موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: حكمُ ياءِ المنقوصِ ثبوتًا وحذفًا


أولًا: المنقوصُ النَّكِرةُ
تَثبُت الياءُ في حالِ النَّصبِ، فتَقولُ: (رأيْتُ قاضِيًا)؛ قاضيًا: مَفعولٌ به مَنصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ.
وتُحْذَفُ الياءُ في حالَتي الرَّفْعِ والجَرِّ، فتَقولُ: (هذا قاضٍ عادلٌ) قاضٍ: خبرٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ المقَدَّرةُ على الياءِ المحذوفةِ؛ لأنَّه اسمٌ مَنقوصٌ، وتَقولُ: (مَرَرْتُ بِقاضٍ عادلٍ) قاضٍ: اسمٌ مَجرورٌ بالباءِ، وعَلامةُ جَرِّه الكَسرةُ المقَدَّرةُ على الياءِ المحذوفةِ؛ لأنَّه اسمٌ منقوصٌ التنوين في كلمة (قاضٍ) تنْوينُ تمكينٍ، وليس عِوَضًا عن الياءِ المحذوفة، كما يظُنُّ البعضُ؛ فأصلُ الكلمةِ في حالتَيِ الرَّفعِ والجَرِّ: قاضِيٌ / قاضِيٍ، فاستُثْقِلت الضَّمَّةُ / الكسرةُ على الياءِ، فحُذِفت الضَّمَّةُ / الكسرةُ تخفيفًا، فالتقى ساكنانِ: الياءُ والتنوينُ؛ فحُذِفَت الياءُ للتخلُّصِ من التقاءِ الساكنينِ، وبقيَ التنوينُ. .
فائدةٌ في الوَقفِ على الاسمِ المنقوصِ النَّكِرةِ:
يجوزُ في حالِ الوقْفِ على النَّكِرةِ المرفوعةِ أو المجرورةِ أن تُنطَقَ الياءُ، فتَقولُ: هذا قاضي، مررْتُ بقاضي. ولذلك قرأ ابنُ كثيرٍ: وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ [الرعد: 7] فوقف على (هادِيْ) بالياءِ، وكذلك قَولُه تعالى: وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ [الرعد: 11] ، وقَولُه: وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الرعد: 33] وغيرها، يَقِفُ على كلٍّ بالياءِ؛ (والِيْ، هادِيْ) يُنظَر: ((المبسوط في القراءات العشر)) لابن مهران (ص: 254). .
أمَّا في حالةِ النَّصبِ فيُبْدَلُ من التنوينِ ألِفٌ، كالوَقفِ على قَولِه تعالى: رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا [آل عمران: 193] ، فتَقولُ: مُنادِيَا.
ثانيًا: المنقوصُ المُعرَّفُ بـ«أل» أو بالإضافةِ
تَثبُتُ الياءُ وُجوبًا في الاسمِ المنقوصِ في حالةِ الوَصلِ، ويكونُ إعرابُه بالحركاتِ المقدَّرةِ في الرَّفعِ والجَرِّ، وبالفَتحةِ الظَّاهِرةِ في حالةِ النَّصبِ؛ تَقولُ: جاء القاضي العادِلُ. (القاضي): فاعِلٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ المقدَّرةُ على الياءِ، منع من ظُهورِها الثِّقَلُ.
وتَقولُ: ذهَبْتُ إلى قاضي القُضاةِ، (قاضي): اسمٌ مَجرورٌ بـ(إلى)، وعَلامةُ جَرِّه الكسرةُ المُقَدَّرةُ على الياءِ، منَع من ظُهورِها الثِّقَلُ.
وتَقولُ: رأيتُ قاضيَ المدينة. (قاضيَ) مَفعولٌ به مَنصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ.
فائِدةٌ في الوَقفِ على الاسمِ المنقوصِ المَعْرِفةِ:
يجوزُ الوَقفُ عليه بإثباتِ الياءِ، تَقولُ: «اللهُ الهادي»، ويجوزُ الوَقفُ بحَذْفِها في حالَتَيِ الرَّفعِ والجَرِّ، ومِن ذلك قَولُه تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ [الرعد: 9] ، وقَولُه: لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ [غافر: 15] بحَذفِها يُنظَر: ((السبعة في القراءات)) لابن مجاهد (ص: 568). .
أمَّا في النَّصبِ فيُوقَفُ على الياءِ وُجوبًا، ولا يجوزُ حَذْفُها، كقَولِه تعالى: كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ [القيامة: 26] ؛ فإذا وقفْتَ سكَّنتَ الياءَ ولم تحذِفْها يُنظَر: ((شرح قطر الندى وبل الصدى)) لابن هشام (ص: 327). .

انظر أيضا: