الموسوعة الحديثية


- انطَلَقَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا معَه، حتَّى دخَلْنا كَنيسةَ اليَهودِ، فقالَ: يا مَعشَرَ اليَهودِ، أَرُوني اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا يَشهَدونَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ يُحبِطُ اللهُ عنْ كلِّ يَهوديٍّ تحتَ أَديمِ السَّماءِ الغضَبَ الَّذي غضِبَ عليه، قالَ: فأُسْكِتوا ما أجابَه منهم أحَدٌ، ثمَّ رَدَّ عليهم، فلم يُجِبْه منهم أحَدٌ، فقالَ: أبَيْتُم، فواللهِ لأنا الحاشِرُ، وأنا العاقِبُ، وأنا النَّبيُّ المُصْطَفى، آمَنْتُم أو كذَبْتُم، ثمَّ انصَرَفَ وأنا معَه حتَّى كِدْنا أنْ نَخرُجَ، فإذا رَجُلٌ مِن خَلفِنا يَقولُ: كما أنتَ يا مُحمَّدُ، فأقبَلَ فقالَ ذلك الرَّجلُ: أيُّ رَجُلٍ تَعلَموني فيكم يا مَعشَرَ اليَهودِ؟ قالوا: واللهِ ما نَعلَمُ أنَّه كانَ فينا رَجُلٌ أعلَمُ بكِتابِ اللهِ، ولا أفْقَهُ منكَ، ولا مِن أبيكَ قَبلَكَ، ولا مِن جَدِّكَ قبلَ أبيكَ، قالَ: فإنِّي أشهَدُ له باللهِ أنَه نَبيُّ اللهِ الَّذي تَجِدونَه في التَّوْراةِ، فقالوا: كذَبْتَ، ثمَّ رَدُّوا عليه قولَه، وقالوا فيه شرًّا، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كذَبْتُم، لن أقبَلَ قَولَكم، أمَّا آنِفًا فتُثْنونَ عليه منَ الخَيرِ ما أثْنَيْتم، وأمَّا إذ آمَنَ فكَذَّبْتُموه، وقُلْتُم فيه ما قُلْتُم، فلن يُقبَلَ قَولُكم قالَ: فخَرَجْنا ونحن ثَلاثةٌ رَسولُ اللهِ، وعَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ، وأنزَلَ اللهُ تَعالَى فيه: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ} [الأحقاف: 10] الآيةَ.
الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5877 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين