موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانِي عَشَرَ: مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ


1- تسميةُ العَرَبِ الشَّيءَ بضِدِّه:
كانت العَرَبُ تُسَمِّي الشَّيءَ باسمِ ضِدِّه تفاؤُلًا؛ فالرُّفقةُ سُمِّيَت قافِلةً قَبلَ قُفولِها؛ تفاؤُلًا، والدُّمَّلُ سُمِّيَ دُمَّلًا قبل اندِمالِه؛ تفاؤُلًا باندمالِه، واللَّديغُ سُمِّيَ سَليمًا قَبلَ سلامتِه؛ تفاؤُلًا بالسَّلامةِ، والبَيداءُ سُمِّيَت مَفازةً -وهي مَهلَكةٌ-؛ تفاؤُلًا، وسُمِّيَ المطبوبُ -أي: المسحورُ- بذلك، فكَنَّوا بالطِّبِّ عن السِّحرِ؛ تفاؤُلًا بالبُرءِ [2068] ينظر: ((شرح درة الغواص)) للشهاب الخفاجي (ص: 438)، ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 554)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 243). .
2- المرادُ بكَونِ الشُّؤمِ في ثلاثٍ:
وَرَد في السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ رواياتٌ فيها الشُّؤمُ مِن بعضِ الأمورِ، ممَّا يُوهِمُ التَّعارُضَ مع النُّصوصِ التي ورَد فيها النَّهيُ عن التَّشاؤُمِ؛ فقد جاء في الحديثِ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((لا عدوى ولا طِيَرةَ، إنَّما الشُّؤمُ في ثلاثٍ: في الفَرَسِ، والمرأةِ، والدَّارِ)) [2069] أخرجه البخاري (5772) واللفظ له، ومسلم (2225) من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما. .
والأمرُ ليس كذلك، فلا تَعارُضَ؛ فالمعنى: أنَّ الشُّؤمَ لو كان له وجودٌ في شيءٍ لكان في هذه الأشياءِ؛ فإنَّها أقبَلُ الأشياءِ له، لكِنْ لا وجودَ له فيها أصلًا، وعلى هذا فالشُّؤمُ في الحديثِ السَّابِقِ وغيرِه محمولٌ على الإرشادِ منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يعني: إن كانت له دارٌ يَكرَهُ سُكناها، أو امرأةٌ يَكرَهُ صُحبتَها، أو فَرَسٌ لا تُعجِبُه، فلْيُفارِقْ بالانتقالِ من الدَّارِ، ويُطَلِّقُ المرأةَ، ويبيعُ الفَرَسَ؛ حتَّى يزولَ عنه ما يجِدُه في نفسِه من الكراهةِ [2070] ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (8/ 25). .
وقال ابنُ القَيِّمِ: (فإخبارُه بالشُّؤمِ أنَّه يكونُ في هذه الثَّلاثةِ ليس فيه إثباتُ الطِّيَرةِ التي نفاها، وإنَّما غايتُه أنَّ اللهَ سُبحانَه قد يخلُقُ منها أعيانًا مشؤومةً على مَن قارَبها وسَكَنها، وأعيانًا مُباركةً لا يَلحَقُ مَن قارَبَها منها شُؤمٌ ولا شَرٌّ، وهذا كما يُعطي سُبحانَه الوالِدَينِ وَلَدًا مُبارَكًا يريانِ الخَيرَ على وَجهِه، ويُعطي غيرَهما ولدًا مَشؤومًا نَذلًا يريانِ الشَّرَّ على وَجهِه، فكذلك في الدِّيارِ والنِّساءِ والخَيلِ، فهذا لَونٌ، والطِّيَرةُ الشِّركيَّةُ لونٌ آخَرُ) [2071] ((مفتاح دار السعادة)) (2/ 257). .
وعلى هذا فلا يُوجَدُ تعارُضٌ بينَ هذه الأحاديثِ وغيرِها التي جاء النَّهيُ فيها عن التَّشاؤُمِ بالأماكِنِ، كالدَّارِ ونحوِ ذلك.
3- وَصفُ بعضِ الأيَّامِ بأنَّها نَحِساتٌ:
قال اللهُ تعالى: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ، وقال أيضًا: إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ [القمر: 19].
والمرادُ: أنَّ تلك الأيَّامَ بخُصوصِها كانت نحسًا، وأنَّ نَحْسَها عليهم دونَ غيرِهم من أهلِ الأرضِ؛ لأنَّ عادًا هم المقصودون بالعذابِ، وليس المرادُ أنَّ تلك الأيَّامَ مِن كُلِّ عامٍ هي أيَّامُ نَحسٍ على البَشَرِ،  وقد وُصِفَت تلك الأيَّامُ بأنَّها نَحِساتٌ؛ لأنَّها لم يحدُثْ فيها إلَّا السُّوءُ لهم من إصابةِ آلامِ الهَشمِ المحَقَّقِ إفضاؤُه إلى الموتِ، ومُشاهدةِ الأمواتِ مِن ذويهم، وموتِ أنعامِهم، واقتِلاعِ نَخيلِهم [2072] ((تفسير ابن عاشور)) (24/259 ،260). .
أمَّا ما يذكُرُه بعضُ أهلِ العِلمِ مِن أنَّ يومَ النَّحسِ المُستَمِرِّ هو يومُ الأربعاءِ الأخيرِ من الشَّهرِ، أو يومُ الأربعاءِ مُطلَقًا، حتَّى إنَّ بعضَ المُنتَسِبين لطَلَبِ العِلمِ، وكثيرًا من العوامِّ صاروا يتشاءَمون بيومِ الأربعاءِ الأخيرِ من كُلِّ شَهرٍ، حتَّى إنَّهم لا يُقدِمون على السَّفَرِ والتَّزَوُّجِ ونحوِ ذلك فيه، ظانِّين أنَّه يومُ نحسٍ وشُؤمٍ، وأنَّ نحسَه مُستَمِرٌّ على جميعِ الخَلقِ في جميعِ الزَّمَنِ: فلا أصلَ له ولا مُعَوَّلَ عليه، ولا يَلتَفِتُ إليه مَن عِندَه عِلمٌ؛ لأنَّ نحسَ ذلك اليَومِ مُستَمِرٌّ على عادٍ فقط، الذين أهلكَهم اللهُ فيه؛ فاتَّصَل لهم عذابُ البرزخِ والآخرةِ بعذابِ الدُّنيا، فصار ذلك الشُّؤمُ مُستَمِرًّا عليهم استمرارًا لا انقِطاعَ له [2073] ينظر: ((أضواء البيان)) للشنقيطي (7/18). .
قال ابنُ القَيِّمِ في قَولِه تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ: (كان اليومُ نَحسًا عليهم؛ لإرسالِ العذابِ عليهم، أي: لا يُقلِعُ عنهم كما تُقلِعُ مصائِبُ الدُّنيا عن أهلِها، بل هذا النَّحسُ دائمٌ على هؤلاء المكَذِّبين للرُّسُلِ، ومُسْتَمِرٌّ صِفةٌ للنَّحسِ لا لليومِ، ومَن ظَنَّ أنَّه صِفةٌ لليومِ، وأنَّه كان يومَ أربعاءَ آخِرَ الشَّهرِ، وأنَّ هذا اليومَ نَحسٌ أبدًا؛ فقد غَلِط، وأخطَأَ فَهْمَ القُرآنِ؛ فإنَّ اليومَ المذكورَ بحَسَبِ ما يقَعُ فيه، وكم للهِ من نعمةٍ على أوليائِه في هذا اليومِ، وإن كان له فيه بلايا ونِقَمٌ على أعدائِه! كما يقَعُ ذلك في غيرِه من الأيَّامِ) [2074] ((مفتاح دار السعادة)) (2/194). .
وإضافةُ اليومِ إلى النَّحسِ في قَولِه تعالى: فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ باعتبارِ المنحوسِ؛ فهو يومُ نَحسٍ للمُعَذَّبين، ويومُ نَصرٍ للمُؤمِنين، ومَصائِبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائِدُ، وليس في الأيَّامِ يومٌ يُوصَفُ بنَحسٍ أو بسَعدٍ؛ لأنَّ كُلَّ يومٍ تَحدُثُ فيه نُحوسٌ لقَومٍ وسُعودٌ لآخَرين، وما يُروى من أخبارٍ في تعيينِ بعضِ أيَّامِ السَّنةِ للنَّحسِ هو من أغلاطِ القصَّاصين! فلا يُلقي المسلِمُ الحَقُّ إليها سَمْعَه، واشتَهَر بينَ كثيرٍ من المُسلِمين التَّشاؤُمُ بيومِ الأربعاءِ، وأصلُ ذلك انجَرَّ لهم من عقائدِ مجوسِ الفُرسِ، ويُسَمُّون الأربعاءَ التي في آخِرِ الشَّهرِ: «الأربِعاءَ التي لا تدورُ» أي: لا تعودُ، أرادوا بهذا الوَصفِ ضَبطَ معنى كونِها آخِرَ الشَّهرِ؛ لئلَّا يُظَنَّ أنَّه جميعُ النِّصفِ الأخيرِ منه، وإلَّا فأيَّةُ مُناسبةٍ بينَ عَدَمِ الدَّورانِ وبينَ الشُّؤمِ؟! وما مِن يومٍ إلَّا وهو يقَعُ في الأسبوعِ الأخيرِ من الشَّهرِ، ولا يدورُ في ذلك الشَّهرِ [2075] ينظر: ((تفسير ابن عاشور)) (27/192). !
فسُعودُ الأيَّامِ ونُحوسُها إنَّما هو بسُعودِ الأعمالِ وموافقتِها لمرضاةِ الرَّبِّ تعالى، ونُحوسُ الأعمالِ مخالفتُها لِما جاءت به الرُّسُلُ، واليومُ الواحِدُ يكونُ يومَ سَعدٍ لطائفةٍ، ونَحسٍ لطائفةٍ، كما كان يومُ بدرٍ يومَ سَعدٍ للمؤمِنين، ويومَ نَحسٍ على الكافِرين [2076] ينظر: ((مفتاح دار السعادة)) لابن القيم (2/194). .
فمَن أراد أن يَعرِفَ النَّحسَ والشُّؤمَ والنَّكَدَ والبَلاءَ والشَّقاءَ على الحقيقةِ، فليتحَقَّقْ أنَّ ذلك كُلَّه في معصيةِ اللهِ، وعَدَمِ امتثالِ أمرِه [2077] ينظر: ((أضواء البيان)) للشنقيطي (7/19). .
4- فَتْحُ المُصحَفِ:
(لا يزالُ لدينا الآنَ مِن يستقرِئُ صُحُفَ الغَيبِ عن طريقِ الأوهامِ، فيفتَحُ المُصحَفَ ليرى أوَّلَ آيةٍ تطالِعُه، فإذا تحدَّثَتْ عن خيرٍ سُرَّ ومضى لعَزمِه متفائِلًا، وإذا تحدَّثَتِ الآيةُ عن شَرٍّ تَجَهَّم وانقَبَض وكفَّ عمَّا يحاوِلُ من أمورٍ!
وما نَزَل كتابُ اللهِ ليرى النَّاسُ عاقبةَ شُئونِهم المعيشيَّةِ كَسبًا أو خَسارةً، ولكِنَّه نزل ليرى المسلِمون العاقبةَ المُطمَئِنَّةَ لِمن اعتَصَم بمبادئِ القُرآنِ، فآثَرَ الفضائِلَ وجانَبَ الرَّذائِلَ، كما أمَدَّ المؤمِنَ بزادٍ من التَّفاؤُلِ حينَ دعاه إلى السَّيرِ في جَنَباتِ الأرضِ سَعيًا وراءَ الرِّزقِ، وحينَ حَذَّره من الخواطِرِ المتشائمةِ والوَساوِسِ المريضةِ، فقال جَلَّ ذِكرُه: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف: 201] ) [2078] ((من القيم الإنسانية في الإسلام)) لمحمد رجب بيومي (2/ 107). .
5- من مظاهِرِ التَّشاؤُمِ التي ينبغي اجتنابُها:
- التَّطَيُّرُ من بعضِ الأزمنةِ، كالتَّشاؤُمِ مِن شَهرِ صَفَرٍ، وهي عادةٌ جاهليَّةٌ قديمةٌ، وقد نفى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذه العادةَ القبيحةَ؛ فعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا عَدْوى ولا طِيَرةَ، ولا هامَةَ ولا صَفَرَ)) [2079] أخرجه البخاري (5757) واللفظ له، ومسلم (2220). .
قال ابنُ عُثَيمين: (قولُه: ((ولا صَفَرَ))... الأقرَبُ أنَّ ((صَفَرَ)) يعني الشَّهرَ، وأنَّ المرادَ نفيُ كونِه مشؤومًا؛ أي: لا شُؤمَ فيه، وهو كغَيرِه من الأزمانِ يُقَدَّرُ فيه الخيرُ، ويُقَدَّرُ فيه الشَّرُّ) [2080] ((القول المفيد على كتاب التوحيد)) (1/ 564). .
ومِن صُوَرِ التَّشاؤُمِ عندَ العَرَبِ بالأزمنةِ أيضًا: أنَّهم كانوا يتشاءَمون ببعضِ الأيَّامِ أو ببَعضِ السَّاعاتِ، كالحادي والعِشرينَ مِن الشَّهرِ، وآخِرِ أربعاءَ فيه، ونحوِ ذلك، فلا يسافِرُ فيها كثيرٌ من النَّاسِ، ولا يعقِدُ فيها نكاحًا، ولا يعمَلُ فيها عَمَلًا مُهِمًّا ابتداءً، يظُنُّ أو يعتَقِدُ أنَّ تلك السَّاعةَ نَحسٌ، وكذا التَّشاؤمُ ببعضِ الجِهاتِ في بعضِ السَّاعاتِ، فلا يَستقبِلُها في سَفَرٍ ولا أمرٍ حتَّى تنقضِيَ تلك السَّاعةُ أو السَّاعاتُ، وهي من أكاذيبِ المنَجِّمينَ الملاعِينِ [2081] ينظر: ((معارج القبول)) لحافظ الحكمي (3/ 990). .
- التَّطَيُّرُ والتَّشاؤُمُ من الأشخاصِ، وهذا النَّوعُ من التَّشاؤُمِ قد حَصَل مع بعضِ أنبياءِ اللهِ تعالى ورُسُلِه عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ من قِبَلِ أقوامِهم، كما أخبَرَ اللهُ تبارك وتعالى عن ذلك في قِصَصِهم.
- التَّطَيُّرُ والتَّشاؤُمُ بالطُّيورِ، كالغُرابِ، وهو عادةٌ جاهليَّةٌ أبطَلَها الشَّرعُ الشَّريفُ ونهى عنها، وهي تَصدُرُ عن جَهلٍ وسُوءِ ظَنٍّ باللهِ، وجَهلٍ بأقدارِه.
ومن ذلك التَّشاؤُمُ من الهامةِ. والهامةُ: اسمُ طائِرٍ، كان أهلُ الجاهليَّةِ يتشاءَمون بها، وهي من طَيرِ اللَّيلِ، وقيل: هي البُومةُ، وقيل: كانت العَرَبُ تَزعُمُ أنَّ رُوحَ القتيلِ الذي لا يُدرَكُ بثأرِه تصيرُ هامةً، فتقولُ: اسقُوني، فإذا أُدرِكَ بثأرِه طارت، وقيل: كانوا يزعُمون أنَّ عِظامَ المَيِّتِ -وقيل: رُوحُه- تصيرُ هامةً فتطيرُ، ويُسَمُّونه الصَّدى، فنفاه الإسلامُ ونهاهم عنه [2082] ينظر: ((النهاية في غريب الحديث)) لابن الأثير (5/ 283). ؛ فعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا عَدْوى ولا طِيَرةَ، ولا هامةَ ولا صَفَرَ)) [2083] أخرجه البخاري (5757) واللفظ له، ومسلم (2220). .
وكذلك التَّطَيُّرُ والتَّشاؤُمُ بأصواتِ الطُّيورِ، ومنه: التَّشاؤُمُ بنعيقِ الغُرابِ، أو صَوتِ البُومةِ إذا صاحَت، ونحوِ ذلك.
قال عِكرِمةُ: (كُنَّا عندَ ابنِ عمَرَ وعِندَه ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، فمَرَّ غرابٌ يصيحُ، فقال رجُلٌ من القومِ: خَيرٌ خَيرٌ! فقال ابنُ عَبَّاسٍ: لا خَيرَ ولا شَرَّ!) [2084] أخرجه الدِّينَوَري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (937). .
أي: لا يكونُ عندَ نَعيبِ الغُرابِ ولا به خَيرٌ ولا شَرٌّ، بل كلُّ شيءٍ فهو مِنَ اللهِ تعالى كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [النساء: 78] ، بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ [2085] ((حسن التنبه لما ورد في التشبه)) للغزي (11/ 409). [المؤمنون: 88] .
- التَّطَيُّرُ والتَّشاؤُمُ بالحيواناتِ، وكثيرٌ من أهلِ الجاهليَّةِ كانوا يتشاءَمون ببعضِ الحيواناتِ وأصواتِها، كتشاؤُمِهم بالكَلْبِ الأسوَدِ.
- التَّطَيُّرُ والتَّشاؤُمُ بالأرقامِ، وهي عادةٌ لم تكُنْ موجودةً عندَ العَرَبِ، ولم يكُنْ هذا الأمرُ معروفًا إلَّا عندَ الغربيِّينَ، ومعناه أنَّهم يتوقَّعون ما سوف يحصُلُ لهم من أحداثٍ سَيِّئةٍ بسَبَبِ رؤيتِهم بعضَ الأرقامِ التي يحسَبون أنَّها تجلِبُ الشُّؤمَ والحَظَّ السَّيِّئَ! ومن ذلك تشاؤُمُ النَّصارى وغيرِهم من ترقيمِ المقاعِدِ، وحذفَتْه بعضُ العماراتِ من أرقامِ الطَّوابِقِ والشُّقَقِ! لأنَّ النَّاسَ يتشاءَمون من ذلك الرَّقْمِ. إلى غيرِ ذلك من مظاهِرِ التَّشاؤُمِ والتَّطيُّرِ التي تتنافى مع ما أمِرْنا به من التَّفاؤُلِ.

انظر أيضا: