موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- نماذِجُ من صُوَرِ الجِدِّيَّةِ والحَزمِ عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم


- جِدِّيَّتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أمرِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ سُبحانَه وإمضائِه
عن جابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((رأيتُ كأنِّي في دِرعٍ حَصينةٍ، ورأيتُ بَقَرًا مُنَحَّرةً، فأوَّلتُ أنَّ الدِّرعَ الحَصينةَ المدينةُ، وأنَّ البَقَرَ نَفَرٌ، واللهُ خَيرٌ، قال: فقال لأصحابِه: لو أنَّا أقَمْنا بالمدينةِ فإنْ دَخَلوا علينا فيها قاتَلْناهم، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، واللهِ ما دُخِل علينا فيها في الجاهِليَّةِ، فكيف يُدخَلُ علينا فيها في الإسلامِ؟ -وفي روايةٍ: فقال: شَأنُكم إذًا- قال: فلَبِسَ لَأْمَتَه [2638] اللَّأْمةُ مهموزةً: الدِّرعُ. وقيل: السِّلاحُ. ولَأْمةُ الحَربِ: أداتُه. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (4/220). ، قال: فقالت الأنصارُ: رَدَدْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رأيَه! فجاؤوا فقالوا: يا نبيَّ اللهِ، شأنُك إذًا، فقال: إنَّه ليس لنَبيٍّ إذا لَبِسَ لَأْمَتَه أن يَضَعَها حتَّى يُقاتِلَ)) [2639] أخرجه أحمد (14787) واللَّفظُ له، والدارمي (2159)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (7647). صَحَّحه ابنُ حَجَر في ((فتح الباري)) (7/436)، والألباني في ((صحيح الجامع)) (3476)، وصحَّحه لغيره شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (23/ 100)، والبوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (6/368). والحديثُ أصلُه في صحيح البخاري مختصَرًا معلَّقًا قبل حديث (7369) بلفظ: ((لا ينبغي لنبيٍّ يَلبَسُ لأْمَتَه فيَضَعُها حتَّى يحكُمَ الله)). .
- وعن كَعبِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، يقولُ: ((كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَلَّما يريدُ غَزوةً يَغزوها إلَّا وَرَّى بغَيرِها، حتَّى كانت غزوةُ تَبوكَ، فغَزاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حَرٍّ شديدٍ، واستَقبَل سَفَرًا بعيدًا ومَفازًا، واستقبَلَ غزوَ عَدُوٍّ كثيرٍ؛ فجَلَّى للمُسلِمين أمْرَهم؛ ليتأهَّبوا أُهْبةَ عَدُوِّهم، وأخبَرَهم بوَجْهِه الذي يُريدُ)) [2640] أخرجه البخاري (2948)، ومسلم (2769).  .
- وعن ابنِ عُمَرَ، قال: ((قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لنا لَمَّا رجع من الأحزابِ: لا يُصَلِّينَّ أحَدٌ العَصرَ إلَّا في بني قُرَيظةَ. فأدرَك بعضَهم العصرُ في الطَّريقِ، فقال بعضُهم: لا نُصَلِّي حتَّى نأتيَها، وقال بعضُهم: بل نُصَلِّي، لم يُرَدْ مِنَّا ذلك، فذُكِر للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلم يُعَنِّفْ واحِدًا منهم)) [2641] أخرجه البخاري (946). .

انظر أيضا: