موسوعة الأخلاق والسلوك

ز- نماذِجُ من الكَرَمِ والجُودِ عِندَ العُلَماءِ المعاصِرينَ


- كَرَمُ الشَّيخِ عَبدِ العزيزِ بنِ بازٍ:
لا يكادُ يُعلَمُ في زمانِ سَماحةِ الشَّيخِ أحَدٌ أسخى ولا أجوَدُ ولا أكرَمُ من سماحةِ الشَّيخِ عبدِ العزيزِ بنِ بازٍ، وذلك في وُجوهِ السَّخاءِ، وصُوَرِه المتعَدِّدةِ، ومن هذه الصُّوَرِ:
1- كان مجبولًا على حُبِّ الضُّيوفِ، والرَّغبةِ في استضافتِهم منذُ صِغَرِه.
2- كان يوصي بشِراءِ أحسَنِ ما في السُّوقِ من الفاكِهةِ والتَّمرِ، والخُضارِ، وسائِرِ الأطعِمةِ التي تُقَدَّمُ لضُيوفِه.
3- وكان يُلِحُّ إلحاحًا شديدًا إذا قَدِم عليه أحدٌ أو سَلَّم عليه، فكان يُلِحُّ عليهم بأن يَحُلُّوا ضيوفًا عندَه على الغَداءِ والعَشاءِ والمَبيتِ، ولو طالت مدَّةُ إقامتِهم.
4- وكان يُرَغِّبُ القادمين إليه بأن يتواصَلوا معه في الزِّيارةِ، فيُذَكِّرُهم بفضلِ الزِّيارةِ، والمحبَّةِ في اللهِ، ويسوقُ لهم الآثارَ الواردةَ في ذلك؛ ممَّا يبعَثُهم إلى مزيدٍ من الزِّيارةِ؛ لأنَّ بعضَهم لا يرغَبُ في الإثقالِ على سماحةِ الشَّيخِ وإضاعةِ وَقتِه، فإذا سمِعَ منه ذلك انبَعَث إلى مزيدٍ من الزِّياراتِ.
5- وكان لا يقومُ من المائدةِ حتَّى يسألَ عن ضيوفِه: هل قاموا؟ فإذا قيل له: قاموا، قام؛ كي لا يُعجِلَهم بقيامِه قَبْلَهم، وإذا قام قال: كُلٌّ براحتِه، لا تَسْتَعجِلوا.
6- وإذا قَدِم الضُّيوفُ من بعيدٍ ثمَّ استضافَهم وأكرَمهم، وأرادوا توديعَه ألحَّ عليهم بأن يمكُثوا، وأن يتناولوا وجبةً أُخرى، وأن يَبيتوا عنده، فلا ينصَرِفون منه إلَّا بَعدَ أن يتأكَّدَ بأنَّهم مسافِرون أو مرتَبِطون، بل إذا قالوا: إنَّهم مرتَبِطون، قال: ألا يمكِنُ أن تتخَلَّصوا من ارتباطِكم؟ ألا تُهاتِفون صاحِبَ الارتباطِ، وتعتَذِروا منه؟
7- وكان يَفرَحُ بالقادِمِ إليه ولو لم يعرِفْه من قَبلُ، خصوصًا إذا قدم من بعيدٍ، أو لمصلحةٍ عامَّةٍ.
8- ومن لطائفِ كَرَمِه أنه إذا قَدِم عليه قادِمٌ وهو في السَّيَّارةِ أخذ يتحفَّزُ، ويتحَرَّك ويدعو القادِمَ للرُّكوبِ معه، ولو كان المكانُ ضَيِّقًا، لكِنْ سماحتُه يريه أنَّه محِبٌّ لصُحبتِه، أو أن يأمُرَ أحَدَ السَّائقين التَّابعين للرِّئاسةِ ليُوصِلَه، أو أن يأخُذَ سيَّارةً للأُجرةِ؛ لتنقُلَ من يأتون إليه إذا كانوا كثيرين.
9- كان مَنزِلُ أسرةِ سماحةِ الشَّيخِ في الرِّياضِ لا يتَّسِعُ لكثرةِ الضُّيوفِ القادِمين إليه، وكثيرًا ما يأتيه أناسٌ بأُسَرِهم إمَّا من المدينةِ أو غيرِها؛ إمَّا طَلَبًا لشفاعةٍ أو مساعدةٍ، أو نحوِ ذلك، فكانوا يسكنون عندَ سماحةِ الشَّيخِ في المنزِلِ [2868] يُنظَر: ((جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز)) محمد بن إبراهيم الحمد (181-190). .

انظر أيضا: