موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ التَّواضُعِ وبعضِ الصِّفاتِ


الفَرْقُ بَيْنَ التَّواضُعِ والتَّذلُّلِ:
(أنَّ التَّذلُّلَ: إظهارُ العجزِ عن مقاومةِ من يتذلَّلُ له.
والتَّواضُعُ: إظهارُ قدرةِ من يتواضعُ له، سواءٌ كان ذا قدرةٍ على المتواضعِ أو لا؛ ألا ترى أنَّه يُقالُ: العبدُ متواضِعٌ لخَدَمِه، أي: يعامِلُهم معاملةَ مَن لهم عليه قدرةٌ، ولا يُقالُ: يتذلَّلُ لهم؛ لأنَّ التَّذلُّلَ: إظهارُ العجزِ عن مقاومةِ المتذَلَّلِ له، وأنَّه قاهرٌ، وليست هذه صفةَ المَلِكِ مع خَدَمِه) [2182] ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص: 122). .
الفَرْقُ بَيْنَ التَّواضُعِ والخُشوعِ:
(التَّواضُعُ: يعتبرُ بالأخلاقِ والأفعالِ الظَّاهرةِ والباطنةِ.
والخشوعُ: يُقالُ باعتبارِ الجوارحِ؛ ولذلك قيل: إذا تواضَع القلبُ خشَعت الجوارحُ) [2183] ((فيض القدير)) للمناوي (4/ 277). .
الفَرْقُ بَيْنَ التَّواضُعِ والمهانةِ:
 (الفَرْقُ بَيْنَ التَّواضُعِ والمهانةِ: أنَّ التَّواضُعَ يتولَّدُ من بَيْنِ العِلمِ باللَّهِ سُبحانَه ومَعرفةِ أسمائِه وصفاتِه ونعوتِ جلالِه، وتعظيمِه ومحبَّتِه وإجلالِه، ومن معرفتِه بنفسِه وتفاصيلِها وعيوبِ عَمَلِها وآفاتِها، فيتولَّدُ من بَيْنِ ذلك كلِّه خُلقٌ هو التَّواضُعُ، وهو انكسارُ القلبِ للهِ، وخفضُ جناحِ الذُّلِّ، والرَّحمةُ بعبادِه، فلا يرى له على أحدٍ فَضلًا، ولا يرى له عِندَ أحدٍ حقًّا، بل يرى الفضلَ للنَّاسِ عليه، والحقوقَ لهم قِبَلَه، وهذا خُلُقٌ إنَّما يعطيه اللَّهُ عزَّ وجَلَّ من يحبُّه ويكرِمُه ويقرِّبُه.
وأمَّا المهانةُ: فهي الدَّناءةُ والخِسَّةُ، وبَذلُ النَّفسِ وابتذالُها في نَيلِ حظوظِها وشهواتِها... واللَّهُ سُبحانَه يحبُّ التَّواضُعَ، ويبغِضُ الضَّعةَ والمهانةَ) [2184] ((الروح)) (ص: 234). .
الفَرْقُ بَيْنَ التَّواضُعِ والضَّعةِ
(الفَرْقُ بَيْنَ التَّواضُعِ والضَّعةِ: أنَّ التَّواضُعَ رِضا الإنسانِ بمَنزلةٍ دونَ ما تستحِقُّه منزلتُه، والضَّعةُ وضعُ الإنسانِ نفسَه في مكانٍ يُزري به) [2185] ((بريقة محمودية)) للخادمي (2/ 231). .

انظر أيضا: