موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- نماذِجُ من كَرَمِ الأنبياءِ عليهم السَّلامُ


- إبراهيمُ الخليلُ عليه السَّلامُ:
عن سعيدِ بنِ المُسَيِّبِ قال: (إبراهيمُ ... أوَّلُ من أضاف الضَّيفَ) [2769] أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (1250)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (8640). .
قال المُناويُّ: (كان يُسَمَّى أبا الضِّيفانِ، كان يمشي المِيلَ والميلَينِ في طَلَبِ من يتغدَّى معه... وفي «الكشَّاف»: كان لا يتغدَّى إلَّا مع ضَيفٍ) [2770] يُنظَر: ((الكشاف)) للزمخشري (2/ 643)، ((فيض القدير)) للمناوي (4/543). .
قال تعالى: حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ [الذاريات: 24 - 27].
وقال سُبحانه: وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ [هود: 69] .
قال الطَّبَريُّ: (عن مجاهِدٍ، قولُه: ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ قال: أكرَمَهم إبراهيمُ، وأمَرَ أهلَه لهم بالعِجلِ حينَئذٍ) [2771] يُنظَر: ((جامع البيان)) (21/525). .
وعن مجاهِدٍ أيضًا أنَّه قال: سمَّاهم (مُكْرَمينَ) لخِدمةِ إبراهيمَ إيَّاهم بنَفْسِه [2772] يُنظَر: ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (17/45). .
وقال الرَّازي: (أُكرِموا إذ دخلوا، وهذا من شأنِ الكريمِ أن يُكرِمَ ضيفَه وقتَ الدُّخولِ، فإن قيل: بماذا أُكرِموا؟ قُلْنا: ببشاشةِ الوَجهِ أوَّلًا، وبالإجلاسِ في أحسَنِ المواضِعِ وألطَفِها ثانيًا، وتعجيلِ القِرى ثالثًا، وبُعدِ التَّكليفِ للضَّيفِ بالأكلِ والجُلوسِ) [2773] يُنظَر: ((مفاتيح الغيب)) (28/174). . وفي الآيةِ بيانُ مشروعيَّةِ الضِّيافةِ والمبادرةِ إليها، واستحبابِ مُبادرةِ الضَّيفِ بالأكلِ منها [2774] يُنظَر: ((الإكليل في استنباط التنزيل)) للسيوطي (ص:151). .
والفاءُ في قَولِه: فَمَا لَبِثَ للدَّلالةِ على التَّعقيبِ؛ إسراعًا في إكرامِ الضَّيفِ؛ ظنَّهم إبراهيمُ عليه السَّلامُ ناسًا، فبادر إلى قِراهم [2775] يُنظَر: ((التحرير والتنوير)) لابن عاشور (12/117). .

انظر أيضا: