موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الثَّاني: طُرقُ المَجازِ


للمَجازِ طرائِقُ عديدةٌ يأتي بها؛ أشْهَرُها:
1- إطْلاقُ اسمِ السَّببِ على المُسبَّبِ، نحْوُ قولِهم: سالَ الوادي، والماءُ هو الَّذي سالَ، ومِثلُ تَسْميةِ المَطرِ بالسَّماءِ، أو تَسْميةِ العِنَبِ بالخَمْرِ.
2- إطْلاقُ المُسبَّبِ على السَّببِ، كتَسْميةِ المَرضِ الشَّديدِ بالموْتِ.
3- المُشابَهةُ: كتَسْميةِ الشُّجاعِ أسَدًا.
4- تَسْميةُ الشَّيءِ باسمِ ضدِّه، كقَولِه تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ [البقرة: 194] ، فسمَّى القِصاصَ عُدوانًا تَسْميةً له باسمِ ضدِّه.
5- تَسْميةُ الجزءِ باسمِ الكلِّ، كما في قولِه تعالى: يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ [البقرة: 19] ؛ فالَّذي يُجعَلُ في الآذانِ إنَّما هو الأنامِلُ لا الأصابِعُ كلُّها.
6- تَسْميةُ الكلِّ باسمِ الجزءِ، كما يُقالُ للزَّنْجيِّ: أسْوَدُ.
7- تَسْميةُ إمْكانِ الشَّيءِ باسمِ وُجودِه، كما يُقالُ للخمْرِ في الدَّنِّ: مُسْكِرَةٌ.
8- إطْلاقُ اللَّفظِ المُشتَقِّ بعدَ زَوالِ المُشتقِّ منه، كقولِك للإنْسانِ بعد فَراغِه مِنَ الضَّربِ: ضارِبٌ.
9- المُجاوَرةُ، مِثلُ نقْلِ اسمِ "الرَّاويةِ" مِنَ الجَمَلِ الَّذي يَروي إلى الحِمْلِ الَّذي عليه فيه الماءُ.
10- تَرْكُ الاسْتِعمالِ: وهُو أنْ يكونَ اللَّفظُ حَقيقةً ثمَّ يُهجَرَ، فإذا قُلتَ للحِمارِ: دابَّةً، صار ذلك مَجازًا، معَ أنَّ الدَّابةَ أصْلًا تَشمَلُ كلَّ ما يَدِبُّ على الأرْضِ.
11- تَسْميةُ المُتعلِّقِ باسم المُتعلَّقِ، (والمُرادُ التَّعلُّقُ الحاصِلُ بَيْنَ المَصْدرِ واسمِ الفاعِلِ واسمِ المَفْعولِ، كإطْلاقِ المَصْدَرِ على اسمِ الفاعِلِ، نحْوُ: رجُلٌ عَدْلٌ، أيْ: عادِلٌ، وعكْسُه، نحْوُ: قُمْ قائِمًا، أيْ: قِيامًا، والمَصْدرِ على اسمِ المَفْعولِ، نحْوُ: هَذَا خَلْقُ اللَّهِ [لقمان: 11] ، أيْ: مَخْلوقُه، وعكْسُه نحْوُ: فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ [القلم: 5-6] ، أيْ: الفِتنةُ، واسمِ الفاعِل على المَفْعولِ، نحْوُ: مَاءٍ دَافِقٍ [الطارق: 6] ، أيْ: مَدْفوقٍ، وعكْسُه نحْوُ: حِجَابًا مَسْتُورًا [الإسراء: 45] ، أيْ: ساتِرًا) [313] ((الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع، ومعه شرحه المسمى الجليس الصالح النافع بتوضيح معاني الكوكب الساطع)) (ص: 101). .
12- المَجازُ بالزِّيادةِ والنُّقصانِ، كقَولِه تعالى: وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتي كُنَّا فِيهَا [يوسف: 82] ، وقَولِه تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى: 11] [314] ينظر: ((المحصول)) للرازي (1/ 323). .

انظر أيضا: