موسوعة الفرق

المَطلَبُ الثَّاني: مَوقِفُ الدُّعاةِ الإسلاميِّين والمُفَكِّرين الذين أتَوا بَعدَ زَمَنِ رُوَّادِ المَدرَسةِ العقليَّةِ الحديثةِ


من هؤلاء محمَّد حُسَين الذَّهبيُّ؛ حيث قال عن المَدرَسةِ العقليَّةِ الحديثةِ: (إنَّها أعطت لعَقلِها حُرِّيَّةً واسعةً فتأوَّلت بعضَ الحقائِقِ الشَّرعيَّةِ التي جاء بها القرآنُ الكريمُ، وعدَلَت بها عن الحقيقةِ إلى المجازِ أو التَّمثيلِ، وليس هناك ما يدعو لذلك إلَّا مجرَّدُ الاستبعادِ والاستغرابِ؛ استبعادٌ بالنِّسبةِ لقُدرةِ البشَرِ القاصِرةِ، واستِغرابٌ لا يكونُ إلَّا ممَّن جَهِل قُدرةَ اللهِ وصَلاحِيتَها لكُلِّ ممكِنٍ.
كما أنَّها بسَبَبِ هذه الحُرِّيَّةِ العقليَّةِ الواسعةِ جارتِ المُعتَزِلةَ في بعضِ تعاليمِها وعقائِدِها، وحمَّلَت بعضَ ألفاظِ القرآنِ من المعاني ما لم يكُنْ معهودًا عِندَ العَرَبِ في زَمَنِ نُزولِ القرآنِ، وطعَنَت في بعضِ الحديثِ تارةً بالضَّعفِ وتارةً بالوَضعِ، مع أنَّها أحاديثُ صحيحةٌ رواها البُخاريُّ ومُسلِمٌ، وهما أصَحُّ الكُتُبِ بَعدَ كتابِ الله تعالى بإجماعِ أهلِ العِلمِ، كما أنَّها لم تأخُذْ بأحاديثِ الآحادِ الصَّحيحةِ الثَّابتةِ في كُلِّ ما هو من قَبيلِ العقائِدِ أو من قَبيلِ السَّمعيَّاتِ، مع أنَّ أحاديثَ الآحادِ في هذا البابِ كَثيرةٌ لا يُستهانُ بها) [1832] ((التفسير والمفسرون)) (3/215-216). .
وقال عن محمَّد عَبدُه: (إذا كان الأستاذُ الإمامُ قد أعطى لعَقلِه الحُرِّيَّةَ الكاملةَ في تفسيرِه للقُرآنِ الكريمِ، فإنَّا نجِدُه يُغرِقُ في هذه الحُرِّيَّةِ، ويتوسَّعُ فيها إلى دَرَجةٍ وصَلَت به إلى ما يُشبِهُ التَّطرُّفَ في أفكارِه، والغُلُوَّ في آرائِه) [1833] ((التفسير والمفسرون)) (3/235). .
وقال في موضِعٍ آخَرَ ما خلاصتُه: الأستاذُ الإمامُ ومَن على طريقتِه لا يُفَرِّقون بَينَ روايةِ البُخاريِّ وغيرِه، فلا مانِعَ عندَهم من عَدَمِ صِحَّةِ ما يرويه البُخاريُّ، كما أنَّه لو صَحَّ في نظرِهم فهو لا يعدو أن يكونَ خَبَرَ آحادٍ لا يَثبُتُ به إلَّا الظَّنُّ، وهذا في نظَرِنا هَدمٌ للجانِبِ الأكبَرِ من السُّنَّةِ [1834] يُنظر: ((التفسير والمفسرون)) (3/241). .
وعن موقِفِه من حديثِ ((كُلُّ بني آدَمَ يَمَسُّه الشَّيطانُ يومَ ولَدَتْه أمُّه إلَّا مريمَ وابنَها )) [1835] أخرجه من طُرُقٍ: البخاريُّ (3431)، ومسلم (2366) واللَّفظُ له من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. . قال الذَّهبيُّ عن موقِفِ محمَّد عَبدُه: (هو لا يَثِقُ بصِحَّةِ الحديثِ رَغمَ روايةِ الشَّيخَينِ له، ثمَّ يتخَلَّصُ من إرادةِ الحقيقةِ على فَرضِ الصِّحَّةِ بجَعلِ الحديثِ من بابِ التَّمثيلِ، وهو ركونٌ إلى مذهَبِ المُعتَزِلةِ الذين يَرَونَ أنَّ الشَّيطانَ لا تسَلُّطَ له على الإنسانِ إلَّا بالوَسوَسةِ والإغواءِ فقط) [1836] ((التفسير والمفسرون)) (3/241). .
وقال أيضًا: (وهذا المَسلَكُ الذي جرى عليه الشَّيخُ رشيد هو مَسلَكُ شَيخِه ومَسلَكُ الزَّمخشَريِّ وغيرِه من المُعتَزِلةِ الذين اتَّخَذوا التَّشبيهَ والتَّمثيلَ سبيلًا للفِرارِ من الحقائِقِ التي يُصَرِّحُ بها القرآنُ، ولا تَعجِزُ عنها قدرةُ اللهِ، وإن بَعُدت عن مَنالِ البَشَرِ) [1837] ((التفسير والمفسرون)) (3/249). .
وقال: (ثمَّ إنَّ صاحِبَ (المنار) لا يرى السِّحرَ إلَّا ضربًا من التَّمويهِ والخِداعِ، وليس له حقيقةٌ كما يقولُ أهلُ السُّنَّةِ، وهو يوافِقُ بهذا القَولِ قَولَ شَيخِه وقولَ المُعتَزِلةِ مِن قَبلِه) [1838] ((التفسير والمفسرون)) (3/249-250). .
وقال أنور الجندي عن الأفغانيِّ وتلميذِه: (إذا كان جمالُ الدِّينِ الأفغانيُّ هو أوَّلَ من فتَح بابَ المنطِقِ والفَلسَفةِ في الفِكرِ العربيِّ الحديثِ بحُسبانِه طريقًا إلى الدِّفاعِ عن الإسلامِ في مواجَهةِ الفَلسَفاتِ الحديثةِ على نَفسِ المَنهَجِ الذي اتَّخذه المُعتَزِلةُ؛ فإنَّ محمَّد عَبدُه هو الذي عمَّق هذا الاتِّجاهَ، حتَّى أُطلِق عليهما اسمُ "مُعتَزِلة العَصرِ الحديثِ") [1839] ((اليقظة الإسلامية في مواجهة الاستعمار)) (ص: 132). .
أمَّا الدُّكتورُ علي محمَّد جِريشة، ومحمَّد شريف الزِّيبَق، فقالا عن المَدرَسةِ العقليَّةِ: (نحن على عَكسِ كثيرٍ من غيرِنا، نحسِنُ الظَّنَّ بأصحابِ هذه المدارِسِ، ولا نقبَلُ أن نُسَمِّيهم عُمَلاءَ، وإن بدا منهم لونٌ من الاتِّصالِ أو التَّعاوُنِ مع العَدُوِّ المُستَعمِرِ)، وقالا أيضًا: (لكِنَّنا وإن نَفَينا عنهم "العِمالةَ" فلا نستطيعُ أن ننفيَ عنهم "السَّذاجةَ" إن ظنُّوا أنَّهم يستطيعون أن يَضحَكوا على الاستعمارِ ويَمكُروا به، فإذا به أشَدُّ مكرًا؛ ظنُّوا أنَّهم يستطيعون أن يَمتَطوه ليُسَخِّروه لصالحِ الإسلامِ، وامتطاهم الاستعمارُ ليُسَخِّرَهم لصالحِ التَّغريبِ والتَّغييرِ الاجتماعيِّ) [1840] ((أساليب الغزو الفكري)) (ص: 201). .
وقالا: (وبهذه النِّيَّةِ التي نحسِنُ الظَّنَّ بها ألَّف صاحِبُ مَدرَسةِ العقلِ جمعيَّةَ التَّقريبِ بَينَ الأديانِ، فيها المُسلِمون والنَّصارى واليهودُ... ولعَلَّه لم يُدرِكْ أنَّ التَّقارُبَ بَينَ الإسلامِ والمسيحيَّةِ واليهوديَّةِ لا يمكِنُ أن يكونَ إلَّا على حسابِ الإسلامِ؛ لأنَّه الوحيدُ الدِّينُ الصَّحيحُ، وغيرُه محرَّفٌ.. ولعَلَّه لم يُدرِكْ أنَّ المُشرِكين حاولوا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلك التَّقارُبَ حين قالوا: نَعبُدُ إلهَك يومًا، وتعبُدُ آلهتَنا يومًا؛ فأنزَلها ربُّ السَّماءِ والأرضِ قاطعةً حاسمةً قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ [الكافرون: 1-3] السُّورة) [1841] ((أساليب الغزو الفكري)) (ص: 202-203). .
وقالا أيضًا: (وأمَّا الذي نأخُذُه على الرَّجُلِ العالِمِ:
أولًا: اقتصارُه من الإسلامِ على الإصلاحِ عن طريقِ التَّعليمِ؛ فالإسلامُ ليس مجرَّدَ ثقافةٍ فقط، لكِنَّه مِنهاجُ تربيةٍ، ومنهاجُ حياةٍ، وليته في هذا الجانِبِ استطاع أن يُصلِحَ!
ثانيًا: أنَّ الرَّجُلَ -وهو في موضِعِ القُدوةِ للمُسلِمين- مالأَ "الكافِرين" الذين غَصَبوا الدِّيارَ وما بَعدَ الدِّيارِ!... ولا ندري هل كان الإمامُ يحفَظُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ [الممتحنة: 1] ؟ وهل قرأ غيرَها من الآياتِ في نَفسِ المعنى أم أنَّ له فيه تأويلاتٍ؛ كتأويلِه في الملائكةِ أو في سُجودِهم، أو في معصيةِ آدَمَ عليه السَّلامُ، أو في خَلقِ عيسى عليه السَّلامُ، أو في الجِنِّ، أو في السِّحرِ، أو غيرِ ذلك ممَّا أعمل فيه عقلَه "الكبير"؛ ليقولَ "بالرَّأيِ في كتابِ اللهِ؟! لقد مضى الرَّجُلُ إلى رَبِّه، فنترُكُ له حِسابَ سِرِّه وعلانيَتِه، لكِنَّنا إزاءَ الظَّاهِرِ وعُمُرِه الذي أفنى في محاولةِ إصلاحِ التَّعليمِ بلوغًا إلى مقاومةِ الاستعمارِ أو على النُّهوضِ بالإسلامِ، لا نملِكُ إلَّا أن نتلوَ قَولَ اللهِ تعالى: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا [الكهف: 103- 104] ، ونترُكُ مِن قَبلِ ذلك ومِن بَعدِ ذلك حسابَه على اللهِ، لكِنَّنا نسوقُ ما نسوقُ ليعتَبِرَ أولو الأبصارِ.. ويتذَكَّرَ أولو الألبابِ، فلا تتكرَّرَ الصُّورةُ مَرَّةً أُخرى) [1842] ((أساليب الغزو الفكري)) (ص: 204-205). .
أمَّا غازي التوبة فعَدَّ من أخطاءِ محمَّد عَبدُه دعوتَه للتَّقريبِ بَينَ الأديانِ، فقال: (قد أخطأ محمَّد عَبدُه في دعوتِه إلى التَّأليفِ والتَّقريبِ بَينَ الأديانِ حتَّى صار مطيَّةً لهيئاتٍ ودُوَلٍ حاقِدةٍ على الإسلامِ والمُسلِمين، وما ذلك إلَّا لأنَّه لم يلتَزِمْ حَدَّ الإسلامِ، بل اتَّبع هواه؛ فكان أمُرُه فُرُطًا) [1843] ((الفكر الإسلامي المعاصر)) (ص: 23). .
واستعرَض الأستاذ غازي جملةَ الأخطاءِ والانحرافاتِ بَعدَ أن قَسَّمَها إلى قِسمَينِ:
أوَّلًا: نتائِجُ سياسيَّةٌ: وعدَّ منها ما يلي
1- التَّعاوُنُ مع رياض باشا "عميلِ الإنجليزِ".
2- التَّعاوُنُ مع المحتَلِّ الإنجليزيِّ.
3- الاصطِدامُ مع عبَّاسٍ الثَّاني؛ فقد كانت في مِصرَ آنذاك سُلطتانِ: سُلطةُ الاحتلالِ، وسُلطةُ الخِدِيويَّةِ؛ إحداهما مُغتَصِبةٌ، والأخرى شرعيَّةٌ، تمثَّلَت الأُولى في الثَّعلَبِ العَجوزِ: اللُّورْد كرُومَر، والثَّانيةُ في الخِدِيوي عبَّاسٍ الثَّاني.
4- تبريرُ وُجودِ المحتَلِّ.
5- تكوينُ مَدرَسةٍ سياسيَّةٍ باسمِ محمَّد عَبدُه؛ حيثُ وَجَد الاحتلالُ في محمَّد عَبدُه وتلاميذِه مَدرَسةً سياسيَّةً تحقِّقُ أغراضَه وتُنَفِّذ مآرِبَه؛ فرعاها ونمَّاها.
ثانيًا: النَّتائِجُ الفِكريَّةُ
كان الاستِعمارُ يَشعُرُ بتحَوُّلِ المجتَمَعِ المُسلِمِ نحوَ الحضارةِ الغربيَّةِ، وأخْذِه منها في كُلِّ مجالٍ، وتقليدِه لها في كُلِّ أمرٍ، ولكِنَّه كان يؤمِنُ في الوقتِ نَفسِه بأنَّ الهُوَّةَ ستبقى قائمةً بَينَ الغَربِ والمُسلِمين من جهةٍ، ولا يؤمِنُ الانتكاسَ من جهةٍ ثانيةٍ، ما دام الإسلامُ باقيًا على طبيعتِه وحقيقتِه؛ لذلك فقد صَبَّ جهودًا كبيرةً كي يحَوِّرَ ويحَوِّلَ الإسلامَ من الدَّاخِلِ؛ ليُعطيَ السَّنَدَ الفِكريَّ والدَّعمَ الدِّينيَّ لمُعْطياتِ الحضارةِ الغربيَّةِ من ناحيةٍ، وتناوُلِها دونَ التَّحرُّجِ من ناحيةٍ أُخرى، وقد وجد الاستِعمارُ في محمَّد عَبدُه ضالَّتَه التي تحقِّقُ له هدَفَه ذاك في التَّحويلِ والتَّحويرِ، أو التي تبدأُ له بالخُطوةِ الأولى في ذاك التَّحويلِ والتَّحويرِ [1844] يُنظر: ((الفكر الإسلامي المعاصر)) للتوبة (ص: 44- 65). .
ومحمَّد محمَّد حسين كان لدراستِه العميقةِ في دعوة الأفغانيِّ وتلاميذِه نتيجةٌ خطيرةٌ توصَّل إليها؛ حيث قال: (الذي يبدو لي هو أنَّ دعوةَ الأفغانيِّ التي رُبّيَ محمَّد عَبدُه في أحضانِها، كان لها -ككُلِّ الدَّعَواتِ السِّريَّةِ- ظاهِرٌ وباطِنٌ؛ فظاهِرُها يخاطِبُ الجماهيرَ، وهو يُصَوِّرُ ما يريدُ صاحِبُ الدَّعوةِ أن يَعرِفَه جمهورُ المُسلِمين ممَّا يُعجِبُهم ويقَعُ من قلوبِهم موقِعَ الارتياحِ والقَبولِ، وباطِنُها يمثِّلُ حقيقتَها التي يُخفيها أصحابُها عن النَّاسِ، ولا يَكشِفون السِّترَ عنها قَبلَ أن تحقِّقَ أهدافَها بالوصولِ إلى مركزِ السُّلطةِ، ومحمَّد عَبدُه كان تابعًا لسَيِّدِه الأفغانيِّ، أو خادمًا له، كما تعوَّدَ هو نفسُه أن يكتُبَ إليه في بَعضِ رسائِلِه، والأفغانيُّ كان يريدُ أن يُعيدَ الدَّورَ نَفسَه الذي لَعِبَه الإسماعيليَّةُ من أصحابِ الدَّعَواتِ الباطنيَّةِ التي تتسَتَّرُ وراءَ التَّشَيُّعِ) [1845] ((الإسلام والحضارة الغربية)) (ص: 83). .
وقال عنهما -أي: الأفغانيِّ ومحمَّد عَبدُه-: (كانا -ككُلِّ الثُّوَّارِ من أصحابِ الدَّعَواتِ السِّرِّيَّةِ- يُعلِنان ما يحِبُّه النَّاسُ ويستهويهم غيرَ ما يُبطِنان ممَّا يُنكِرُه النَّاسُ، وما يُبَلِّغُهم مطامِعَهم) [1846] مجلة ((رسالة الطالب المسلم)) لقاء مع الدكتور محمد محمد حسين (ص: 100) العدد الأول 1397-1398ه. .
وهذا رأيُ رجُلٍ وقف جزءًا كبيرًا من نشاطِه لدراسةِ حقيقتِهم وجَلاءِ أهدافِهم، حتَّى إذا ما وصل إلى درجةٍ كبيرةٍ من ذلك كشَف للمُسلِمين ما توصَّل إليه مُستنِدًا إلى حقائِقَ ثابتةٍ من أقوالِهم أو أفعالِهم التي لا تُنكَرُ، وقد عُرِفَت عنهم واشتَهَروا بها، وهو حينما يكشِفُ هذا لا يكشِفُه لحِقدٍ أو حسَدٍ، وإنَّما يكشِفُه لغَرَضٍ إسلاميٍّ نبيلٍ هو ألَّا تقومَ في مجتَمَعِنا أصنامٌ جديدةٌ معبودةٌ لأُناسٍ يزعُمُ الزَّاعمون أنَّهم معصومون من كُلِّ خطَأٍ، وأنَّ أعمالَهم كُلَّها حَسَناتٌ لا تقبَلُ القَدحَ والنَّقدَ، حتَّى إنَّ المخدوعَ بهم والمتعَصِّبَ لهم والمُرَوِّجَ لآرائِهم لَيَهيجُ ويَموجُ إذا وصَف أحدُ النَّاسِ إمامًا من أئمَّتِهم بالخطَأِ في رأيٍ من آرائِه في الوَقتِ الذي لا يَهيجون فيه ولا يَموجون حينَ يُوصَفُ أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بما لا يَقبَلونَ أن يُوصَفَ به زُعَماؤهم المعصومون [1847] يُنظر: ((الإسلام والحضارة الغربية)) (ص: 49-50). .

انظر أيضا: