موسوعة الفرق

تمهيد: حول النِّزاعِ في حقيقةِ الإيمانِ


مُنذُ أن خرج الخَوارِجُ والنِّزاعُ قائِمٌ بَينَ عامَّةِ الطَّوائِفِ في حقيقةِ الإيمانِ1.
واختِلافُهم في حقيقتِه، وفي الفَرقِ بَينَه وبَينَ الإسلامِ: هل هما سواءٌ، أو هما مختَلِفانِ، أو بَينَهما عمومٌ وخصوصٌ؟ وهل الإيمانُ يزيدُ ويَنقُصُ أم أنَّه لا يتغَيَّرُ؟ وهل الأعمالُ من الإيمانِ وداخِلةٌ في حقيقتِه أم إنَّها من مُكَمِّلاتِه؟
وقد بحَث الخَوارِجُ في موضوعِ الإيمانِ على هذا النَّحوِ كما بحَثَه غيرُهم.
وقد رتَّب الخَوارِجُ على بحثِهم فيه نتائِجَ خطيرةً، ولا سيَّما في حُكمِهم على مُرتَكِبي الذُّنوبِ، وما إذا كان قد بَقِيَ شَيءٌ من إيمانِهم أو زال عنهم.
والواقِعُ أنَّهم -شأنَ غَيرِهم من الفِرَقِ- قد اختَلَفوا فيما بَينَهم في مَبحَثِ الإيمانِ كاختلافِهم في غيرِه من المباحِثِ، واختَلَفوا كذلك فيما بَينَهم فيما رتَّبوه على آرائِهم في الإيمانِ من أحكامٍ، وإن كانت كُلُّ هذه الاختلافاتِ في الرَّأيِ لم تكُنْ لفِرَقٍ رئيسيَّةٍ فيهم، وإنَّما كان بعضُها لأفرادٍ ولطوائِفَ شَذَّت عن مُعظَمِهم في الرَّأيِ، وهذا ما سيتبيَّنُ إن شاء اللهُ تعالى.

انظر أيضا: