَسيلةً ... إلى اللهِ يا ابنَ الأكْرَمينَ الأطايِبِ فمُرْنا بما يَأْتيكَ يا خَيرَ مَن مَشى ... وإنْ كانَ فيما جاءَ شَيبُ الذَّوائِبِ وكُنْ لي شَفيعًا يومَ لا ذو شَفاعةٍ ... سِواكَ بمُغْنٍ عنْ سَوادِ بنِ قارِبِ ففرِحَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصْحابُه بإسْلامي فرَحًا شَديدًا، حتَّى رُئيَ في وُجوهِهم. قالَ: فوثَبَ عُمَرُ: فالْتَزَمَه، وقالَ: قد كنْتُ أُحِبُّ أنْ أسمَعَ هذا منكَ.
الراوي : سواد بن قارب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6723 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

86 - عنْ زَيدِ بنِ صُوحانَ، أنَّ رَجُلينِ مِن أهْلِ الكوفةِ كانَا صَديقَينِ لزَيدِ بنِ صُوحانَ أتَياهُ؛ ليُكلِّمَ لهما سَلْمانَ أنْ يُحدِّثَهما حَديثَه، كيف كانَ إسْلامُه فأقْبَلا معَه حتَّى لَقُوا سَلْمانَ، وهو بالمَدائنِ أميرًا عليها، وإذا هو على كُرسيٍّ قاعِدٌ، وإذا خُوصٌ بيْنَ يدَيْه وهو يُسِفُّه، قالَا: فسَلَّمْنا وقعَدْنا، فقالَ له زَيدٌ: يا أبا عَبدِ اللهِ، إنَّ هذين لي صَديقانِ ولهُما إخاءٌ، وقد أحَبَّا أنْ يَسمَعا حَديثَكَ كيف كانَ بَدءُ إسْلامِكَ؟ قالَ: فقالَ سَلْمانُ: كنْتُ يَتيمًا مِن رامَ هُرْمُزَ، وكانَ أبي دِهْقانَ رامَ هُرْمُزَ يَختلِفُ إلى مُعلِّمٍ يُعلِّمُه، فلَزِمْتُه؛ لأكونَ في كَنَفِه، وكانَ لي أخٌ أكبَرُ منِّي، وكانَ مُستَغْنيًا بنَفْسِه، وكنْتُ غُلامًا قَصيرًا، وكانَ إذا قامَ مِن مَجلِسِه تَفرَّقَ مَن يُحفِّظُهم، فإذا تَفرَّقوا خرَجَ فتَقنَّعَ بثَوبِه، ثمَّ صعِدَ الجبَلَ، وكانَ يفعَلُ ذلك غيرَ مرَّةٍ مُتنكِّرًا، قالَ: فقُلْتُ له: إنَّكَ تَفعَلُ كذا وكذا، فلمَ لا تذهَبُ بي معَكَ؟ قالَ: أنتَ غُلامٌ، وأخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، قالَ: قُلْتُ: لا تَخَفْ، قالَ: فإنَّ في هذا الجبَلِ قَوما في بِرْطيلٍ لهم عِبادةٌ، ولهُم صَلاحٌ يَذْكُرونَ اللهَ تَعالَى، ويَذْكُرونَ الآخِرةَ، ويَزعُمونَ أنَّا عَبَدةُ النِّيرانِ، وعَبَدةُ الأوْثانِ، وأنَّا على غَيرِ دينِهم، قالَ: قُلْتُ: فاذهَبْ بي معَكَ إليهم، قالَ: لا أقدِرُ على ذلك حتَّى أسْتَأْمِرَهم، وأنا أخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، فيَعلَمَ أبي فيَقتُلَ القَومَ، فيَكونُ هَلاكُهم على يَدي، قالَ: قُلْتُ: لن يَظهَرَ منِّي ذلك، فاسْتَأْمِرْهم، فأتاهُم، فقالَ: غُلامٌ عِنْدي يَتيمٌ، فأُحِبُّ أنْ يَأتيَكم ويَسمَعَ كَلامَكم، قالوا: إنْ كنْتَ تثِقُ به، قالَ: أرْجو ألَّا يَجيءَ منه إلَّا ما أُحِبُّ، قالوا: فجِئْ به، فقالَ لي: لقدِ اسْتأذَنْتُ القَومَ في أنْ تَجيءَ مَعي، فإذا كانتِ السَّاعةُ الَّتي رَأيْتَني أخرُجُ فيها فأْتِني، ولا يَعلَمْ بكَ أحَدٌ، فإنَّ أبي إذا علِمَ بهِم قتَلَهم، قالَ: فلمَّا كانَتِ السَّاعةُ الَّتي يخرُجُ تَبِعْتُه فصَعِدْنا الجبَلَ، فانْتَهَيْنا إليهم، فإذا هُم في بِرْطِيلِهم، قالَ عَليٌّ: وأُراهُ قالَ: وهُم ستَّةٌ أو سَبعةٌ، قالَ: وكأنَّ الرُّوحَ قد خرَجَ منهم منَ العِبادةِ يَصومونَ النَّهارَ، ويَقومونَ اللَّيلَ، ويَأْكُلونَ الشَّجَرَ، ما وَجَدوا، فقَعَدْنا إليهم، فأثْنى الدِّهْقانُ على حَبرٍ، فتَكَلَّموا، فحَمِدوا اللهَ، وأثْنَوْا عليه، وذَكَروا مَن مَضى منَ الرُّسلِ والأنْبياءِ حتَّى خَلُصوا إلى ذِكْرِ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، فقالوا: بعَثَ اللهُ عيسَى عليه السَّلامُ رَسولًا، وسخَّرَ له ما كانَ يَفعَلُ مِن إحْياءِ المَوْتى، وخَلْقِ الطَّيرِ، وإبْراءِ الأكْمَهِ، والأبْرَصِ، والأعْمَى، فكفَرَ به قَومٌ وتَبِعَه قَومٌ، وإنَّما كانَ عَبدَ اللهِ ورَسولَه ابْتَلى به خَلْقَه، قالَ: وقالوا قبلَ ذلك: يا غُلامُ، إنَّ لكَ لَرَبًّا، وإنَّ لكَ مَعادًا، وإنَّ بيْنَ يدَيْكَ جنَّةً ونارًا، إليها تَصيرُ، وإنَّ هؤلاء القَومَ الَّذين يَعبُدونَ النِّيرانَ أهْلُ كُفرٍ وضَلالةٍ، لا يَرْضى اللهُ ما يَصنَعونَ، ولَيْسوا على دِينٍ، فلمَّا حضَرَتِ السَّاعةُ الَّتي يَنصرِفُ فيها الغُلامُ انصرَفَ وانصرَفْتُ معَه، ثمَّ غدَوْنا إليهم، فقالوا مثلَ ذلك وأحسَنَ، ولَزِمْتُهم، فقالوا لي: يا سَلْمانُ، إنَّكَ غُلامٌ، وإنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تصنَعَ كما نصنَعُ فصَلِّ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، قالَ: فاطَّلَعُ الملِكُ على صَنيعِ ابنِه، فركِبَ في الخَيلِ حتَّى أتاهُم في بِرْطيلِهم، فقالَ: يا هؤلاء، قد جاوَرْتُموني فأحسَنْتُ جِوارَكُم، ولم تَرَوْا منِّي سوءًا، فعمَدْتُم إلى ابْني فأفْسَدْتُموه عليَّ، قد أجَّلْتُكم ثَلاثًا، فإنْ قدِرْتُ عليكم بعدَ ثلاثٍ أحرَقْتُ عليكم بِرْطيلَكم هذا، فالْحَقوا ببِلادِكم؛ فإنِّي أكْرَهُ أنْ يَكونَ منِّي إليكم سوءٌ، قالوا: نعمْ، ما تَعمَّدْنا مَساءَتَكَ، ولا أرَدْنا إلَّا الخَيرَ، فكَفَّ ابنَه عنْ إتْيانِهم. فقُلْتُ له: اتَّقِ اللهَ؛ فإنَّكَ تَعرِفُ أنَّ هذا الدِّينَ دِينُ اللهِ، وأنَّ أباكَ ونحن على غَيرِ دينٍ، إنَّما هُم عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعبُدونَ اللهَ، فلا تَبِعْ آخِرَتَكَ بدُنْيا غَيرِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، هو كما تقولُ: وإنَّما أتخَلَّفُ عنِ القَومِ بَغيًا عليهم، إنْ تَبِعْتُ القَومَ طَلَبَني أبي في الجبَلِ، وقد خرَجَ في إتْياني إيَّاهُم حتَّى طَرَدَهم، وقد أعرِفُ أنَّ الحَقَّ في أيْديهِم فأتَيْتُهم في اليومِ الَّذي أرادُوا أنْ يَرْتَحِلوا فيه، فقالوا: يا سَلْمانُ: قد كنَّا نَحذَرُ مَكانَ ما رَأيْتَ فاتَّقِ اللهَ، واعلَمْ أنَّ الدِّينَ ما أوْصَيْناكَ به، وأنَّ هؤلاء عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعْرِفونَ اللهَ، ولا يَذْكُرونَه، فلا يَخدَعَنَّكَ أحَدٌ عنْ دينِكَ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالوا: أنتَ لا تَقدِرُ أنْ تكونَ مَعَنا، نحن نَصومُ النَّهارَ، ونَقومُ اللَّيلَ، ونأكُلُ عندَ السَّحَرِ، ما أصَبْنا، وأنتَ لا تَستَطيعُ ذلك، قالَ: فقُلْتُ: لا أُفارِقُكم، قالوا: أنتَ أعلَمُ، وقد أعْلَمْناكَ حالَنا، فإذا أتيْتَ خُذْ مِقْدارَ حِملٍ يكونُ معَكَ شَيءٌ تَأْكُلُه؛ فإنَّكَ لا تَستَطيعُ ما نَستَطيعُ بحقٍّ قالَ: ففعَلْتُ ولَقيتُ أخي، فعرَضْتُ عليه، ثمَّ أتَيْتُهم، فأتَيْتُهم يَمْشونَ وأمْشي معَهم، فرزَقَ اللهُ السَّلامةَ إلى أنْ قَدِمْنا المَوصِلَ، فأَتَيْنا بِيعةً بالمَوصِلِ، فلمَّا دَخَلوا احْتَفَوْا بهِم، وقالوا: أين كُنْتم؟ قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، بها عَبَدةُ النِّيرانِ، فطَرَدونا، فقَدِمْنا عليكم، فلمَّا كانَ بعدُ قالوا: يا سَلْمانُ، إنَّ ها هُنا قَومًا في هذه الجِبالِ هُم أهْلُ دِينٍ، وإنَّا نُريدُ لِقاءَهُم، فكُنْ أنتَ ها هنا معَ هؤلاء؛ فإنَّهم أهْلُ دينٍ وسَتَرَى منهم ما تُحِبُّ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: وأوْصَوْا بي أهْلَ البِيعةَ، فقالوا: قُمْ معَنا يا غُلامُ؛ فإنَّه لا يُعجِزُكَ شَيءٌ، قُلْتُ لهم: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: فخَرَجوا وأنا معَهم، فأصْبَحوا بيْنَ جِبالٍ، وإذا صَخْرةٌ وماءٌ كَثيرٌ في جِرارٍ وخَيرٌ كَثيرٌ، فقَعَدْنا عندَ الصَّخْرةِ، فلمَّا طلَعَتِ الشَّمسُ خَرَجوا منَ الجِبالَ، يَخرُجُ رَجُلٌ مِن مَكانِه، كأنَّ الأرْواحَ قدِ انتُزِعَتْ منهم، حتَّى كَثُروا فرَحَّبوا بهم، وحَفُّوا، وقالوا: أين كُنْتم لم نَرَكم، قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، فيها عَبَدةُ نِيرانٍ، وكنَّا نَعبُدُ اللهَ، فطَرَدونا، فقالوا: ما هذا الغُلامُ؟ فطَفِقوا يُثْنونَ عليَّ، وقالوا: صَحِبَنا مِن تلك البِلادِ، فلم نَرَ منه إلَّا خَيرًا، قالَ سَلَمانُ فوَاللهِ: إنَّهم لَكذلكَ إذا طلَعَ عليهم رَجُلٌ مِن كَهفِ جَبلٍ، قالَ: فجاء حتَّى سلَّمَ وجلَسَ فحَفُّوا به، وعَظَّموه أصْحابي الَّذين كنْتُ معَهم وأحْدَقوا به، فقالَ: أين كُنْتم؟ فأخْبَروه، فقالَ: ما هذا الغُلامُ معَكم؟ فأثْنَوْا عليَّ خَيرًا وأخْبَروه باتِّباعي إيَّاهم، ولم أرَ مِثلَ إعْظامِهم إيَّاه، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذكَرَ مَن أُرسِلَ مِن رُسلِه وأنْبيائِه وما لَقُوا، وما صنَعَ به، وذكَرَ مَولِدَ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه وُلِدَ بغَيرِ ذَكَرٍ فبعَثَه اللهُ عزَّ وجلَّ رَسولًا، وعلى يدَيْه إحْياءُ المَوْتى، وأنَّه يَخلُقُ منَ الطِّينِ كهَيئةِ الطَّيرِ، فيَنفُخُ فيه فيَكونُ طَيرًا بإذْنِ اللهِ، وأنزَلَ عليه الإنْجيلَ وعلَّمَه التَّوْراةَ، وبعَثَه رَسولًا إلى بَني إسْرائيلَ، فكفَرَ به قَومٌ وآمَنَ به قَومٌ، وذكَرَ بعض ما لَقِيَ عيسَى ابنُ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه كانَ عَبدَ اللهِ أنعَمَ اللهُ عليه، فشكَرَ ذلك له، ورَضيَ اللهُ عنه حتَّى قبَضَه اللهُ عزَّ وجلَّ وهو يَعِظُهم ويَقولُ: اتَّقوا اللهَ، والْزَموا ما جاءَ به عيسَى عليه السَّلامُ، ولا تُخالِفوا فيُخالَفَ بكم، ثمَّ قالَ: مَن أرادَ أنْ يأخُذَ مِن هذا شَيئًا، فلْيأخُذْ، فجعَلَ الرَّجلُ يَقومُ فيأخُذُ الجَرَّةَ منَ الماءِ والطَّعامِ والشَّيءِ، فقامَ أصْحابي الَّذين جِئْتُ معَهم، فسَلَّموا عليه، وعَظَّموه، وقالَ لهمُ: الْزَموا هذا الدِّينَ، وإيَّاكم أنْ تَفَرَّقوا واسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وقالَ لي: يا غُلامُ، هذا دِينُ اللهِ الَّذي تَسمَعُني أقولُه، وما سِواهُ الكُفرُ، قالَ: قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تكونَ مَعي؛ إنِّي لا أخرُجُ مِن كَهْفي هذا إلَّا كلَّ يومِ أحَدٍ، ولا تَقدِرُ على الكَيْنونةِ مَعي، قالَ: وأقبَلَ على أصْحابِه، وقالوا: يا غُلامُ، إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تَكونَ معَه، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ له أصْحابُه: يا فلانُ، إنَّ هذا غُلامٌ ويُخافُ عليه، فقالَ لي: أنتَ أعلَمُ، قُلْتُ: فإنِّي لا أُفارِقُكَ، فبَكى أصْحابي الأوَّلونَ الَّذين كنْتُ معَهم عندَ فِراقِهم إيَّايَ، فقالوا: يا غُلامُ، خُذْ مِن هذا الطَّعامِ ما تَرى أنَّه يَكْفيكَ إلى الأحَدِ الآخَرِ، وخُذْ منَ الماءِ ما تَكْتَفي له، ففعَلْتُ، فما رَأيْتُه نائمًا ولا طاعِمًا إلَّا راكِعًا وساجِدًا إلى الأحَدِ الآخَرِ، فلمَّا أصْبَحْنا، قالَ لي: خُذْ جرَّتَكَ هذه، وانطَلِقْ، فخرَجْتُ معَه أتْبَعُه، حتَّى انْتَهَيْنا إلى الصَّخْرةِ، وإذا هُم قد خَرَجوا مِن تلك الجِبالِ يَنتَظِرونَ خُروجَه، فقَعَدوا، وعادَ في حَديثِه نحوَ المرَّةِ الأُولى، فقالَ: الْزَموا هذا الدِّينَ ولا تَفَرَّقوا، واذْكُروا اللهَ واعْلَموا أنَّ عيسَى ابنَ مَريمَ عليه السَّلامُ كانَ عَبدًا، أنعَمَ اللهُ عليه، ثمَّ ذَكَرَني، فقالوا له: يا فُلانُ، كيف وجَدْتَ هذا الغُلامَ؟ فأثْنى عليَّ، وقالَ خَيرًا، فحَمِدوا اللهَ تَعالى، وإذا خُبزٌ كَثيرٌ، وماءٌ كَثيرٌ، فأخَذوا، وجعَلَ الرَّجلُ يأخُذُ ما يَكْتَفي به، وفعَلْتُ فتَفَرَّقوا في تلك الجِبالِ، ورجَعَ إلى كَهْفِه، ورجَعْتُ معَه، فلَبِثْنا ما شاءَ اللهُ، يخرُجُ في كلِّ يومِ أحَدٍ، ويَخرُجونَ معَه، ويَحُفُّونَ به ويُوصِيهم بما كانَ يُوصِيهم به، فخرَجَ في أحَدٍ، فلمَّا اجْتَمَعوا حمِدَ اللهَ ووعَظَهم وقالَ مِثلَ ما كانَ يَقولُ لهُم، ثمَّ قالَ لهُم آخِرَ ذلك: يا هؤلاء، إنَّه قد كبِرَ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، واقتَرَبَ أجَلي، وأنَّه لا عَهدَ لي بهذا البيتِ منذُ كذا وكذا، ولا بُدَّ مِن إتْيانِه، فاسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا؛ فإنِّي رأيْتُه لا بأْسَ به، قالَ: فجَزِعَ القَومُ، فما رأيْتُ مثلَ جَزَعِهم، وقالوا: يا فلانُ، أنتَ كَبيرٌ، وأنتَ وَحدَكَ، ولا نأمَنُ مِن أنْ يُصيبَكَ الشَّيءُ، يُساعِدُكَ أحوَجُ ما كنَّا إليكَ، قالَ: فلا تُراجِعوني، لا بُدَّ مِن إتْيانِه، ولكنِ اسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وافْعَلوا وافْعَلوا، قالَ: فقُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، قد رأيْتَ حَالي، وما كنْتُ عليه، وليس هذا كذلك، أنا أمْشي أصومُ النَّهارَ وأقومُ اللَّيلَ، ولا أستَطيعُ أنْ أحمِلَ مَعي زادًا ولا غيرَه، وأنتَ لا تَقدِرُ على هذا، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: أنتَ أعلَمُ، قالَ: فقالوا: يا فلانُ، فإنَّا نَخافُ على هذا الغُلامِ، قالَ: فهو أعلَمُ، قد أعلَمْتُه الحالَ، وقد رَأى ما كانَ قبلَ هذا، قُلْتُ: لا أُفارِقُكَ، قالَ: فبَكَوْا، ووَدَّعوهُ، وقالَ لهمُ: اتَّقُوا اللهَ وكونُوا على ما أوْصَيْتُكم به، فإنْ أعِشْ فعَلَيَّ أرجِعُ إليكم، وإنْ مُتُّ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَموتُ، فسلَّمَ عليهم، وخرَجَ وخرَجْتُ معَه، وقالَ لي: احمِلْ معَكَ مِن هذا الخُبزِ شَيئًا تَأْكُلُه، فخرَجَ وخرَجْتُ معَه يَمْشي، واتَّبَعْتُه يَذكُرُ اللهَ ولا يَلتَفِتُ، ولا يقِفُ على شَيءٍ، حتَّى إذا أمْسَيْنا، قالَ: يا سَلْمانُ، صَلِّ أنتَ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، ثمَّ قامَ وهو يُصلِّي حتَّى إذا انْتَهى إلى بيتِ المَقدِسِ، وكانَ لا يَرفَعُ طَرْفَه إلى السَّماءِ، حتَّى إذا انْتَهَيْنا إلى بابِ المَسجِدِ، وإذا على البابِ مُقعَدٌ، فقالَ: يا عبدَ اللهِ، قد تَرى حَالي، فتَصدَّقْ عليَّ بشَيءٍ، فلم يَلتفِتْ إليه، ودخَلَ المَسجِدَ، ودخَلْتُ معَه، فجعَلَ يتَّبِعُ أمْكِنةً في المَسجِدِ فصَلَّى فيها، فقالَ: يا سَلْمانُ، إنِّي لم أجِدْ طَعْمَ النَّومِ منذُ كذا وكذا، فإنْ أنتَ جعَلْتَ أنْ توقِظَني إذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا نِمْتُ؛ فإنِّي أُحِبُّ أنْ أنامَ في هذا المَسجِدِ، وإلَّا لم أنَمْ، قالَ: قُلْتُ: فإنِّي أفعَلُ، قالَ: فإذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا فأيْقِظْني إذا غلَبَتْني عَيْني، فقامَ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا لم ينَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رأيْتُ بعضَ ذلك، لأدَعَنَّه يَنامُ حتَّى يَشتَفيَ منَ النَّومِ، قالَ: وكانَ فيما يَمْشي وأنا معَه يُقبِلُ عليَّ فيَعِظُني، ويُخبِرُني أنَّ لي ربًّا، وأنَّ بيْنَ يدَيَّ جنَّةً ونارًا وحسابًا، ويُعلِّمُني ويُذَكِّرُني نحوَ ما يُذكِّرُ القَومَ يومَ الأحَدِ، حتَّى قالَ فيما يَقولُ: يا سَلْمانُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سوف يَبعَثُ رَسولًا اسمُه أحمَدُ، يَخرُجُ بتِهامةَ -وكانَ رَجُلًا أعْجميًّا لا يُحسِنُ أنْ يقولَ: مُحمَّدٌ- علامَتُه أنَّه يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بيْنَ كَتِفَيْه خاتَمٌ، وهذا زَمانُه الَّذي يخرُجُ فيه قد تَقارَبَ، فأمَّا أنا؛ فإنِّي شَيخٌ كَبيرٌ، ولا أحْسَبُني أُدرِكُه، فإنْ أدْرَكْتَه فصَدِّقْه واتَّبِعْه، قالَ: قُلْتُ: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ فيما يأمُرُ به، ورِضا الرَّحمَنِ فيما قالَ، فلم يَمضِ إلَّا يَسيرًا حتَّى استَيقَظَ فَزِعًا يَذكُرُ اللهَ، فقالَ لي: يا سَلْمانُ، مَضى الفَيْءُ مِن هذا المَكانِ، ولم أذكُرِ اللهَ، أين ما كُنْتَ جعَلْتَ على نفْسِكَ؟ قالَ: أخْبَرْتَني أنَّكَ لم تَنَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رَأيْتُ بَعضَ ذلك، فأحبَبْتُ أنْ تَشتَفيَ منَ النَّومِ، فحمِدَ اللهَ، وقامَ، فخرَجَ، وتَبِعْتُه، فمَرَّ بالمُقعَدِ، فقالَ المُقعَدُ: يا عَبدَ اللهِ، دخلْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، وخرَجْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، فقامَ يَنظُرُ، هل يَرى أحَدًا؟ فلم يَرَه، فدَنا منه، فقالَ له: ناوِلْني يدَكَ فناوَلَه، فقالَ: بسمِ اللهِ، فقامَ كأنَّه أُنشِطَ مِن عِقالٍ صَحيحًا لا عَيبَ به، فخَلَّا عنْ يَدِه، فانطلَقَ ذاهِبًا، فكانَ لا يَلْوي على أحَدٍ، ولا يَقومُ عليه، فقالَ لي المُقعَدُ: يا غُلامُ، احمِلْ عليَّ ثِيابي حتَّى أنطَلِقَ أُبشِّرُ أهْلي، فحمَلْتُ عليه ثيابَه، وانطلَقَ لا يَلْوي عليَّ، فخرَجْتُ في إثْرِه أطلُبُه، فكلَّما سألْتُ عنه قالوا: أمامَكَ حتَّى لَقِيَني رَكْبٌ مِن كَلبٍ، فسألْتُهم، فلمَّا سَمِعوا، أناخَ رَجُلٌ مِنهم عليَّ بَعيرَه، فحمَلَني خَلفَه، حتَّى أتَوْا بلادَهُم فباعُوني، فاشْتَرَتْني امْرأةٌ منَ الأنْصارِ، فجعَلَتْني في حائطٍ لها، فقدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُخبِرْتُ به، فأخذْتُ أشْياءَ مِن ثَمرِ حائِطي، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتَيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ النَّاسِ إليه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ: ما هذا؟ قُلْتُ: صَدَقةٌ، قالَ للقَومِ: كُلوا، ولم يأكُلْ، ثمَّ لبِثْتُ ما شاءَ اللهُ، ثمَّ أخذْتُ مثلَ ذلك، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ القَومِ منه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ لي: ما هذا؟ فقُلْتُ: هَديَّةٌ، قالَ: بسمِ اللهِ، وأكَلَ وأكَلَ القَومُ، قُلْتُ في نَفْسي: هذه مِن آياتِه، كانَ صاحِبي رَجُلًا أعْجميًّا لم يُحسِنْ أنْ يَقولَ: تِهامةَ، فقالَ: تِهْمةَ، وقالَ: أحمَدُ، فدُرْتُ خَلفَه، ففَطِنَ بي، فأرْخى ثوبَه، فإذا الخاتَمُ في ناحيةِ كَتِفِه الأيسَرِ فتَبيَّنْتُه، ثمَّ دُرْتُ حتَّى جلَسْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، قالَ: مَن أنتَ؟ قُلْتُ: مَمْلوكٌ، قالَ: فحَدَّثْتُه حَديثي، وحَديثَ الرَّجلِ الَّذي كنْتُ معَه، وما أمَرَني به، قالَ: لمَن أنتَ؟ قُلْتُ: لامْرأةٍ منَ الأنْصارِ جعَلَتْني في حائطٍ لها، قالَ: يا أبا بَكرٍ، قالَ: لبَّيكَ، قالَ: اشْتَرِه، فاشْتَراني أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأعْتَقَني، فلَبِثْتُ ما شاءَ اللهُ أنْ ألبَثَ، فسلَّمْتُ عليه، وقعَدْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما تَقولُ في دينِ النَّصارى، قالَ: لا خَيرَ فيهم، ولا في دِينِهم، فدَخَلَني أمرٌ عَظيمٌ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا الَّذي كنْتُ معَه ورأيْتُ ما رَأيْتُه، ثمَّ رأيْتُه أخَذَ بيَدِ المُقعَدِ فأقامَه اللهُ على يدَيْه لا خيرَ في هؤلاء، ولا في دينِهم، فانصرَفْتُ وفي نَفْسي ما شاءَ اللهُ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عليَّ بسَلْمانَ، فأتَى الرَّسولُ وأنا خائفٌ، فجِئْتُ حتَّى قعَدْتُ بيْنَ يدَيْه فقَرَأَ بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، يا سَلْمانُ، إنَّ أولئك الَّذين كنْتَ معَهم وصاحِبَكَ لم يَكونوا نَصارى، إنَّما كانُوا مُسلِمينَ، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، والَّذي بعَثَكَ بالحَقِّ لَهوَ الَّذي أمَرَني باتِّباعِكَ، فقُلْتُ له: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ وما يجِبُ فيما يَأمُرُكَ به.
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6705 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

87 - لمَّا كانَ عامُ الفَتحِ ونزَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذا طُوًى، قالَ أبو قُحافةَ لابْنةٍ له وكانتْ أصغَرَ ولَدِه: أيْ بُنيَّةُ، أشْرِفي بي على أبي قُبَيسٍ، وقد كُفَّ بَصرُه، فأشرَفَتْ به عليه، فقالَ: أيْ بُنيَّةُ، ماذا ترَيْنَ؟ قالَتْ: أرَى سَوادًا مُجتمِعًا وأرَى رجُلًا يَسْري بيْنَ ذلك السَّوادِ مُقبِلًا، فقالَ: تلك الخَيلُ يا بُنيَّةُ، ثمَّ قالَ: ماذا ترَيْنَ؟ فقالَتْ: أرَى السَّوادَ قد انتَشَرَ، فقالَ: إذنْ واللهِ دُفِعَتِ الخَيلُ، فأسْرِعي بي يا بُنيَّةُ إلى بَيْتي، فخرَجَتْ سَريعًا حتَّى إذا هبطَتْ به إلى الأبْطَحِ، وكان في عُنُقِها طَوْقٌ لها من ورِقٍ، فاقتَطَعَه إنْسانُ من عُنُقِها، فلمَّا دخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَسجِدَ خرَجَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه حتَّى جاءَ بأبيهِ يَقودُه، فلمَّا رَآه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: «هلَّا ترَكْتَ الشَّيخَ في بَيتِه حتَّى أَجيئَه» فقالَ: يَمْشي هو إليكَ يا رَسولَ اللهِ، أحَقُّ من أنْ تَمْشيَ إليه، فأجلَسَه بيْنَ يَدَيْه، ثمَّ مسَحَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدرَه، وقالَ: «أسلِمْ تَسلَمْ»، فأسلَمَ، ثمَّ قامَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه فأخَذَ بيَدِ أُختِه، فقالَ: أَنشُدُ باللهِ والإسْلامِ طَوْقَ أُخْتي، فواللهِ ما جاءَ به أحَدٌ، ثمَّ قالَ الثَّانيةَ: أَنشُدُ باللهِ والإسْلامِ طَوْقَ أُخْتي، فما جاء به أحَدٌ، فقالَ: يا أُخَيَّةُ، احْتَسِبي طَوْقَكِ، فواللهِ إنَّ الأمانةَ في النَّاسِ لَقَليلٌ.
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4417 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

88 - لمَّا خَرَجَت الحَرورِيَّةُ اجتَمَعوا في دارٍ، وهُم ستَّةُ آلافٍ، أَتَيتُ عَليًّا، فقلتُ: يا أَميرَ المؤمنينَ، أَبْرِدْ بالظُّهرِ؛ لعَلِّي آتي هؤلاء القومَ فأُكَلِّمُهم. قالَ: إنِّي أَخافُ عليكَ. قلتُ: كلَّا. قالَ: فخَرَجْتُ إليهم، ولَبِسْتُ أَحسَنَ ما يكونُ مِن حُلَلِ اليمنِ. قالَ أبو زُمَيْلٍ: كان ابنُ عبَّاسٍ جميلًا جَهيرًا. قال ابنُ عبَّاسٍ: فأَتَيْتُهم، وهُم مُجتمِعونَ في دارِهِم قائلونَ، فسَلَّمْتُ عليهم، فقالوا: مَرْحبًا بكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، فما هذه الحُلَّةُ؟ قالَ: قلتُ: ما تَعيبونَ عَلَيَّ؛ لقد رأيتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَحسَنَ ما يكونُ مِن الحُلَلِ، ونَزلَتْ: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32] قالوا: فما جاءَ بكَ؟ قلتُ: أَتَيْتُكم مِن عندِ صحابةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن المهاجرينَ والأنصارِ لأُبلِّغَكُم ما يَقولونَ المُخبَرونَ بما يقولونَ، فعليهم نَزَلَ القرآنُ، وهُم أَعلمُ بالوَحيِ منكم، وفيهم أُنزِلَ: وليس فيكم مِنهم أَحدٌ، فقالَ بَعضُهُم: لا تُخاصِموا قُريشًا، فإنَّ اللهَ يقولُ: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58]، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وأَتيتُ قومًا لمْ أَرَ قومًا قَطُّ أَشَدَّ اجتهادًا مِنْهم مُسَهَّمةٌ وُجوهُهُم مِن السَّهَرِ، كأَنَّ أَيدِيَهُم ورُكَبَهُم تُثْنى، عليهم قُمُصٌ مُرَحَّضَةٌ، فقالَ بعضُهُم: لنُكلِّمنَّهُ ولنَنْظُرنَّ ما يقولُ. قلتُ: أَخْبِروني ماذا نَقَمْتُم على ابنِ عَمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصِهرِه والمهاجرينَ والأنصارِ؟ قالوا: ثلاثًا. قلتُ: ما هُنَّ؟ قالوا: أمَّا إحداهُنَّ فإنَّه حَكَّمَ الرِّجالَ في أمرِ اللهِ، وقالَ اللهُ: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [الأنعام: 57]، وما للرِّجالِ وما للحُكْمِ؟ فقلتُ: هذه واحِدةٌ، قالوا: وأمَّا الأُخْرى: فإنَّه قاتَلَ، ولمْ يَسْبِ ولمْ يَغْنَمْ، فلئنْ كان الَّذي قاتَلَ كُفَّارًا لقد حَلَّ سَلَبُهُم وغَنيمَتُهُم، ولئن كانوا مؤمنينَ ما حَلَّ قِتالُهُم، قلتُ: هذه ثِنتانِ، فما الثَّالثةُ؟ قالَ: إنَّه محا نفسَهُ مِن أميرِ المؤمنينَ؛ فهو أَميرُ الكافرينَ. قلتُ: أَعِندَكُم سوى هذا؟ قالوا: حَسْبُنا هذا، فقلتُ لهم: أَرَأَيْتُم إنْ قَرأتُ عليكم مِن كتابِ اللهِ ومِن سُنَّةِ نبِيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما يَرُدُّ به قَولَكُم أَتَرْضَوْنَ؟ قالوا: نَعَمْ، فقلتُ لهم: أَمَّا قَولُكُم: حَكَّمَ الرِّجالَ في أمرِ اللهِ، فأنا أَقرَأُ عليكم ما قد رَدَّ حُكمُه إلى الرِّجالِ في ثمنِ رُبُعِ دِرهمٍ في أَرْنبٍ، ونحوِها مِن الصَّيدِ، فقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ}، إلى قولِهِ: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} [المائدة: 95]، فنَشَدْتُكم باللهِ أَحُكْمُ الرِّجالِ في أَرْنَبٍ ونحوهِا مِن الصَّيدِ أَفضلُ أَمْ حُكْمُهُم في دِمائهِم وصَلاحِ ذاتِ بيْنِهِم؟ وأنْ تَعْلَموا أنَّ اللهَ لوْ شاءَ لحَكَمَ ولمْ يُصيِّرْ ذلك إلى الرِّجالِ، وفي المرأةِ وزَوْجِها قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35]، فجَعَلَ اللهُ حُكْمَ الرِّجالِ سُنَّةً ماضِيةً، أَخَرَجْتُ عنْ هذه؟ قالوا: نَعَمْ. قالَ: وأمَّا قولُكُم: قاتَلَ ولمْ يَسْبِ ولمْ يَغْنَمْ، أَتَسْبونَ أُمَّكُم عائشةَ ثُمَّ تَسْتَحِلُّونَ منها ما يُستَحَلُّ مِن غيرِها؟ فلئن فَعَلْتُم؛ لقد كَفَرْتُم وهي أُمُّكُم، ولئن قُلتُم: ليستْ أُمَّنَا؛ لقد كَفَرْتُم؛ فإنَّ اللهَ يقولُ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6]، فأنتم تَدورونَ بيْنَ ضلالتَيْنِ أَيُّهما صِرْتُم إليها؛ صِرْتُم إلى ضلالةٍ. فنَظَر بعضُهُم إلى بعضٍ، قلتُ: أَخَرَجْتُ مِن هذه؟ قالوا: نَعَمْ، وأمَّا قولُكُم: محا اسمَهُ مِن أميرِ المؤمنينَ، فأنا آتيكُم بمَنْ تَرْضَوْنَ، وأَراكُم قد سَمِعْتُم أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ الحُدَيبِيَةِ كاتَبَ سُهَيلَ بنَ عَمرٍو وأبا سُفيانَ بنَ حربٍ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأميرِ المؤمنينَ: اكتُبْ يا عَليُّ: هذا ما اصْطَلَحَ عليه مُحمَّدٌ رسولُ اللهِ، فقالَ المشركونَ: لا واللهِ، ما نَعلمُ إنَّكَ رسولُ اللهِ، لوْ نَعلَمُ إنَّكَ رسولُ اللهِ ما قاتَلْناكَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلمُ أنِّي رسولُ اللهِ، اكتُبْ يا عَليُّ: هذا ما اصْطَلَحَ عليه مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، فواللهِ لرسولُ اللهِ خيرٌ مِن عَليٍّ، وما أَخْرجَه مِن النُّبوَّةِ حين محا نَفسَه. قالَ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ: فرَجَعَ مِن القومِ ألفانِ، وقُتِلَ سائرُهُم على ضَلالةٍ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2692 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم،

89 - "خرَجَ أبو طالِبٍ إلى الشَّامِ، وخرَجَ معَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أشْياخٍ من قُرَيشٍ، فلمَّا أشْرَفوا على الرَّاهِبِ هَبَطوا فحَلُّوا رِحالَهم، فخرَجَ إليهمُ الرَّاهِبُ، وكانوا قبلَ ذلك يمُرُّونَ به، فلا يَخرُجُ إليهم ولا يَلتفِتُ، قالَ: وهُم يحِلُّونَ رِحالَهم فجعَلَ يَتخلَّلُهم حتَّى جاءَ، فأخَذَ بيَدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقالَ: هذا سيِّدُ العالَمينَ، هذا رَسولُ ربِّ العالَمينَ، هذا يَبعَثُه اللهُ رَحمةَ العالَمينَ، فقالَ له أشْياخٌ من قُرَيشٍ: وما عِلمُكَ بذلك؟ قالَ: إنَّكم حينَ أشرَفْتُم منَ العَقَبةِ لم يَبقَ شَجرٌ، ولا حَجرٌ، إلَّا خرَّ ساجِدًا، ولا تَسجُدُ إلَّا لنَبيٍّ، وإنِّي أعرِفُه، خاتَمُ النُّبوَّةِ أسفَلَ من غُضْروفِ كَتفِه مثلُ التُّفَّاحةِ، ثمَّ رجَعَ فصنَعَ لهُم طَعامًا، ثمَّ أتاهُم، وكان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في رَعيِه الإبِلَ، قالَ: أرْسِلوا إليه، فأقبَلَ وعليه غَمامةٌ تُظِلُّه، قالَ: انْظُروا إليه غَمامةٌ تُظِلُّه، فلمَّا دَنا منَ القَومِ وجَدَهم قد سَبَقوه إلى فَيءِ الشَّجرةِ، فلمَّا جلَسَ مالَ فَيءُ الشَّجرةِ عليه، قالَ: انْظُروا إلى فَيءِ الشَّجرةِ مالَ عليه، فبيْنَما هو قائمٌ عليه وهو يُناشِدُهم ألَّا تَذْهَبوا به إلى الرُّوم؛ فإنَّ الرُّومَ إنْ رأَوْه عَرَفوه بالصِّفَّةِ فقَتَلوه، فالتَفَتَ فإذا هو بسَبعةِ نَفرٍ قد أقْبَلوا منَ الرُّومِ، فاستَقْبَلَهم فقالَ: ما جاءَ بكم؟ قالوا: جِئْنا فإنَّ هذا النَّبيَّ خارِجٌ في هذا الشَّهرِ، فلم يَبقَ طَريقٌ إلَّا قد بعَثَ إليه ناسٌ، وإنَّا بُعِثْنا إلى طَريقِه هذا، فقالَ لهمُ الرَّاهِبُ: هل خلَّفْتم خَلفَكم أحَدًا هو خَيرٌ منكم؟ قالوا: لا، قالوا: إنَّما أُخبِرْنا خبَرَه بُعِثْنا طَريقَكَ هذا، قالَ: أفرَأيْتُم أمْرًا أرادَه اللهُ أنْ يَقضِيَه، هل يَستَطيعُ أحَدٌ منَ النَّاسِ رَدَّه؟ قالوا: لا، قالَ: فبايِعوهُ، فبايَعوهُ وأقامُوا معَه، قالَ: فأتَاهُمُ الرَّاهِبُ فقالَ: أَنشُدُكمُ اللهَ أيُّكم وَليُّه؟ قالوا أبو طالِبٍ، فلم يزَلْ يُناشِدُه حتَّى رَدَّه وبعَثَ معَه أبو بَكرٍ بِلالًا، وزَوَّدَه الرَّاهِبُ منَ العَسلِ والزَّيتِ.
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4281 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

90 - [أنَّه] خرَجَ وابنُ خالتِهِ مُعاذُ ابنُ عَفْرَاءَ حتَّى قَدِمَا مَكَّةَ، فلمَّا هَبِطَا مِن الثَّنِيَّةِ رأيَا رجلًا تحتَ شجرةٍ -قالَ: وهذا قبْلَ خُروجِ السِّتَّةِ الأنصارِيِّينَ- قالَ: فلَمَّا رأيْناهُ كلَّمْناهُ، فقُلْنا: نأْتي هذا الرَّجُلَ نَسْتودِعُه حتَّى نَطوفَ بالبيتِ، فسَلَّمْنا عليهِ تَسليمَ الجاهليَّةِ، فرَدَّ علينا بسَلامِ أهْلِ الإسْلامِ، وقدْ سَمِعْنا بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأنكَرْنا، فقُلْنَا: مَنْ أنتَ؟ قالَ: انْزِلوا، فنَزَلْنا، فقُلْنا: أينَ الرَّجُلُ الَّذي يَدَّعِي ويقولُ ما يَقولُ؟ فقال: أنا، فقُلْتُ: فاعْرِضْ عَلَيَّ، فعَرَضَ علينا الإسلامَ، وقالَ: مَن خَلَقَ السَّمواتِ والأرْضَ والجِبالَ؟ قُلْنا: خَلَقَهُنَّ اللهُ، قالَ: فمَن خَلَقَكُم؟ قلْنَا: اللهُ، قالَ: فمَن عَمِلَ هذه الأصنامَ الَّتي تعبُدُونَ؟ قُلْنا: نحنُ، قالَ: فالخالِقُ أحَقُّ بالعِبادةِ أمِ المَخْلوقُ! فأنتُمْ أحَقَّ أنْ يَعْبُدوكُم وأنتُمْ عَمِلْتُموها، واللهُ أحَقُّ أنْ تَعْبُدوهُ مِن شَيْءٍ عمِلْتُموهُ، وأنا أدْعو إلى عبادةِ اللهِ وشَهادةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنِّي رَسولُ اللهِ، وصِلةِ الرَّحِمِ، وتَرْكِ العُدْوانِ بغَصْبِ النَّاسِ. قال: لا، واللهِ لوْ كانَ الَّذي تَدْعُو إليهِ باطِلًا لَكانَ مِن مَعالي الأمورِ ومَحاسِنِ الأخْلاقِ، فأمْسِكْ راحِلَتَنا حتَّى نأتيَ البيتَ، فجَلَسَ عندَهُ معاذُ ابنُ عَفْراءَ، قالَ: فجئْتُ البيتَ وطُفْتُ، وأخْرَجْتُ سَبعةَ أقداحٍ، فجَعَلْتُ له مِنْها قِدْحًا، فاستَقْبَلْتُ البيتَ، فقلْتُ: اللَّهُمَّ إنْ كان ما يَدْعُو إليهِ مُحمَّدٌ حَقًّا، فأَخْرِجْ قِدْحَهُ، سبْعَ مَرَّاتٍ، فضَرَبْتُ بها، فخَرَجَ سَبْعَ مرَّاتٍ، فصِحْتُ: أشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، فاجتمعَ النَّاسُ علَيَّ، وقالوا: مجنونٌ، رجُلٌ صَبَأَ. قلْتُ: بلْ رَجُلٌ مُؤمِنٌ، ثمَّ جِئتُ إلى أعلى مَكَّةَ، فلَمَّا رآني مُعاذٌ قالَ: لقدْ جاءَ رِفاعةُ بوَجْهٍ ما ذَهَبَ بمِثْلِه، فجئْتُ وآمَنْتُ، وعَلَّمَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سورةَ يُوسُفَ، و{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، ثُمَّ خَرَجْنا راجِعينَ إلى المدينةِ، فلَمَّا كُنَّا بالعَقيقِ قال معاذٌ: إنِّي لم أطْرُقْ أهْلِي ليلًا قَطُّ، فبِتْ بنا حتَّى نُصبِحَ، فقُلْتُ: [أَبِيتُ] ومَعِي ما مَعي مِن الخَيْرِ؟! ما كنْتُ لأفْعَلَ، وكان رِفاعةُ إذا خرَجَ سَفَرًا ثُمَّ قدِمَ، عرَّضَ قَوْمَه.
الراوي : رفاعة بن رافع | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7446 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد